رواية نواضر الفصل الثالث 3 بقلم هبه عبد اللطيف



رواية نواضر الفصل الثالث 3 بقلم هبه عبد اللطيف


مجاهد كان مرعوب بس مش أكتر مني، إزاي نواضر بتعرف كل ده؟! أنا اللي عايز حد يدبرني في أختي اللي ملهاش ملامِح دي. 

لذلك ساكت أنا ونعمة ومبقيناش عارفين نعمل ايه، الخوف كان مسيطر علينا. مش اطفال من نوادر قبل الولادة ومن اللي بيحصل ومولوش تفسير!! 

ده اللي أبويا كان بيفكر فيه ساعتها. ايه مستغربين كده ليه؟! لذلك أنا عمياء مثلًا وبشوف كل اللي بيحصل على شيء! 

أنا بعرف غيري بيفكر في ايه بقرأ عقله وضميره، سألتوا ازاي بشوف الوصف والألوان وأنا مبشوفش!! مش قلت لكم ركزوا في التفاصيل والسطور.. 

العروسة القماش اللي أنا ساكنه جواها المجموعاته ساكنه جوايا، وأخويا اللي تحت الأرض. 

اصبروا وهتعرفوا كل حاجه في وقتها بس الصبر.. 



لما قبضت على الواد مِ خطط البلد احالها ومبقتش الزي الأول أنت فيه شر سكن وعشِش جواها، كنت شامه ريحته وريحة الدم في ليلة كانت الدنيا بتشتي والناس جوه بيوتها مفيش صريخ ابن فريضة حِس 

صوت الهواء بره في الشوارع يخاف، مع نباح الكِـ لاب يقولك فيه شر بيطوف حوالينا.. 

وأبويا كانت فعلًا خايفين مني بجد وأنا مش ليا ذنب في اللي أنا فيه.. 

عَدت أيام هادية ميامي ينسو اللي حصل. 

وفي يوم صحيت ملقيتش العروسة من القماش بتاعتي جنبي.. 

كنت بدور عليها زي المجنونة، طِلعت بره القاعة الشتوي اللي كنا بننام فيها وروحت على مساحة واسعة أوي وفي كده كان فيه فرن فلاحي.. 

كانت قاعدة قدامه بتحط قشدان وعيني قطن ناشفة، كنت شامه ريحة والدخان. 



سمعت صوت عروستي بتنادي عليا.. 

تعالي يانوضر الحقيني أمك هحطني في الفرن.. وأنا مش حسيبها همـ وتها 

جريت وأنا بحارب ضلمة الليث ثم صرخت المجتمع يا أمه من قدام الفرن وسيبي العروسة.. 

أمي: دي بقت غير متوقع داب يا نضر عيني ده أنا قولت لخالك ستوتة تعملك واحدة جديدة وكبيرة.. 

مدت ايدها ولساه تحدي العروسة مع كومة القش، وفجأة الارض نار بتطلع من تحت غطاءها من شق كبير.. 

بتقترب من النار بتبلعها وتختفي وتفضل العروسة بس مكانها!! 



كنت بصرخ وبنادي على أمي النهاية ما لقيت أبويا جاي جري من بره.. 

مالك يانوضر فيه ايه بصرخي ليه.. 

كان واقف يتلفت غطاءه وبادي على أمي 

يانعمة أنتي فين وسيبة البت كده؟؟ 

كنت بعيط ببكرة وبقوله.. 

أمي هنا تحت الأرض 

كنت بشاور على المكان اللي مرمي فيه العروسة قدام الفرن.. 

أبويا تلقى الفرن مـ ولع وأمي مش موجودة في الدار بأكملها. 

أبويا خاف من كلامي ووطى على الأرض شال العروسة أدهالي ومكنش مصدقني. 

كان فاكرني كنت نعمة وشوفت كابوس.. 

ثلاثة أيام يلف حول أمي وانتشرت الخبر في البلد، والناس مسكتتش 

وأولهم أهله.. 

اللي قال دي سابته وهجت مع واحد بره البلد، واللي قاله قتـ لها لما بانت فضيحتـ ها لأنه مبيخلفش حِبـ لتفي الحَرام 

الناس ظلموا أمي نعمة بجد.. 

أنا كنت مقهورة على اللي حصل ومكنتش هخلي العشيرة تأذيها.. 

مسكت العروسة أودي كانت أول مرة أتكلم معاهم.. 

دخلت الفأرة لوحدي بالليل وأبويا كان كالعادة بيلف البلد ونواحي غطاءها مثبت على أمي نعم..


 

وأخيراً أطبطب على عروستي.. 

أنا عارفه أني منك وأنتوا مني بس منفعش نأذي اللي حافظوا عليا وربوني.. 

أريد نعمة أمي وصدقوني مش هتعمل لكم حاجه تاني.. أنا بحبها ولو أتأدت أنا اللي هأذي نفسي وأذيكم.. 

بلاش نعم أمية وأبويا مجاهد.. 

أنا عارفه أنكم خدتوها عندكم رجعوها.. 

فمن أراد أن يهتز صوتا زي دي النَحل جوعًا.. 

كررت كلامي مرة دي مش باستستاف كان بتهديد.. 

أنا أقول نعم أمية ترجع يعني ترجع.. 

الارض آهزت أكتر وفجأة طرحي فعللا شايفه أمي نعمة تحت الأرض في مكان مرعب. وحولها مخلوقات بوشوش توقف القلب.. 

الواضحة شوفتها مرمية فاقدة الوعي بالطريق الزراعي بره البلد جنب الهيش والغَاب اللي محاوطين الطريق.. 

جريت طلعت بره القاعة وأنا بحسس على الهوا تاني ومش شايفه غير ضلمة كالعادة، هل هم خلوني أشوف من خلال العروسة وبعيونها.. 



كنت بنادي وبصرخ 

يا أبا أبا أنا لقيت أمي يا أبا.. 

أبويا كان قاعد براه في السقعة والمطرة على المصطبة.. سمع صوتي جه جري.. 

كنت وانا طالعه.. الطائفيات.. 

مالك يا نواضر؟! 

لقيت أمي يا أبا معايا 

أبويا مش مصدق.. كان مصدوم.. 

سمع كامني واحد من أصحابه اللي قعدوا يواسوه وكانوا مولعين منقد نار.. 

لقيت النار في المنقد بتعلى قدام الناس.. اتلفت وركزت على النار انطفت.. 

الناس خفت من اللي شافوه لكن أنا مهمنيش حاجه غير أمي.. 

يا أبا أمي شوفتها مرمية على الطرق الزراعية بره البلد.. 

يلاسوق. 

أبويا خدني عليه وجري والناس وراه.. 

كانت المطرة شغالة والبرق والرعد، والشوارع وحله بالطـ ين.. 

قربنا على المكان وكانوا ما سكينوبات تنور.. 



اختر صوتهم.. 

الحقوا ده فيه حد متكوم على جنب أهو.. 

أبويا نزلني من عليه وجري.. 

كانت نعمة أمي مغمي عليها وايدها ورجلها محـ روقين.. 

الناس اترعبت واللي عيط واللي 

ضـ رب كف بكف.. 

أبويا شال أمي والناس وقفت عربية على الطريق طلعوا بيها على المستشفى اللي جنبنا.. 

تصدقوا أنهم نسيوني في المكان ويمكن العشيرة خلتهم يسهوا عني بالقصد عشان أشوفهم لأول مرة..



الفصل الرابع من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×