رواية قصتي معهم الفصل الرابع 4 بقلم هبه عبد اللطيف


 رواية قصتي معهم الفصل الرابع 4 بقلم هبه عبد اللطيف


مرت فترة كده والدنيا بقت تمام ومفيش أي سحر اتعمل تاني، كان فيه مضايقات منهم بس على فترات كده وأبويا بقى يقدر يتعامل كويس، الصلاة في موعدها والحفظ للقرآن مستمر. وبقى يدور بنفسه على الشيوخ المقرئين اللي كل واحد منهم معاه إجازة في قراءة معينة يروح ياخد العلم على ايده.. 

أمي كانت ست طيبة أوي وحظها من التعليم مأخدتوش، اتربت طفلة يتيمة هى وأخواتها، خمس يتامى وأم شابة في عزها.. 

لما أبويا راح خطب أمي كان والدها اللي هو جدي متوفي بقاله بتاع سنتين ولا حاجه وهى كانت كبيرة أخواتها، أبويا اتجوزها وبقى الأخ الكبير للأيتام دول، كانت جدتي الله يرحمها تقولي "أبوكي ده رفيق شقايا" كان ابنها البكري اللي مخلفتوش واللي كان سند فعلا، لا عمره بعد أمي عن أهلها ولا هو اتأخر عنهم.. 

كان جميل الخلق والخلقة وحنين، عشان كده ربنا كرم أمي بيه.. 

أمي جت في وقت كانت زعلانه أنها مش بتعرف تصحى تصلي الفجر، ومكنش عندها منبه أو مكنتش تعرف تتعامل مع ضبط الأرقام فيه. يعني الليلة اللي أبويا في الشغل هى متعرفش تصحى تصلي.. وده كان مضايقها جدا.. 



جت في ليلة بعد صلاة العشاء وقالت يارب نفسي أصلي الفجر صحيني بمعرفتك يارب.. 

بتقولي ليلتها وأقسمت بالله لقت زي ما يكون حد ماسك شراشيب كوز الدرة الأخضر اللي بتكون ناعمة دي وبيحطها على وشها، فجأة صحيت لقت الآذان بتاع الفجر!! 

قامت بسرعة اتوضت وصلت وفضلت على الحال ده فترة، تلاقي مدد من ربنا يصحيها للصلاة. يا اما تسمعهم ينادوا عليها، أو يتهيء لها أن حد من عيالها بيعيط وتقوم تلاقي الآذان.. 

أبويا قالها اللي تشوفيه وتسمعيه ويحصل معاكي أوعي تحكي عليه، لكن للأسف هى كانت على نيتها وحكت.. ودخلنا في قصة "من باح راح" وشكرا على كده المدد راح.. فضلت أمي حزينة وزعلانة وأبويا قالها أنا قولت لك بلاش تحكي.. 

عدت فترة وبقيت عندي حوالي ٨أو ٩سنين وأمي خلفت أختي كمان بقينا بنتين وولد واحد الحمد لله.. 



الدنيا كانت تمام ومفيش حاجه حصلت من الأذى لحد ما في ليلة رجع الأذى بس بشكل مختلف.. 

أمي كانت من ستات زمان اللي كانوا بيعملوا كل حاجه في البيت تخبز، تطبخ، تعمل كل شيء. تسيح سمن بلدي. 

في ليلة أمي كانت اشترت السمن وقالت هتسيحه وتشيله كالعادة، الليلة دي كانت صيف، وأبويا كان موجود وأنا وأخواتي. هى كانت تحب تخلص شغلها بالليل واحنا نايمين.. بدأت تسيح السمن وفجأة أنا كنت نايمه في الصالة بره وعيني شايفاها في المطبخ. لقيت النار بتندفع ناحية أمي من تحت حلة السمن ومن فوقها وكأن حد أقسم بالله نفخ النار في وشها، أمي من صدمتها ورعبها صوتها مطلعش!! لقيت النار ماسكه فيها في وشها وشعرها وايدها. 

كانت أمي مربية حمام في البيت، وكان فيه باب جنب المطبخ فيه مكان الحمام. فجأة ظهرت حمامة منهم ونزلت بأجنحتها على أمي تطفي النار اللي في وشها وراسها، أنا شوفت أمي بتولع قدامي فضلت أصرخ أصرخ أبويا صحي لقى الرعب ده قدامه جري لفها في بطانية. ولقيت الجيران اللي هم قرايبنا من العيلة كلهم في بيتنا.. 

ودخلت أمي في ابتلاء جديد! كل ده وهى وأبويا صابرين ومحتسبين، وأنا كطفله بدأت أشوف وأفهم وأعرف وغصب عنهم كنت بسمع اللي بيحكوه بدون قصد أني أسمع..! كانت جدتي تقولها هم هيفضلوا وراكي كده ياقلب أمك لما يخلصوا عليكي وجدتي الله تبكي.. 



أيام صعبة وحزينة كفيلة تخليني أكره أي إنسان وأشك فيه. 

أبويا كان بيربيني أنا بالذات من صغري على قوة الشخصية، كان فرحان أنه ربنا رزقه الخلفة وبقى يعاملني كراجل ويربيني كراجل.. حريص أني التزم وأصلي، وكان مع أخواتي كده، لكن أنا معرفش كان هو وأمي ليا تعامل منهم مختلف.. 

كنت ومن صغري أحس بحاجه تحصل، أكره حد بدون سبب يطلع زفت وقطران فعلا. أحس إن فيه حد بيتابعني بس مش موجود لكن حاسه. كنت بخاف أقول على اللي بشوفه لحد ميصدقنيش طبعا. لحد ما في مرة قلت لبابا أنا بشوف ناس شكلها مرعب في الحلم. لقيته سكت وبص لأمي وقال لها الله المستعان نصيبنا بقى! 

متكلمش ولا فسر كل اللي كان بيعمله لازم أصلي ويرقيني.. 

وقالي اللي تشوفيه متخافيش تعالي قوليله ليا كله متخبيش عني حاجه.. 



مكنتش عارفه ايه بيحصل في الحلم. أشوف واحدة ضخمة بشعة واقفة عايزه تأذيني ومش عارفه تقرب، وبتصرخ. 

واحد شكله بشع واقف وبيني وبينه قضبان حديد وكأنه مسجون.. 

كنت أحس أنه هو أنا مين؟ وايه العالم ده أنا فين؟؛ احساس موحش بالغربة.. 

قولت لأبويا قالي يلا نحفظ آية الكرسي بقا عشان قبل ماننام نرددها كتير والناس الوحشة دي متعرفش تقرب لنا.. 

ومن هنا بدأت أعرف أنه فيه عالم تاني متربص ليا، ليه؟ معرفش!! 

كنت طفلة ذكية حسب كلام أهلي وعندي موهبة الكتابة والمقدرة أني أكتب حواديت في كراسة التعبير، الكل لاحظ ده.. 

اللي حفز ده أبويا لما كان بيحب القراءة وبيشتري كتب كتير جدا، ده غير أنه كان في نفس الوقت بيتعلم الموسيقى والعزف على الكمان، كان بيحب ده جدا.. 

لقيت نفسي مزيج غريب. قوة، وضعف، جبروت، وخوف،، مبقتش عارفه أنا ايه.. 



عدت السنين وتعايشت مع كل ده لأنه كان عادي، وفي نفس الوقت أبويا كان قاريء جيد للعالم ده وبدأ يبحث وأنا معاه. ونتناقش ويقرأ كتب المعالجين بالقرآن الصح ويعرف الرقية الشرعية الصح، بقيت أقرأ معاه واللي مش عارفاه هو يشرحه.. 

بقيت شابة ودخلت الجامعة وبدأت عروض الخُطاب، كنت برفض وبدون سبب، ليه هو كده. 

لحد ما في يوم لقيت أبويا بيعرفني أنه فيه ناس جاية تزورنا، الناس دي كان واحد صديق عمره وابنه. اللي هو دلوقتي مين بقى يا ولاد!! أيون زوجي.. 

بمناسبة ده فيه موقف عجيب حصل. طبعا أبويا قلت لكم أنه مرزقش بالخلفة الا بعد سنين، ففي يوم شاف صاحبه اللي هو حمايا الله يرحمه ومعاه حماتي وزوجي ده كان طفل. قاله مالكم رايحين فين، قاله الواد تعبان أوي ومبيخفش من يوم ما اتولد وهو مبهدلنا 

ضحك أبويا وقاله بكره يبقى راجل وأكون أنا خلفت له عروسته!! والله هذا حصل 



زوجي أكبر مني بكام سنة وفعلا.. حمايا اتصل على والدي وقاله فاكر يا عبد اللطيف لما قلت لي هتخلف عروسة لابني احنا جايين النهارده نخطب العروسة.. 

مكنتش شوفت زوجي ولا مرة رغم إن والدي وحمايا مكنوش بيتنقلوا من بيوت بعض، 

يومها قلت لأبويا أنا مش عايزة أتجوز ياسيدي أنا عايزة أخلص جامعتي وأفتح مكتب المحاماة اللي بحلم بيه. قالي اسمعي الكلام وشوفيه، الشاب ده متدين وطيب أنا عارفه وبردو عارف دماغك.. 

المهم ربنا قدر والنصيب غلب واتجوزت.. 

وهنا بدأت رحلة الرعب بقى.. 

أول ما اتجوزت أبويا وأمي قالوا يمكن بختها من بختنا وتتأخر في الخلفة، لكن قدر ربنا كان له كلمته. ربنا أكرمني بالحمل بسرعة في ابني البكري. 



بعد ما عرفت أني حامل في شهرين بدأت المأساة.. في يوم كنت كالعادة لو في بيت عيلة الواحدة بتنزل تساعد.. المهم يومها كنت بنضف مندرة كبيرة كده كانت مخصصة لسلايفي الشباب، وكانت منفصلة عن البيت كله، كان بيت عيلة وحمايا الله يرحمه وأخوه كانوا تُجار تُقال جدا، والمندرة دي لازم تكون جاهزة عشان الضيوف والشباب. 

دخلت كالعادة زي ما كنت في بيت أبويا أنضف وأشغل سورة البقرة وأفتح الشبابيك زي ما اتعلمت، وأبخر وأخلي المكان زي الفل. سورة البقرة شغالة عادي وأنا بحكم أني بنت شيخ محفظ للقرآن وطبيعي حافظه أو بردد مع الصوت. ألاقي نفسي حد مسكني من رقبتي!! 

وسمعت صوت صريخ صريخ.. شايفه نفسي بتخنق وسامعه صوتي بصرخ.. ومش عارفه أسيطر على نفسي نهائي.. 

وقعت من طولي ولقيت البيت كله اترعب واتصلوا بأبويا يجي.. 

كنت بموت حرفيا، حد صوته واضح بيقولي مش هنسيبك لا أنتي ولا اللي فبطنك..



الفصل الخامس من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×