رواية اخر نساء العالمين الفصل السادس 6 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور


 رواية اخر نساء العالمين الفصل السادس 6 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور


Part 6


تجلس في غرفتها وتضع يدها على معدتها والتي ظهر عليها الانتفاخ قليلا تُملس عليها بحنان وتنظر نحوها بخوف وهي تفكر وعيونها شارده ومن ثم وجهت بصرها وهي تنحدث في نفسها وهي توجه حديثها لطفلها


سميه بهدوء: انا عارفه انك زعلان مني... كنت بتحب بابا اوي صح يا حبيبي انا اسفه اوعى في يوم تزعل من ماما انا بعمل كل دا علشان بابا وعمو يونس وزهره.... خالك (تقصد ضاحي) صحيح واطي وحقير ومعدوم الضمير بس انا عاوفه الاعيبه وهعرف اتصرف معاه ........ اكملت وقد احتدت عينيها كثيرا: بكره الخق هيرجع لأصحابها ووقتها يا حبيبي بابا هيفهم انا لي عملت كده هو وحشني اوي زي ما هو وحشك كده واكتر كمان انا مش عارفه اغمض عيني وهو مش جمبي مش عارفة اتنفس في الاوضه ونفسه مش فيها.... بس معلش خلينا نستحمل شويه وبعدها نرتاح كلنا


قطع شرودها دلوف تلك الحيه عليها واضعه يدها في خصرها وهي تهز جسدها بحقد وغل فبعد حديثها مع ضاحي في الاسفل ونا-ر الغيره والحقد تجاه زهره زادت اكثر واكثر ففي اعتقادها ان ضاحي يضحى من اجلها وانه يحبها حيث خاطر بالكثير لكي يخرجها من الورطه التي وضعت نفسها بها عندما حكن عليها بالسجن لأكثر من عشرة سنوات ولكنها لا تعلم ما نيته فهي وكالعاده في غفله... لاحظت سميه وجودها فزفرت بضيق وهي تحادثها بحده كعادتها فالشيء الوحيد التي لا تستطيع سميه تفاديه هو كرهها لتلك المرأه


سميه بحده: اي يا ناهد قدامك مسرحيه ولا فيلم في التلفزيون بتتفرجي وسرحانه في اي.... واي اللي مدخلك هنا من غير ما اسمحلك تدخلي عاملين الباب لي


تداركت ناهد موقها وعقدت حاجبيها بغيظ: انت بتتكلمي كده لي... انا هنا يا حبيبتي ست البيت وليا احترامي


قهقهت سميه بفرط حتى ادمعت عينينها وهي تسير في اتجاهها ومن ثم اختفت ابتسامتها وحل محلها الحده ووضعت ذراعيها امام صدرها: سمعيني كده يا مسكره قلتي اي


ناهد ببرود: بقلك انا ست البيت هنا انت مين علشان تحاسبيني


اقتربت سميه منها اكثر فأكثر وفاجأه امسكت شعرها تسحبها منه بقوه وهي تنظر داخل عينيها بغضب: بصي يا بت انت... عاوزه تقعدي هنا مرتاحه تبعدي عني خالص وإلا هندمك على كل نفس بتاخديه في عمرك انت فاهمه يبت انت


ناهد بخوف وهي تنظر لها بأعين متسعه من هول الموقف:.....


تركتها سميه بعنف ختى وقعت ارضا وهي تقول بنبره ثابته: غوري من وشي.... غوري


وقفت ناهد سريعا وهي تنظر لها بتعجب ونزلت للأسفل تهرول حتى كادت ان تقع وسميه تتابعها بهدوء وهي تضع ذراعيها امام صدرها ومن ثم نزلت خلفها بهدوء......


**********************************






في الاسفل


كان يجلس ضاحي وامامه بعض الاوراق للأملاك التي جمعها ويتابع عملها بدقه فهو يتطوق لكي يصبح ملكا في رأيه ان كلما ارتفع مالا وجاها اكثر كلما حط-م قلب يونس اكثر فأكثر مسكين لا يعلم ما في القلوب البشر فهذه الفصيله اللعينه الخاصه بضاحي لا تفهم هذه التعبيرات..... قاطعه هرولت ناهد في اتجهاهه وهي ترتمي في احضانه وتمثل الخوف والبكاء مما جعله يتعجب بشده


ضاحي بتعجب: في اي يا ناهد... بتعيطي لي اي اللي حصل


ناهد بصوت متقطع اثر دموع التماسيح خاصتها: سميه يا ضاحي.... سميه هانتني اوي يا ضاحي انت جايبها تهيني في بيتي بقا دي اخرتها


ضاحي ببرود: طب فهميني اي اللي حصل


سميه بمقاطعه: انا افهمك يا اخويا


انتفضت ناهد سريعا عندما استمعت لصوت سميه ففي خاطرها انها لا زالت في غرفتها ولم تشعر بها خلفها الا الان فهي تخشاها كثيرا حيث انها على يقين تام لوفائها لمصطفي ويونس وايضا تعلم انها خصم قوي للغايه..... نظرت لها سميه بسخريه ومن ثم نظرت نحو أخيها بهدوء


ضاحي بأنصياغ: قولي يا سميه في اي... حد يفهمني


سميه بهدوء: ولا اي حاجه تستاهل.... الست هانم اللي متجوزها ولمتها من السجون وعملت ليها قيمه داخله على اوضتي زي المخبرين من احم ولا دستور قلتلها مش في باب الناس تخبط عليه قبل ما تدخل فتحتلي محاضره بقا دا بيتي وانا ست البيت ومين انت علشان تحاسبيني شديت ودنها منتى عارفني يا اخويا ولا بعرف اعدي ولا اسكت وهي كمان عارفه كده بس هي اظاهر عليها من اول ما جيت وهي عاوزه تمشيني بدري بدري 


ساد هدوء في المكان لبضعة دقائق من وثم تحولت نظرات ضاحي بين سميه وناهد حتى استقرت على سميه وتحدث اليها بهدوء: طيب يا سميه حقك عليا انا يا قلب اخوكي... وانت هنا صاحبة البيت ومفيش لي حد لي سلطه عليكي ابدا اطلعي انت اوضتك دلوقتي وارتاحي على ما الغداء يجهز 


سميه بهدوء وهي تربت على كتفيه اثناء مرورها: عشت يا اخويا 


تركتهم وهي تنظر لناهد بتشفي ومن ثم صعدت الدرج حتى غرفتها تختبئ بعدما تأكدت انهم ظنو انها دلفت لداخلها... نظر ضاحي لناهد بغضب جامح ومن ثم هوى كفه على وجهه بقوه جعلتها تصرخ من الالم


ناهد بتألم: لي كده.... بعد كل اللي عملته علشانك تعمل فيا كده تعليها عليا ليا


جذبها من ملابسها بقوه حتى تمزقت وانزلها على ركبيتها امامه وهو ينظر لها بغضب وحده: انا ممكن ادفنك حيه لو وقفتي في طريق اللي انا عاوز اعمله انت فاهمه.... انا بقالي سنين بخطط للي بيحصل حوالينا دا لو مش هتبطلي سغل الحريم الحمضان دا هتشوفي الوش التاني...


ناهد بخوف وتوتر: بس انت عارف كويس انها مش بتحبك ولا عاوزه مصلحتك يعني


ضاحي بزفره قويه وهمس: عارف... هي مش عاوزاني ولا طيقاني اصلا وعارف انها هنا علشانهم.... بس انا االي عاوز دا انا عاوزها قدام عيني عاوز الم كل ضحكه وذكرى حلوه ليهم من قدامهم هخطف منهم النفس اللي بياخدوه.... الفلوس مش مهمه عندهم لكن سميه وزهره هما كل حاجه عندهم فهمتي


ناهد بإبتسامه: فهمت..... ومن ثم وضعت يدها على صدره بحركه مدروسه منها وهي تردد: فهمت... فهمت يا سيد الرجاله الحمد لله اني معاك مش ضدك... لما ببص ليك مش بصدق اني بقيت مراتك حتى لو عرفي فا انا برضو مراتك مين قدي انا وانا مرات المعلم ضاحي كبير البلد وسيد الكل


نظر لها بخبث وتاه هي عينيها وشرد وهو يتخيل امامع زهره والتي ما ان رأها للمره الاولى واحتاجته الرغبه بها بشده فهجم على ناهد يقبلها بنهم وهي بالطبع سعيده بذلك.....


**********************************






في منزل ابطالنا 


قد حل الليل عليهم... كانوا يجلسون على احدى الارائك في صالة المنزل الصغيره وهم يتحدثون حول العمل فقد اقتنع مصطفي واخيرا ان يعمل في ورشة الميكانيكيه حيث اقنعه يونس بأن الورشه ملكهم ولن يعمل لدى احد ولا يشعر بالقله وايضا يعملون سويا ويكونوا بجانب بعضهم البعض فهم سند وقوه لبعضهم وقد اقتنع مصطفي بحديثه وخصوصا انها يعمل في اكثر من مكان ولا يجني ثمن تعبه ابدا..... قاطعتهم زهره وهي تضع اخر اطباق الطعام على الطاوله الدائريه الصغيره وتنظر لهم بإبتسامتها الصافيه الجميله التي تبث فيهم الطمأنينه 


زهره بنبره هادئه: اي مش كفايا كلام بقا ويلا قبل ما الاكل يبرد 


مصطفي بمرح: الريحه مش قادر... صنية بطاطس باللحمه دي يا زوزر ااه يا بطني 


يونس بغيظ: جرا اي يلا انت ما تتلم اي زوزو دي 


مصطفي بعبث: غيران مني يا يويو... دا انا حتى مؤدب مش بقف تحت مع ام اربعه واربعين 


ضحكت زهره بخفه على حديث مصطفي الذي سيؤدي به للقبر قريبا اما يونس فوزع نظراته بينهم بتعجب


يونس بعدم فهم: مين ان اربعه واربعين دي ياض انت 


مصطفي بغمزه: الست حسنات اللي تحت... بس بقلك اي عينيها هتطلع عليك من زمان وانا ملاحظ 


زهره بضيق: كل يا مصطفى... كل وانت ساكت 


يونس بغضب: ماشي يا مصطفى لما ننزل الورشه ليك روقه 


بدأت زهره تسكب لهم الطعام وهم يتحدثون ويضحكون اثر حديث مصطفي المرح الذي لا ينتهى ابدا ولكن لاحظت زهره انه بعبث في طعامه ولم يأكل سوى بعض اللقيمات فقط مع انها صنعت هذا الطعام من اجلهم لانهم يحبوه بشده 


زهره بنبره حنونه: مصطفي انت كويس 


مصطفي بإبتسامه: اه يا مرات اخويا الحمد لله.... لي في حاجه 


زهره بإبتسامه اخويه: انا عارفه انك زعلان علشان سميه.... عبث وجهه فاجأه مما دعاها لتسرع في الحديث وهي ترفع يدها امامه: قبل ما تتعصب انا مش قصدي ازعلك والله انا خايفه عليك... مع اني برضو متأكده ان في حاجه غلط في موضوع سميه دا لانها مستحيل تعمل كده من نفسها 






اخذ نفسا عميقا ومن ثم هدأ وتحدث بهدوء عكس نير-ان قلبه التي كادت ان تحر-قه: انا عارف يا زهره انك طيبه وبنت حلال وعايزه لينا الصالح والفرحه... وعارف انك متقصديش تزعليني بس انا مش عاوز نتكلم في الموضوع دا تاني ممكن 


زهره حتى لا تضغط عليه: حاضر يا مصطفى اللي تشوفه 


يونس بمرح لكي يزيل التوتر: والله انا شايف اني كيس جوافه في وسطكوا... ما تتلموا انتو الاتنين 


مصطفي وهو يتلاعب بحاجبيه امامه بعبث: بنت عمي وانا حر عندك مانع يا سي يونس 


ضحكت زهره عليهم بشده فمهما مر عليهم من الاحظاث والسنوات سيظلون اطفال في تصرافتهم سويا..... نظر يونس لزهره بحب وهو يسألها بإهتمام 


يونس بتساؤل: اي يا زهرتي الامتحانات قربت جاهزه ليها 


زهره بتوتر: بصراحه مش اوي... يعني متوتره اوي وخايفه 


يونس بنبره حنونه: لا انا عاوزك تركزي في مذاكرتك كويس اوي اليومين دول السنه دي كانت صعبه يا حبيبتي انا عارف بس احنا اقوى منها ولازم نكمل للأخر ولا اي 


زهره بحب وارتياح: صح يا حبيبي ربنا يقويك ويقويني يارب 


ظلوا يتبادلون سويا نظرات الحب والغرام وكل منهم شاردا في الاخر... اما مصطفي كان يستند بيديه الاثنين على الطاوله وهو يتابعهم مثل الطفل الذي يتابع فيلمه الكرتونيه المفضل قائلا بمرح: ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..... انا بقيت عزول وسط العشاق على اخر الزمن 


كاد يونس ان يرد عليه ولكن قاطعهم رنين جرس الباب فتعجبوا قليلا ولكن ذهب مصطفي ليفتح وعندما فُتح الباب هنا كانت الصدمه فلم يكن على توقعه هذه الزياره.... 


مصطفي بتعجب: انت!.... 


**********************************


#الكاتبه_سهيله_عاشور


        الفصل السابع الجزء الثاني من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×