رواية الصغيرة والقاسي الفصل الثلاثون 30 بقلم اسماعيل موسى

رواية الصغيرة والقاسي الفصل الثلاثون 30 بقلم اسماعيل موسى

 

كودميلا


وصلت كودميلا حدود البحر الاسود، الأكثر هياجآ ورعبا من كل البحور

مثل كل شخص، قادد كودميلا فضولها لاكتشاف ذلك البحر البعيد، كانت كودميلا متلهفه لرؤية الأسماك الغريبه التى لم تراها من قبل


لكن كودميلا مكنتش تعرف ان البحر الاسود زى ما هو موطن الأسماك الضخمه المتوحشه هو أيضآ موطن لجان البحر الهارب والمرده وشياطين البحر الهاربين من أحكام بنهان






سبحت كودميلا بحذر داخل مياه البحر الهائجه وسمحت للامواج العملاقه ان تدفعها

كان احساس رائع والمياه القويه تداعب جسد كودميلا

ثم لمحت كودميلا حيتان عملاقه حجمها مثل السفن تقترب منها

سبحت بسرعه واختبأت داخل احد كهوف البحر، كانت الحيتان ضخمه جدا وخافت كودميلا ان تلتهمها


داخل الكهف البحرى جلست كودميلا فى صمت وكان حولها بعض القشريات الصغيره تسبح فى سلام

وجدت كودميلا بعض الأعشاب البحريه وكانت تشعر بالجوع

قطفت بعض الأعشاب لتأكلها وعندما قربتها من فمها

سمعت صوت

لا انصحك بأكل تلك الأعشاب يا سيدتى


كودميلا بصت فى كل مكان مشفتش حاجه، الصوت كان جاى من آخر الكهف حيث توجد ظلمه شديده


مين سألت كودميلا؟


قال الصوت، مجرد مخلوق من مخلوقات البحر


كودميلا ممكن تظهر انت مختفى ليه؟


صدقينى يا سيدتى لا أحد يرغب برؤيتى، اعتبريها خدمه مجانيه لانسه حسناء

انت لا ترغبين برؤيتى ستفزعين


كودميلا، افزع ليه، أظهر بس ومتقلقش


الصوت، ها ها، سمعت الكلام دا كتير كله بيقول كده، لحد ما يشوف وشى

لن اقع فى تلك الخدعه مره اخرى


اسمعى انا لن ازعجك، ولا تقلقى الحيتان لا تأتى هنا

والقروش مشغوله بحربها، انت فى آمان حتى ترحلى


يعنى مصر ان متعرفش عليك؟


الصوت، جدا يا سيدتى، فى النهايه انت لن تقومى بخطبتى


قربت كودميلا من مؤخرة الكهف، توقفى من فضلك يا سيدتى

انت لا ترغبين حقآ بعيش ما تبقى من حياتك فى رعب بسبب برؤيتى

قيدى فضولك بعض الوقت


كودميلا، لكن انا عايزه اشوفك


الصوت لا انصحك، لو كنت مكانك لما حاولت


كودميلا اعتقد اننى املك قرارى


الصوت وانا ايضا


اقتربت كودميلا أكثر وبداء طيف كائن يظهر لها






الصوت، ابتعدى عنى لقد وجدت راحتى فى البعد عن العالم

اعلم ان البشر فضولين لكن كونى متأكده انا أرحب بوحدتى وعزلتى، الوحده راحه


كان هناك كائن متكوم على نفسه جسده رخو مطاطى يكاد ينطوى وينكمش، يغطى وجهه بيده


دعنى اراك من فضلك


متأكده؟


اجل متأكده، انت لا تعرف ما رأيته من قبل ولا ما اهرب منه


رفع الكائن يده وامسك بقشريه مضيئه كانت فى جحرها قربها من جسده لترى كودميلا وجهه


وشه كان عباره عن مخاط او سائل لزج كل شيء كان فيه مختلط وغائر

عيونه كانت مدفونه داخل جلد وجهه، رأسه صلعاء، أسنان فمه طويله وشفتيه متقطعه

كان جسده ضخم جدا، وفارع الطول


تأملت كودميلا وجه المخلوق، انت مش سمكه؟


ضحك الكائن لا لا، انا احد افراد الجان


انت ليه مستخبى هنا


الكائن انتى مش شايفه شكلى؟ محدش يقدر يبص فى وشى

ومتحاوليش تقنعينى انك مش مصدومه من شكلى وهيئتى


كودميلا الصراحه انا مشفتش حاجه زى كده طول عمرى

لكن دا لا يعنى انى خايفه منك أو حتى بستحقرك

تسمحلى المسك؟






الكائن بصوت حزين ومدهوش ، عايزه تلمسينى بجد؟

مش خايفه منى؟ وكان فى صوته حماسه


كودميلا لا مش خايفه


قربت كودميلا ايدها ووضعتها على وش المخلوق إلى كان فى حالة ارتباك ولخبطه

اول ما كودميلا لمسته حست برعشة جسد المخلوق إلى بداء يستكين

فضلت كودميلا حاطه ايدها على وش المخلوق لحد ما دموعه نزلت على ايدها كان بيهمس دى مش خايفه منى فعلا


جمع بنهان جيشه الضخم، الكبير، المدرب، كان فيه نبؤه فى مملكة بنهان وبحر سانيس بتقول انه سيأتى زمن يحارب فيه  جان بحر سانيس كل جان الأرض

ستجتمع كل جيوش الجان فى كل العالم لتحاصر تلك العصبه داخل البحر وتتعاون على سحقها


شعب سانيس من أصغر طفل لأكبر شيخ فيه كان عارف تلك النبؤه الى كانو بيتوارثوها من جيل لجيل


كان جيش مرج البحور عسكر على شاطىء بحر سانيس وبداء فى التخطيط للحرب


بنهان جمع كل قادة جيشه، حرب جيش مرج البحور مش هتكون سهله لكن جيش بنهان يملك البحر ويعرف أسراره

بنهان كان عارف ان دافع مرج البحور من حربه الانتقام

وانه لو قدر يكشف برائته ممكن يتجنب البحر


       الفصل الواحد والثلاثون من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×