رواية اخر نساء العالمين الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهيلة عاشور
اخر نساء العالمين
Part 29
شكرا من قلبي على سؤالكم عني في غيابي وعلشان الناس اللي بتسأل انا مقدرتش اعمل اي حاجه انا عوزاها بسبب ظلمهم اللي بجد ملهوش تبرير بس الحمد لله 💚
**********************************
كانت تقف متسعة الاعين تنظر امامها وتفكر بهذه الفضيحه التي سوف تتسبب في ابداتها تماما دون اي زنب لها
عم محمد (رئيس الغفر) بغضب: اي قلة الادب دي... مفيش احترام للراجل اللي حاميكم في بيته اي البجاحه دي
ورده بخوف: والله يا عم محمد مفيش حاجه انت فاهم غلط والله
حسين بقلق عليها: هي ملهاش زنب يا عمي انا اللي كنت بدايقها بس
عم محمد بحده: يلا قدامي على شغلك.. ولما يجي صاحب الشأن هو اللي يحكم يلا
نظر لها نظرات معتذره نادمه وهو يرى الخوف في عينيها فهو على يقين تام انها تحب هءا المنزل واهله كثيرا ولا تستطيع العيش بعيدا عنهم ويعلم ان رجال هذا المنزل لا يغفرون هذه الأخطاء حتى لو لم يحدث بينهم شيء ولكن يكفي ان هذا الموقف سوف يصحب معه الحديث الفظ والسمعه السيئه.....
**********************************
امام منزل هبه
كان حسام يقف متشنج من صوت الصراخ ولكنه فاق من صدمته سريعا راكضا نحو المنزل وحاول فتحه ولكن دون جدوى ولم يجد طريقه سوى ك-سره وقع الباب اثر انه كان باب من الخشب القديم وتأثر بسهوله من الدفعه القوة الخاصه بحسام... نظر امامه ليجد هبه تجلس ارضا وهي تتكور حول نفسها في اركان صالة المنزل الصغيره واثار الض-رب تظهر على جسدها والذي ظهر من خلف ملابسها شعرها متساقط ارضا ويظهر بالكامل حيث ان حجابها يوجد على الارض بدلا من رأسها تبكي في صمت وجسدها يرتجف بضعف..... نظر الي والدها والذي كان يقف ووجهه تكسوه الحمره من كثرة المجهود الانفعالي ويحمل بيده حزام بنطاله الجلدي السميك
رشوان بسخريه: خير يا حضرة الظابط مفيش وراك غيرنا النهارده ولا اي
حسام بغضب وقد امسكه من تلابيب ملابسه بقوه: انت مجنون... انت ازاي تعمل فيها كده انت ابوها ازاي دي بتم-وت انت اي
رشوان بحده: وانت مالك بنتي وبربيها انت تدخل بصفتك اي..... ثم اكمل بغضب: ولا تكون انت وهي ملبسني العمه ومظبطنها مع بعض
اتسعت عينيه من هول حديث هذا اللعين كيف لأب ان يتهم بنته بهذا الاتهام الشنيع.... سات الصمت والنظرات الحاده بينهم ولم يسمع اي شيء سوى صوت نحيبها الذي بدأ في العلو بعد اخر كلمات لوالدها فقد كُسر قلبها وكبريائها امام الغريب ايضا
حسام بغضب جامح: انت باين عليك عبيط ولا سايق الهبله.... اي يا راجل يا خرفان الكلام اللي انت بتقولع دا
رشوان بحده: اي مش هي دي الحقيقه.... طول الليل وهي غايبه وجايه وش الصبح متهبدله ومع راجل غريب هتكون معاه بتعمل اي يعني غير العيبه.... ثم اكمل وهو يحاول الاقتراب منها: حطت شرفي في الطين بنت ال** هي وامها صنف واحد
كان سيهم بصفعها من جديد لولا حسام الذي وقف امامها ليحميها مما جعلها تتطمأن وتعمض عينيها بألم : اياك تفكر فيها حتى وإلا مش هتعرف ترفعها تاني اصلا
رشوان بسخريه: وانت بقا اي اللي مقوي قلبك كده... دي بنتي انت ملكش حق فيها ولا انا غلطان منا خوفان بقا يمكن مش واخد بالي من حاجه
حسام بهدوء وهو يوجه نظره نحو الممرضه التس كانت لا تزال تقف على باب المنزل ونظرات الدهسه تعتلي وجهها: تعالي يا بنتي ساعديها تعدل لبسها وقوميها يلا
افاقت الممرضه سريعا وبدأت في تنفيذ الاوامر وما ان وقفت هبه وهي تتمسك بها حتى اشار لها حسام نحو الباب لكي تخرج منه ولكن كان لرشوان رأي اخر
رشوان بغضب وصوت عالي: جرا اي يا بيه هي وكاله من غير بواب واخد بنتي على فين
حسام ببرود: مكلش فيه... وانت عارف انك مش هتاخد مني ولا حق ولا باطل فا ابعد من طريقي احسن ليك يلا
اشار للممرضه ان تتحرك بهبه ونفذت الامر سريعا فذهبت الفتيات وهو يسير من خلفهم ومن خلفه صوت رشوان الثائر وحديثه الذي كان مليء بالتهديد والوعيد
رشوان بصراخ: انت مفكر اني مش هقدر عليك... ماشي معاها في البطال وجاي تاخدها قدام عيني علشان بيه وابن ناس والفلوس متلتله عندك مفكر انها هتعدي بالساهل
انطلق بالسياره وهو يسمع ثرثرته اللعينه ويراقبه وهو يحاول اللحاق بالسياره مع الاستمرار في حديثه السام... وقعت عينيه على التي كانت تستند برأسها على كتف الممرضه وهي تنظر للفراغ امامها وعيونها تزرف الدمع فقط... ان كانت هي او غيرها كان سوف سيساعد بالطبع ولكن لا يعلم لما المه قلبه بهذه الطريقه يشعر بشعور غريب وفريد من نوعه كما ان شعوره بالفضول نحوها كبير يريد ان يعرف الحقيقه كامله......
**********************************
في منزل العائلة
مع دلوفهم للمنزل ملئت زغاريد نواره المنزل بأكلمه فالكل سعيد ولكن هي سعادتها مختلفه قليلا فهي تَعد هذه الفتاه كأبنتها التي لم تلدها وفي غيابها يكون لديها نقص كبير... كان يتابعها مهران وهو يبتسم بحب على فرحتها الطفوليه هذه
زهره بإبتسامه: لي دا كله يا ماما هو في فرح
نواره بحب: انا فرحتي اني الم ولادي حواليا مش ناقص منهم حد... واهو بنتي رجعت لحضني تاني
زهره بصدق: ربنا يخليكي ليا
احتضنتها نواره بحب تحت انظار يونس الذي ارتاح قلبه قليلا فهو يعلم ان والدته ذات تأثير كبير على زهره وانها ستكون دافع لكي تسامحه (مسكاين الرجال وخصوصا يونس)...
مهران بإبتسامه: يلا يا زهره... اطلعي غيري هدومك وانزلي علشان ناكل يونس وصى ورده تعمل ليكي كل الاكل اللي بتحبيه
زهره: بس انا مش جعانه يعمي و....
مهران بمقاطعه: مفيش حاجه اسمها كده هتنزلي وتقعدي وسطينا وتاكلي ولا عاوزه تزعليني انا وامك وورده اللي واقفه من الصبح بتطبخ
زهره بإبتسامه: حاضر يا عمي
مهران بهدوء: طلع لمراتك الشنط يا يونس ومتتأخروش علشان ناكل... امال فين الغبي التاني
مصطفي بمرح : انا هنا يحج
وجهوا نظرهم نحو مصدر الصوت فإذا بمصطفى قادم نحوهم وهي يرتدى جلباب فضفاض كثيرا عليه ولكنه به قطع كبير من مكان القدم التي بها الجبيره كما انه يربط حجاب كبيره على معدته بشكل غريب مما اثار التعجب في عيون الجميع
مهران بغيظ: ايه اللي انت عامله دا يا بني بس
مصطفي بزفر: زهقت يا حج بعيد عنك الجلاليب السليمه بتكعبلني وانا بتحرك قلت ابحبحها على نفسي شويه
مهران بغضب: واشمعنا تبوظ الجلابيه بتاعتي انا منتى عندك كتير
مصطفي بسماجه: يعني ابوظ حجتي يرضيك الناس تقول الحقوا مصطفي ابن الحج مهران ماشي هدومه مقطعه
مهران بغضب: انا رايح اغير هدومي... بدل ما ارتكب جر-يمه
ذهب مهران وهو يض-رب كف على كف من الغضب من هذا الابن الذي لن يَكبر ويعقل ابدا... اما الباقي فكانوا يضحكون بشده على مظهره المضحك بشده
نواره بضحك: ورابط بطنك لي يا حبيبي
جاوبها وهي يتكأ على عصاه يجلس نحو الاريكه مما جعل زهره تصرخ ضاحكه فكان مظهره يفتك من الضحك: ابدا يا نؤنؤ يا حبيبتي عندي حبة برد في معدتي
نواره بضحك: الله يهديك يا مصطفى.... انا استعوضتك عند ربنا
ذهبت متجهه نحو غرفتها ولا تزال زهره تضحك بشده نظر لها يونس بهيام كم اشتاق لتلك الضحكات الجميله التي كانت تملئ حياته نور
مصطفى بتلاعب: والله ليكي وحشه يا زهره... ثم اكمل بخبث: ضحكتك كانت وحشاني خالص
يونس بغيره: يلا اطلعي قدامي علشان تغيري وننزل مش سمعتي ابويا كان بيقول اي
نظرت له بصدمه من طريقة حديثه فهذا الابله بدلا من ان يحاول تصحيح الامور يخربها اكثر ولكن مهلا يا يونس فأنا امرأه ولا تتهين ابدي بكيدي لك فكيدهن عظيم.... ما ان ذهبت حتى اتجه يونس نحو الحقائب يحملها وما ان اعطى ظهره لمصطفي حتى ثنى قدمه للخلف ولكزه بقوه في معدته
مصطفي بألم: ااه لي كده يا عم
يونس بحده: كن بقا يا مصطفي كن
**********************************
في غرفة يونس وزهره
كان قد وضع الحقائب ارضا وبدأت هي تنتقي فستان فضفاض ومريح لكي ترتديه وهمت بالذهاب نحو المرحاض لولا تلم اليد الخشنه التي امسكة بها تقربها منه وهو ينظر داخل عينيها بعشق صافي... يتأمل ملامحها بعيون هائمه وانفاس تلهث شوقا لها نظرت في عينيه وكادت ان تستسلم له ولكنها قاومت هذا بعد صعوبه كبيره
زهره بزفر وهي تتململ بين يديه: لو سمحت يا يونس شيل ايدك عني... ومتقربش مني تاني
يونس بهيام: ما خلاص بقا يا زهره دا انت زعلك وحش اوي
زهره بحده: انا قلت ليك ابعد لو سمحت
زفر بحنق ولكنه نفذ طلبها فهو يريد ابقاء علاقتهم صامده وليس تخريبها لذا عليه الصبر قليلا... ابتعد عنها ينظر لها بحزن ممذوح بالغضب
زهره وهي تمثل القوه: انا جيت معاكم اكرامها لأبوك وامك اللي هما اهلي وعزوتي ومهما حصل بينا هيفضلوا اهلي ودا مش معناه ان علاقتنا هترجع زي الاول ابدا... ثم اكملت بتوتر وهي تبتلع تلك الغصه الموجوده في حلقها: علشان كده الاحسن تنزل تنام مع مصطفى
يونس بصدمه وغضب: نعم يا اختي... انا مع مين؟!