رواية اخر نساء العالمين الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سهيلة عاشور
Part 24
ما ان نطقت بهذه الكلمه اللعينه... شعر وكأن احدهم قد طعنه بسك-ين في قلبه ظل ينظر لها بعمق وهو يحفر تعابير وجهها المتألمه في رأسه
يونس بهدوء عكس ما في داخله: وانا مش هطق يا زهره
زهره بفرحه داخلها ولكنها دارتها في غضبها الطفولي: يعني اي.... انا بقلك انا عاوزه اطلق مش عاوزه ابقى معاك انا حره
يونس ببرود: عندي مشوار هخلصه تكوني هديتي شويه علشان نتكلم.... ثم نظر لوائل بغيره: وانت يلا تعالي معايا
وائل بتعجب: يلا... وبعدين انا مالي اجي معاك لي هو انا اعرفك
لم ينتظر قبلوه بل امسكه من ذراعه بقوه وجذبه معه بغيظ... اما زهره كانت تتابع كل ما بحدث وقلبها يرقص فرحا فسماعه لصوت وائل فقط جعله يأتي ليلا من الصعيد للمنصوره فقط من اجل غيرته عليها... ارضى غريزتها الانوثيه بالطبع ولكنها قررت ان تأدبه قليلا على الم قلبها بسببه.... في هذا الوقت انضم اليها والدتها وخالتها واللتان اعتلى وجههم الصدمه عندما وجدوها تبتسم وهي شارده بهيام
حنان بصدمه: بس انت... هي جمله واحده منه عملت فيكي كده... ثم اكملت بغضب مصطنع: اقول اي منتي خايبه زي امك
وفاء وهي تضرب كف على كف: بت انت هو شربك حاجه ولا اي... مالك مسهمه كده
زهره بهيام: كان وحشني اوي يا ماما... ثم اكملت بغضب: بس ورحمة ابويا لأوريه هخليه يعرف قيمتي
حنان بسخريه: لا واضح.... دا كان ناقص تجري على حضنه
وفاء بضحك: ما باليد حيله... بس انا هقلك تاني يا زهره انت حره يا بنتي وانا معاكي في اي قرار انا واثقه فيكي وعارفه انك هتعملي الصح
اقتربت منها زهره واحتضتنها بحب: ربنا يخليكي ليا يا اجمل ام في الدنيا
حنان بمرح: لا هعيط... المشاهد دي قلبي مش بيستحملها
ضحك الاثنين عليها بشده ومن ثم جلسوا سويا يحاولون جعل جو من المرح من اجل زهره
**********************************
في منزل اهل يونس
كان مصطفى يجلس في صالة المنزل وهو يستمع لأحدى الافلام العربيه القديمه بتركيز وتحوم حوله ناهد وعيونها تشع حراره من كثرة الغضب.... يزفر بضيق كلما مرت من امام التلفاز فهي تقطع عليه متعته الذي يعشقها وهي مشاهدة التلفاز
مصطفى بغضب: ما تكني في حته يا ناهد مش شايف حاجه
ناهد بضيق: اه يا برودك... نفسي اعرف انت جايب البرود دا كله منين
مصطفى بسماجه: من عند البراداني
ناهد بصدمه: من عند مين
مصطفى بإبتسامه مستفزه: وانت هتفهمي ازاي انت.... خليكي في اللي في بطنك يا مرات اخويا واقعدي بقا بدل ما يقع منك وانت ماشيه
ناهد بغيظ: دا انت القاعده معاك تجيب المر-ض
مصطفى ببرود: روحي شوفي حاجه تشغلك... واسكتي بقا عاوز اسمع الفيلم
نظرت له بغيظ ومن ثم اتجهت نحو الخارج وهو يتبع اثرها بطرف عينيه ومن ثم زفر بضيق
مصطفى لنفسه: يا ساتر كانت كابسه على نفسي... لما اكل فشار
وظل يأكل بنفهم وهو يستمع للفيلم... في نفس اللحظه اتى والده ووالدته بعد استيقاظهم على صوت التلفاز العالي فهذا المعتوه لم تذق عينيه النوم فهو قلق على يونس ولكن لا يظهر هذا... نظر له والديه بتعجب فمن يراه يقسم انه طفل ويشاهد برنامجه الكرتوني المفضل وليس رجل بالغ
مهران بغيظ: انت يا واد انت.. مفكر نفسك في القهوه وطي الزفت دا
بالطبع لم يستطيع سماعه من صوت التلفاز العالي.. فتقدم مهران من التلفاز وقام بإطفائه مما جعل مصطفى يهب من مكانه بغضب
مصطفى بضيق: لي كده يا حج.... شغله والنبي
مهران بضيق: هو انت يا بني هتكبر امتى... فاتحلي البيت قهوه مش في ناس عايشين معاك اي وقعت على ودانك
نواره بلامبلاه: امال فين اخوك... نزل بدري ولا اي؟
مصطفى بهدوء: لا دا هو مشى بالليل راح عند زهره
نواره بصدمه: راح فين
مصطفى: عند زهره.... في المنصوره
مهران بغضب: محنا عارفيه انها في المنصوره هو احنا قلنا انها في جمصه......ازاي تسيب اخوك يروح بعد اللي عمله معاها ازاي متقليش
مصطفي: كان الوقت متأخر والله... وبعدين منتى شايف رجلي دا انا بخطي الخطوه بالعافيه وهو طلع جري خد العربيه ومشى بس انا اطمنت علسه متقلقش هو كويس
نواره بقلق: واي بس اللي وداه بس بعد اللي عمله امبارح معاها... حرام بجد كده البت صغيره ويونس شديد خايفه يكون عمل فيها حاجه
مهران بنفي: اكيد لا... ابنك راجل وواعي يمكن يكون عقله رجعله ورايح يرجعها
نواره بحزن: تفتكر هترضى يا حج..
مهران بصدق: بنت اخويا قلبها ابيض وبتحب يونس... إن شاء الله ربنا يرجع القلوب لبعضها
نواره بتمني: يارب يا حج... ملحقتش تغيب بس البيت فاضي من غيرها
مصطفى والطعام يلمئ فمه: الا قلي يا حج انت هتشوفلي الموضوع بتاعي دا امته
مهران بعدم فهم: موضوع اي دا ؟
مصطفى وقد اخذ لقمه كبيره: جوازي انا والبت سميه
مهران بغضب وقد لزكه بعصاه بقوه: اعمل فيك اي يا غبي... مفيش فيك حته سليمه
مصطفى بمرح: يا اخويا اضرب هو انت هتنقي
مهران بغيظ: انا رايح اشوف المهندس عمل اي في موضوع الارض... لو فضلت هنا ثانيه واحده هق-تله واسلم نفسي
نواره بضحك: مع السلامه يا حج.... وانت يا واد خف على ابوك شويه مش حملك
مصطفى بإبتسامه: مهور دا حبيب قلبي في الحته الشمال كده...... ثم اكمل برجاء طفولي: هتجوزوني امتى انا قربت اخلل
نواره وهي تهم بالذهاب: لما تكبر شويه يا نوغه
مصطفى بصدمه: انا نوغه
كانت قد ذهبت متجه نحو المطبخ... اما هو ما كاد ان يشغل التلفاز الا قاطعه دلوف سميه راكضه نحوه
مصطفي بتعجب: خير يا سميه في اي؟
سميه بسرعه: شفت وسمعت حاجات مش هتصدقها ابدا يا مصطفي احنا في مصيبه سوده
مصطفى بقلق: في اي... ما تنطقي...
**********************************
في حديقة المنزل
كانت ورده قد جائت مبكرا وقامت بأعمال المنزل من تنظيف وغيره واعدت طعام الفطور والشاي تقدمه لغفر المنزل
ورده بأدب: صباح الخير يا عم محمد...
عم محمد (كبير الغفر) بإبتسامه: صباح الورد يا احلى ورده في الدنيا
ورده بخجل: الله يخليك يا عم محمد... اتفضل الشاي
عم محمد بصدق: والله لو لسه عندي عيال متجوزوش مكنتش ضيعتك من ايدي ابدا... ادب واخلاق وجمال ما شاء الله يا بخته بيكب
احمر وجهها بشده من الخجل فهذا الرجل رقيق القلب والذي دائما ما يعاملها كأبنته واكثر ويغمرها بحبه وحنانه واهتمامه بها.... ودعته بأدب وذهبت متجهه نحو الباب الذي يوصل بين الحديقه والمطبخ ولكن ما كادت ان تدلف الا هذه اليد الغليظه التي جذبتها بقوه واوقفها خلف الجدار فلا احد يراهم الان من الغفر وسكان المنزل
ورده بصدمه: اي اللي انت عملته دا... انت مجنون ازاي تقرب مني كده
حسين بغضب: اي اللي انت كنتي بتعمليه دا... خلاص بقا ملكيش حاكم مش كده
ورده بغضب: انت ازاي تقول كده انت جرا لعقلك حاجه... وبعدين انا عملت اي اصلا
حسبن بغيره: واقفه معاه ونازله ضحك وكلام... منتي بتعرفي تضحكي وتتكلمي اهو... ولا عندي انا بس بتقلبي ستنا الشيخه
ورده بغضب جامح: لا دا انت اتجننت رسمي... دا ابويا عم محمد دا زي ابويا واكتر ثم انت مالك اصلا اي اللي حشرك يا بني ادم انت... بتدخل في اللي ميخصكش لي
اقترب منها وهو ينظر نحو عينيها بغضب وتحدي ويتفحص ملامحها المشدوده والمتوتره بدقه: قريب اوي هتعرفي دخلي اي... ووقتها ابقي وريني صوتك اللي فرحانه بيه هيطلع ازاي
نظرت له بعدم فهم ومن ثم نزعت يدها منه بغضب واتجهت نحو باب المطبخ بخطى سريعه اما هو فكان يراقب ذهابها وابتسامه ماكره زينت وجهه....
**********************************
في سيارة يونس
كان يصف السياره في منطقه قريبه من منزل زهره ويجلس بجواره وائل بملل... يجلسون هكذا دا يقارب الاكثر من ست ساعات ولا يتحدث او بتحرك يونس انش واحد من مكانه بل عيونه تنظر نحو شرفة المنزل فقط.. مما جعل وائل يقفد اعصابه من هذا الم-ختل
وائل بضيق: بقلك اي انا صبري نفذ.... احنا قاعدين هنا بنعمل اي دا العصر اذن حرام عليك يا اخي انت مجعتش حتى... هو انت مش بتجوع زينا
يونس بغضب: انت تقعد وانت ساكت فاهم يلا... مسمعش صوتك انا ماسك نفسي بالعافيه اني اك-سر دماغك
وائل بتعجب: الااه وانا مالي يا عم انت... هو انا كنت عملتلك اي
يونس بضيق في نفسه: كفايا انك كنت قاعد معاها.... ثم اكمل بجديه: انا هروح ليها دلوقتي على الله اشوف وشك طول منا قاعد معاها فاهم
وائل بصدمه: اي يا عم هي بلطجه ولا اي... دي بنت خالتي واختي واقعد معاها في اي حته
كانت نظره واحده من عينيه وهو في هذه الحاله كفيله لجعل وائل يصمت تماما.... ادار محرك السياره واتجه بها نحو المنزل والذي كان قريب للغايه صعد للمنزل ودق عليه طرقات خفيفه يقف بثبات امام الباب كمن اتى لخطبة حبيبته بعد سنوات من البعد والفراق.... فتحت الباب وهي ترتدى فستان وردي اللون رقيق للغايه ومعه حجابها المميز بالنسبه اليه
يونس بإبتسامه: ممكن ادخل يا اميرتي
زهره بتوتر وها قد بدأ في هدم مخططها واكنها تحدثت بحده: اتفضل
دلف للمنزل والقى التحيه على حنان ووفاء واللتان عندما وجدوا في عينيه هذه النظره المشتاقه والعاشقه قد اطمئنوا على زهره قليلا فالعاشق مهما كان ثائر... غاضب.. لعين به كل عيوب وهموم الدنيآ يؤذي الجميع الا معشوقه.... اخذته زهره واتجهوا نحو الشرفه يجلسون بها امام بعضهم البعض وهي تشيح بوجهها عنه بعيدا في غضب وقد تذكرت اختصانه لناهد امامها
يونس بأبتسامه: طب هنتكلم ازاي وانت بصه بعيد كده بصيلي
زهره بحده: هو انت بتتكلم بلسانك ولا بوشي... لو عاوز تتكلم اتكلم
نظر لها بعشق وهو يعلم مدى غضبها وغيرتها اقترب منها بجسده وحاوط يديها الصغيره بكفيه الكبيرين وتمسك بهم بقوه حيث انها كانت تحاءل سحب يدها من يده..... نظرت اليه نظرات عتاب وحزن قرأها في عينيها الجميلتين ووجهها العابس
يونس بحب: انا عارف اني غلطان... ومهما اعتذرت هيفضل الغلط ماليني وانا راضي بحكمك بس انا كنت مش شايف قدامي من غضبي يا زهره حطي نفسك مكاني... الارض اللي اتح-رقت دي كانت فاتحه بيوت نص رجالة البلد وغير كده كل الخير والفلوس اللي معايا دي هي السبب فيه في الوقت دا انا كنت محتاجك يا زهره.... كنت محتاك اترمي في حضنك وارمي عليكي همي بس لا لقيتك في المستشفى ونا بين الحياه والم-وت.... ثم خانته دمعه عندما تذكر وضعها: عارفه انا حسيت بإيه يا زهره
زهره بحزن: بإيه؟
يونس بإبتسامه منك-سره: حسيت اني ضايع.... زي العيل الصغير اللي تاه من امه انا كنت عارف اني مقدرش اعيش من غيرك بس لما اتحطيت في موقف بجد كنت عامل زي اللي ماشي من غير روحه.... لما الدكتور قلي ان اللي انت فيه دا بسبب حبوب منع الحمل انا وقتها الشيطان اتملك مني ومشفتش اي حاجه قدامي غير انك كرهاني ومش عاوزه تخلفي مني.... احساس اي راجل في مكاني كان هيبقى نفس الاحساس... احساس النقص والقله دا وحش اوي يا زهره مكنتش عارف اعمل اي زي ما يكون عقلي وقف حواليا الخاينين كتير لدرجة ان وقت الغضب بشك في الكل غضب عني... انا محتاجك يا زهره ارجوكي متبعديش عني انا مليش غيرك يا حبيبتي
زهره بتعجب: حبيبتك!
يونس وهو يقبل يدها بحب: ونور عيني... وكل حاجه ليا في الدنيا
زهره بغيره: وناهد
زفر يونس بحنق: مش وقتها دلوقتي.... ناهد حسابها تقل اوي ولسه بيتقل
زهره بتعجب: يعني اي!
يونس بإبتسامه: بعدين هقلك....بس دلوقتي يلا بينا ترجعي تنوري بيتك يا حبيبتي
زهره بتوتر: بس انا مش هاجي معاك يا يونس
يونس بصدمه: نعم يا اختي!