رواية اخر نساء العالمين الفصل الاول 1 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الفصل الاول 1 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور

 

الجزء الثاني


Part 1


بعد مرور سبعة اشهر


ساد الحزن في قلوبهم جميعا فمن رحل ليسوا مجرد افراد من العائله فهم العمود والوتد القائم لهذه العائله ابٌ وامٌ واشقاء واحباب على قلوبهم جميعا... لطالما كانوا سندًا للجميع ومحبوبين من كثرة الحب المتدفقة بينهم لم يتوقعوا ابدا في يوم ان يرحلوا عنهم... ساد البكاء والعويل والحزن الدفين في قلوب كل الاحباب وخاصتا يونس ومصطفي اللذان اصبحت حالتهم يرثى لها من شدة الحزن فأمتنعءا عن الطعام والحياه تقريبا نسي مصطفي سعادته بزواجه الذي انتظره كل هذه المده ويونس الذي اصابته النحافه والعجز المبكر فقد كُس-رت شوكة ظهره الان فالأكبر يشب ويقوى بوجود الوالدين دائما.........


**********************************






في صباح يوم جديد


في احد العمارات السكنيه في حي السيدة زينب استيقظت زهره مبكرا كعاداتها حتى تحضر زوجها قبل نزوله لعمله ارتدت عبائتها المنزليه الفضفاضه وحجابها وذهبت نحو المطبخ في هدوء لكي لا تزعج يونس فهو اصبح مثل ضائعين الطريق لا يزور عينيه النوم الا قليلا ويعد نوم اغماء من كثرة التدخين وارتشاف الكافيين..... ولكن ما ان تركت هي الفراش حتى استيقظ فورا ولكنه لم يشعرها حتى لا تحمل همه اكثر من ذلك ادى فرضه وارتدى ملابس العمل والتي كانت يغطيها الزيوت والشحوم ففتح يونس ورشة صغيره في جراچ اسفل العماره السكنيه واصبح يعمل بها ميكانيكي


**********************************


في غرفة سميه ومصطفى


لم يزر عينيها النوم طوال الليل وهي تجلس بجواره على الفراش يملئ رأسها التفكير تنظر له تاره ولحالهم تاره اخرى... تنظر لبطنها المنتفخه اثر حملها فقد اراد الله ان يمن عليهم بطفل وهي الان في شهرها الرابع... استيقظ يتقلب في نومه بإرهاق من اثر العمل الشاق صدم عندها رأها تجلس بتلك الهيئه وعينيها المحمره من اثر عدم النوم تعجب كثيرا وقلق ان يكون  اصابها هي او الطفل مكروه... اعتدل سريعا واخذ ينفحصها بحنان وهو يضع يده على بطنها المنتفخه


مصطفي بنبرة حنونه: انت كويسه يا سميه... في حاجه وجعاكي


نظرت نحوه وشردت به لوهله ومن ثم تهجم وجهها بغضب: دماغي وجعتني وزهقت يا مصطفى من القرف اللي احنا بقينا فيه دا... ما قلتلك نعيش عند امي وابويا مش احسن من اننا مزنوقين هنا ومش عارفين نتنفس وياريت حتى شقة بتاعتك... ثم اكملت بسخريه: لا دي بتاعة يونس


تأفف منها بملل فمنذ اسابيع وهي تردد هذا الكلام وهو يحاول السيطره على نفسه وعدم ازعاجها فخو يضع حجة حملها وهرموناتها المتقلبه ولا يريد زيادة همهم همًا اخر.. نظر نحوها بعتاب ومن ثم ارتدى ملابسه سريعا وخرج من الغرفة صافعها خلفه بغضب.....


**********************************






في المطبخ


كانت تعد زهره طعام الافطار ومعة بعض العصائر فهي تعطيها ليونس ومصطفى اثناء خروجهم من المنزل لكي تعطيهم بعض الطاقه... وفي اثناء انشغالها دلف اليها مصطفي ووجهه محتقن من الغضب يرتشف بعض المياه وصوت انفاسه مرتفعه من كثرة الضيق


زهره بخوف عليه: مالك يا مصطفى... انت كويس في اي


مصطفي بغضب وهو يصفع باب الثلاجه: هيكون اي يعني غيرها.... انا مش عارف مالها اعمل اي تاني علشان ارضيها اي اللي غيرها وفرعنها علينا كده مش عارف على انها نقصاها يعني 


قال اخر كلماته وهو يخرج مسرعا من المنزل حزنت بشده من اجله ويونس الذي كان يراقب الحدث من بعيد 


زهره بحزن: يونس... مصطفى 


يونس بحزن دفين: متخافيش انا هروح وراه... 


تركها وذهب خلف اخيه اما هي فجلست على كرسي طاولة المطبخ الصغيره واضعه كف يدها على خديها بخبية امل فرت من عينيها دمعه هاربه وهو تتذكر اخر احداث الشهور الماضيه.... 


Flash Back:


عندما زارهم هذا الخبر المد-مر امتلئ البيت ولأول مره بعد وفاة والد زهره بالحزن المرير على الجميع حيث تجمع جميع اللهالي والاقارب والجيران والاصدقاء وايضا والدى سميه ووالدة زهره التي فضلت البقاء معهم في هذا الوقت الصعب... مرت الليالي ويونس يرفض فتح وصية والده حيث كان في عالم غير عالمنا... عالم من التوهان وعدم القدره على التفكير او الحركه او حتى التعامل مع اي شخص فكان هادئ تماما ينظر امامه في فراغ من اللون الاسود القاتم الذي سحبه بداخله ولم يترك له مفر من مواجهته... حتى وان كان مصطفي متأثر فدائما عبء الاكبر بقدر كِبره واكثر الالاف من السينريوهات تدفق امامه.... قاطعته يد زهره التي كانت تربت عليه بحنان وعينيها لازالت منتفخه من كثرة الدموع وجسدها الذي هُزِل سريعا بعد رحليهم فهم كانوا اكثر من اهل لها 


زهره ببكاء: يونس... واحد اسمه عم وهدان بيقول عاوزك انت ومصطفى في حاجه ضروريه 


يونس بزفر: طيب.... 






تركها وذهب نحو مكان استقبال الضيوف ورحب بالضيف وجلس امامه وعندها وجده يظهر بعض الأوراق حتى زفر بضيق وشعر بالعضب يتسلل امامه ولكن هدأه مصطفي الذي انضم اليهم حديثا 


يونس بضيق: وبعدين معاك يا عم وهدان ما قلتلك مش وقته الكلام دا 


وهدان بحزن: معلش يا بني بس دا لمصلحتكوا لان الموضوع ميستناش 


في النهايه انصاغ له فهو ليس في حاله تسمح للمجادله... جلسوا ينظرون اليه واذانهم تصغي بعدم اهتمام تحول لصدمه جامحه عندما سمعوا حديثه الذي بات لهم وكأنه طرفه ليست في محلها.... 


يونس بإنهيار: يعني اي اللي انت بتقوله دا يا عم وهدان.... يعني اي ابويا كتب كل ما يملك لضاحي ازاي يعني


وهدان بحزن: للأسف يا بني دي الوصيه وقدامك اهي... ربنا يسامحك يا مهران على العمل دا


مصطفي بصراخ: انت كداب والناس دي كلها كدابه... ابويا مستحيل يعمل فينا كده


زهره ببكاء: مستحيل عمي يعمل كده اكيد في حاجه غلط


سميه ببكاء: هو اللي بيحصلنا دا بس يارب دا احنا ملحقناش نزعل عليهم


يونس بعدم استعاب: عم وهدان... احنا كده هنترمي في الشارع صح؟!....


وهدان بألم: للأسف يا بني... حتى البيت دا بقا بأسم ضاحي


يونس بغضب اعمى: وتعبي وشقايا طول السنين دي هيترمي على الارض؟... هنعيش فين وهنروح فين هنشرد على اخر الزمن


مصطفي وهو يحاول تمالك اعصابه: طول محنا مع بعض اكيد هنلاقي ليها حل يا اخويا هدي نفسك مش كده


قطع حزنهم وصدمتهم دلوف هذا البغيض عليهم ومن خلفه رجاله الاشبهين بالذئاب... يمشي يتبختر بتفاخر وانتصار : مش قلتلك يا ابن مهران هجيب مناخيرك في الارض....


Back:


فاقت من ذكرياتها وهي تتذكر خروجهم من المنزل وما حدث بزوجها واخيه فقد رفضوا تماما المساعده من الجميع حيث عرض عليهم اهل سميه بالعيش معهم وايضا وفاء والدة زهره حيث ان لديها شقه كبيره وتغيش بها وحدها ولكن يونس رفض تماما... وحمد ربه وشكره انه كان لديه شقة ذات مساحة ممتازه فقد اشتارها لنفسه منذ فتره طويله حتى انه كان ينسى امره وبدأ بفتح مشروع الورشه هذا حتى يكسب قوت يومه وايضا مصطفي والذي كان يعمل في دكان للحداده... عملهم اصبح شاق كثيرا ولكنهم يأكلون طعامهم من مجهودهم الشخصي والمال الحلال وهذا يهدأ من روعهم قليلا..... فاقت من اضطراب عقلها على صوت سميه والذي كان صاخب للغايه ركضت نحو صالة المنزل الصغيره فوجدت سميه تقف وقد حزمت امتعتها وتقف بثباب وبرود تام وهي تنظر نحو مصطفي... 






مصطفي بصدمه: يعني اي يا سميه هتسيبي البيت وتمشي انت اتجننتي


سميه بقسوه: لا انا فوقت من الوهم اللي انا فيه يا مصطفى انا اي اللي يجبرني على العيشه المرار دي شغال في سوبر ماركت بتجيب ملاليم كل اخر شهر... انا بيت اخويا اولى بيا على الاقل هعيش فيه مستوره


مصطفي بخزي وغضب: وانا هنا معريكي ولا مجوعك يا سميه... انا شغال ليل نهار علشانك وبعمل كل اللي اقدر عليه علشان اجيبلك كل حاجه نفسك فيها اي اللي انت بتقوليه دا


سميه بقوه: والله بقا دا اللي عندي ورقتي توصلني.... ثم قالت بسخريه: على قصر اخويا مش الحوق اللي انت مقعدني فيه مع اخوك ومراته


جرت حقيبتها خلفها وذهبت دون ان تلتف اليه قاسيه بارده تركته في وقت ضعفه وانهياره شاب قد صدمته الدنيا الالاف الصدمات التي توالت خلف بعضها دون رحمه او رأفه بقلبه اللين الضعيف.... جلس ارضا فلم تحمله قدماه اكثر من هذا ينظر في ظلها بشرود لا زال عقله لا يستوعب ما حدث منذ قليل....



#الكاتبه_سهيله_عاشور

#اخر_نساء_العالمين


      الفصل الثاني الجزء الثاني من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×