رواية حب مع ايقاف التنفيذ الفصل الحادي عشر 11 بقلم رغد عبد الله
سمعت غزل صوت فاطمة أمها ، وهو بيقرب منها .. : غزل أنتِ هنا لية .. كـ كلام الست دِ كدب ، ء أنت إستحاله تكسرى كلمتى و تتجوزى نوح .. ها .. ردى ..
صدر من صابرين ضحكة ساخرة .. وهى بتراقب الموقف ..
فاطمة فقدت أعصابها .. قالت بعصبية : ساكتة لية .. اتكلمى !
غزل ضربات قلبها زادت .. و وطت راسها وهى بتقول .. : امم .. كلامها صح .. ، أنا و نوح لسة راجعين من عند المأذون .. !
دموع فاطمة توقفت عن الهطول .. ، نظرت لغزل بصدمة .. : اتجوزتيه .. ربطى نفسك و ربطينا معاكى بالعيلة القذ"رة دى !؟..
مقدرتش تتحكم فى أعصابها .. رفعت إيدها و نزلت بالأ"لم على وش غزل .. أو كانت ..
حيث نوح صد إيدها لما مسكها .. و هو بيبصلها بحدة .. : غزل بقت مراتى .. وأنا مسمحش أن حد يمد إيده عليها !
ردت فاطمة بجنون .. : لا هو أنت دلوقتى إلى بقيت تسمح و متسمحش .. "ضحكت بسخرية و استحالت نبرتها للحزن و الحسرة و هى بتقول " .. لية .. لية عملتى كدا يا غزل .. ك كنتى بتقولى مـ دام تلاتتنا سوا فإحنا بخير .. تقومى بعدة و جايبة الشر برجلك .. دَ جزاتى .. دَ جزاة تربيتى ، آخره ثقتى فيكى .. الخيانة ، و لأجل مين ، لأجل راجل .. ضحك عليكى بكلمتين .. و أنا وأنتِ و الأيام لوحدها هتثبتلك نيته السوده !
اترسم على وش نوح ملامح الأستغراب و القرف ... قال : أنتِ فاهمة غلـ....
وقفه غزل وهي بتتك على إيديه .. و دموعها بتنهمر بصمت ..
اخدت فاطمة نفس .. و قالت بحدة : أسمعى يا بنت بطنى .. الانانيه طول عمرك مزروعة جوه منك .. من وأنتِ فى اللفة بتكسر"ى و أحنا بنصلح .. بتعيطى وأحنا بنمسح دمعتك .. ، لكن .. لكن دلوقتى و أنتِ المختارة .. أنتِ وحدك إلى هتتحملى غباوتك و أختياراتك .. و صدقينى هى الهـ"لاك .. و ابقى ورينى مين هيصلح وراكِ .. ولا هيهمه دمعتك .. ماشى ، سلاام .. !
و مشيت بغضب .. وقفها صوت نوح وهو بيقول ببرود .. : متقلقيش يا عمتى .. أنا مش هخلى دمعة منها ، تنزل من أصله .. !
جزت فاطمة على سنانها ... و مشيت بغضب شديد وهى محجمة على دموعها بصعوبة ..
أما غزل ... فكانت موطية راسها ، و ضغطة على إيد نوح بعفوية .. ، وهى بتردد بدموع : أنا آسفة .. ء .. آسفة ..
اخترق عياطها صوت نوح وهو بيقول .. : مع إنها متأخره .. لكن برجلك اليمين .
فكت إيده .. و مسحت دموعها بسرعة .. و هى بتقول : حـ حاضر .
مشيت بضع خطوات و نوح وراها ، وهو بيزجر صابرين بنظرات حادة .. مفادها " لينا حساب بعدين ! " ..
_فى غرفة نوح و غزل_
دخلت غزل و نوح وراها .. جسمها قشعر ، وهى بتسمع ققلة الباب وراه ..
قالت بخوف .. : بـ بتقفل الباب لية .. !
نوح بضيق .. : فيه خدم .. و ناس راحة جاية .. تحبى نكون فرجة ليهم ؟!
غزل بلعت ريقها بتوتر : امم .. لـ لا ..
*عم السكوت إلا من صوت خرفشة و حركة فى مكان ما *
غزل .. : أنت بتعمل إيه .. ؟
نوح ببرود : بغير هدومى ..
شهقت .. : بتغير .. !
قال بسخرية : وهى ازمة لو غيرت قدامك .. ؟
غزل وهى بتفرك فإيدها .. : لا بس متقولهاش بسهولة و كإنه عادى !
صوته قرب منها وقال بخبث .. : خلاص .. غيرنى أنتِ كمان قدامى ، علشان نبقى خالصين .. !
برقت و خدوها احمرت .. ثم قالت بصوت غاضب : نوح ... بطَّل قلة أدبك دِ !
لقت الى بيهمس فى دونها .. : متأكدة ؟ .. د أنا كنت ناوى أساعدك ..
رفعت شفتها إلى تحت زى الأطفال ، لما توشك على البكا .. و مسكت فى هدومها جامد .. : إبعد عنى .
رفع حواجبة بدهشة .. وهو شايف دموعها بتنزل ، مكنش مدرك أنها ممكن تعيط .. أول مره يتعامل مع بنات من نوعيتها ..
قام بهدوء ، شد طرف كمه و بدأ يمسح دموعها : محدش هزر معاكى قبل كدا .. !
كإن كلمته كانت القشة إلى قسمت ظهر البعير .. ، عياطها بقى بصوت .. و صوت شهقاتها عِلى .. ، مكنتش مستوعبة سبب عياطها الفظيع دَ .. لكن كل ما تنزل دمعة ، كانت التانية تلحقها ، كإنهم فى سبق .. و دموعها مش راضية تقف ..
نوح كان زى العيل ، إلى الواقع اكبر منه .. و مش عارف يتصرف فيه !
لسانة اتربط .. و الحروف بقت تسيح عليه ،و تتبلع مع ريقة بصعوبة ..
محسش بنفسة وهو بيقرب منها .. و بيلف دراعة حوالين جسمها ، علشان يزقها لحضنه ..
الحضن لغة ، لا يجيدها إلا الصادقون .. لغة تقول فيها كل حاجة ، من غير ما شفايفك تتحرك .
ادارت غزل فى حضنه ، و دفست وشها جواه وهى بتبكى ..
قال نوح بهدوء .. : لو عيونك مصعبتش عليكى .. أشفقى عليا أنا ، أنا قليل الحيلة قدام الدموع .. فـ بطلى عياط و قوليلى لـ إية كل دَ يا غزل !؟
غزل اتكلمت بصعوبة ، و قالت بصوت مخنوق .. : قول مش على إيه ! .. نفسى و حياتى ، و عيلتى .. امى و شمس .. كل حاجة ضاعت فى غمضه عين .. و دلوقتى أنت بتستظرف ، بتلعب بأعصابى إلى مش موجودة أصلا !
رمقها بصمت .. ، لحد مـ هديت هى ، و لاحظت الهدوء فى الجو ، بعدت عن حضنه و قبل ما تتكلم
زفر نوح بهدوء .. وقال : دَ طبعى .. أنا إنسان مش فاهم نفسة و مقضيها عافية معاها ، متتوقعيش منه يفهمك ولا يحس بيكِ .. الخاصية دِ مش متوفرة هنا ..
كورت خدودها .. : امم .. طب جرب تنزلها ، ممكن تيجى .. !
رد عليها بتريقة : باقتى خلصت ..
كتمت ضحكتها .. و قالت بضيق مصطنع : يا خفهه ..
خبطها نوح بخفة بدراعة وهو بيقول .. : فكيها بقى .. و بعدين قوليلى ، مقولتيش ليه لعمتى سبب جوازنا .. ، مصرختيش ليه و اتباهيتى بنفسك و قولتى "دَ أنا ضحيت بنفسى علشانكم ! " .. ها ؟؟
غزل .. : أنا عارفة ماما .. هتحس بالذنب ، و هتضغط على نفسها لحد ما تتأ"ذى .. دلوقتى هتغضب .. لكن هتنسى مع الوقت ، و بعدين أنا وافقتك من حبى ليهم ، مش علشان أقول ، أنا سويت وأنا و أنا .. .. ماشى يا خفة .
استغرب نوح من كلامها ، لأول مره .. يلاحظ أن فيها شىء من الملايكه ..
أبتسم و قال .. : ماشى يا غزل ..
_عند فاطمة و شمس_
فاطمة وضعت إيدها على رأسها بدوخة .. : باعت نفسها بالر"خيص يا شمس .. اختك حطت راسى فى الطين قدام مرات خالك .. وأنا قعدت احلف قدامها بأخلاق بنتى ، وأن غزل لو السك"ينة على رقبتها .. متكسر"ش أمها ، ولا تسوى شىء من وراها .. و غزل جميله ... غزل محترمة ، غزل مفيش منها اتنين .. رصيت قايمة و طستها فى وش صابرين ..
وفى الآخر الاقيها داخله إيدها فى إيد سى نوح .. بتقولى دَ بقا جوزى يا ماما .. جوزها !
كانت شمس واقفة قدامها ، بتعيط بصمت .. : ء أكيد ، فية سبب يا ماما .. أنتِ هتوهى عن غزل !؟
فاطمة .. : هيكون إى بس السبب يا شمس .. وزنت هيا تمن خسارتنا و زعلنا .. و إشترته .. ، فية حاجات فى الدنيا مش بتتكيل .. حاجات اغلى من أنها تتباع !
ضغطت شمس على فمها .. و طبطبت على فاطمة ، وهى بتقول .. : أنا لازم هزورها ، و اقررها .. نأجل حزننا دَ لساعتها ..
مسحت فاطمة دموعها .. فجأة الباب خبط ..
راحت شمس تفتح ، كان ممدوح .. : فين أمك يا بنتى ؟
فاطمة حطت طرحة على راسها ، و جت من وراها .. قالت بضيق : خير ، فى إية تانى .. ؟
ممدوح بإبتسامة .. : سامر لقى شقة فى الشارع إلى جارنا .. شقة بحرى ، و بارحة عن دِ .. و عاجبة العروسة اكتر .. ، قولت دَ أكيد نصيب الحجه فاطنه..
قطبت جبينها .. : يعنى إيه ؟
ممدوح .. : يعنى ألف مبروك الشقة عليكم يا أم شمس ..
_عند غزل_
باب الاوضة بيتفتح مره واحدة .. و بتدخل ليلى ..
الى قلبها بيقع لما بتشوف .....
#يتبع
#بقلمى_رغد_عبدالله
#حب_مع_إيقاف_التنفيذ ١١