close

رواية خادمة القصر الفصل الخامس 5 بقلم اسماعيل موسى

رواية خادمة القصر الفصل الخامس 5 بقلم اسماعيل موسى

 رواية خادمة القصر الفصل الخامس 5 بقلم اسماعيل موسى


#خادمة_القصر


                       ٥


___وكان ادم الفهرجى كلما رغب فى معاقبة شخص، عاقب نفسه بالأبتعاد عنه مسرفآ فى تقدير ذاته عند الأخرين، متوقع ان يلاحظو غيابه ويشتاقو اليه فيعترفون بخطأهم.


لازم ادم غرفته ،لا يخرج منها، وكان يتناول طعامه داخل الغرفه، كان ادم متيقن انه لا يكن عواطف لديلا وان هذا ليس السبب الذى دفعه للغضب منها، بل امر اخر، اخفاقه فى قراءة شخص والسماح له بالاقتراب منه.


فقد كانت بالنسبه له انسان قبل كونها خادمه، وكان يعرف ان محمود البستانى لئيم، لكن وصوله لديلا بتلك السهوله جعله يتقزز


وكان كل ما فتح الشرفه توقع ان يلمح ديلا بتتسحب لخارج القصر نحو العشه القديمه لمقابلة اللعين محمود البستانى، فيغلق الشرفه بسرعه وكله خوف ان يرى ذلك

ثم قام بنقل أدوات الرسم لسطح القصر حيث خلوته المحببه اليه






وضع اللوحه فوق الحامل وهو ينظر نحو الحقول يحاول رسم فدادين الزرع والفلاحين وكلما شرد وأعاد النظر للوحه وجد نفسه قام برسم ديلا، مره إلى جوار المدفأه متكأه على ساق شخص، ومره أخرى برداء قصير فوق سطح القصر

يقوم بتمزيق تلك اللوحات ويعيد الرسم


ديلا كانت أوقاتها صعبه، مكنتش عارفه ادم بيه غالق على نفسه كده ليه؟

وتوقعت ان دا من ضمن عاداته ان يعيش مع نفسه، دا حتى الاكل مبقاش ياكله فى الرواق وبيطلبه فى غرفته

فى احد المرات وهى بتتفقد غرف القصر لشعورها بالملل

وجدت غرفه فسيحه مليانه كتب وروايات ومجلدات

مرصوصه فوق ارفف خشبيه بطريقه جميله

ولقيت وقت فراغ كبير يسمح لها بالقراءه، قررت ديلا ان تقراء كل كتب المكتبه

كانت بتواجهه صعوبه فى القراءه فى البدايه لأنها مكملتش تعيلمها، لكن بمضى الايام أصبح الأمر سهل والكتاب الى كان بياخد عشرة أيام بقى بياخد تلاته

ثم وجدت القراءه ممتعه، فأصبحت تنتهز كل لحظه لتقراء وتقراء كل ما يقع تحت يدها

قراءة كتب وروايات مترجمه لكبار الكتاب بعد أن انهت الكتاب المحليين، ثم توغلت فى الكتب المخصصه للموسيقى والرسم، ابتعاد ادم عن العالم جعل مهامها قليله ووفر لديها وقت كبير


محمود البستانى تركها فى حالها، كان ذكى ولئيم وعرف ان انعزال ادم لسبب ما وتوقع ان يكون لمحه داخل الحديقه مع ديلا


كان ادم بعد أن عاندته الفرشاه توقف عن العراك معها وقام برسم ديلا أكثر من مره

داخل النهر، بين الأشجار، فى الرواق، لقد أتم أكثر من لوحه لديلا وكانت كلها رائعه


كان قد مر أكثر من ثلاثة شهور من العزله عندما طلب ديلا إلى غرفته

دون أن ينظر إليها، هتروحى المكتبه فى الصف الرابع هتلاقى كتاب بجلد ازرق مرسوم عليه ورده هاتيه وتعالى

اومبرتو اكو؟ همست ديلا بخجل


اختلج جسد ادم من الصدمه، انتى تعرفى امبرتو من فين؟

قالت ديلا بخجل أكبر، اصل انا قراءة الكتاب ده

تنهد ادم الفهرجى، انها مجرد صدفه من قبل فتاه غبيه، فليس معقول ان تكون تلك القرويه قرأت كتاب لاعظم روائى ايطالى


وكانت ديلا ترغب فى رؤية نظره تشجيعيه او حتى ابتسامه

لكن وجه ادم ظل قاتم كعقدة حبل


انا قرأت كمان راوية باودولينو، رفع ادم حاجبه، باودولينو مش معقول دى كتب صعبه

لكنه لم يجد داخله شفقه عليها ولم يرغب فى الاسترسال رغم الرغبه الملحه فى الكلام، إلا أنها فتاه تبدو بريئه لكنها خائنه، تقضى لياليها فى أحضان بستانى لئيم، 


من المكتبه احضرت ديلا كتاب اسم الورده ووضعته امام ادم

حاجه تانيه يا سيدى؟

وشعر ادم ان نبرتها تغيرت وان اللغه التى قرائتها اثرت بها

رفع يده بحنق لا خلاص امشى

وكانت نبرته لا انسانيه مقززه للنفس مما دفع ديلا للبكاء

انا مش عارفه حضرتك بتعاملنى كده ليه يا أدهم بيه؟

انا عملت حاجه زعلتك؟

دا انت الحاجه الوحيده إلى مصبرانى على الخدمه فى القصر الكبير ده!






رفع ادم الفهرجى حاجبه الأيسر ومرر يده على ساعته ماركة روليكس وكان يرتدى قميص عنابى ترك ازراره العلويه مفتوحه وشعره الناعم منسدل فوق جبهته

القصه بقلم اسماعيل موسى 

لو مش عاجبك الشغل هنا تقدرى تمشى وانا هجيب عشره غيرك، لازم تعرفى انك بتشتغلى عشان الفلوس مش عشانى انا ودا شغل الخدم فى كل مكان، انا هطلب من محمود يديكى حسابك وتقدرى تمشى انا مش هغصبك تخدمينى!

لا يا بيه!! قالت ديلا، بلاش محمود البستانى، انا راضيه يا بيه، راضيه


قال الفهرجى، يبقى تشوفى شغلك واكل عيشك ومش عايز اسمع كلام تانى، انا حذرتك قبل كده انك متفتحيش بقك من غير ما اسمحلك

الظاهر انى اسرفت فى تدليلك لحد ما اخدتى عليه

شايفه الورده إلى فى السجاده هناك؟

ديلا بقلق __شايفها يا اهم بيه

اقفى عليها ومتتحركيش غير لما أأمرك


ديلا ___حاضر يا بيه هو انا اقدر اقول غير حاضر


وقفت ديلا فى المكان المحدد، بينما ظل ادم الفهرجى يحدق بكتاب اسم الورده مستمتع بحل كل تلك الالغاز التى صاغها ايكو ببراعه، وكان بين الحين والآخر يرفع عينه وينظر إلى ديلا

ديلا كانت باصه على الأرض، مغتاظه من ادم بيه ومن تصرفاته، كانت ظنت انه بداء يستمع لها ويسمح لها بالكلام

لكن طبيعته القاسيه ظهرت مع انه كان نفسها تبص عليه فقد كان ادم يتمتع بمظهر أنيق جذاب


قلب ادم صفحات الروايه وكان جسد ديلا بداء يتخشب وبتسأل نفسها لحد امتى هيفضل سايبنى كده وازى قادر يستمتع بالقراءه وانسان بيتعذب قدامه، مفكره فى عقلها القراءة التى لا ترفع داخلنا الحس الإنسانى لا فائده منها


رفع ادم دماغه، انا اديتك درس صغير، قرصة ودن عشان تعرفى إلى منتظرك عندما لا تطيعى اوامرى

لازم تترجينى عشان اسامحك وتقدرى تسيبى مكانك

وانتظر ادم الفهرجى ان يسمع الكلمات المتوقعه وكان على استعداد ان يرفع يده

لكن ديلا فاجأته بحده غير معتاده مش هترجى ولا اطلب حتى لو قعدت للصبح  انا معملتش حاجه غلط

هز ادم المتفاجيئ ساقه، فشل مره اخرى فى معرفة ابعاد النفس البشريه 

هذه النكره تعانده، تتحداه لكنه ابتسم بسخريه، حسنآ خليكى واقفه


انت بتيجى عليا يا بيه عشان انا ضعيفه ومحتاجه الشغل؟

اسكتى، صرخ ادم

دا نتيجة أفعالك الغير مبرره نفذى العقاب بصمت


ومره اخرى فاجأته ديلا بنظره متحديه جعلته يشعر بالغضب والغيظ

سأكسرها اقسم ادم، سأجعلها ترتعب من إشارة يدى، لا يجعل الإنسان ينكسر الا القسوه


ثم فجأه ارعش ادم رأسه، ماذا تفعل ايها الأحمق، لتلك  الدرجه تابعت رغبتك فى الأنتقام، انت مجرم، وشعر أدم بيأس وأحباط وجعل يلوم نفسه، انت واحد مثلهم ولا تختلف عنهم


تقدرى تمشى يا ديلا، روحى غرفتك، عقابك انتهى






ابتسمت ديلا، اول مره فى حياتها تنتصر لعزيمتها وأمام من؟

امام الباشا الذى يأمر فتطيع الناس


ثم قالت ببراءه، شكرا يا ادم بيه، ممكن اقعد معاك شويه؟

فتح ادم عنيه بغضب

تقصدى ايه؟


ديلا __ اقصد اقعد هنا يا بيه، انا زهقت من قعدة الاوضه بقالى اكتر من تلت شهور وحضرتك مش بتكلمنى وتحركت ثم جلست تحت قدمى ادم

توتر ادم شعر انه يفقد السيطره، كيف يسمح لتلك الفتاه المستهتره التى منحت نفسها للبستانى ان تجلس قربه

اعملك قهوه يا بيه؟


أجل، قهوه، احنى ادم رأسه ليتخلص منها وهو يسأل نفسه لماذا يشعر بالضعف

بكلمه واحده يستطيع أن يطردها خارج القصر ويحضر واحده أخرى


عادت ديلا تحمل القهوه ووضعتها امام ادم ثم جلست فى مكانها تحت قدميه

وكان قربها يجعله يضطرب، هقعد ساكته يا ادم بيه مش هفتح بقى!!


ادم ___وياخدك النوم وتنامى فوق رجليه؟


وكأن لسعها عقرب، انتفضت ديلا، كانت تظنه سر، هو انت شفتنى يا باشا؟  انا افتكرتك كنت نايم!


احمرت خدودوها الورديه وبرقت عينيها بجمال آخاذ، والله نمت من غير ما احس يا بيه¦


وايه ذنب رجليه يا ديلا تتحمل دماغك التقيله؟

والله وبالله مش هيحصل تانى يا بيه، بس خلينى قاعده جنبك اتونس بيك


طيب يا ديلا تقدرى تقعدى مفيش مشكله


ولم يمر سوى نصف ساعه حتى سقطت رأسها فوق ساقه، ابتسم ادم، هذه الفتاه لا يحلو لها النوم الا فوق ساقى؟

وكما توقع تمطت ديلا وبدأت يدها تسرح وانفتح فمها مستغرقه فى النوم

شال ادم ايد ديلا اكتر من مره وترجع مكانها، تأفف ادم

اخر ما ينقصني ان اربى طفله داخل القصر

انحنى ادم لييقظ ديلا وتفاجىء بوجهها المستكين، وجه بريء يشع صبى وطفوله

لا فائده من المراوغه، حمل ادم جسد ديلا والتى تعلقت برقبته مثل طفله وتحرك لينقلها لغرفتها


           الفصل السادس من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
close