رواية اخر نساء العالمين الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سهيلة عاشور
Part 32
نظر لها بغضب كبير فقد تمردت عليه كثيرا منذ امتى وهي تضع مساحيق التجميل حتى لو كانت بسيطه فهو لم يكن يسمح ابدا بأن تضعها خارج الغرفه وهذا الفستان ليس بالوسع المطلوب من اين اتت به من الاساس فلم يشتريه لها من قبل...نظر لها وعينيه تتوعد لها فهو لا يريد زيادة المسافه بينهم ولا يريد ان ينزع فرحة اخيه ولكنها تتفنن في اثارة غيرته.... اقترب منها وجذبها من يديها بقوه خارجا نحو الحديقه الخلفيه وخلف احدى الاشجار اوقفها ووقف امامها وهو يتنفس بصوت لاهث ومسموع مما اثار الخوف بداخلها وهي تراقبه بصمت وظهر عليها التوتر دقائق مرت وهو يحاول السيطره على غضبه
يونس بغضب مكتوم: انت عاوزه اي يا زهره.... انت عاوزه توصلي لأي باللي بتعمليه دا عاوزاني امو-تك ولا ناويه وجيبيلي جلطه
زهره بتوتر: انت اللي بتكبر المواضيع هو انا كنت عملت اي يعني منا لابسه فستان طويل ومحترم اهو ومش حاطه حاجه غير روج بس انت اللي اوفر يا يونس
شدد على يده بغضب وبدأت عروق يده وعنقه تظهر بشده مما آثار الرعب بداخلها حتى انها بدأت في التحرك من امامه ببطئ تود اله ب قبل ان يتحول وينقض عليها ولكنه لاحظ هذا ونظر لها وقد اسودت عينيه
يونس بغيظ: رايحه فين يا حلوه
زهره بتأفف: اوف يا يونس هنفضل واقفين باصيين لبعض كتير عاوزين نروح عند سميه... ثم اكمل وهي تشير بيدها نحو بوابه المنزل الكبيره: ولا انت نسيت يا باشا
يونس بزفر وهو يخرج منديل ورقي من جيبه ويتجه نحو شفتيها وبدأ في ازالة احمر الشفاه ببرود عكس البركان الغاضب الذي بداخله: الاول نمسح البتاع دا.... ثم اكمل بتحذير: عاوزه تغيظيني يبقى بيني وبينك يا صغيره ها بلاش واحنا بره البيت او اوضتنا بالأخص انت مش قدي وبعدين لازم تبكلي شغل العيال دا عندك جامعه بكره ولا نسيتيها
كما وكأنها قد نست كل ما دار بينهم وبدأت السعاده تظهر على وجهها وقفزت بشكل مفاجأ تحتضنه بسعاده وحب وبالطبع هو اكثر من مرحب احتضتنها بإحتواء وحميميه كبيره يدفن وجهه في عنقها يشتم رائحتها والتي باتت تعلق في انفه دائما ... الا ان قاطعهم هذا المعتوه
مصطفى بغضب طفولي: والله بقوا انتو هنا مقضنيها حب وغراميات وسايبنا جوه بنقول دول زمانهم ضر-بوا بعض طلقتين خرط-وش
ابتعدت زهره سريعا عن يونس وقد اعتلى الخجل وجهها اما يونس فأمسكها من خصرها يقربها اليه من جديد وهو ينظر نحو مصطفى بضيق
مصطفى بغيظ: اي يا عم انت وهي يلا انا عاوز اتجوز.... وبعدين يا بني هي مش كانت طرداك امبارح مالكوا كده
يونس بغضب: امشي يلا خلي حسين يطلع العربيه احنا جايين... امشي من وشي بدل ما اغير رأيي ومفيش جواز
مصطفي بسرعه: لا وعلى اي طياره
ذهب وهو يتكأ على عصاه فما بقى الا القليل لكي يتعافى كليا.... اخرج رأسها من احضانه فوجدها قد احمر وجهها بشده من الخجل فهي خجوله بشده يقسم ان وجهها سيظل على حمرته هذه حتى الغد على الاقل
يونس بعتاب: عاجبك كده اهو مصطفى مسكني لبانه بقا ومش هخلص منه لأخر العمر
زهره بخجل ولكنها حاولت تمثيل القوه: انت تستاهل على فكره
تركته واتجهت لتذهب وهو ينظر لها وعينيه تلمع بشده من الحب.... اقسم داخله ان هذه من كان الله يختربه من اجلها وهو لن يتركها مهما حدث.....
**********************************
في منزل اهل حسام
كان ينام بعمق بعد تعب هذا اليوم ولكنه تململ على لكزات متتاليه من والدته والتي كانت تجلس بجواره وتنظر له وكأنه مثل الرأس المطبوخ... تأفف بضيق وهو يقلب وجهه للجهه الاخرى من السرير
كريمع بغيظ: قوم يا حسام......ثم اكملت بسخريه: قوم يا عريس المأذون جه وانت والسنيوره نايمين دي جوازة اي بس ياربي بنصحى العرسان من النوم علشان نكتب الكتاب... ثم اكملت بصوت عالي: قوم لأحسن انا مرارتي هتفر-قع قوم يا حسام
هب من مكانه جالسا سريعا عند ذكرها عن قدوم المأذون وهز رأسه وكأنه يستعيد وعيه ونظر نحو والدته بإبتسامه: صباح الخير يا ماما صحيتي هبه
كريمه بصدمه: انا فقدت الامل فيك ابني الوحيد اتهبل.... ثم اكملت بغيظ: هروح اصحيها تكون خلصت منا اشتغلت مصحراتي اقول اي ادينا بنعمل اللي علينا لحد ما نشوف اخرتها
حسام بمرح وهو يتجه نحو خزانته: اخرته فل يا كريمة بالفراوله انت... يلا روحي صحي مرات ابنك اعمليلك همه
نظرت له بيأس ومن ثم توجهت بضيق نحو غرفة هبه.... اما حسام هم يخرج ملابسه والتي تتكون من قميص كلاسيكي وبنطال ملائم وبدأ في التجهيز وعلى وجهه ابتسامه غريبه هو نفسه جاهل عن سببها ولكن كل ما يعرفه انه لم يكن سعيد هكذا منذ سنوات وخصوصا عندما تأكد من تحريات مساعده المخلص انها فتاه نقيه تماما وعانت كثيرا في حياتها...
**********************************
في الغرفة التي تبقى بها هبه
كانت لم تنم منذ اخر مره اتى اليها حسام من الاساس....
Flash Back:
كان قد قرر ان يذهب ويتركها تنام ولكنه يعلم ان الوقت يداهمهم فقرر الذهاب الليها واخبارها.... دق الباب اكثر من مره ولم يجد اجابه فدلف للغرفه في هدوء ورأها تغط في النوم العميق اقترب منها يرى ملامحها الالم على وجهها تقطب جبينها بإنزعاج يبدو ان احدهم قد زار حلمها... شرد في ملامح وجهها الهادئه تماما بشره داكنه وشعر اسود حالك ملامح رقيقه ليست بالغليظه لا ايراديا وجد يده تمتد نحو بشرتها يريد ان يلمسها ولكن ما ان وضع يظيه عليها حتى فتخت عينيها وهبت من السرير بسرعه بإنتفاض فشعرت بالالام تحتاج جسدها والم في رسغ يدها بسبب هذا المحلول المغذي
حسام بسرعه: في اي اهدي... متخافيش والله مكنت اقصد حاجه اهدي
هبه بخوف: انا مش وحشه زي ما هو قال والله.... ثم اكملت ببكاء: ابعد عني انا مش كده بالله عليك وحياة اغلى حاجه عندك
اشفق عليها كثيرا تبكي وتنتفض بقوه وحتى انها لا تشعر بالأمان معه بعد كل ما فعله تجاهها يبدو انها بالفعل عانت كثيرا... اقترب منها ونظر لها نظرات مطمأنه
حسام بهدوء: هبه اهدي لو سمحتي.... انا مش هأذيكي والله بوعدك انا عاوز اساعدك وانت لازم تثقي فيا وتسمعي كلامي غلشان اقدر اعمل كده
هبه بقلق: يعني هتعمل اي مش فاهمه
اخبرها بتوتر عن نيته في الزواج وبدأ يشرح لهم الموقف بدقه وان هذا هو الحل الوحيد هي تعلم ان لديه الحق ولكن لم يأتي في بالها ابدا ان يضحي هذه التضحيه الكبيره من اجلها
حسام بإرتباك: ها قلتي اي يا هبه؟
هبه بتوهان: انت لي بتعمل كل دا.... الجواز مش لعبه لي تظلم نفسك مع واحده زيي
حسام بإبتسامه: انا مش شايف فيكي اي عيب
هبه بسخريه: كل دا مش شايف فيا عيب... مستوايا الاجتماعي... شكلي... ابويا... عندي مرض مزمن كل دا مش شايف عيوب
حسام بهدوء: حقيقي مش شايف فيكي اي عيب انا مش بجاملك واه الجواز مش لعبه وانا بساعدك بس الله اعلم مش جايز ربنا يكون كاتب لينا اننا نكمل مع بعض.... سيبي الكلام دا كلو على جمب وقليلي اي رأيك علشان اجهز نفسي قبل ما المجنون ابوكي يكتب الخبر في الصفحه الاولى
هبه بإبتسامه: موافقه... بس انا مش معايا بطاقه ولا اي حاجه كل حاجه في البيت
حسام بغمزه بعدما هب من مكانه واقفا: متخافيش انا هظبط كل حاجه ارتاحي انت بس
اولاها ظهره واتجه نحو الباب ولكن قبل ان يذهب نطقت بأسمه جعلته ينظر لها من جديد
هبه بخجل: يا حضرة الظابط
حسام بإبتسامه: نعم يا هبه
هبه بصدق: شكرا بجد... انت اول واحد قدم ليل معروف في الدنيا
نظر لها نظرات صادقه وهادئه ومن ثم خرج من الغرفه... اما هي تجلس مصدومه تماما يأتى في بالها مئات الافكار
Back:
قاطع شرودها دق الباب فأعتلت في جلستها تجزب حجابها تضعه عليها وأذنت بالدخول
كريمه بهدوء: انت صاحيه اهو فكرتك كنتي نايمه زي الأه-بل التاني.... تنهدت: يلا قومي اللبسي الفستان دا المأذون وصل
هبه بإحراج: مكنش ليه لزوم.... كده كده مش فرح بجد يعني
كريمه بهدوء: لا فرح بجد... النهارده كتب كتاب ابني الوحيد وانت من النهارده هتكوني بنتي وفي عنيا الاتنين... بصراحه انا مكنتش موافقه بس محمود وحسام فهموني وسألوا عنك وطلعتي بنت حلال مكذبش عليكي كان نفسي ابني الوحيد يتجوز بكريقه احسن من كده.... ثم اكملت بإبتسامه: بس دا قدر ربنا ولازم نرضى بيه... يلا يا عروسه
نظرت لها هبه بصدمه فكانت تظن انها على
وشك خوض معركه من الحديث معها ولكنها كانت هادئه صريحه بشكل لائق وقد ارتاحت لها كثيرا.... بعد قليل من الوقت قد تجهزت بهذا الفتسان البسيط ومعه حجابها ورفضت وضع مستحضرات التجميل فمن الاساس هي ليست في مزاج يسمح لها بهذا كما انها قليلة الخبره كثيرا بها حيث كان والداها يمنعها حتى من الملابس الملونه..... خرجت ومعها كريمه التي بدأت في اعلان الزغاريد والتي كانت محط اهتمام جميع الجالسين محمود وسيد وحسام واحد الجيران المقربين... وكان حسام يبتسم بهدوء فكان جمالها مميز وراقت له كثيرا... بات الوضع بالنسبه الليها غريب كثيرا فكان الوقت يمر ببطئ تسمع صوت دقات قلبها بوضوح وكانت وكأنها في عالم اخر ولم تفق سوى على على الجمله الشهيره
المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
.....: خاطف بنتي يا حضرة الظابط ولا اكمننا ناس غلابه وعلى قد حالنا وانت ايدك طايله
**********************************
في منزل اهل سميه
كان جميع أفراد العائله يجلسون مع والدي سميه ويتحدثون بود كبير فمن الاساس لديهم معرفه قويه ببعضهم البعض منذ سنوات طويله
ابو سميه بضحك: بس مقلتليش يا مهران يا اخويا اي سر الزياره الكريمه دي
مصطفى بغيظ: يوه عليك منتى عارف يا حج هتعمل نفسك مش واخد بالك دا البلد كلها عارفه
لكزه يونس بقوه وزهره وسميه يكتمون ضحكتهم بصعوبه وبالطبع تلقى نظرات الوعيد من مهران ونواره
والدة سميه بإعتراض : بس انا مش موافقه