رواية جوزي الفصل الثاني 2 بقلم محمد حسني
أول ما دخل من باب الشقة، فضلت مرتبكة لحظات، لكن مسحت دموعي بسرعة وجريت عليه وقلتله
_رحت فين، انا قلقت عليك، عشان خاطري ماتعملش فيا كده تاني، انا كنت هموت
كان لسه جوايا أمل إن اللي فيه مشكلة نفسية مثلا وممكن تتحل ويرجع طبيعي لكن لقيته بصلي ببرود وقال
اكلك اهو عشان الثلاجه فاضيه، روحي كلي ع السفرة..
كان بقالي يومين مكالتش، وبردو كنت بحاول بكل ذرة جوايا إني ابين ان الأمور عادية او احاول اعيشها عادية، فاخدت الأكل وحطيته عالسفرة ورديت
=طيب تعالى عشان ناكل سوى
ماردش عليا ولقيته قفل باب الشقة بالمفتاح وراح دخل اوضه النوم بتاعتي بنفس وشه البارد
طفي نور الاوضه مجرد ما دخلها، وبعدها سمعت صوت رزع جامد وتخبيط في شنطي،
سيبت الاكل قدامي وبصيت ناحية باب الأوضة وانا مبرقة
حسيت ان جدرانها بتترج من شدة الخبط والرزع، وبدأت الاحظ نور أحمر ضعيف طالع منها، نور مالوش مصدر ومالوش تفسير
نور كتم نفسي وقبض قلبي
ولأول مره ييجي في بالي إني أقرأ أي قرآن حافظاه
مافتكرتش الا آية الكرسي فبدأت أقرأ منها
وكل ما كنت بقرأ كل ما كان الرزع بيزيد لغاية ما لقيت نور الشقة كلها طفي بصوت فرقعة
ماكانش فاضل الا النور الاحمر اللي متسرب من باب أوضتي
ومامرش ثواني ولقيت دايرة النور الاحمر بتقرب عليا من عند باب أوضتي
بلعت ريقي بصعوبه وقولتله أ. أ أ. انت مين وعا عايز مني ايه.
فرد
تنفيذ العهد القديم بقا عليكي مكتوب، وبدايته كانت عقد القران، ولما يعدي سبع ايام لازم العهد يتم،
لازم يتم
لازم يتم
قالها ٣ مرات بصوت غليظ ومرعب وانا من رعبي بقيت زي الصنم لا بنطق ولا بتنفس ولا بتحرك
بعدها لقيته رجع ناحية أوضتي وانا واقفة في مكاني مش لاقطة نفسي لغاية ما ولعت نار عالية جوا الأوضة
جريت أبص ع النار لقيته مكوم حاجتي في كومة قدام الدولاب ومولع فيها
صرخت
=انت بتعمل ايه؟
وقتها انهرت عالأرض وفضلت قاعدة قدام الباب منهارة كإني عقلي هينهار تماما، كإني هتجنن او هتعمي او هموت
ومع الوقت بدأ الضباب يهاجم عقلي تاني
لغاية ما شوفت نفس البنت بتقرب عليا من ناحية الدولاب
لكن وقفت وبيني وبينها كام خطوة وقالت
_تعالي معايا
صديتها بعلامة من ايدي وصرخت
=ابعدي عني، ابعدي عني
لدرجة اني انتفضت مفزوعة من نومي وانا بصرخ وبقول
ابعدي عني
فلقيت الباب اتفتح من ورا ضهري وظهر سليم بوشه البارد وقال
=مين اللي عاوزاها تبعد عنك
قمت ساعتها وقفت ومسكت رقبته
لكن لقيته ضربني بكف ايده ضربه واحده على راسي وقّعتني عالأرض
=مين اللي عاوزاها تبعد عنك
صرخت بهيستيريا
_ماعرفش،ماعرفش،
قفل الباب تاني عليا
فضلت في الليلة دي صاحية لغاية ما خرج زي عوايده
بدأت ساعتها أحاول أكسر الباب
كنت بخبط فيه بكرسي التسريحة
لكن ماتكسرش
رجعت قعدت على طرف سريري
وبصيت في المراية قدامي
كانت ملامحي ضايعة
كإني كبرت مية سنة من الخوف والكسرة
لكن الغريب إني بقيت ببص على صورتي في المراية وبحاول اطمن نفسي واقول كل حاجه هتبقا كويسه وهرجع زي ما كنت
ببص على صورتي وبحاول افتكر شكلي الحقيقي واشوفه قدامي بدل صورتي الحالية المتدمرة
وفي وسط هواجسي اللي بدأت أحسها شطحات جنون
حسيت اني شفت البنت الصغيرة اللي بتجيلي في مناماتي قبل كده
حسيت اني اعرفها
ايوة انا شفتها قبل كده
لكن فين مش فاكرة
اتلفت حواليا في الأوضة يمكن ترجع تظهرلي
لكن ما ظهرتش
كنت حاسه انها لو ظهرت المرة دي هكلمها ومش هصدها لكن ماظهرتش
فضلت اتلفت زي المجنونه وانده عليها
يابنت يا صغيرة،روحتي فين،
يا شطورة، فين روحتي
تعاليلي وانا هكلمك المرة دي
لغاية ما سمعت صوت باب الشقة اتفتح
خبّطت على باب الأوضة وانا بصرخ
_وديتها فين؟
_وديت البنت فين
_كانت هتسليني
فتح الباب ولقيته رمالي جردل فاضي وازازة مياة وكيس أكل، بعدها رزع الباب وراه