رواية خادمة القصر الفصل الرابع 4 بقلم اسماعيل موسى

رواية خادمة القصر الفصل الرابع 4 بقلم اسماعيل موسى

 

#خادمة_القصر


                4


نجح ادم الفهرجى فى إيجاد النوم فى المحاوله التاسعه، رغم ان سريره كان وثير وجسده دافيء متزن، لا يشعر بتوتر


لطالما كان النوم يشكل لغز بالنسبه له، ولا يتمكن من إغلاق عينه قبل ان يتصارع مع وحوش العالم ويتجادل مع أفكاره


وكانت غرفته للصدفه تقع أعلى غرفة الخادمه ديلا التى كانت فى تلك اللحظه غائصه تحت الفراش تحاول نسيان الحماقه التى ارتكبتها، على كل حال ما حدث قد حدث

والذى بأمكانه ان يغفر مره يستطيع أن يغفر مرات أخرى وهكذا نفقد احبأنا.






وكانت ديلا مستغرقه فى نومها عندما كان ادم يركض كعادته كل يوم رغم برودة الجو


يا باشا يا باشا فين البنت الخدامه! +؟ صرخ محمود البستانى على ادم الفهرجى المستلقى على العشب

رمقه ادم بنظره ق*اتله جعلته يرتعش فى مكانه مما دفع محمود للاعتذار عدت مرات وهو يحنى رأسه، اسف يا بيه

والله اسف، انا معرفش عملت كده الزاى


مكنش ادم بيشغل باله بأمر الخدم إلى بيتغيرو بأستمرار، وسايب التعامل معاهم للبستانى كاتم الاسرار


بغضب دخل البستانى وخبط على غرفة ديلا بقوه، اصحى يا بت، انتى فاكره نفسك فى بيت المحروص ابوكى، قومى فزى الحصان ما اكلش من عشيه

قامت ديلا مرع*وبه، محدش قلها تأكل الحصان، محمود مجبش خبر ان فيه حصان اصلا

اول ما خرجت من الاوضه البستانى مس*كها من شعرها، اسمعى يابت ان جبتك هنا تاكلى عيش لكن والله وبالله لو ما سمعتى كلامى لاطردك من هنا، اوعى تفتكرى ان ادم بيه هيدخل ولا هيقف فى صفك، انا الكل فى الكل هنا، امشى انجرى قدامى

مشت ديلا قدام البستانى ناحية الحظيره وشافت الحصان الأبيض واقف فى مكانه بعصبيه

نضفى الهباب ده، وحطى البرسيم قدام الحصان وبعد ما تخلصى اعمليلى قهوه


بعد ما أنهى الحصان اكله قامت ديلا بسقايته، بعد كده دخلت حضرت قهوه لمحمود البستانى ونسيت ان دا ميعاد إفطار أدهم الفهرجى إلى كان قاعد جوار الطاوله يدخن سيجاره بغيظ واختناق

دخلت ديلا الرواق وشافت ادم بيه قاعد بيدخن، كانت محرجه من الى حصل امبارح ومش قادره توريه وشها

صرخ ادم، تعالى هنا!!

تحركت ديلا ووقفت قدام ادم، خير يا بيه؟ قالتها ببرأه

ادم بفروغ الصبر حضرتك مش ناسيه حاجه؟

وضعت ديلا اصبعها فوق جبهتها تحاول تذكر ما فاتها

لكنها لم تتذكر اى شيء


ادم بعصبيه، فين الفطار يا هانم؟ انا جايبك هنا تخدمينى

ديلا، معلهش يا بيه والله نسيت، ونزلت دموعها بسرعه، كانت ديلا سريعة البكاء وكان لها وجه طفولى يدفعك للشفقه


خلاص، كفايه عياط، حضرى الفطار بسرعه

قالت ديلا حاضر، حاضر، هو كل حاجه لازم بسرعه، مفيش فى قلبكم رحمه


اعدت ديلا طعام الإفطار ووضعته امام ادم الفهرجى ووقفت بخضوع إلى جوار الطاوله

انتى هتفضلى واقفه كده كتير؟


خايفه اكون نسيت حاجه تانيه وانا بخاف من زعيقك


ابتسم الفهرجى، متخفيش لو احتجت حاجه هنادى عليكى

انسحبت ديلا نحو غرفتها تسأل نفسها، هو ليه ميبقاش لطيف كده على طول، هينقص حاجه يعنى ولا هينقص حاجه






لم يشعر ادم برغبه فى تناول طعامه، طلب من البستانى ان يعد له الحصان ليأخذ جوله داخل الحديقه

ارتقى ادم المهره وانطلق بين الأشجار كفارس محنك يعرف طريقه


انتى واقفه هنا ليه يا بت انتى؟

ديلا كانت واقفه قدام باب القصر بتبص على ادم الفهرجى وهو بيتحرك بحصانه


ديلا، مش بعمل حاجه

البستانى بتحكم، انجرى شوفى الفراخ والحمام بتاع الباشا، اصل ادم بيه مش بياكل لحوم من بره

عارفه مكانه ولا اقولك عليه؟


ديلا، معرفش حاجه


البستانى تعالى ورايا هوريكى مكانه فين، مشت ديلا ورا محمود البستانى، عارفه ان القصر كبير لكن البستانى اخده بعيد عن القصر لحد ما وصل اوضه قديمه ليها باب مخلع

يلا ادخلى

دخلت ديلا جوه الغرفه، محموددخل وقفل الباب وراه

ديلا فين الفراخ انا مش شايفه حاجه؟

البستانى، فراخ ايه يا بت، انتى فاكره جيتك تشتغلى هنا عشان الفراخ؟

ديلا ببراءه امال جيبتنى ليه؟

محمود البستانى ربت على كرشه جبتك عشانى انا يابت، من اول ما شفتك وانا نفسى فيكى وه*جم البستانى على ديلا

انت بتعمل ايه؟ صرخت ديلا وهى بتحاول تبعده عنها

اكتمى يا بت، محدش هيسمع صوتك هنا، قلتلك انا الكل فى الكل هنا، لو عايزه تاكلى عيش خليكى ساكته والا هطردك بره القصر، وكانت عنيه ممتلئه بالش*هوه، يحاصر ديلا من كل مكان


لكز ادم ادم الفهرجى الحصان لينطلق حول المضمار المدكوك الذى قاده قرب الغرفه البعيده

سمع محمود البستانى خطوات الحصان قادمه من بعيد، اسمعى يا بت لو فتحتى بقك بأى كلمه هقط*عهولك وامشيكى من هنا بف*ضيحه، لو خايفه على سمعتك خلى لسانك جوه بقك، انتى عايشه هنا مع بيه شاب لوحدكم شوفى بقا الناس هتصدق مين فينا؟

كل البنات إلى كانو هنا كانو بيسمعو كلامى عشان ياكلو عيش ولو حاولتى تمشى من القصر من غير اذنى هف*ضحك فاهمه يا بت؟

اعتصرت ديلا الدموع فى عنيها وهى بتهز دماغها لكن الوقت لم يسعف البستانى أثناء هربه رأه ادم الفهرجى يركض بعيد عن الغرفه وبعد لحظات خرجت ديلا


لف ادم لجام الحصان بغيظ، كلهن خا*ئنات، لا فرق بين خادمه ونبيله، كأن الماضى يلاحقه ويخرج له لسانه، سترى بعينك الشيء الذى هربت منه

كيف لهذا الوجه البريء ان يرتكب مثل هذه الخيانه؟ لطالما كنت فاشل يا ادم فى الحكم على البشر، لماذا سمحت لها ان تتحدث معك؟

لماذا عفوت عنها أكثر من مره وسامحتها؟ كان عليك طردها فى اول فرصه

ماذا كنت تنتظر؟ كيف كان عقلك يفكر يا سيد ادم؟

لماذا نسيت اننا عندنا نمنح البشر الآمان نتعرض للخيانه؟

هذه التى كنت تفكر ان تجعل منها سيدة مجتمع مرموقه

اين ذهب عقلك حينها؟







ترك ادم المهره امام غرفتها وصعد نحو الطابق العلوي، هذا ما يحدث عندما نسمح للبشر بالاقتراب منا

لماذا تشعر ان صدرك قد شرخ، كيف اتاك كل هذا الألم؟

الماضى يشبه تلك المدفأه كلما قلبت الحطب داخلها  ازداد اشتعالا وتوهج


قلت ان حياتها الشخصيه لا تعنيك وان عليك أن تكون محايد وتخفى ذلك الحنق الذى يكاد يخنقك

وشعر بالغثيان عندما تذكر ليلة الأمس عندما كانت ديلا متكأه على ساقه برأسها


كان عليك أن ترك*لها ولا تسمح لها بلمسك، غسل ادم نفسه كأنه يتطهر من الخطيئه وترك الماء ينساب فوق جسده

القصه بقلم اسماعيل موسى 

فى غرفتها قعدت ديلا تع*يط وتبكى، مكنتش تعرف ان ادم شافها

لكن الى حصل كان مخلى جسمها كله بيرتعش، كانت عايزه تاخد هدومها وتسبب القصر

ثم تذكرت كلام محمود البستانى، الفضيحه، لكن الفض*يحه مكنتش مخوفها اكتر من الزج بأسم سيدها ادم معها

ديلا مشفتش من ادم غير كل خير، ازاى هتتسبب فى توسيخ اسمه مثلما حدث من قبل، كان محمود البستانى يختلق القصص بعد رحيل كل فتاه عن علاقه غير اخلاقيه جمعتها مع ادم الفهرجى

عشان كده الناس كلها فى القريه خايفه تشغل بناتها عنده


قعدت تبكى وتلطم على خدودها لحد ما احمرت مثل العنب

وكان ادم يغلى فى غرفته متوعد ديلا بأمور قاسيه كان قد تركها من أجل براءة وجهها

انها مجرد خادمه وهيعاملها زى الخدم، لقد خدع، نعم تعرض للخيانه، احضر البستانى عاهر*ته لقصره بعيد عن الناس

كيف يعاقبه ويعاقبها؟

ممكن يطردها من القصر لانه محتاج خدمات محمود البستانى، لكن طردها مش هيفش غليله

يجب أن ترى ليالى سوداء حالكه مثل ليله بلا قمر


            الفصل الخامس من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×