رواية قصتي معهم الفصل السادس 6 بقلم هبه عبد اللطيف

 

رواية قصتي معهم الفصل السادس 6 بقلم هبه عبد اللطيف 


ربنا اداني القوة وعرفت أقاوم وقتها ومسكت المصحف قرأت الصافات، بس كنت باخد نفسي بالعافية، وصدري بيضيق عليا. موقفتش وكملت رغم التعب.. كنت بحس أني مش عايزه أتكلم مع حد، عصبية جدا فوق ما تتخيلوا وده بيكون طبيعي لأي حد بيتأذي منهم.. غصب عنه هتلاقيه مفيش احتمال لأي شيء وحساس لدرجة صعب.. 
عدى ٣شهور وخلاص قربت على ولادة ابني البِكري، كنت بشعر بآلام رهيبة لاتُحتمل ولما أسأل يقولوا لا ده طبيعي عشان قربتي تولدي! مكنتش مقتنعة بردهم خالص لأني حاسه بنفسي. 
خلصت الشهر التاسع كله ومفيش أي علامه للولادة ودخلت في أول أسبوع من الشهر العاشر وده حقيقي.


 
صحيت في يوم لقيت وشي ورام، وكفوف ايدي ورامه ورجلي،  منظري كان بشع بجد.. أمي لما شافتني كده اتخضت وكلمت أخوالي لأنهم دكاتره وقالت لهم اللي حصل، قالوا لها هاتي بنتك وتعالي حالا على المستشفى ده كده ممكن تدخل في تسمم حمل! كنا آخر يوم في رمضان ٢٠٠٣
جوزي خدني مع أمي للمستشفى، أما أبويا قال لها مش هقدر أتحمل خوفي عليها وأروح معاكم وفضل في البيت ماسك المصحف بيقرا ربنا يجبر بخاطري.. 
دخلت العمليات وولدت ابني اللي شاف معايا وهو في بطني أهوال.. فرحت أوي رغم كل اللي حصلي وروحت شقتي، كنت كملت بتاع خمس أيام وأمي بتراعيني في شقتي، جوزي قالي تقعدي في شقتنا قلت له ماشي مفيش مشكله رغم أمي هتتعب بقى بين بيتين كده.. 
اليوم الخامس كانت أمي لسه مجتش وجوزي كان موجود بس نزل بيت العيلة وقال هى نايمه والولد خليهم يرتاحوا.. 
فجأة صحيت على نَفس سُخن جنب وشي، كأنه طالع من جهنم. اترعبت وصحيت بتلفت على ابني أقسم بالله لقيت وش الواد حواجبه مرعبه وتخينة وسوده ووشه مخيف..  جسمي اتشنج ورغم أني والده قيصري ومعروف التعب وأني أتحرك بسرعة دي محال.. لقيت نفسي نزلت من السرير وطلعت بره الأوضة وسيبت ابني لوحده.. فجأة وقفت وانتبهت إن ابني جوه معاهم وأنا جريت!! روحت راجعه وأنا بردد آية الكرسي بصوت عالي وكأني في حرب ودخلت الاوضة اللي كانت حرارتها جهنم..على فكرة كنت والده في آخر شهر ١١ يعني مش صيف.


 
روحت ناحية السرير لقيت ابني نايم،، كنت خايفه أبص في وشه، بقيت أردد في سورة الكرسي ونزلت شديته بسرعة وطلعت للصالة.. 
قعدت على كرسي أعيط. معرفش بعيط ليه! كنت مخنوقة وضعيفة أوي.. جوزي جه لقاني كده قالي متخافيش أكيد تهيؤات. هو كان بيقولي كده عشان مركزش!! طبعا مكنوش هيعدوا القصة كده نهائي. جيت أرضع ابني ملقيتش لبن طبيعي زي أي أم!! وبدون سبب ومع كل المحاولات والوصفات مفيش نتيجة.. وقتها سلفتي كان مخلفه ابنها قبلي بأسبوع.. شوف بقى الزمن بيعيد نفسه ازاي واللي حصل مع أمي وأخويا حصل لابني.. 
جوزي خد ابني وراح لمرات أخوه اللي بنت عمه على فكره مش غريبه، بقت ياحبيبتي ربنا يكرمها تاخده وترضعه مع ابنها وهى اللي تقول لجوزي هاته لو جاع وصحي بالليل ملكش دعوة..  
ابني بقى يرضع صناعي للأسف، ودخلنا في مرحلة أنه بقى يصرخ ومينامش بدون سبب طبيعي مش زي الأطفال.. لا ده حاله مختلفه زي خاله كده ما حصل له!! فجأة وفي يوم جوزي بايت في شغله وأنا مع ابني اللي عمره شهر وشويه وكل ليلة في توقيت معين الساعة ٢ قبل الفجر الواد يصرخ والكهرباء تفصل عن الشقة.. طبعا أنا في بيت عيلة وكله الكهرباء عنده شغاله الا أنا!! يومها شحن الكشاف خلص، ومكنش لسه فيه موبايلات كده، روحت واخده ابني على دراعي في عز العتمة دي وقررت أطلع بره الشقة، قعدت على السلم لأنه كان فيه نور. الواد يصرخ لما أهل البيت صحيوا ولقوني قاعدة كده. 



سلفي أخو جوزي يبص على ڤيوز الكهرباء يلاقيها سليمة!! يشيلها ويحطها كام مرة مفيش، آخر مرة شالها وحطها الكهرباء رجعت!! طلعت الشقة وشغلت القرآن وقعدت أردد الكرسي والمعوذتين لحد ما الفجر أذن وأنا قاعدة في البلكونة ولافه الولد ببطانية وحضناه. 
نمت وأنا على قعدتي دي وانتبهت لما الشمس لسعتني كده.. لقتني نايمة وابني على رجلي.. 
قومت دخلت جوه واتصلت بأمي جت لي قعدت معايا لحد ما جوزي جه، قامت نضفت لي شقتي وطبخت وخدت ابني مني لحد ما نمت كام ساعة كنت هموت م التعب.. 
مرت الحياة كده، أشوف وأسمع.. كانوا بيظهروا في كل مكان بالشقة، إما خيالات سوده، أو يوقعوا أي حاجه من مكانها، ده غير الكوابيس المرعبة لوحدها قصة تانية.. 
كنت بشوف نفسي ورا قضبان حديد مسجونة وواقف على باب الحبس ده اتنين عساكر يهـ ود، كنت بشوف نجمة داود على راسهم وصدرهم، ولما أدقق معاهم يتحولوا لشياطين. يومها مفهمتش ايه دول لحد ما سمعت صوت بيقولي وأنا صاحيه.. دول خدام السحر دول يهـ ود متخافيش منهم.. اقري سورة طه اقري سورة طه.. 
بقيت أتلفت حواليا وأقول أنا اتجننت بقى ماهو ايه الصوت والخيالات دي!! المهم عملت ده وقريت سورة طه ودي كانت أول مرة أعرف إن فيه مدد رباني!


 
كان تواجدهم بعدها بدأ يخف شويه ويظهروا على فترات متباعدة لكن كان فيه ألم تاني اشتغلوا لي فيه.. 
صداع بشع مهما أخود مسكنات مفيش نتيجة، كنت بحس إن حد ماسك مخي مش الجمجمة لا ده المخ نفسه بيعصره، كل ما يحصل ده أصرخ.. أخود مسكنات مفيش وصلت أنه بقيت أخود حقن للصداع مش حبوب عشان يكون مفعولها أسرع شوية. ألم مميت لا يتحمله إنسان.. وأنا أم لطفل ملزوم مني وبيت وزوج.. 
كان الصداع ده بترعب منه لأنه مؤلم ومفيش حاجه بتسيطر عليه. بدأ والدي يعلمني أرقي نفسي ازاي وأقرأ على الماء ازاي وأحصن نفسي ازاي..  كان يقولي عليكي بالقلاقل والكرسي  دول بيدمروهم.. 
أقوله يعني ايه؟ يقولي قل أعوذ برب الفلق


 
قل أعوذ برب الناس، والكافرون، والاخلاص وزودي معاهم الكرسي.. تفضلي تقري لحد ما تلاقي نفسك أحسن. 
بدأت أعمل ده والمدهش النتيجة وكأن فيه منوم حقيقي.. 
ابني بقى عنده حوالي سنتين وربنا كرمني بحمل في ابني التاني وكنت بعافر بس مش أحسن حاجه، كنت بشوفهم في المنام كتير لكن أبويا كان دايما يبعدهم عني ويحصني.. 
جيت بقى أولد ابني التاني، قبل الولادة بيوم حلمت أني فوقت من التخدير جوه العمليات.. كنت بتخدر تخدير كلي مش نصفي.. 
المهم صحيت وأنا قلبي مقبوض وقلت لجوزي على الحلم قالي لا عشان بس أنتي مركزة وخايفه. كنت عارفه أن أحلامي بتحصل زي ماهي.. المهم قلت لأمي واحنا رايحين المستشفى وكان معانا ست قريبة جوزي. قلت لهم نبهوا الدكتور أنا هفوق وهو لسه بيشتغل!؛ قالولي لا متخافيش ده حلم.. 
المهم دخلت العمليات وحصل اللي شوفته في الحلم بالتفصيل. نفس النومة على سرير العمليات بنفس الوشوش وفوقت من التخدير، سمعت الدكتور بيزعق ويقول للمرضة ثبتيها بسرعه. ويادكتور أنا لسه مقفلتش.. كان بيكلم دكتور التخدير طبعا راح حاطط لي ماسك تخدير على وشي فتوهت تاني.. 
في اللحظة دي كان معايا واحدة قريبتي كانت بالتمريض جوه الولادة مسابتنيش.. طلعت تطمنهم عليا وقالت لهم هى البت دي بتشرب ايه مصحصح دماغها كده دي فاقت والدكتور مكنش لسه خلص!!


 
جوزي وأمي والست قريبتنا وقفوا مصدومين.. ردوا عليها قالوا والله العظيم قالت لنا نبهوا الدكتور أنا هفوق وهو لسه بيشتغل!! 
الموقف ملوش تفسير طبعا والناس لا تملك إلا أنها اتصدمت من اللي حصل..  
الصدمة التانية بقى لما خرجت لغرفتي وفوقت وجيت أشوف ابني، لقيت في راسه ايه؟؟! أيوه البرمتين أو الدوامتين أو النخلتين..!!!






تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×