رواية ياسمين الشام الفصل العاشر 10 بقلم نورا


 رواية ياسمين الشام الفصل العاشر 10 بقلم نورا


الحمد لله رب العالمين..

ياسمين الشام 10


بعد مرور يومين ..محمد وياسمين مازالا في المستشفى ..


ياسمين نائمه تحت تأثير المهدئات لا تعي شيئا مما حولها.. وهو يقف في الشرفة يدخن ويلقى بنظره بين الحين والآخر اليها..


سمع رنين هاتفه كان عمر..


محمد :عملت ايه..


عمر :متقلقش خلصنا  الدفن ودلوقتي انا طالع عند زينب وعلي وعم ادهم..


محمد :خد بالك منهم ياعمر لحد.مانرجع


عمر : متقلقش هيا عامله ايه دلوقتي..


تنهد محمد :لسه نايمه مش دريانه باللي يجرا حوليها..بقالها تمانيه واربعين ساعه..عالحال ده


عمر :يعني هتفضل كده..


محمد :لا منا مش هسيبها كده..ليمسح على وجهه بضيق انا كان مالي ومال المشاكل دي ربنا يسمحك يابابا..


عمر : بالراحه عالبنت عشان هي مصدومه مهما كان ابوها اللي خسرته.مش اي حد...


محمد يعني هعمل ايه ..انا مش عارف اتصرف


عمر :حاول تخرجها من اللي هيا فيه بالراحة 


محمد :هحاول ليرى الممرضه تدخل تريد اعطائها الحقنه ..


محمد :اقفل دلوقتي وخد بالك من بابا و زينب وعلي..


عمر :ماشي متقلقش…


محمد طرد الممرضة ومنعها من إعطائها حقنة اخرى لكي تستيقظ وتستعيد وعيها..مضى بعض الوقت..واستيقظت الأخرى بتعب ..وضعت يدها على راسها تشعر بالدوار والارهاق..


محمد : حمدالله عالسلامه..


ياسمين….


محمد :يلاا خلينا نمشي..


ياسمين….


اقترب منها هساعدك تغيري عشان نمشي..يلاا ياياسمين..


ياسمين حاولت النهوض بتعب لتهمس:انا هغير..لتشعر بالدوار لكنه امسكها .واجلسها على السرير: بطلي عناد هساعدك تغيري ونروح....


ياسمين استسلمت له فهي حقا ليست بحالة تستطيع النقاش بها وبالفعل ساعدها واخذ بيدها وهي تستند اليه ..


ياسمين : احنا هنروح فين..


محمد : هتعرفي بعد شويه..


ياسمين :بس انا تعبانه وعايزه انام..


محمد :خلاص مفيش نوم بعد النهارده كفايه..عليكي كده..


ادارت وجهها بضيق ونظرت من نافذة السيارة.تراقب الطريق والناس الذي يتجولون كل يذهب الى عمله منشغلون بهذه الحياة يتسابقون للعيش..


محمد :ياسمين..


ياسمين..


محمد هزها لتنظر اليه :وصلنا..انزلي..


تحدرت من السياره..لتجد نفسها فوق تلة وسط غابة تحيطها الاشجار الخضراء...


ياسمين :احنا هنا ليه..


محمد : عشان تعيطي براحتك..ومحدش يشوفك


ياسمين : مش عايزه اعيط..


محمد :لا  عايزة تعيطي ..متكتميش عشان كده مش فى صالحك..


ياسمين بغضب : انا عايزه اروح..لتهم بصعود السيارة..لكنه امسك يدها واوقفها..


محمد بسخريه : عارفه انا مشفتش حد اضعف ولا أجبن منك بكل حياتي..


نظرت اليه بصدمه…






محمد : بتبصيلي كده ليه ليكمل بسخريه انت  بتمثلي الزعل عشان تهربي..تهربي من مسؤولياتك من اخواتك اللي بقالك يومين مش دريانه عنهم انت فاكره بس انت اللي خسرتي ..هم اللي خسرو معاكي وعلى فكره هما خسروا اكتر منك عشان هما لسه صغيريين محتاجين ابوهم معاهم انما انت ..عشتي معاه عمرك كله ..ودلوقتي عاوزه تعيشي الدور كويس عشان تهربي من المسؤوليه اللي بقت عليكي...ليضحك..معرفش ازاي انت جبانه كده..بصراحه..انا زهقت منك ومن انانيتك خلاص كفايه بقى ..كفايه تمثيل..


ياسمين بحده انت بتكلمني كده ليه..اسكت اسكت كفايه مش عايزه اسمع حاجه خلاص 


محمد بحده :لا مش كفايه فهمنا ابوكي مات.. خسرتيه وبقيتي يتيمه ..بس بعد.كده ايه .لو فضلتي كده هتخسري..ايوا اخواتك كمان هيضيعو عشان أنانيتك..


نزلت دموعها كالشلال الدموع التي كتمتها منذ وفاة والدها تضربه على صدره كفايه  كفايه حرام عليك ..انا تعبت ..تعبت مش قادره اكمل..مش قادره


ابتسم لانه وصل لمبتغاه فمنذ وفاة والدها جفت دموعها مما أثار قلقه وقلق الطبيب  الذي عالجها..لتردف الاخرى انا تعبت مقدرش اقاوم اكثر..

محمد صوتي ايوا ..صوتي كمان ..طلعي كل اللي جواكي... زاد صراخها وقفت على تلك التله لتصرخ بكل صوتها تنادي والدها  ودموعها تتطاير مع نسمات الهواء البارد ..لتجلس على الارض..وشهقاتها تعلو..


جلس بجانبها.:.ربنا يرحمه..ابوكي رح عند ربنا الرحيم ..قومي زينب وعلي بحاجتك..


ياسمين ببكاء وشهقات :انت ازاي..ازاي كده..ازاي..


محمد : عارف اني قسيت عليكي جرحتك بس لازم تطلعي من الدوامه اللي انتي فيها.مش هتفضلي كده..قومي يا ياسمين...قومي .جذبها لتنهض..


احتضنها لثواني حتى هدأت شهقاتها..ابعدها عنه ومسح دموعها ليقول: مش هنفضل كده زينب وعلي مستنينك ميعرفوش حاجه وهما لسه صغيرين...لازم حد يفضل جنبهم..انا حجزت وطيارتنا المسا…


دموعها مازالت تتناثر على وجنتيها دون توقف ...شعر بالراحه..وهو يراها تخرج كل حزنها وغضبها بتلك الدموع.استسلمت له وهو يجذبها خلفه لتصعد السيارة ويغادرا


____


فتحت زينب الباب لتراه ..فهي لم تعلم بعد بوفاة والدها 


عمر بابتسامه :مساء الخير ياقمر…


زينب بغيظ : انت ايه اللي جابك..


دخل عمر بابتسامه: جاي اشوفك ياحبيبتي...موحشتكيش..


زينب :لاو مش عايزه اشوفك ..


عمر :ليه هو القمر بيغير واللا ايه..


زينب : اغير ليه..ومن مين..ربنا يوفقكم ..


عمر :تؤ تؤ تؤ متدعيش ليا وليها قولي ربنا يوفقني انا وانتا.. وتغور هي بداهيه..


زينب بابتسامه حاولت اخفائها :ليه مش خطيبتك وانت بتخاف عليها..


عمر :خطيبتي ااه...بس مش بعد النهارده سعادة غمرت صدرها ابتسامه لم تستطيع إخفائها عنه لتقول : يعني ايه..


عمر :يعني النهارده فسخت الخطوبه..


زينب :بسعاده بجد..لترتبك..احم..احم. فسختها ..عشان ايه..


عمر :عشان الخطوبه دي من الاساس غلط وماما اصرت عليها...


زينب بكذب :وانا مالي..


عمر :مالك بقى انا بعمل كل ده عشانك وجايه تقوليلي مالك ياحبيبتي..


زينب :متقولش حبيبتى..


عمر :ميبقاش قلبك إسود بقى خلاص خلصت منها. ومن قرفها..


ابتسمت زينب


عمر :ايواا كده اضحكي بدل البوز اللي مصدرا مالصبح..ليقترب منها


لتردف بتحذير اوعى تقرب علي هنا والشغالين..


عمر :وانا هعمل ايه يعني عايز احضنك مش اتصالحنا..


زينب : من غير حضن ..


عمر  جذبها اليه :مهو مش بمزاجك احتضنها بشده الى صدره..


زينب ابعدته بضيق :كفايه هتخنقني. 


عمر : احسن دي عقوبة بس عشان مكنتيش بتردي عليا..


زينب :والله وانا مش هعاقبك ليه.يعني..


ليفتح ذراعيه عاقبيني براحتك تعالى مدام فيها حضن..


زينب بحرج :لا خلاص يلاا بقى امشي..


عمر :استني نسيت اديكي حاجه..


زينب :حاجة ايه. 


عمر :غمضى عنيكي..


زينب :يووه يا عمر بللاش سفالة بقا..


عمر :هو انا عملت حاجه يابنتي . والله محدش سافل الا انتي  بدماغك الجزمه دي..يلاابنتي غمضي..


زينب :طيب ماشي اهووو


عمر :طيب فتحي كده..لتصدم بقلاده من الفضه يتدلى منها قلب كتب عليه بحبك..


زينب بسعاده :الله ياعمري ديه ليا..


عمر بسخريه :لا لامي..


لتضربه على كتفه : بطل بقى…


عمر :طيب ايه مش هلبسهالك بقى. 


زينب :لا هلبسها انا..


عمر :تؤ مينفعش هلبساهلك انا..هاتيها..البسها لها ليقبل يدها وقال اوعي تقلعيه ابدا يازينب .فاهمه عشان كل اما تشوفيها تفتكريني....







زينب :بخجل ماشي.


عمر : انا هروح دلوقتي..


زينب :مع ..قاطعها بقبلة سريعة  جانب شفتيها ..واسرع بنزول الدرج هشوفك بكرة..


اغلقت الباب ووضعت يدها على قلبها  بسعاده عله يهدا قليلاً


____


بعد مرور شهرين…والوضع هادئ جدا محمد..بقي عشرة ايام اهتم فيهم بياسمين واخوتها ..ثم انتقل للعيش بقصره لوحده..وانشغل بالعمل ولم يحاول إزعاج ياسمين ابدا...ياسمين تحاول استجماع شتاتها وتقبل فراق والدها..والاهتمام باخوتها..ولا تنسى الاهتمام بادهم...اما عمر وزينب يعيشان قصة حب لطيفة…


ذات يوم...


عاد محمد متعبا من العمل..


محمد :مساء الخير..


ادهم وياسمين : مساء النور..


محد :.انت طلبتني يابابا خير في حاجه... 


ادهم: ايوا  تعالى يامحمد عايزك..


محمد:.جلس بجانبه..


ياسمين بتوتر انا هروح احضرلك الاكل..


محمد :اتعشيت مع عمر..


ياسمين بتهرب :طيب هحضر لكم قهوه..لتغادر بسرعه..


محمد : في ايه يابابا..


ادهم :مراتك هتفضل كده.


محمد :مش فاهم .


ادهم :يعني مش هتشتغل انت منعها تشتغل ليه..


محمد :انا مامنعتهاش تشتغل بس هي مصره تشتغل شغلانه مش من مستوانا..


ادهم :منتا طردتها من الشركه..


محمد :بملل دلوقتي عايز ايه يابابا


ادهم :عايزك تشغلها معاك يابني البنت بتقعد طول النهار معايا بتزهق..شغلها يمكن تنسى.موت ابوها وخسارته...


محمد :ماشي يا بابا عايز حاجه تانيه..


ادهم :لا يا بني ربنا يباركلك..


محمد:هخش الاوضه اريح  عشان تعبان..


لتدخل بالقهوة..


محمد نظرا اليها :خلصي وحصلني ..


اومأت برأسها..


لترى ادهم يبتسم لها حصلي جوزك يابنتي..


أومأت برأسها وتبعته..سمعت صوت الماء في الحمام..تنهدت بضيق وهي ترا بعثر ثيابه..ورتبت الثياب التي بعثرها محمد ..ليجدها تضع راسها بالخزانه ترتبها ..اقترب منها وجذبها من خصرها


ياسمين بشهقه :خضتني..


محمد : دفن وجهه وشعره المبلل  بعنقها..يستنشق عبيرها..


ياسمين بارتباك : محمد.انا.


محمد نظر الى عينيها.:.مش لما الوحده تبقى عايزه حاجه تبلغ  جوزها..


ياسمين انا والله صرخت أثر ضغطه على خصرها ليقبلها….ويبتعد واضعا جبينه على خاصتها ليقول بخفوت:اخر مرة... مرة تانية لو عايزه حاجه تقوليلي انا ماشي..


اومأت براسها بتوتر..ووجنتيها تشتعل من قربه المهلك منها..


ياسمين : ممكن تتتبعد ..


محمد وهو مازال يحيط خصرها ويده تتحرك بجرأة على جسدها :ليه..


ياسمين :عشان اتبلت هدومي مية..


محمد بوقاحه :نغيرها مفيش مشكله والا انتي استحليتي بعدنا الفتره اللي فاتت..


ياسمين ::انا 


محمد اشششش..ليحملها وووو


_____






حل الصبح ..


استيقظت ياسمين ولم تجد محمد بجانبها ..اغتسلت وبدلت ثيابها وخرجت لتطمئن على ادهم وترى اخوتها..لكنها وجدت محمد يجلس و يعبث بهاتفه بملل وأمامه كوب قهوة كبير..


ياسمين :صباح الخير..


محمد نظر الى الساعه :صباح النور معاكي نص ساعه تجهزي.


ياسمين باستغراب :اجهز ..


محمد :مش عايزه تشتغلي..نص ساعه لو مجهزتيش همشي واسيبك..


ياسمين بسرعه :لا لا ثواني واكون جاهزه لتتذكر ادهم وتقول: بس عمو ادهم..


محمد :عمك ادهم خد الدوا والشغاله هتهتم بيه..واخواتك راحوا المدرسه من الصبح يلااا بسرعه وهو ينظر الى الساعه..لتسرع من امامه الى غرفتها لتجهز…


بعد فتره وقد استلمت مكان حازم في مجال التسويق الذي طرد وعرفت من الموظفين انه محمد قد امسكه متلبس وهو يقوم بالسرقه ..من خلال عقود مبيعات وهميه..


مر يومان…


وياسمين منشغله بعملها  حتى اصطدمت بعمر..


عمر:انا اسف ..


ياسمين : محصلش حاجه..


عمر : ازيك  عامله ايه..


ياسمين : الحمد لله انا قولت مش هتجي النهارده..


عمر :ليه في حاجه..بلغوني انك سالتي عليا..


ياسمين ايوا عايزه اتكلم معاك بحاجه مهمه جداً.. لو سمحت..


عمر :طيب تحبي  نروح مكتب محمد..


ياسمين :لا لوحدنا عشان موضوع خاص شويه ممكن تجي لمكتبي او نروح لمكتبك..


عمر باستغراب :اللي انتي عايزاه..


ياسمين :ماشي اتفضل على مكتبي..


كل هذا الحديث دار ومحمد يستمع لهم بالصدفه وهو متجه لمكتب ياسمين ليسالها تن العمل..شعر بشيء غريب وقرر اللحاق بهم..وقف عند الباب..ليصدم بسماعها تقول :


يتبع….


        الفصل الحادي عشر من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×