رواية ابالسة الانس الفصل الحادي عشر 11 بقلم هنا عادل
– الحمد لله النزيف وقف، لكن لازم يفضل فى العناية المركزة لحد ما وضعه يستقر.
امي حضنت مرات خالي اللى كانت واقفة جنبها وبتعيط، كل اللى واقفين بقوا يرددوا:
– الحمد لله، الف حمد وشكر ليك يارب.
الدكتور:
– محتاجين بس حد ينزل الحسابات.
خالي هو اللى سابنا ونزل، كلنا كنا مشغولين على خالد، لكن انا مكنتش قادرة اتكلم اصلا، طبعا منفعش اننا ندخل نشوفه لكن كان الاهم اننا تقريبا شبه اطمنا عليه، طبعا بعد شوية وقت كان خالي خلص الحسابات تحت وطلع لينا تاني، جاتلنا التمريض وقالت:
– انتم مش هتقدروا تشوفوه النهاردة ياجماعة، وجودكم هنا على الفاضي، تقدروا تروحوا دلوقتي وتابعوا حالته بالتليفون، وتعالوا بكرة فى ميعاد الزيارة.
داليا:
– يعني بالله عليكي وضعه مُستقّر؟
التمريض:
– الحمد لله النزيف وقف، وان شاء الله هيتحسن متقلقوش.
اضطرينا نمشي طبعا ووقفنا تحت قصاد المستشفى، اتكلمت ام مروان وقالت بجدية بصوت مسموع لكل اللى واقفين، حتى اللى كانوا اخدوا كام خطوة بعيد عننا علشان يشربوا السجاير:
– يا جماعة الخير، دلوقتي مجدي عمل عملة وساعدته فيها إلهام، واللى جرى ده كله كان بسبب العملة دي، وعلشان كده لازم تساعدونا علشان احنا داخلين على حاجة كبيرة، يمكن حد يتأذى فيها علشان نخلص منها.
ردت داليا بضيق على ابويا:
– مجدي؟! ابويا؟ عمل ايه؟ وبعدين انتي بتلمي الناس تقف لأبويا ليه يا طنط؟
ام مروان بأستياء:
– اه ابوكي يا داليا، عمل اللى كان هيضيع اخوكي…ومش بعيد يكون….
فى الوقت ده لفيت بيا الدنيا ووقعت من طولي مفتحتش عيني غير وانا على سرير جوة المستشفى وامي قاعدة على الارض وحاطة ايديها على راسها وعمالة تعيط، نظراتهم كلهم غريبة وتخيلت ان ام مروان قالتلهم اللى حصل، مع انها متعرفش اني ورا كل حاجة بالتفصيل لكن نظراتهم كان ده معناها، اول ما فتحت عيني قالت إلهام:
– عاملة ايه دلوقتي يا هند؟
سمعت امي سؤالها عرفت اني فوقت، قامت من مكانها وهجمت عليا ونزلت فيا ضرب، بعدتها عني مرات خالي وام مروان، لكن عمامي وخالي كانوا سايبينها لأنهم عايزين يعملوا اللى بتعمله واكتر، هنا اتكلمت ام مروان وقالت:
– انتم مش فاهمين حاجة، لو فضلتوا تضيعوا فى الوقت على الفاضي كده…
قاطعتها امي وهي بتقول بصوت عالي:
– حامل!!! حامل من مين يا بنت الك….؟ ورايحة الجامع وجاية من الجامع وانتي مدوراها؟ يا صا…، بتغفلينا يا رخيصة…
قالت كلام كتير جدا مش فاكراه ولا فاكرة اني سمعته من صدمتي من الخبر اللى قالته ده، انا اه بغلط كتير…لكن ولا مرة كان فيه احتمالية لوجود حمل، كنت هتجنن، لكن كل اللى بيحصل كفيل بأنه يكون سبب فى ضياعي، انا عملت كده فى نفسي، انا اتعاونت مع شيطانة، ظلمت وساعدت فى فضيحة وغواية، هستنى ايه تاني غير فضيحة مالهاش دوا؟ دخلت التمريض وقالتل للمرة التانية:
– من فضلكم الصوت عالي، راعوا المرضى.
رد عمي وقال:
– احنا خارجين دلوقتي، هى فاقت.
فعلا خرجنا من المستشفى وروحنا على البيت وقبل ما نطلع وقفت إلهام وقالت:
– مجدي كان عايز ياخد البيت يا ابو بسمة، وطلب مني اني اساعده اخليكم تسيبوه.
طبعا كلنا كنا مع بعض لكن اعمامي كانوا راحوا على بيوتهم لأنهم شافوا ان مهمتهم كانت المستشفى وبس، وقف خالي وقال بأستغراب:
– يعني ايه يا إلهام؟ اخوكي اللى طفشنا من البيت ازاي؟ انا مشيت بسبب اللي حصل مش….
ردت إلهام:
– ماهو اللى اتعمل هو سبب فى اللى حصل يا ابو بسمة، وعلشان تصدق لازم تساعدنا وتقف معانا، لأن اللى هيحصل يمكن انا او اخويا حد فينا يروح قصاده.
داليا بأستغراب:
– انتي بتقولي ايه يا عمتي؟ وابويا هيعمل كده ليه؟
ام مروان:
– الست قالتلكم على بداية الخيط، نطلع البيت علشان نلحق العيل المرمي فى سريره ده قبل ما يروح هو التاني، وتفهموا الحكاية كلها.
خدت إلهام خطوة قبلنا للبيت وكلهم كانوا واقفين مش مستوعبين اللى اتقال، مشيت وراها وجت ورانا ام مروان علشان هما كمان يتحركوا ويطلعوا ورانا مستنيين يفهموا، دخلنا البيت مع بعض تقريبا وابويا اول ما شاف إلهام ونظرات اللوم قال:
– ايه؟ مات الولا ولا ايه؟
امي بأنفعال:
– فال الله ولا فالك، اعوذ بالله، ربنا ينجيه، دي كلمة تقولها على ضناك؟
ابويا:
– اومال مالكم داخلين عليا داخلة المخبرين دي ليه؟ انا قولت جايين تتكلموا فى العزا.
خالى بأنفعال:
– اهدا كده بالله يامجدي، عيالك لو مش هيوجعوك انت هيوجعونا احنا، كفاياك سواد بقى وقولي انت عملت ايه كسر رقبتنا فى الحتة وطفشنا منها؟
ابويا ببجاحة:
– هكون عملت ايه يعني؟ روحت وديت بنتك للرجالة تنام فى سرايرهم؟ ولا….
قاطعته امي قبل ما خالي يقرب منه يضربه فى وشه:
– بنتك هند حامل يا مجدي، عملت ايه خلاك تُدان زى ما داينت؟
برق عنيه وبص لإلهام:
– حامل؟! ده بسبب…
إلهام:
– لازم نعرف يا مجدي، عيالك ضاعوا وقولتلك ده من الاول، وانت…
امي بصريخ:
– فهموووووني انتم عملتوا ايه؟ بدل ما انزل من هنا اروح قسم البوليس اقول انك رميت الواد من البلكونة.
إلهام قدام الكل:
– جالي حضرتله جن علشان يطفشكم من هنا، حضرت شيطانة كل الطرق بتاعتها نجاسة وخثّة لكن فى النهاية بتوصلنا للمطلوب، ساعدته بس بعد ما قولتله عواقب اللى هيحصل.
مرات خالي بصدمة:
– شيطانة؟ انتم سحرتولنا يا إلهام؟
فى اللحظة دي اتهبد باب الشقة اللى كان مفتوح على اخره، والدنيا بقيت ضلمة وكأن النور قطع من كل المنطقة، وصوت ضحكتها المرعب رن وقالت بصوت ثبتنا كلنا فى مكانا:
– ودلوقتي نهايتكم كلكم، انتم جايين تواجهوا ناعووودي؟
مظهرتش ككيان، لكن ظهرت خيال اسود ضخم على الحيط واصل من الارض لحد السقف، تفاصيلها المخيفة ظاهرة فى الخيال خلتنا مش قادرين نتكلم، انا اتعودت على شكلها، لكن حاسة بأني حتى الخوف مش قادرة احس بيه، اتكلمت ام مروان وقالت:
– ملعونة، لعنتك دي هتنتهي.
.
ضحكت وقاطعتها وقالت بغلاظة:
– هموتهم…هند حامل من اخوها اللى انتحر…هههههه، ملعونين هما كمان، هتنهي لعنتهم ازاي يا سيدة( ام مروان)؟
الكلمة اللى اتقالت كانت كفيلة تهد جبل، حتى انا نفسي لما عرفت اني حامل فى المستشفى مجاش فى بالي خالد خالص، امي وقعت على الارض ومقدرتش تقف على رجليها، لكن الخوف والصدمة موقفين الكل فى مكانه مش مساعد حد انه حتى يتلفت جنبه، كملت ناعووودي وقالت:
– هتسيبوا البيت ده، هيكون مِلك للي طلبه، وأنتي يا إلهام لو حاولتي هحرقك.
إلهام كانت خايفة ومرعوبة، لكن ام مروان قالت:
– انتي فاكرة ان انتي يا ملعونة هتكوني اقوى مننا؟
فى الوقت ده قبل ما ترد هي كان الباب بيخبط، محدش قادر يتحرك من مكانه، اتفتح الباب لواحده واتسحب اللى كان على الباب لجوة وقالت لما اترمى على الارض قصادنا:
– مش ده كان العريس؟ ده اللى هند طلبت مني ابعدهُ، ده اللى وزع صور هند على كل الرجالة اللى فى الشارع……
احمد شاف المنظر تنّح وامقدرش يتحرك من مكانه نايم على جنبه على الارض وامي قاعدة على ركبتها والاتنين مش عارفين يتحركوا، اتكلم خالي وقال:
– صور ايه؟ بنتي هي اللى صورها….
اتكلمت ناعووودي بأستهزاء:
– بنتك…هههههههههه، بنتك مخرجتش من البيت، هند…اللحم والدم، هي اللى طلبت من الملعونة انها تتفضح، وانا نفذت، وهي كمان نفذت.
خالي بصدمة:
– يعني ايه؟
ناعووودي:
– يعني الصور دي كانت لجسم هند، لكن وش بسمة، ماهو لازم علشان يكون فيه فضيحة، يكون فيه اللى هتتفضح، ولان بسمة مش هتعمل كده، كان لازم يكون لها بديل، والبديل كانت هند بجسمها…لكن مش بروحها…بروحي انا…هههههههههههه…انا اللى فضحتكم.
مرات خالي شهقت وهي بتضرب بأيديها على صدرها:
– انتي يا هند؟ انتي تعملي فى بنتي كده؟
مرديتش عليها، هرد اقول ايه؟ لكن اللى مكنتش اتخيله اني انا اللى كنت فى سرير عمرو ده، وان صور جسمي انا اللى على تليفونات شباب الشارع، ازاي؟ ده كله قال انها بسمة!
ردت ناعووودي:
– عارفين الوسوسة؟؟؟ انا صاحبتها، محدش قال بسمة..وكل اللى كان بيقول كان بيقول(هند)، لكن بنفختي فى ودانكم سمعتهالكم بسمة، بنفخي فى عيون احمد…خليته يشوفها بسمة، صورتهالكم بسمة علشان المطلوب يتم، لكن فى الحقيقة كل اللى شافها واتكلم قال(هند) محدش نطق بأسم بسمة…هههههههههه…مش هتقدروا على لعنتي يا بنوا البشر.
يتبع……