رواية اخر نساء العالمين الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سهيلة عاشور
Part 27
كان يسير كالثور الهائج يقلب جيبه يبحث عن مفتاح السياره ومن كثرة الغضب استغرق بعض الوقت حتى يخرجه من جيبه وفتح السياره بيديه وقبل ان يركب كانت يد حسام على يده يمنعه من الركوب
حسام بزفر: كنت عارف انك متسرع وهتطلع تجري عليها... تعالي خلينا نتكلم
يونس بغضب: ابعد من وشي يا حسام... سبني انا مش طايق نفسي ابعد احسن ليك
حسام بإصرار: مش هسيبك تدمر حياتك... انت مفكر لو رحت كده هترجع ليك بعد كده تبقى بتحلم
كان في قمة غضبه ولم يتحمل مجادله من احد.. وما كان امامه سوى تفريغ غضبه في حسام فهجم عليه يلكمه بشده ارتد حسام على اثرها للوراء... ونظر له بصدمه فلم يرى صديقه في هذه الحاله من قبل
يونس بغضب: ابن ال**... عاوز يتجوز مراتي يا حسام.. انا هشرب من د-مه سنين وانا ساكت وصابر بس خلاص جاب اخره معايا كله الا دي
حسام بهدوء: معاك حق... بس لازم تهدى انا قدامك اهو طلع اللي جواك فيا بس مينفعش تحققله اللي هو عاوزه... هو عاوزك انت وزهره تبعدوا عن بعض لو رحت ليها في حالتك دي مش بعيد ترمي عليها اليمين... اهدى يا صاحبي
اعقل كلام صديقه فمعه كل الحق بالطبع ويجب عليه استعمال عقله الان... ظل لدقائق طوال يتنفس بغضب وصوت مسموع وحسام ينظر له بترقب وجهه المُحمر وعروقه البارزه كان يخشى ان يصيبه مكروه كن كثرة غضبه... اقترب منه بحذر وجذبه من ذراعه بهدوء وجلسوا سويا على حشائش الارض في حديقة المنزل
يونس بحنق: اديني هديت... تقدر تقلي هعمل اي دلوقتي
حسام بإبتسامه: هو مفكر انه ممكن يأثر عليها ويضمها لصفه... انا صحيح متعاملتش معاها قبل كده بس معتقدش ابدا ان دا ممكن يحصل وخصوصا ان رجالتي قالوليلي انه كان نازله شكله مش مبسوط اكيد وقفته عند حده وبيني وبينك لما تيجي منها هي احسن
يونس بغضب: يعني اي... انا اقعد حاطط ايدي على خدي ومستني مراتي هي اللي توقفه عند حده انت اتهبلت يا حسام ما توزن كلامك شويه
حسام بسرعه: والله ما قصدي يا يونس... انا اقصد انه كده هيلاقي انه الموضوع أصعب اكتر عليه وهيخاف ويعمل الف حساب....متأخذنيش يا صاحبي يمكن يكون كان مفكرها زي ناهد ويعرف يأثر عليها
زفر يونس بحنق وظل صامتا لفتره يحاول السيطره على شيطانه ويكف عن التفكير فكلما تذكر انه ذهب بيت زوجته وطلب منها الزواج تغلي الد-ماء في عروقه وكلما تخيل انه جلس معها ورأها وتحدث معها يود لو يذهب ويفتك به.... اخرج تنهيده حاره
حسام وهو يربت على ظهره: اهدى يا يونس... اوعى تغلط المرادي... حكم عقلك يا صاحبي انت عارف التهور مش هيعمل اي حاجه غير انه هيأذيك بس
يونس بغضب: مش قادر يا حسام.... مش عارف اسيطر على نفسي عاوز اروح اخنقه بإيدي من امتى بندخل الحريم في مواضيعنا اتخطى كل الحدود ومبقاش همه حاجه
حسام بهدوء: بالذكاء مش بالدراع وانت عارف كده كويس... اللي زي دا عاوز دماغك مش عضلاتك انا هسيبك تهدى بس ابوس ايدك بلاش تحققله اللي هو عاوزه فاهم
يونس وهو يضغط على يده: طيب يا حسام... طيب
حسام بإبتسامه: ومتقلقش حبايبك اقل حاجه عشر سنين لكل واحد
يونس بإرتياح: واثق فيك يا صاحبي... طول عمرك شاطر في شغلك
حسام بمرح: منتى كمان طول عمرك شاطر يا باشمهندس بس انت اللي سبت الكار
يونس وهو يهز رأسه بيأس: انت ظابط ولا حرامي ولا تاجر مخدرات ولا اي حكايتك
حسام بضحك: انا اي حاجه في كل حاجه يا بيبي انت تؤمر
يونس بإبتسامه: امشي يلا من هنا
حسام بمرح: طب ما تزوقش كده... سلام يا صاحبي
يونس: سلام يا صاحبي
رحل حسام وترك يونس يفكر ويفكر حتى شعر بألم كبير في رأسه فظهور هذا العدو بشكل صريح وبدون اي خوف هكذا يشعره بعدم الأمان والارتياح وعليه التخلص منه في اسرع وقت حتى لا يشكل تهديد لأي فرد من افراد العائله.... ولكنه وجد احد الطرق لإعادة زهره المنزل مما جعله يرتاح قليلا لفكرته هذه فقد اشتاق لحبيبته كثيرا ولن يستطيع العيش ساعه اخرى بعيدا عنها......
**********************************
عند حسام
كان يقود سيارته وهو يسير نحو اتجاه المنزل الذي يقنط به هو وعائلته كان منشغل بالتفكير في يونس فهو بشعر بالقلق عليه كثيرا فصديقه تتوالى عليه الهموم واحده تلو الأخرى.... اوقف السياره فاجأه عندما رأى احدهم مرميا ارضا لا حول له ولا قوه نزل من السياره سيرها يقلب وجه المرمي امامه فإذا بفتاه شابه تتحدث بصوت متقطع وشفاه مرتجفه ووجه يبدو عليه الارهاق الشديد
حسام بقلة حيله: مش سامع حاجه... مالك في اي حاسه بإيه
الفتاه بصوت ضعيف: حاجه مسكره بسرعه لو سمحت
استطاع سماعها بصعوبه ولكنه ركض مسرعا نحو سيارته تذكر انه قد اشترى شوكولاته سوداء اليوم ولم يأكلها لحسن الحظ قطع قطعه منها وقربها من فمها اخذتها سريعا وبدأت تمتصها بضعف وبعد بعص الوقت بدأت تفتح عينيها بضغف.... لم يجد حل سوى انه اقترب منها يحملها بين بيديه واجلسها في الكرسي الخلفي من السياره وانطلق سريعا حيث المشفى فمن الواضح من ملابسها وشكلها الخارجي انها عانت كثيرا ويجب عليه مساعدتها بالتأكيد...
**********************************
في منزل ورده
قد ادت فرضها واعدت طعام خفيف من اجل العشاء ومعه كوب من الشاي واشعلت التلفاز وبدأت تتذكر حياتها مما جعل دمعه تفر من عينيها... تتذكر انها لم تكن سوى فتاه يتيمه عندما بدأت تَعي على دنيانا وجدت نفسها وسط العشرات من الأطفال في دار الايتام... تتذكر عندما اتمت السن القانوني للخروج من الدار كانت اول مره ترى الحياه على حق ظالمه وغريبه لم تكن كما كانوا يتحدثون عنها في الدار ابدا... تتذكر انها كانت تعمل في كل شيء واي شيء حتى توفر قوت يومها كانت تسكن في غرفة وهي والكثير من الفتيات تكاد تكون ايله للسقوط... وعندما وضع الله امامها مهران عندما ذهبت لجمع حبات الفاكهه من ارضه وعلم بحالها بدأ في مساعدتها حتث اشترى لها بيت صغير ولكنه جميل للغايه ووفر لها عمل في منزله وكان قاصدا ان يكون مجرد مساعادات في المنزل حتى لا يتعبها كان مثال حقيقي للأب والرجل الصالح كم تمنت ان يكون والدها الحقيقي... ونواره التي طالما اغمرتها بالحنان والحب وكل ما تحتاجه ومصطفى ويونس يعاكلونها بأحترام ودائما ما يطمئنوها ان ليدها اخوه وحمى في هذه الدنيا وليست وحيده ابدا.... ابتسمت بصدق عندما تذكرتهم ولكن قاطع شرودها دق خفيف على الباب ذهبت وردت من وراء الباب فهي تخاف من فتح الباب في الليل لأحد وايضا ليس بالعاده ان يزورها احد في هذا الوقت
ورده بتوتر: مين مره
حسين بتلاعب: انا حسين يا ورده....
ورده بتعجب: اي اللي جابك هنا....
حسين بخبث: وحشتيني
فتحت عينيها بصدمه ومن ثم تحدثت بغضب: انت جرا لعقلك اي... امشي من هنا وإلا هصوت والم عليك الجيران واهلي اللي ميشتري يتفرج عليك
حسين بضحك: طب اعمليها كده وانا اقلهم انك اللي كنتي بتغرري بيا لهنا وبعدين متنيس دا انا الدراع اليمين ليونس بيه الكل هيصدقني... ولا اي رأيك
ورده بضيق: يعني عايز اي
حسين بضحك: سلامتك يا روحي... تصبحي على خير
فتحت فمها بصدمه وغضب من هذا المعتوه فكأنه احتسى احد المشروبات المُسكره ولم يكن يعي ما يقوله... مشت بهدوء نحو احدى الفتحات بجانب الشرفه وجدته قد ذهب ضربت كف على كف بحيره من فعلته هذه... ولكنها ابتسمت بخجل عندما تذكرت اخر كلماته
ورده بحيره: يا ترى ناويلي على اي......
**********************************
في المنزل
كان مصطفي لازال على الاريكه ولكنه اعتدل في النوم عليها حيث كان ينام على بطنه ويرفع قدميه عاليا ويهزها بطريقه غريبه وهو يتحدث في الهاتف
مصطفي بفخر: برافوا عليكي يا زهره شاطره.... بنت عمي بصحيح ايوه كده وقفيه عند حده
زهره بحيره: هي اي حكاية الراجل دا... انا مش مرتاحه ما تقلي يا مصطفي
مصطفي بهدوء: هقلك بس مش دلوقتي موضوع طويل اوي هحكيلك عليه بعدين... ثم اكمل بإبتسامه: بس انا سعيد سعاده لا توصف واخيرا خلصنا من ناهد للأبد
زهره بتعجب: ودا ازاي يعني ؟
مصطفي بسعاده: هحكيلك...........
اعتلت الصدمه وجهها بشده وبدأت الشهقات تتوالى واحده تلو الاخرى ومصطفى يقص عليها
زهره بصدمه كبيره: ازاي قدرت تعمل كده... ثم اكملت بحزن: اكيد يونس زعلان اوي
مصطفى بزفر: هو زعلان بحق... دا متبهدل على الاخر كل ما يطلع من حفره يقع في غيرها انا بقيت خايف يحصله حاجه يا زهره بجد
زهره بحزن: ان شاء الله هيعدي من كل دا ويرجع احسن من الاول
مصطفى بخبث: مش هيرجع زي الاول الا بيكي انت... وانت عارفه دا
زهره بكبرياء: انا كرامتي اتهانت يا مصطفي.. وبصراحه مش هسمح لنفسي اني اتهان تاني
مصطفى بتلاعب: واهي كانت غمه وانزاحت من قدامك وطريقك ليه بقا مفتوح متضيعيش الفرصه دي من ايدك... انت بتحبيه يا زهره متظلميش نفسك استهدي بالله كده
زهره بهدوء: لا اله الا الله بس
كانت ستكمل حديثها الا الصوت الذي جعلها تصمت تماما... حيث دلف يونس للمنزل يجر قدمه بضعف ورأى مصطفى نائم بهذا الوضع الغريب مما جعله يهز رأسه بيأس من اخيه الذي لن يكبر ابدا
يونس بمقاطعه: انت اي اللي مصحيك دلوقتي ومالك نايم زي اللي بيشمس ظهره كده لي... وبتكلم مين في ساعه زي دي
مصطفي بسرعه: ايي كل دا لوك لوك هتحقق معايا... ثم اكمل بغمزه: بكلم زهره عندك مانع يا يونس
قال اخر كلامه بطريقه مستفزه كثيرا مما جعل يونس يزفر بحنق ويهم مسرعا نحو غرفته هو وزهره.... اما مصطفي فكان يضحك بشده على غضب وغيرة اخيه... ذهب يونس للغرفه وما ان دلف اليها ووجدها فارغه حزن بشده فطالما كانت تملئها زهره حب وحنان وجنون بعض الشيء ينظر لكل ركن بها وهو يتذكرها ويبتسم بألم من ان يكون قد خسرها.... جلب احدى بيجاماتها والتي قد نسيها قربها منه يشتم راحتها بنهم ومن ثم احتضنها وخلد للنوم سريعا بسبب الارهاق والتعب...
**********************************
عند ضاحي
كان يجلس في سراياه الخاصه والتي تقع في المدينه المجاوره للمدينه التي يقنط بها يونس... حوله رجاله واقاربه يتشاورون معه
احدهم: البت شكلها صعبه يا ضاحي... انت لي مصمم عليها اوي كده ما تشوف طريقه تانيه اشمعنا الطريقه دي
ضاحي بهدوء: البت دي الشوكة اللي هتك-سر ظهر يونس للأبد... ضر-به مش هيعرف يقوم منها ابدا انا عارف يونس دا اكتر من ابوه وامه وبكره هثبت ليكوا صحة كلامي.....