رواية نواضر ( كامله جميع الفصول ) بقلم هبه عبد اللطيف

 


رواية نواضر ( كامله جميع الفصول ) بقلم هبه عبد اللطيف 


متستغربش لما تشوفني وتقابلني وأقولك على كل حاجه حصلت لك في حياتك، وكمان ممكن أقولك اللي هيحصلك في المستقبل. 

أنا خالتك "نواضر"  

شغلتي وحياتي مخترتهاش ولا كان لي يد في قدري، تقدر تقول كله نصيب ومكتوب ع الجبين. 

عمري دلوقتي عدى الـ 80 وزيادة ده اللي الناس بيقولوه. لكن اللي محدش يعلمه غيري أن عمري... 

ولا بلاش مش عايزاكم تتصدموا وتخافوا مني أنا ما صدقت أصلًا ألاقي حد يسمعني ومكان أطلع فيه، عشان كده اخترت الصفحة دي بالذات لسبب هحتفظ بيه لنفسي.. 

لو ركزت في عيوني هتلاقيها بيضا وباهته كأنها عيون ميت، أنا عمياء مش بشوف واللي أعرفه أنهم لما لقوني وأنا لسه عمري ساعات كانت عنيه كده بيضاء زي ماهي دلوقتي.


 

اه أنا اتلقيت في الشارع لا أعرف أب ولا أم ولا حتى جيت منين.. 

كنت مرمية على شط ترعة في القرية اللي عيشت فيها، لقاني راجل طيب مكنش بيخَلِف لا هو ولا مراته. خدني ورباني وكتبني على اسمه ووقف في وِش أهله وأهل البلد كلهم اللي عايروه بأنه هيربي "بنت حرام" 

كانوا دايمًا يعملوا معاه مشاكل وخاصة أهله طبعًا عشان الوِرث.. 

معرفش يعني ايه ألوان ولا معنى لون أحمر أو أبيض ولا حتى أصفر، كنت أسمع من العيال الصغيرة وأنا بلعب معاهم على باب بيتنا لكن معرفش غير حاجه واحده بس هى اللون الأسود!! 

عرفت من وقتها أنه ده حياتي ومصيري المحتوم. 

بدأت اللعنة يوم ما كان عندي ست سنين ولقيت عمي اللي هو مفروض أخو أبويا اللي رباني جاي عنده وعنيه بيطَق منها شَرارة الغضب وهو بيقوله: 

إنت شكلك كده اتجننت يعني ايه عايز تكتب لبنت الحرام دي اللي لميتها م الشارع دي ١٠فدادين لوحدها، أنا مصدقتش لما حميدة ابن خالتك وداد العرضحالجي قالي.. 



رد أبويا: 

ده لا يخصك ولا يخصك حميدة في شيء ولما ابقى أموت أنا ومراتي ابقى اتوارث أنت واخواتك في باقي الوِرث. عندك الدار دي وعشرين فدان قبلي البلد ووابور الطحين ابقوا خودوا منه اللي تاخدوه، لكن محدش له صالح باللي كتبته لنواضر.. 

أخوه معجبوش الكلام وفضل يزعق، كنت قاعدة جوه الأوضة مع أمي وبلعب بالعروسة القماش بتاعتي، خدتها في ايدي وسيبت أمي ومشيت أحسس على الجدران عشان أوصل لأوضة المسافرين اللي طالع منها صوت أبويا وعمي. 

أمي بتنده عليا رايحه فين يانواضر؟ 

رديت: طالعه عند أبويا. 

أمي: لا تعالي هنا لحد ما عمك يمشي 

أنا صممت وروحت لحد باب الأوضة ودخلت وهو بيقوله. 

يعني مصمم تورث بنت الحرام!! 

أبويا بيزعق له لما شافني وقاله اخرس حسك عينك تقول الكلمة دي تاني.. 

قربت من عمي وأنا بحسس على الهوا بايدي.. 

ووقفت قدامه ولقيت نفسي بقول كلام معرفش قولته ازاي ولا عرفته ازاي.. 

ايه ياعمي كل شويه تتكلم عن بنت الحرام بنت الحرام وأنت غرقان برجولك فيه.. 



ألا ايه أخبار البت محضية بنت الصواف!! وأخبار اللي كان في بطنها ايه مش نزلته زي ما قولت لها بردو لحد ما تروح لأبوها وتلم الفضيحة؟! 

فجأة عمي اتشنج وبقى يصرخ وهجم عليا كان هيقتـ لني وهو بيقول.. 

عرفتي ده ازاي جبتي الكلام ده منين انطقي.. 

أبويا جري عليه بعده عني وأمي جت جري خدتني بعيد عنه. 


قعد أبويا مع عمي وقفل عليهم باب الأوضة وقاله: 

الكلام اللي البت قالته ده صح ياولا؟ 

عمي كان باصص في الأرض ووحل العار والفضيحة مغـ رقينه.. 

وطى على رجل أبويا يبوسها ويقوله أنا في عرضك يا أخويا بلاش الكلام ده يطلع بره القاعه دي، ولا مراتك تقول لمخلوق لا البت محضية أبوها يقتـ لها. 

أنا مش عارف عملت كده ازاي بس هو اللي رفضني كل ما اتقدم لها والشيطان شاطر..


 

أبويا: ضـ ربه قـ لم وهو بيقوله يبقى مسمعكش تتكلم عن الحرام تاني وغور شوف لك حل لمصيبتك بعيد عني. 

عمي طلع يجري وهو بيبص عليا مرعوب وبيسأل نفسه أنا عرفت سره ازاي!؟ 

ده أنا ذات نفسي معرفش قولت له كده ازاي؟! 

عمي قعد شهور جوه بيته ميطلعش وفي يوم سمعنا صِوات النسـ وان في البلد.. 

بيقولوا لقوا محضية بنت الصواف 

غـ رقانه في التِرعة قبلي البلد، وطلعوا جتتها لقوها متكتفة ايدين ورجلين!! 

الخبر لف الناحية كلها، والكل بقى يلسن ويتكلم ويحكي.. 

بعدها مفيش يومين إلا ولقينا عمي....



الفصل الثاني من هنا


تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×