رواية اسيل الفصل السابع عشر 17 بقلم اسماعيل موسى
الجزء ١٧
كلمنى مصطفى الدغيدى وكان منهار، صوته كان تعيس باكى، مخازنى شركتى اتحرقت يا استاذه اسيل، كل البضاعه اتحرقت، اكتر من مخزن فى وقت واحد، كل البضائع المعده للتصدير اتحرقت، مكنتش عارفه اقول ايه، اواسيه ولا الوم نفسى، كنت متأكده ان كل ده بسببى انا الى ضميت مصطفى الدغيدى لخطتى.
حاولت اهديه ،المزاد الجاى هيقع عليك أن شاء الله وهتقدر تعوض جزء من خسايرك يا مصطفى بيه، خليك واثق انى هقف جنبك بكل قوتى ومش هتخلى عنك مهما حصل
لكن السيوله معايا مش تمام يا استاذه اسيل، انا مكنتش عامل حسابى على الخساره
متقلقش استاذ مصطفى، انا همدك بالسيوله المهم المزاد يقع عليك
رعد يعرف كده؟ موافق يعنى؟
انا مديرة الشركه دلوقتى يا استاذ مصطفى والقرار قرارى
انا متحمله المسؤليه كامله يا مصطفى بيه
لكن للأسف، المزاد موقعش على شركة مصطفى الدغيدى
السويدى رفع الأسعار لدرجه عاليه جدا ومكنش فيه اى فرصه للمنافسه
كل ده خلانى اشدد الحراسه على المخازن، مكنش ممكن اطرد الحراس إلى شاكه فيهم، كنت عارفه انهم بينقلو الاخبار للسويدى وكانت خطتى انى استخدمهم
فضلت سهرانه اكتر من ليله مع الموظفين لحد ما قدرنا نخلص الطلبيات قبل ميعادها، واعلنت اننا هنقل البضاعه يوم الأحد قدام كل الموظفين
يوم الجمعه اديت كل طاقم الحراسه أجازه واستعنت بناس من بره الشركه، وحملت كل البضاعه بالليل
الحمد لله البضاعه وصلت أصحابها، رغم كده خليت كل حاجه سر، يوم الأحد اللوادر وصلت فى ميعادها، دخلت المخازن وخرجت فاضيه لكن محدش كان يعرف كده
كنت معتمده على جواسيس السويدى فى شركتى
وزى ما كنت متوقعه، اللوادر الفاضيه تم اعتراضها من قبل ناس ملثمين، كنت مديه خبر للشرطه ان اللوادر سيتم مهاجمتها، خطتى تمت بنجاح وتم القبض على اللصوص
مفيش ولا واحد منهم اعترف طبعا على السويدى لانه كان مستعين بطرف تالت موزع المهام، كمان الشرطه كانت زعلانه لأن اللوادر كانت فاضيه وكان لازم أبلغهم بخطتى
لكن انا كنت شاكه ان الشرطه كمان مع السويدى
اخيرا قدرت اتنفس، دفعت شرط جزائى للصفقه الأولى ودفعت مرتبات الموظفين المتأخره
رعد كان استعاد صحته وروحت ازوره فى الشركه، لقيته فى غرفة اللياقه والتأهيل بيجرى على المشايه
ايه يا رعد بيه انت استحليت القعده هنا ولا ايه مش ناوى ترجع الشركه؟
رعد ___ وارجع ليه الاخبار إلى وصلانى بتقول ان الشركه ماشيه زى الفل
انا بفكر يا انسه اسيل اعينك مديرة الشركه واقعد فى البيت واستمتع بحياتي
تستمتع حياتى ازاى ان شاء الله يا رعد بيه؟
فسحات، نزهات، سهرات، انا من زمان وانا قافل على نفسى وبصراحه الحادثه الاخيره خلتنى اعرف ان الشغل مش كل حاجه
رعد؟
نعم يا اسيل!
انا تعبت يا رعد، انا كنت بعد الايام لحد رجوعك، انا مليش فى شغل العقارب ده
عمرى ما تخيلت انى اعمل الحجات إلى عملتها دى
صدقينى يا اسيل انا مش مستعد نفسيا لرجوع الشركه دلوقتى، كملى جميلك ورجعى الشركه على رجليها
رعد __ لازم تكون عارف انى لو فضلت يوم تانى واحد فى الشركه هعمل مصيبه، انا مش هقدر اصبر ولا اتحمل الظلم دا كتير
بصلى رعد بتركيز، اعملى إلى انتى عايزاه يا اسيل، انا بمنحك ثقتى المطلقه
حتى لو خسرت الشركه مش هلومك، وخليكى عارفه انى فى ضهرك ووقت ما تحتاجينى هتلاقينى جنبك
ليه بتعمل كده يا رعد؟
رعد بص لبعيد، انا سكت كتير يا اسيل واعتقد ان الوقت حان عشان نكسر الدنيا
طيب ليه انا
ليه مش انت ؟
لان غضبى ملوش حدود وليه رواسب من الماضي، مقدرش اتخيل انا ممكن اعمل ايه
لكن انتى هتفكرى بعقلك، لكن انا هدمر كل حاجه هولع الدنيا
فى طريقى للشركه كنت حيرانه، رعد منحنى الصلاحيات كلها
لكن هو متوقع منى ايه؟
مرت ايام وانا بتابع كل حاجه فى الشركه مكنش منتظر اننا نكسب فلوس الأهم الطلبيات تتم فى ميعادها واخلص من الورطه دى
كنت قاعده فى مكتبى شارده ببص على الحديقه وبتذكر اول يوم شوفت فيه رعد وازاى كنت عصبيه جدا
لقيت واحد من الحراس واقف قدام باب مكتبى، مطلبش يدخل لكن كان واقف حيران، خرجت من المكتب وسلمت عليه وطلبت منه يدخل معايا
قعدته وطلبتله حاجه يشربها
الحارس الكلام إلى هقولهولك دلوقتى يا استاذة اسيل تمنه رقبتى
قلتله متخفش اتكلم انا هسمعك ومهما كان كلامك مش يخرج بره المكتب ده
الحارس، المخازن هتتسرق تانى يا استاذه اسيل، مهما كانت الحراسه إلى عليها هتتسرق، انا عملتى باصلى وجيت أحذرك
هتتسرق امتى؟
الحارس بلغنى بالمعلومه إلى وصلته، المخازن هتتسرق، مش بس كده والشركه نفسها هيتولع فيها
ومتفكريش تتصلى بالشرطه، الشرطه مش هتعمل حاجه
كل حاجه متظبطه ومترتبه
حطيت ايدى على صدرى من الصدمه، اديت الحارس دا أجازه مرضيه
طلبت منه يروح المستشفى يعمل فحوصات، ومن المستشفى على بيته
السويدى
السويدى
المره دى انا الى هضرب القلم، ان شاء الله اموت فيها، حتى لو كانت آخر حاجه اعملها فى حياتى