رواية حياة مريرة الفصل التاسع عشر 19 بقلم امل صالح
#التاسع_عشر
- جابر!!
بصوا ناحية مصدر الصوت..
جابر رجع كام خطوة لورا..
وعزة واقفة ورا بتبصله ببسمة واسعة محدش غيره فهم معناها.
• - إزيك يا جابر، عامل إيه؟
ضحك - أنا زي مانتِ شايفة كدا يا خلود، أنتِ عاملة إيه؟؟
اتنهدت وهي بتبصله - بقيت كويسة لما شوفتِك.
رغد اتحمحمت عشان تلفت انتبته إن في ناس تانية معاهم - تعالى يا جابر ندخل الأكياس لطنط.
بص لرغد بسرعة - آه آه، الأكياس لطنط، قصدي لأمي.
كانوا داخلين فوقفت خلود رغد - أنا أعرفِك؟
ابتسمت رغد ببشاشة - لأ أول مرة نتقابل..
- وتعرفي جابر منين؟
بصت رغد لجابر بتوتر فرد ببسمة سمجة - وأنتِ مالِك؟
رفعت زهرة خالته حاجبها - إيه يا جابر يا حبيبي، مش طايقنا ليه؟
- أنتوا على دماغي يا خالتو..
بص لرغد - يلا يا رغد الجلاش هيسيح!
دخلوا الاتنين المطبخ عند عزة، وبمجرد ما بقوا جوة لَف جابر قفل الباب بسرعة، بص لامه - هم هيباتوا يومين بس صح؟
رفعت سبابتها فوشه فَعينه وسعت بسعادة وهو بيسألها - يوم واحد بس! ياما أنت كريم يارب!!
- أسبوع يا قلب أمك.
- أسبوع، أسبوع ايه دا؟ إحنا فاتحين بيتنا فندق وأنا معرفش؟
بصتله رغد - صوتَك عالي يا جابر، مينفعش!
- عالي؟ عالي عالي، يكش البعيد يفهم.
مسكت عزة الأكياس وبدأت تفضي محتوياتها وهي بتتكلم - بقولك إيه يا جابر هو أسبوع هيعدي هوا ولا هنحس بيه، أنت كدا كدا هتبقى تحت مع أبوك وأنا ورغد هناخدهم ونطلع نقعد فوق، ولا هتشوفهم ولا هيشوفوك..
- دا كفاية البت بنت أختِك اللي قاعدة برة دي، دي مش هتهمد ولا تتبط كدا عبر لما تتلزق فيا زي ما أنتِ شايفة كدا.
- طب خُد بالَك إن أختي دي تبقى خالتك، ونص كلمة كمان وهخلي الأسبوع ٢..
خبط رجله في الأرض بتذمر - يامَّا!!
اتكلمت رغد بملل - خلاص يا جابر بقى دانت ولا العيال الصغيرة ياخي! ما قالتلك نادرًا لما هتشوفهم، مكبر الموضوع ليه؟!
أخدت نفس وقالت بعد ما شدت صابع موز من الطبق على الرخامة - بعدين المفروض التفكير دلوقتي بدل ما يبقى إزاي حضرتك هتفلسع منهم يكون هنقولهم إيه عني، أنا مين وبعمل إيه عندكوا؟!
رمت القشرة في السلة وبدأت ترتب الحاجات مع عزة اللي قالت - ولا هنقول أي حاجة، فيها إيه؟
- إزاي يعني يا طنط، خلينا مش هنقول حاجة الوقتي، بليل وأنا طالعة أنام؟؟ هدومي وحاجتي اللي فوق؟!
سرحت وهي بتكمل - عشان كدا قولتلكم اخد شقة اجار عند أي حد..
رمى جابر بذرة البلحة اللي أكلها عليها وهو بيقول بضيق - ما بلاش الكلام اللي يسد النفس دا! فضِّي الأكياس وأنتِ ساكتة وملكيش دعوة باللي هنقوله.
اتنهدت وكملت مع عزة في حين ان جابر فتح الباب وخرج، مَرّ من قصاد زهرة وخلود اللي كانوا بيتكلموا بصوت يكاد يكون مسموع.
بصلهم - منورين..
شاور على باب المطبخ - وحياة أمي اللي جوة دي منورين.
فتح الباب وخرج وهم جوة بصوا البعض ورجعوا كملوا كلام وكأن حاجة محصلتش.
- سمعتِ اللي قولته يابت أنتِ؟ ملكيش دعوك بجابر دا نهائي، وبطلي تسبسيبيله كل ما تشوفيه، من حلاوة أهله يعني؟
- يا ماما أنا بحبه! ومش هبطل غير لما يحبني هو كمان.
- مانتِ محدش رباكِ، ماشية ترميله قلوب كل ما عينك تيجي عليه، يابنتي لو عايزاه يحبِك يبقى تتقلي كدا وتعقلي، مش بقيت كويسة لما شوفتِك! هو حباية بندول يا روح أمك!
- حاضر يا ماما حاضر..
خرجت رغد..
بصتلهم وابتسمت - منورين المكان.
حركوا راسهم بدون ما يردوا عليها وهي خرجت؛ لفت خلود بصت لأمها - هي مين البت دي صحيح، مش فاكرة إني شوفتها هنل خالص!
- أنا عارفة! خالتِك تيجي تقولنا دلوقتي، قومي بس أنتِ غيري هدومِك وريحي شوية لحد بليل نبقى نكلم أبوكِ.
بليل، كانوا قاعدين كلهم على طرابيزة كبيرة ملمومين حواليها عشان ياكلوا، نفخ جابر بضيق وهو بيكلم نفسه - مالها الطبلية وقعدة الأرضية يعني؟ الواحد يتمزج بالأكل إزاي كدا؟
- يا جابر صوتك عالي!
- بقولك ايه يا رغد، أنا على أخرى.
- أنا غلطانة إني بنبهك أصلًا.
- آه ،خليكِ في حالِك بقى.
قالت خلود اللي متابعاهم بعينها بعصبية - هو انتوا بتقولوا ايه وموطين صوتكم كدا؟
رد جابر - وأنتِ مالِك..
ضربته رغد في جنبه فقال بسرعة - قصدي ايه اللي دخلِك؟
ضربته تاني فبصلها - يوه! أقول إيه طيب.
ضحكت بإحراج - جابر بيحب الهزار خالص يا جماعة.
- أنتِ مين بقى يا عسولة؟
سألتها زهرة فردت عزة وهي بتناولها رغيف عيش - جاية من ناحية قرايب فتحي جوزي، قاعدة فوق في شقة جابر.
سألت خلود بإستنكار - اللي هنقعد فيها؟
- آه يا حبيبتي، المكان فوق واسع، أنتِ يا زهرة وخوخة تناموا على السرير وأنا ورغد نبقى نفرش على الأرض كدهو أي حاجة.
بصت خلود لرغد - أنتِ بقى جاية البلد هنا ليه؟ دراسة ولا شغل.
جاوبت رغد بإختصار - شغل.
- اممم..
بصلها جابر - متعمليهاش تاني.
- هي إيه ؟
- امممم دي، هو ايه اللي اممم هترجعي فوقنا ولا إيه!
بصتله خلود بغيظ وكملت أكل بهدوء، اليوم خلص على كدا؛ عرفوا رغد على إنها من قرايب فتحي وبعدين طلعوا لفوق حسب التقسيمة.
قبل الفجر بدقايق، صِحى جابر بإنزعاج على صوت تلفونه بيرن، بَص للإسم ثواني بعدين اتعدل لما شاف إسم رغد، فنح عشان يرد بقلق لقاها قفلت وبعتتله رسالة..
(صحيت؟)
بص للرسالة باتسغزاب بعدين رد (أيوا، في حاجة ولا إيه؟)
(لأ مفيش
كنت بصحيك عشان تصلي الفجر)
بص لرسالتها ثواني بيستوعب وبتلقائية لقى نفسه بيبتسم، شد اللحاف غطى وشه بيه وقعد يضحك زي العبيط!
نام على بطنه وحط التلفون قصاده، سند راسه على إيده وهو بيتفرج على الرسالة باستمتاع وكأنها فيلم مش كام كلمة عاديين!
(جابر! أنت نِمت تاني؟)
بعتت رغد لما لقيته طول في الرد عليها، فاتعدل بسرعة وهو بيمسك التلفون عشان يرد عليها (صاحي صاحي)
( طيب
صحي عمو فتحي بقى وروحوا صلوا سوا).
قفلت رغد التلفون ولفت لعزة اللي بتنشف دراعها مكان ماية الضوء - صِحىٰ أهو.
- قولتيله يصحي أبوه؟
- آه.
بصت رغد ناحية الأوضة بتاعتها واللي نايم فيها خلود وزهرة - هم هيصحوا ولا نصحيهم إحنا؟
جاوبتها عزة وهي بتلبس إزدال الصلاة - معرفش إذا كان هيصحوا، أنا معرفش ادخل أصحيهم أنا بصراحة.
هزت رغد رأسها وهي بتلبس الطرحة، وجنبها عزة بتفرش المصلية على الأرض استعدادًا للصلاة.
يتبع....ෆ
#بقلم_أمل_صالح
#حياة_مَريرة