رواية قصتي معهم الفصل الخامس 5 بقلم هبه عبد اللطيف
كنت حاسه روحي بتتسحب وجسمي بقى ولا كأنه لوح تلج، فقدت الإدراك والإحساس بالمكان والزمان.. كنت سامعه صوت أبويا وهى بيقرأ الرقية الشرعية. الصوت كان جاي من بعيد أوي وكأنه هو في مكان وأنا في مكان تاني خالص!
معرفش فضلت على الحال ده أد ايه،فوقت لقتني فوق في شقتي وعلى سريري، وأمي وأبويا وزوجي قاعدين جنبي.
صوت الكاسيت كان شغال على سورة البقرة. وقتها مكنش لسه فيه موبايلات كده، كنا سنة ٢٠٠٣
كنت نايمة وحاسه أني بشعور غريب وهو أنه فقدت الانتماء للمكان واللي حواليا، حاسه أني مش أنا ده حد تاني هو اللي موجود، كنت ببص لهم وكأني بشوفهم لأول مرة في حياتي! وأول كلمة نطقتها. أنتم مين وايه اللي جابني هنا! أنا مين!
طبعا كان كلامي صادم ومرعب. سمعت أبويا قال لزوجي لأ كده فيه حاجه أنا مش فاهمها؟! المفروض أنا قريت الرقية أهو وهى تفوق. ايه اللي بيحصل ده؟!
رد زوجي: ياعمي أنا اللي مش عارف ايه ده أصلا ولا ايه اللي حصلها تحت!
طبعا مكنتش في حياتي قبل اليوم ده لا تعبت ولا اتهاجمت منهم كده، كنت بسمع وبشوف والدي وهو ربنا بيجعله سبب لمساعدة غيره. واحده ابنها محسود ولا تعبان تلاقيها جايه جري الحقني ياشيخ عبد اللطيف. كان ياحبيبي يمد ايده بس ويقرأ المعوذتين والكرسي على العيل تلاقيه ربنا شفاه وكرمه..
كان راجل كباره كده وله كلمته على الكبير والصغير. حبا فيه ولأنه من أهل القرآن..
كنت أهزر معاه قبل جوازي وأقوله لما أشوفه راجع من بره. ايه جايب لنا كام عفريت في جيبك يا حاج!؛ يضحك ويقولي لا يخافوا يجوا هنا،، تبص له أمي وتقوله والله أنت بترقيهم من هنا وهتشيل معاك وأنت جاي، يقولها خليها على الله اللي فيها لله مبتغرقش..
يوم تعبي الأولاني ده قعدت الليلة كلها في حالة اللا احساس بالمكان والزمان والأشخاص. وده استمر لتاني يوم وشايفه أبويا ماسك المصحف وقاعد جنبي.
عدى اليوم وصحيت الصبح مستوعبة اللي حواليا، ورجع لي انتباهي وكأني كنت مخطـ وفة جوه عالم تاني. ده اللي عرفته فيما بعد بسنين لما بحثت وقريت ودورت عشان أفهم. في الليلة دي كان الجن اتمكن من القرين وأفقده القدرة على التواجد وكأن قريني انسحب في مكان تاني، وسكن مكانه كائن آخر.. لكن اللي حجمه وسيطر عليه أبويا لما فضل يقرأ الرقية وسورة البقرة والصافات..
طول فترة شبابي قبل خطوبتي وجوازي كنت بنت عاديه، بلبس زي البنات عايشه حياتي بنوته عاديه لبس وتنطيط.. كنت لما اتجوزت عندي حوالي ٢٢سنه يعني عيله لسه لا تعرف دنيا ولا ناس..
تاني يوم صحيت وكان زوجي موجود وأمي باتت معايا. لقيتها الله يرحمها جهزت لنا فطار.
مكنتش عارفه آكل حاجه نهائي. امتنعت عن الأكل والشرب ودخلت في مرحلة لازم محاليل بقى عشان الجنين. قعدت أسبوع عايشه على المحاليل وبس..
فجأة شميت ريحة بشعه في الشقة، وبتزيد في أي مكان أكون فيه. عارف لما تكون فتحت قبر!! هو كده بالظبط. أصرخ وأرجع وأقول لهم ايه الريحة دي هموت افتحوا الشبابيك، هم يستغربوا لأنهم فعلا مش شامين حاجه نهائي. أنا بس اللي شامه ده!! تجري أمي تولع كام عود بخور وأبويا يقرأ على ماء ويرش الشقة الدنيا تهدى شويه.
بعدها بكام يوم قاعده ولسه في شقتي.. كنت أنزل مع زوجي الفجر وهو رايح شغله يوديني شقة حمايا في بيت العيلة، أدخل أنام هناك محسش بنفسي ولا كأن فيه حاجه، أرجع شقتي أشم نفس الريحة قلبي يتقبض وجسمي يتنفض بصورة مرعبة ولا كأن حد بيكهربني!! فجأة لقيت كأن حد بينفخ تراب بكميات كبيرة في وشي.. التراب بيسد بوقي ومناخيري..
بصرخ عشان جوزي يطلعني بره الشقة وأنزل أجري ع السلم زي المجنونة!! أكح وأدخل الحمام ألاقي أعزكم الله زي طين نازل من بوقي ومناخيري، تراب فعلا وبجد!!
جوزي اترعب واتصل على أبويا، المرة دي جه بقى ومعاه صاحبه شيخ ربنا يرحمه ويغفر له كان رجل تقي وإمام مسجد وعالم أزهري.
الاتنين جم الشقة ووالدي طلب من أمي تتأكد من ملابسي عشان يعني لا أتكشف وقت الرقية أمام الشيخ الغريب.. دخلوا لي غرفتي وأنا نايمة على سريري زي الميتة حرفيا.. وقتها لقيت نفسي ببص لأبويا وللشيخ بصة مرعبة. مش أنا اللي ببص لكن حاسه وشايفه بس مش مسيطرة على نفسي..
أبويا فهم من النظرة دي أنه كده فيه حد موجود منهم. بص الشيخ وقاله توكلنا على الله وبه نستعين. وبدأت أول حرب في حياتي.. كنت سامعه أبويا وصوت الشيخ وشايفه الاتنين اللي بقوا مفرهدين وكل واحد منهم بقى في بحر من العرق. مكنتش مدركه للوقت ولا لشيء. كل اللي حسيته أنه جسمي بيتشال من مكانه زي أفلام الرعب.. ده حقيقي مش هزار وهعذر كل اللي ميكونش مصدق، قلت لكم قصتي تقيلة وصعبة..
كان جسمي بيتشال وفجأة هيترزع طبعا كانوا بيعملوا فيا ده عشان أجهض! جوزي بقى ماسك جسمي بكل قوته مثبته مكانه، وأمي ياحبيبتي تبكي وهتموت من خوفها عليا. الشيخ شغال وأبويا شغال، وفجأة صوت بشع وكأنه راجل بلطجي حقيقي بيرد عليهم.. "هنخلص عليها،، اعملوا اللي تعملوه.. ووجه الكلام لجوزي. وأنت يا لا هتطلقها يا نقتلـ ها هى واللي فبطنها..
لأول مرة في حياتي أعرف يعني ايه حضور جن!!
أبويا لما جوزي اتهز م الموقف شخط فيه وقاله" ركز وامسكها كويس، متردش على أي كلام تسمعه.. فضلت التهديدات دي بتاع دقايق! وكمل أبويا والشيخ الرقية لحد ما الوضع ده انتهى وفوقت!!
كنت زيرو طاقة،، كأني راجعة من سفر طويل وماشيه!
الشيخ بص لأبويا وقاله: يا مولانا ده سحر تفريق والخادم ده مجرم وفيها تدمير زي ماهو واضح.
أبويا قاله: والتراب اللي بتشمه وينزل من مناخيرها ده زي طين.. قاله ده سحرها مدفون في قبر يامولانا،، الموضوع تقيل ومحتاج كام جلسة كده
أبويا اتصدم وقاله.. معلش تعبتك معايا. الشيخ قاله عيب تقول كده ده أنت مسيبتش حد في أزمه يا راجل. احنا النهارده هنوقف ونكمل كمان يومين تكون ارتاحت شويه..
طبعا الكلام ده سمعته من أمي وزوجي أنا كنت نمت وبقيت زي اللي متخدرة حقيقي..
تاني يوم حسيت بتعب شديد في معدتي وكأن فيها نار حقيقي.. طبعا عشان حامل جوزي خدني يطمن عليا وعلى الحمل بعد الفرهدة دي كلها.. الدكتورة كشفت كله تمام.. بطني بتوجعني يادكتورة! تقولي بطلي دلع أنتي لسه أول مرة وده عادي، السونار زي الفل أهو ماشاء الله والجنين والنبض وكله تمام.
المهم شوية مقويات ومثبت للحمل يعني الاساسيات بتاع أي حامل وشكرا..
تاني يوم وجع معدتي زاد وبقيت مش عارفه آكل ولا أشرب.. قلنا م الحمل.. فجأة غثيان قلنا من الحمل.. وهنا مبقتش أعرف آكل نهائي.. يلا على المحاليل..
عدت فترة الجلسات وبقيت تمام لحد ما تميت ٦أشهر حمل.. فجأة مبقتش أعرف أقوم أصلي، أو أجمع كام فرض مع بعض، صلاة الفجر بقت تروح مني
وده مكنش بيحصل لي في بيت أبويا..
القرآن مفيش لا أشغله ولا أقراه.. مش عايزه أنزل من الشقة ولا أشوف حد. يعني داخله على مرحلة الانعزال عن الدنيا..
فجأة كأن حجر في معدتي، ولقيت حركة ابني في بطني كأنه هيقطع جلد بطني من الضـ رب فيها.. حركة مؤلمة، بقيت أصرخ
وفجأة عايزه أرجع جريت على الحمام لقيت اللي برجعه دم! اه والله نافورة نازلة من بوقي ومناخيري..
كانت أخت جوزي طفلة وبتبات معايا لو جوزي في شغله، هى شافتني بالمنظر ده وجريت على تحت تنادي أهل جوزي. حوض الحمام والتواليت كلهم دم!؛ ده حقيقي مش قصة وربي شاهد..
الناس جت جري كانت هدومي دم كلها وخدوني على المستشفى من المنظر كده قالوا دي حالة كبد ونزيف.. أدخل للكشف مفيش حاجه نهائي. تحاليل أشعة. كله كشف نساء حتى الجنين ربنا لحد دلوقتي حافظه برحمته..
مكنش فيه تفسير نهائي غير قرف الجن والسحر..
فهمت أن كده خلاص هم ناوين يموتوني.. بقى أبويا بسيطر بالرقية الشرعية ويرقيلي ماء زمزم لما حد يجيبه وأشرب منه
جيت قلت أنا عايزة أمسك المصحف وأقاوم اللي أنا فيه، عايزه أصلي، بقيت أتوضى وأقعد على السجادة أنسى هصلي ازاي!!
أمسك المصحف على سورة الصافات.. أقسم بالله لقيت الصفحات ممسوحة من الكتابة!!
هنا عرفت أنه لأ ده لازم أقف على حيلي وإلا همووت..
يومها شوفت حد في المنام ملوش ملامح بس كان لابس ملابس أشبه كده بعبايه أو جلابيه رجالي بيضاء، قالي قومي وامسكي المصحف يلا..
قومت من النوم على كلامه وعلى الصوت. قلت لو مسكت المصحف هلاقي الصفحات ممسوحة! فضل الصوت في وداني وكأنه جنب مني.. روحت ماسكه المصحف لقيت الكتابة والحروف واضحه. جيت أقرا لقيت صوتي مش بيخرج. زوري فيه نار.. عافرت وجالي هاتف أسيب المصحف وأقرا آية الكرسي لحد ما زوري يفك. فضلت أكررها وعلى ايدي تلقائي عديت ١١مرة!؛ وروحت ماسكة المصحف وابتديت أسمع صوتي..