رواية ابالسة الانس الفصل التاسع 9 بقلم هنا عادل
ضحكت بصوت عالي جدا، صوتها خلاني اسد ودني من شدته وقوته، كانت قدامي بيسيل من بين شفايفها المفتوحة على اخرها من شدة الضحك مادة سودة لزجة بتسيل بطريقة تخوف، نزلت على الارض بكميات وهي مستمرة فى الضحك وانا مش قادرة اشيل ايدي من على وداني، المادة كانت كتير جدا لدرجة انها وصلت تحت رجلي، كانت شبه بركة المياه وانا واقفة فيها، لكن الفرق ان المادة كانت سخنة جدا وابتدى منسوبها يزيد ويعلى واغرس فيه اكتر، مكنتش عارفة ايه اللى بيحصل ولا فاهماه، وصلت المادة دي لحد تحت ركبتي واتحولت لسيل طلع على رجلي من غير ما اتحرك من مكاني، احساس النار اللى كانت عاملاه المادة دي فى جسمي خلاني اصوت، ااااه كنت بصرخ من الوجع وهنا دخلت امي على صوتي وهي واقفة مستغربة:
– يوه، مالك ياهند واقفة كده ليه؟ بتصرخي ليه؟
كنت لسه حاطة ايدي على ودني، ناعووودي لسه قدامي، لكن جنبها امي، فجأة اتحركت من مكانها وبقيت واقفة ورا امي بالظبط ورفعت ايديها الاتنين لفوق وكأنها عايزة تدفن امي بأيديها، صرخت اكتر راحت امي مقربة عليا:
– يابت مالك فى ايه انطقي، اوعي تكوني عملتي مصيبة من مصايبك تاني، روحتي لمين المرة دي يا هند؟
اترميت فى حضنها وانا برتعش وهي حضنتني جامد وابتديت تسمي الله…جسمي اتنفض اكتر وكنت انا اللى حاسة بالألم، وناااعووودي بتقولي بصوت انا بس اللى سمعاه لكن عالي:
– خليها تسكت، خليها تتكتم…هحرقها…هدفنها.
خوفت على امي، لأول مرة اخاف على حد، او من كل اللى هي عملته عرفت انها تقدر تأذي بأبشع الطرق وده كان سبب خوفي، قولت لماما:
– اسكتي يا ماما، اسكتي واحضنيني وبس.
ماما وهي حضناني:
– يابنتي انتي عايزة شيخ يرقيكي، كُتر العرّافين اللى بتدوري عليهم ده ياهند هيأذيكي.
لقيت نفسي علشان اسكّتها بتكلم عن بسمة:
– متعرفيش يا ماما احمد مش ناوي يرجع لبسمة ولا لاء؟
امي بأستغراب:
– انتي فى ايه ولا فى ايه يا هند؟ خليكي فى نفسك يا حبيبتي، اهدي كده وتعالي اقعدى فى الصالة برة وانا هبعت اجيبلك ازازة حاجة ساقعة تبل ريقك.
سحبتني وطلعت بيا من الاوضة وهي بتقولي:
– مش عارفة بس ايه اللى جرالكم يا عيالي؟ الا ما فيكم حد ناصفني.
طلع ابويا من الاوضة على صوت امي وشافني وانا فى الحالة دي، بص ليا وقال لأمي:
– مالها دي فى ايه؟
امي:
– اعصابها تعبانة بسبب كل اللى بيحصل حواليها يا مجدي، ما انت شايف محمد واللى هو فيه، الواحد لف بيه على الدكاترة ومحدش عارفله حاجة، وخالد….
قاطعها ابويا:
– اييييه يا ولية، انتي ما بتصدقي تفتحي فى الكلام، سألتك ردي على قد السؤال، جاتكم الهم…انا نازل.
فعلا ابويا نزل وامي بعتت حد يجيبلي حاجة ساقعة، لكن انا من جوايا عارفة ان فرحتي بالبداية هي اللى هتكون سبب فى نهايتي، ويمكن نهاية اللى حواليا، وقررت اني اتكلم مع امي، وفجأة وقبل ما انطق بكلمة حسيت بنار…ناااار طالعه من جوفي وكأني شربت مياه نار، منعتني اتكلم، منعتني انطق، امي جت وحطيتلي الحاجة الساقعة وشربتها كلها علشان اهدا من اللى حاسة بيه ده لكن مفيش فايدة، فى اللحظة دي وعلشان تشد انتباه امي وتبعدها عني سمعنا صوت هبدة جامدة جدا فى اوضة خالد، جريت امي وانا مربوطة فى الكنبة لما لقيتها قدامي بتقولي:
– قولتلك انتي تحت سُلطاني، طريقك من يوم ما بقيتي طريقي انا اللى ارسمه.
هي بتتكلم وامي بتصرخ من الاوضة وبتقول:
– ابني، يالهوووووي، الحقوووني.
وطالعة تجري امي من الاوضة على باب الشقة نزلت الشارع وانا مش عارفة فى ايه كل ما اجي اقوم تكتفني اكتر لحد ما قولتلها:
– اخويا…اخويا عملتي فى ايه؟
ضحكت وقالتلي:
– ارواحكم تمن للمطلوب، ضحى بيكم، واحنا قبلناكم قرابين.
صرخت وقولتلها:
– سيبيني انزل اشوف امي، سيبني اشوف اخويا.
فعلا سابتني وهي بتضحك وبتقول:
– اختارتيني من البداية، متندميش…هههههههه.
نزلت جري على الشارع لقيت خالد مرمي على الارض سايح فى دمه والناس ملمومة حواليه واللى بيقول:
– طلبنا الاسعاف.
– لاحول ولا قوة الا بالله، حصل ايه بس يا حاجة يخليه يعمل كده؟
– ده خالد عاقل يا اخوانا، ازاي يخسر دنيته ودينه؟
هنا صرخت امي فيهم:
– بس…بسسسس بقى، ابني عايش، لالالالا هو مرماش نفسه ده اكيد وقع.
بتعيط وبتصرخ بأسمه وانا قعدت جنبه مسكت ايديه ومش عارفة حتى اعيط، ودني اتسديت عن اي كلمة حد بيقولها من اللى حواليا، حتى طبطبة الستات فى الشارع مش حاسة بيها، الاسعاف جت وامي ركبت معاه وانا قاعدة مكاني زى ما انا، مش قادرة ولا عارفة اتحرك، مشلولة…انا اللى اديتها الفرصة لكل ده، انا اللى خليتها تستخدمني، انا اللى خليتها تأذيهم عن طريقي، يمكن لو كنت رفضت من البداية مكانتش لقيت حد منهم يناسبها انها تتجسد فيه، اه جوايا شر، وكُره، وحقد، وغيرة من كل اللى حواليا، لكن اللى اتعمل في كل الناس دي مؤذي ابعد كتير من الاذى اللى كان ممكن ييجي فى بالي، اه انا بالكتير جدا اوقع او انقل كلام بخباثة، اتكلم مع واحدة من مراتات اخوالي الصغيرين فى ان جوزها مش بيحبها، او بيعرف غيرها، يعني اللى هو اعمل اي نكد وخلاص، غيرة بقى من انهم من سني واصغر مني واتجوزوا وعايشين مرتاحين، لكن بسمة واللى حصل فيها، وبيت خالي يسري اللى اتخرب وساب البلد وطفش، حتى خالي ياسر اللى اخد مراته وهرب بيها من الفضيحة اللى حصلت بعد ما بقى مش عارف يرفع عينه فى عين حد بسبب صور بسمة اللى على تليفونات كل المنطقة، اخواتي والأذى اللى هما فيه، اللى حصل اكبر بكتير من اللى تخيلته، ايادي الجيران سندتني وقومتني من على الارض وساعدوني يطلعوني البيت، اول ما دخلت البيت اللى كان بابه مفتوح واحدة من اللى كانوا ساندني شهقت وقالت:
– اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اعوذ بالله…
ارتجفت واتنفضت جامد بين ايديها، واحدة من الجيران اتكلمت:
– في ايه يا ام مروان؟ مالك ياختي؟
اتكلمت ام مروان:
– مفيش..مفيششش، يلا انزلوا انا هقعد معاها، اللى فيكم تقدر تلحق ام محمد علشان متبقاش لواحدها مع الرجالة هناك.
فعلا الجيران نزلوا يروحوا لأمي المستشفى، وام مروان قعدت جنبي وهي بتقول بصوت مسموع:
– (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم)
حسيت عيني هتخرج من مكانها، اتكلمت ام مروان:
– من امتى يابنتي على الحال ده؟ من امتى وهما محاوطين البيت؟
كنت موجوعة ودماغي هتنفجر، لقيت نفسي بألم عايزة اتكلم لكن مش قادرة، رددت الأية مرة تانية وقالتلي:
– اتكلمي، كلام ربنا بيسلسلهم.
عيني ودماغي هينفجروا، لكن قولتلها:
– مين؟؟ هما مين؟ مين قالك؟
ردت وهي بتحط ايديها على رأسي:
– لا حول ولا قوة الا بالله، اللى مسيطرين عليكي وعلى اللى فى البيت يا هند؟ اعوذ بالله من خبثهم وشرهم، حسيت بيهم يابنتي، دى بصيرة ربنا بينعم بيها على عباده.
كنت خايفة، لكن ايديها اللى على رأسي كانت زى المُسكّن للصداع، مش عارفة المفروض اقول ايه بس هي اللى قالت:
– قوليلي يابنتي، يمكن ربنا ساقني علشان يساعدكم عن طريقي، قوليلي هما السبب فى كل اللى جرى فى البيت ده؟ قولي اللى تعرفيه.
رديت بتردد:
– ناااا…نااااعووو….
شهقت ام مروان:
– ناعووودي؟!!!!
بصيتلها بأستغراب، اتكلمت هي وقالت:
– هي؟!
هزيت رأسي بأه ومن جوايا مستنية مصيبة جديدة تحصل، اتكلمت ام مروان وقالتلي:
– اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ايه اللي ساقها ليكم دي يابنتي؟ دي مش بتحضر غير بالطلب والتوسُل، مين قدم مطالبهم علشان يأذيكم بالشكل ده؟
كنت لسه هتكلم واقولها لما لقيتها عارفة هي بتتكلم فى ايه، لكن لقيت ابويا رجع من برة، واول ما دخل من الباب وشافني قال بأستغراب:
– وبعدين بقى؟! في ايه تاني؟
قالت ام مروان لما حسيت اني ارتجفت لما شوفته:
– السلام عليكم يا ابو محمد، معلش هي بس مصدومة من اللى حصل
.
ابويا بأستياء:
– وايه اللى حصل يا حاجة؟ هو انا لحقت انزل وارجع علشان تبقى حصلت مصيبة جديدة؟
ام مروان:
– لاحول ولا قوة…
ابويا بأنفعال:
– من غير حول ومن غير قوة، ايه اللى جرى؟
الست استغربت جدا من اللى ابويا قاله، لكن ردت بأختصار:
– خالد ابنك فى المستشفى، وقع من البلكونة.
رد ابويا كان سبب فى ان ام مروان تعرف انه هو اللى ورا كل حاجة، خاصة لما قال ببرود:
– طيب ده قد الباب، مش هيجراله حاجة، دلوقتي تلاقيه راجع زى الحمار على رجليه.
من صدمة الست وشها لونه بقى احمر، وقالت بغضب:
– اعوذ بالله من لسانك، ده ابنك يا اخي، ده كلمة تقوله عن ابنك.
ابويا بقلة ذوق:
– يلا يا حاجة كتر الف خيرك، تعبناكي معانا، روحي انتي بيتك ارتاحي وانا معاها اهو.
خوفت من ابويا جدا، للحظات حسيته مش ابويا وحسيت انه هي…ناعووودي.
يتبع