رواية اخر نساء العالمين الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سهيلة عاشور
Part 37
صعدت خلف زوجها وهي تشغر شعور قوي ان هناك ما يزعجه بشده وجدته قد خرج من المرحاض بعدما اخذ حماما بارد لعله يهدأ قليلا وبدأ يخفف جسده المبتل بالمياه ويرتدى ملابسه وكل هذا وهي تراقبه من بعيد وهو شارد الذهن يفكر ويفكر حتى تملك التفكير منه لدرجة انه لم يلاحظ وجودها حتى الان... اقتربت منه بحذر وهي تنظر نحو عينيه التي سادها الظلام الدامس ووقفت امامه يضع يدها برقه على وجنتيه وهي تنظر نحوه بقلق
زهره بنبره حنونه: مالك يا يونس... انت كويس
يونس بإستفاقه: كويس يا زهره... طفي النور علشان انام
انزل يدها بهدوء واتجه نحو الفراش تسطح عليه واولاها ظهره وقام بتمثيل النوم... ذهبت نحو تجلس على ركبتيها ارضا وتضع يدها تحت خديها تنظر لها بأعين تلمع بحب
يوتس بتعجب: اي يا زهره... بتحضري عفريت قاعده على الارض كده لي قومي طفي النور ونامي يلا
زهره بقلق: يونس انت فيك حاجه صح.. قلي في اي انت كنت كويس... انت زعلان مني علشان روحت مع عمي مهران
يونس بهدوء: اكيد لا يعني... هو انت روحتي مع حد غريب دا ابويا
زهره بفضول: طب في اي طيب... انت قلقتني عليك يا يونس
يونس بزفر: مفيش حاجه يا زهره نامي يلا
زهره بإلحاح: لا في... قلي في اي انت لي مصمم دايما تشيل همك لوحدك يا يونس
يونس بحده خفيفه: مفيش يا زهره....مصطفي بس عصبني كالعاده يعني نامي بقا
زهره بعدم اقتناع: يسلام وعاوزين اصدق بقا... ما مصطفي كده على طول امتى كشرت وزعلت اوي كده
يونس بغضب وصوت عالي: الله في اي يا زهره هو تحقيق ولا اي... تصدقي متصدقيش انت حره
انهى اخر كلماته وقد قام من نومته مسرعا نحو باب الغرفه فتحه واغلقه بقوه لدرجة ارتعاد جسدها والصدمه التي اعتلت وجهها بشده فلأول مره يكون يونس هكذا معها على العكس تماما فهو دائما حريص على سعادتها وراحتها...... جلست على السرير بأقدام مرتعشه وهي تنظر نحو الباب بشرود وقد ايقنت ان هناك ما يشغل عقل يونس ويبدو ان الامر ليس بالهين ابدا.....
**********************************
في غرفة مصطفي
كان قد بدل ثيابه وتمدد على السرير يعبث في هاتفه والابتسامه تزين وجهه وهي يرسل بعض الرسائل الغراميه لسميه وشرد قليلا بأن واخيرا ليلة زفافهم قد اقتربت وطالما حلم بهذا اليوم الذي سيغلق عليهم باب واحد فقط تم تجهيز غرفة كبيره بنفس حجم غرفة يونس وزهره منذ وقت طويل من اجل زواج مصطفي كان شاردا في عالم من الأحلام الورديه الجميله ولكن فُتح باب الغرفه فاجأه حتى ظون الاستأذان ودلف منه يونس والتي كانت عنينيه تطلق النيران مما جعل مصطفي ينتفض من مكانه والهاتف قد تطاير من يده
مصطفي بتعجب: في اي يا يونس بتخانق دبان وشك لي... ومالك داخل كده هي وكاله من غير بواب
يونس بغضب وتهديد: اسمع ياض انت....انا مش طايق نفسي اسكت ونام احسن ليك بدل ما اكس-رك قبل فرحك فاهم
مصطفي بخوف: لا وعلى اي... الطيب احسن تصبح على خير
مدد مصطفي جسده من جديد وهو يعلم بالطبع ان اخيه افرغ غضبه في زوجته وهذا ما كان يخشاه من الاساس فيونس مؤخرا ومع توالي الاحداث اصبح حساسا للغايه من جهة الانجاب واصبح يخشى بشده ان يمر العمر به دون ان يصبح اب ولديه من يُخْلف من بعده والاقراص التي كانت تضعها ناهد لزهره اخبره الطبيب انها قد تسببت لها في مشكله في الرحم وهذا سوف يؤخر الانجاب ويجعله صعبا للغايه وبالطبع مع ظهور خبر ناهد اليوم التي تلقاه من حسام تسلل الخوف في قلبه من ان تحاول ان تؤذي زهره بمكروه وفي نفس الوقت يحاول جاهدا ان يحافظ على ثروة وتجارة ابيه وكل يوم تظهر المشاكل اكثر وهو لا يخبر احدا ويتحمل كل تلك الهموم وحده..... ظل طوال الليل يفكر فيما فعله فقد المه قلبه كثيرا عندما تذكر مظهرها وهي خائفه ومصدومه منه لا يستطيع النوم فجسده خالي من الامان وهي ليست بين احضانه يشعر بالغرابه وهي ليست من تنام بجواره حبيبته وزوجته تؤثر عليه بشده " حتى التنفس في بعدك اشبه بإبتلاع سم افعى الممبه السوداء"
**********************************
في منزل حسام
كانت تجلس هبه في غرفتها ولم يزورها النوم حتى لوقت متأخر وهي كل ثانيه تنظر من خلف ستائر الشرفه تنتظر عودته ها هي الساعه قد تعدت منتصف الليل وهو لم يأتي... بالطبع يقضي وقت جميلا مع هذه الشمطاء التي كانت يتحدث معها... بالتأكيد انها فتاه جميله حستنة المظهر ومعسولة الحديث والقوام وايضا يبدو انه سعيد بلقائها هذا.. يتحدث إليها بتودد ورقه يضحك ووجهه فرح... ام انه يعشقها... او انه متزوج منها..... اصبحت تأتي في رأسها الالاف الافكار ولكنها دائما ما كانت تنهر نفسها تحت مسمى هو ليس من حقك سمعت صوت سيارته يقترب فذهبت للسرير سريعا تتمدد عليه وتغلق عينيها تمثل النوم... دلف للغرفه وهو يحرك رقبته بإرهاق وجد الاضواء مغلقه وهي نائمه كالملاك ملامحها الهادئه او كما كان يظن.. ولكن مع اقترابه منها استطاع ان يعرف بسهوله انها مستيقظه فأبتسم بتلاعب وهو يمد يده يحركها على وجهها ببطئ مما جعلها ترتخف رجفه خفيفه قد شعر بها ومن ثم اقترب منها ووضع قبله حانيه على وجنيتها مما جعل وجهها يتصبغ بحمره قانيه وقد شعرت بأنفاسه متجهه نحو شفيتها فهبت من مكانها سريعا ترفع اصبعها في وجهه بحده وخجل
هبه بتلعثم: اي اللي منت هتعمله دا...
حسام بخبث: هو اي ؟!...
هبه بغيظ: انت عارف كويس قصدي اي يا حسام بلاش استعباط انا متفقه معاك متقبرش ليا..... ثم اكملت بغيره انوثيه: وبعدين انت اي مشبعتش من اللي انت كنت معاها وراجل الساعه اتنين بالليل
صدم كثيرا من حديثها ولكنها قد ارضت غروره: امم يعني مش قوي بس الجايات اكتر بقا.... انا كنت عارف انك صاحيه قلت ارخم عليكي بس انا مش قا-تل نفسي عليكي يعني...
تركها واتجه نحو المرحاض وهي كانت حالتها كمن القي بسهم في قلبه لا تعلم لماذا ولكن قد المها قلبها كثيرا عندما سمعت تلك الكلمات المسمومه منه... ماذا تقصد هل انا سيئه وقبيحه لتلك الدرجه خانتها عباراتها وبدأت تنزل متتاليه ولكنها مسحتهم سريعا واتجهت نحو الفراس ودثرت نفسها بداخله واجبرت نغسها على النوم فلا مزيد من الاحلام بعد الان....
**********************************
في صباح يوم جديد
قد استيقظ مصطفي بحماس فاليوم هو اخر ايام العذوبيه بالنسبه اليه وايضا انه يوم (الحناء) كما نسميه نحن في مصر وعليه ان يستعد بالنسبه للعريس فلديه الكثير من الضيوف عليه استقابلهم واكرامهم وبالطبع اليوم سيكون هناك من يلقو المواليل الصعيديه الاصيله ويبدأ رقص الرجال والمبارازات فكان متحمس للغايه كالطفل الذي ينتظر ليلة العيد... ولكن ما ان نظر بجواره حتى وجد يونس يجلس كما كان في الليل لم يتحرك وكان يدخن السجائر بشراهه هو ليس مُدخن من الاساس ولكن عند غضبه الشديد يبدأ في افراغ شحنات الغضب في هذا الدخان اللعين... وجد مصطفي حالة اخيه تلك وقد قلق من اجله كثيرا
مصطفي بهدوء: انا عارف زعلان وشايل الهم بس علشان خاطري يا يونس متسبهاش زعلانه منك احنا ما صدقنا هنتلم كلنا مع بعض ونبقى عيله واحده....زهره بتحبك يا يونس فضفض وقول اللي في قلبك بلاش كده يا اخويا علشان خاطري
ذهب اليه وقبل رأسه في حب اخوي وذهب نحو المرحاض يغتسل حتى يستعد ليومه.... : يلا يا يونس... قوم صالح زهره زمان مرات عمك محمد جات وخبزت الفطير وجابت عسل وجبنه ريقي جري.. اه وعلى فكره زهره بتحب الفطير بالعسل الاسود يا عسل انت.... انهى اخر حديثه بغمزه مرحه مما جعل يونس يهز رأسه بيأس وقام وخرج خلفه من الغرفه
**********************************
في خارج الغرفه
ما ان خرج من الغرفه حتى وجدها تقف أمامه عينيها يبدو عليها الارهاق وعدم النوم تنظر له بلهفه اقتربت منه دون وعي بعدما لاحظت هي الاخرى ارهاقه وضعت يدها على خديه تتحسسهم بحنان
زهره بلهفه: مالك يا يونس... عينك ورمه كده لي واي الريحه دو انت كنت بتشرب سجاير
كانت عينيه تتابع لهفتها عليه بشوق فرد عليها بصوت رخيم: انا كويس يا زهره... كويس يا حبيبتي
ولم يكمل حديثه حتى وجدها تقع مغشيا عليها بين يديه.....