رواية قصتي معهم الفصل الثالث 3 بقلم هبه عبد اللطيف

 


رواية قصتي معهم الفصل الثالث 3 بقلم هبه عبد اللطيف


أبويا خلاص بقى مريض قلب وحياته غصب عنه لازم تتغير، ودي كانت بداية أنه يبطل التدخين نهائي وبأمر الدكتور لأن حالته فعلا كانت تتطلب ده. 

هو مزعلش ولا اعترض على أمر ربنا بالعكس ده فرح وقال أهو سبب ربنا بعته أبطل التدخين ده.. 

قصة التدخين بقى لها حدوتة لوحدها زمان كان جدي أبو أبويا من الناس اللي عندهم أرض كتير جدا، اللي باعوا منها بملاليم تقريبا يعني لو كانت موجودة لحد دلوقتي كنت أقل شيء كده كوريثه من ضمن الورثة معايا كام مليون. 

جدي ده وأعمامي وأبويا كانوا ناس نزيهة أوي فوق ما تتخيلوا، وكانوا بيعشقوا حاجه اسمها معسل وتدخين اه والله. 

فكان ورا بيت العيلة حتة أرض كبيرة أوي بتاعتهم كانوا عاملينها جنينة موالح مانجا بقى وجوافه، وورد كانت جنة حقيقي. 

أبويا وأعمامي من عشقهم في المعسل والدخان كانوا زارعين التبغ ورا البيت في الجنينة دي، التبغ ده النبات اللي بيدخل في صناعة السجاير والمعسل المادة الخام قبل ما يمزجوها بقى بالقطران اللي بيحطوه.. 



زرعوا التبغ لمزاجهم ولأنهم عايزين حاجه نضيفة. كانوا يقطفوا ورق التبغ وينشفوه ويلفوه بورق بفره وهات ياتدخين. عشان كده قصة إن أبويا يوقف تدخين دي منه لنفسه كده كانت مستحيلة.. 

عدت فترة من بعد زيارتهم للحاجة سنية والدنيا هادية وتمام ومفيش حاجه حصلت، وأبويا بدأ مشواره في حفظ كتاب الله وتجويده، بعدها كنت أنا بقى عندي سنتين أو تلاته فأمي ربنا كرمها بحملها في أخويا والدنيا تمام وعدت على خير وولدت بالسلامة. قالوا كرم ربنا ومفيش حاجه هتحصل تاني. لكن يبدو إن كان فيه ابتلاء تاني.. 

فجأة أخويا وهو رضيع يرفض الرضاعة من أمي نهائي. مع أنها كانت مرزقة بالرضاعة الطبيعي وبكمية وفيرة.. 

الواد يصرخ ويرفض صدرها نهائي.. قالوا لأ كده الواد عيان. خدوه وجريوا على الدكاترة يكشفوا مفيش حاجة!! طبعا حوار اللبن الصناعي ده كان مرفوض يعني مكنش متاح كتير كده إلا في حالات الأم ربنا مرزقهاش برزق طفلها ومعندهاش لبن طبيعي.. 

غصب عنهم الدكتور كتب له لبن صناعي ماهو لازم يرضع وإلا هيموت بقى..


 

أمي تعمل له الرضعة ويرفضها بردو ويفضل يصرخ، المهم أبويا قال لأ كده الأمر مش طبيعي!! راح لشيخه اللي بيحفظ على ايده وقاله الحقني.. الشيخ اتصدم وقاله طيب بقولك ايه الواد لازم يترقي فورا روح امسكه وارقيه ونشوف هيرضع ولا لأ! جري أبويا وعمل الرقية لأخويا وهو يصرخ مبيفصلش! جت خالتي لقت أمي بتعيط ومرات عمي كانت والده لسه بنتها بعد أخويا أو قبله مش متذكره والله بس هم كانوا في نفس السن وسنة الدراسة.. 

مرات عمي الله يرحمها شافت الوضع كده والواد على صرخه واحده لا عايز يرضع من أمه ولا من الإزازة!! اه مكنوش بيقولوا عليها ببرونه كانوا بيقولوا عليها إزازة اللبن.. 

مرات عمي خدت أخويا من ايد أبويا وأمي بتعيط.. قالت لخالتي أمسكي بنتي كده.. وراحت واخده أخويا على صدرها وفجأة الواد بيرضع وبيتفحم من العياط والجوع! الكُل اتصدم وأبويا مبقاش فاهم فيه ايه!! بعدها أمي تجرب يرضع منها رافضها تمامًا،وقصة أنه يرضع من مرات عمه بقوا يعيني مستحرمينها افرض العيال كبرت وحبوا يناسبوا بعض!! المهم مبقاش فيه أمل. بقت مرات عمي ترضعه وفجأة رفض صدرها هى كمان!! وأبويا يرقيه والواد يصوت هيموت! بقت خالتي تاخده وأي واحده قريبتنا ولا جارتنا والده بقت تاخده ترضعه مع عيالها.. 



أبويا فضل معاه بالرقية لحد ما ربنا زاح الغمة دي اللي فضلت شهر،الواد يرضع من غير أمه وهى ياعيني تشفط اللبن من صدرها ترميه وتعيط!! فجأة ربنا كرمهم والواد رضع والدنيا بقت تمام 

أبويا قال لأمي الواد ده رضع من مين ومين؟! قالت له على أسماء الستات وعيالهم، راح أبويا كتب ورقة بالأسماء كلها واحتفظ بيها وقال دول خلاص بقوا أخواته في الرضاعة الله المستعان. 

مر بتاع كام شهر وأخويا بقى عنده ست شهور تقريبا وفجأة حصلت صدمة تانية.. أمي مرة واحدة وبدون مقدمات صحيت لقت نفسها جالها شلل بايدها ورجلها! ازاي محدش عارف لا عارفه تحرك ايد ولا رجل، واحدة في عز شبابها وجميلة فجأة تشوف العذاب ده كله!! جريوا تاني على المستشفى يقولك مفيش سبب. كشف مخ وأعصاب وكله بدون نتيجة. كده كان واضح أنه اتسحر لها تاني! طفلة عندها سنتين وطفل ست شهور وأم اتصابت بالشلل فجأة وكمان شعرها بقى يقع لوحده بكميات مرعبة.. لأن شعرها كان ماشاء الله طويل وتقيل جدا اسود زي الليل وهى كانت بشرتها بيضاء وحلوة، فجأة وشها بقا أصفرر وباهت وشعرها مفيش! كانت خالتي ربنا يديها الصحة بتيجي تراعينا وتعمل لنا طلباتنا لدرجة كانت بتشيل أخويا تحطه على صدر أختها وترضعه..


 

جت عمتي راح أبويا قالها شوفي يا أختي أنا لا هروح معاكي لحد بيعرف ولا بينيل ماشي عشان بس متزعليش مني. 

قالت له يا واد هيموتهالك هى وابنك. قالها لو ليها نصيب في كده هى والواد ده قدر ربنا مش هتحرك في سكة زي دي. 

قالت له بلاش أنت هاخود جوزي وأروح.. رد عليها بغضب وهو كان عفي أوي وعصبي جدا جدا.. قالها عايزه ينقطع رجلك وتحرمي عليا روحي! 

عمتي زعلت وقالت له طيب هتعمل ايه هتروح فين ولمين؟ قالها هروح لربنا مفيش غيره 

سابها ودخل صلى ركعتين لله ومسك المصحف على سورة البقرة وقعد يقراها.. هو قالي معرفش قراها كام مرة لأنه مقرأهاش مرة واحدة وكأنه كان ده أمر رباني ألهمه بيه.. 

بعد ما يختم مرة يعيط ويقول يارب أنا راضي لو دي مشيئتك مراتي تموت وابني أنا راضي يارب.. 

يارب مليش غيرك يارب أنا عارفه أنه اختبار تقيل في جايلي في حتة مني وأنا راضي وقابل يارب متسبنيش أدخل سكة غيرك. انجدني يارب.. 



فضل أبويا على كده طول الليلة دي لحد ما نام من التعب محسش بنفسه.. أمي قعدت حوالي كام شهر كده وأبويا مفقدش الأمل لحد الليلة اللي قرأ فيها سورة البقرة.. 

كان النهار طلع وهو مراحش شغله ونام من تعبه وحزنه، الباب كان بيخبط الصبح لأن المفروض خالتي لما عرفت أنه بايت مع أمي كانت روحت لجدتي وقالت له هتيجي بدري عشان تجهز لهم الفطار وتشيل أخويا لأمي ترضعه وأنا تأكلني.. 

الباب بيخبط وأبويا ياعيني محسش خالص. أمي سامعه الباب، ندهت على أبويا كان في الأوضة التانية مسمعهاش. 

فجأة أمي لقت نفسها بتنزل رجلها من على السرير وواقفة وده مكنش بيحصل أصلا.. دراعها اتحرك!! كانت أشبه بمومياء والله.. عندنا صورة أبويا كان مصورها لأمي كده بحالتها وعجزها ده وشعرها اللي وقع. كان عنده كاميرا وصورها معرفش احتفظ ليه بصورة زي دي!! اللي يشوف الصورة دي هيلاقي واحده كأنها جاية من بين الأموات.. ومعذرة مش هقدر أنزلها عشان محدش يقولي نشوفها دي حرمة أمي وعارفه أنكم هتقدروا ده كويس.. 

المهم أمي نزلت من سريرها ولقت نفسها بتتحرك مصدقتش روحها، راحت لحد الباب وفتحت. خالتي لقت أمي واقفة قدامها وهى اللي بتفتح الباب! خالتي اتصدمت مبقتش مسيطرة على نفسها وتعيط وتحضن في أمي. 



أبويا صحي على الصوت لقى أمي واقفة على رجلها. افتكر نفسه بيحلم!! قام جري عليها واتأكد أنه مش حلم ولا حاجه ده حقيقة راح نازل على الأرض ساجد لربنا وكل اللي بيقوله.. "ياحبيبي يارب يا حبيبي يارب يا ما أنت كريم يا رب.. 

ويعيط بجد.. عرف أنه ربنا استجاب لما قاله يارب متحوجنيش لغيرك ولا سكة تغضبك. 

الخبر انتشر وجت عمتي جري على أبويا تقوله ايه اللي حصل يا عبد أنت عملت ايه ولا روحت فين؟؛ قالها روحت لربنا يا أختي روحت له ومفيش غيره.. 



أبويا راح لشيخه حكاله الشيخ قاله.. فاكر لما شوفتك أول يوم قلت ايه؟ مش قلت لك يامولانا! 

اسمع بقى اللي هقوله ده كويس وحطه كده حلقه في ودنك.. اللي ببيحصلك ده كله ابتلاء واختبار حتى لو كان اللي وراه حد كارهك وبيسحر لك ده مجرد سبب. أنت ربنا بيختبرك هتقدر تشيل ولا لأ؟! هل هتدخل طريق ربنا وتختاره ولا مش هتفهم الرساله كويس!؟ اللي حصل ده كان متوقع يحصل أنت خبطت على بابه بقلبك فمستحيل هيردك مكسور الخاطر.. 

أنت كده خلاص فهمت الرسالة ودخلت الطريق. مهمتك بقى هتبتدي لما توجه الغرقان للطريق الصح. وخلي بالك ده قدرك ونصيبك مفيش مفر منه..


الفصل الرابع من هنا 



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×