رواية الصغيرة والقاسي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم اسماعيل موسى
كودميلا
سارت كودميلا مع الأمير بنهان مخترقين أشجار الغابة الكثيفه، كان الطيور تشقشق حولهم وبعض الحيوانات تفزع من رؤيتهم راكضه لتختفى بين الحشائش ولا حطت كودميلا انها قادره على سماع صوت الحيوانات التى تتحدث فيما بينها، لاح البحر أمامهم، بحر شاسع متلاطم الأمواج.
قال الأمير بنهان وهو يلوح بيده هذه مملكتى انا اعيش هنا
مملكتى داخل بحر سواتين وبعد قليل سترين بعينك بيوتنا وعاصمتنا، عليكى ان تعلمى ان هذا البحر تحت حمايتى وكل من يعيش داخله يدين بالولاء لى، لقد حاول الكثير من الأعداء الوصول لبحر سواتين لكننا جعلناه مقبره لاجسادهم
نحن يا كودميلا جان البحر واحدا أكبر ممالك الجان
قالت كودميلا وعل تعتقد اننى استطيع العيش داخل البحر؟
لقد تمنيت فى مرات كثيره أثناء تأملى ان اصبح سمكه لكننى فشلت
قال الأمير بنهان لقد منحتك ترياق يسمح لك بالتنفس داخل المياه، ستعتادين العيش فى بحر سواتين ولن يستطيع الملك الصامت ولا غيره الوصول إليك
سألته كودميلا لماذا تفعل ذلك؟ وجعلت كل الملوك أعدائك؟
عدوى الوحيد الملك الصامت، لقد قتل والدى منذ زمن طويل
الملك الصامت لم ينتوى قتلك ابدا، كان ينتوى اثرك واجبارك على مساعدته لانك الانسيه الوحيده التى انتصرت عليه
لأنك البشريه التى امتلكت القوه لتسخير ملوك الجان
بداخلك قوه مدمره لو وضعت مع الشخص الخطاء
والأن حان وقت التجربه، عليك بالقفز داخل البحر يا كودميلا سأكون بجوارك لا تقلقى
قفزت كودميلا من فوق الجرف وسقطت داخل مياه بحر سواتين
ظلت لحظه واقفه تحت الماء دون حراك ثم بدأت تحرك يديها وتغوص نحو الأعماق
كانت سرعتها بطيئه لكن مع الوقت سبحت بسرعه مثل اسماك البحر، تمددت عضلات يديها وقدميها واصبحت قويه
غاصت كودميلا بين الأسماك الهانئه ولاحظت احجامها الكبيره
الأسماك التى كانت تحى الأمير بنهان وضيفته كودميلا،استمرو فى الغوص حتى وصلو أرض مملكة بنهان
كهوف كثيره داخل عمق البحر ورأت شعب بنهان، النساء والاطفال والشيوخ، الحراس المدججين بالسلاح
ثم قصر بنهان الذى كان كهف كبير جدا فى قاع بحر سواتين
فى أرض أخرى، اجتمع الملك الصامت مع ملوك الجان، لقد نقض بنهان العهد مثل والده وعلينا أن نعلن عليه الحرب
لم يهزم بنهان داخل أرضه ولم يستطع اى ملك من ملوك الجان احتلال أرضه وأرض اجداده حتى انت ايها الملك الصامت
كان ملك الجان الأزرق يتحدث بغل وغضب، حتى لو جمعنا جيوشنا سنهزم تحت البحر
قال الملك الصامت انه ينتظر وصول احد الأشخاص والذى سيساعدهم فى حرب بنهان
ظل الملوك يوم وليله ينتظرون الضيف حتى اصابهم الملل
وظنو ان الملك الصامت يسخر منهم
لكن مع حلول ليل اليوم الثانى حضر الضيف
شخص واحد يرتدى الأسود يحيط به خمسة حراس وكانت حوله هاله من القوه لم يراها احد من قبل
خمسة مردة نظراتهم وحدها كانت كفيله بارعاب ملوك الجان
بسط الضيف يده استوت قطعه من الجبل واصبحت عرش من المرمر والياقوت
صعد الضيف وكان وجهه لم يظهر بعد وجلس على العرش، انحنى الملك الصامت أمامه بأدب حتى سمح له الضيف بالنهوض
ثم رفع الضيف وشاح وجهه وبانت معالمه
ارتجت أجساد ملوك الجان من الرعب، أبتسم الضيف وفتح فمه، ساتا ابنة الملك الأحمر انت مستعده للانتقام لوالدك؟
خرجت الاميره ساتا من بين الصف واقتربت من عرش الضيف
اجل يا سيدنا
وانتم؟
لم يكن مرحب به يعلم ذلك، فبعض الملوك مسلمين، لكن مواجهته كانت ستمثل كارثه لأى واحد منهم
قال الملك الأزرق، لن اضع يدى فى يدك، لن ابيع دينى واغضب ربى من أجل فتنه زائله
بنهان ليس عدوى، لقد حضرت هنا لانه نقض العهد ولم أكن اظن ان الملك الصامت وصلت به القباحه حتى يضع يده فى يدك
صرخ الضيف، يوم ما ليس ببعيد ستمنى ان كنت وضعت يدك تحت قدمى ان تكون انحنيت يا فاسين، لكنى لم امنح الفرصه مرتين
ارحل يا فاسين، ابتعد عن هنا، لن اقتلك على الاقل الان