رواية اخر نساء العالمين الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهيلة عاشور
Part 19
في صباح يوم جديد
تجمعت افراد الاسره على مائدة الافطار والتي اعدتها زهره بكل حب لأفراد عائلتها.... يجلسون سويا يتحدثون بود
يونس بجديه: اي رأيك في ارض عم اسماعيل يا حج... بفكر نضمها لأرضنا ونشتريها عارضها بسعر مقبول
مهران بثقه: اللي انت شايفه صح يا يونس اعمله.... انت واخوك اتفقوا سوا انا خلاص راحت عليا
مصطفى بمرح: متقلش كده يا مهور دا انت لسه شباب.... طب دا اللي بيشوفك معايا بيقول عليك ابني
نواره بضحك: بطل تنكش في ابوك يا واد انت
مهران بغيظ: والله ما حد هيجيب اجلي غيرك.... انا قايم اشوف حالي بلا كلام عيال
يونس بضحك: مع السلامه يا ابوي.... ثم نظر لأخيه: ابقى خف على ابوك شويه انت عارف مش بيجب هزارك دا
مصطفى ببرود: براحتي انا حر.... مش انتو اللي مش عاوزين تجوزوني البت ومقعدني جمبكوا كده
يونس بضحك: يا بني هتتجوز ازاي وانت متخرشم كده على الاقل تفك الجبس افهم بقا
نواره بإنزعاج: سيبك منه يا يونس وكمل اكلك... مهما كبر هيفضل عيل برضه
زهره بضحك: طب والله عامل للبيت حس وجو كده
مصطفي بغمزه: حبيبي اللي في صفي
يونس بغيظ: اتلم يلا... بدل ما اك-سر الرجل التانيه كمان
مصطفي بخوف: قاسي وتعملها... انا هاكل من سكات
يونس: انا رايح شغلي... عاوزه حاجه يا امي اجبها معايا
نواره بحب: سلامتك بالدنيا يا حبيبي
يونس بإبتسامه وهو يقبل يدها: ربنا يخليكي ليا يا امي..... ثم نظر لزهره بهدوء: تعالي عاوزك
امأت له وهبت من مكانها ذاهبه ورائه.... وقفوا امام باب المنزل ينظر لها بتمعن وهي لا تفهم سبب ذلك فقط ينظر لها يتفحصها كمن كان غائب عن حبيبته عمرًا كاملا... وضع يده على خديه يتلمسهم برقه وحب وعيونه تركز في عينها وهي تلمع ببريق الحب
يونس بهيام: يا بختي بصراحه.... انا اتحسد عليكي
زهره بخجل: في اي يا يونس.... انت بتتحول ولا اي
يونس بضحك: انا غلطان االي عاوز ارفع من معنوياتك يا ستي.... على العموم انا كلمت حد معرفه بيظبتلك ورق الجامعه
زهره بسعاده: بجد يا يونس.... ثم فاجئته بإحتضانها له: ربنا يخليك ليا انا فرحانه اوي شكرا
يونس بإبتسامه: مفيش ما بنا شكر يا هبله... انا جوزك ولا ناسيه.... انا لازم امشي علشان عندي شغل كتير لما ارجع هقلك كلام مهم اوي
زهره بأبتسامه: هستناك يا يونس
يونس بمرح: انا لازم امشي علشان يونس دي بتضعفني والعمال هياكلوا وشي.... مع السلامه يا وزه
ضحكت بخجل وهي تلوح له بكريقه طفوليه وابتسامتها تزين وجهها ذو الملامح الرقيقه.... ظلت تراقبه حتى اختفت سيارته بعيدا كانت شارده به وهائمه للغايه... ولكن قاطعاها صوت تلك الشمطاء
صبا بإستفزاز: ست زهره... صباح الخير يا ستي
زهره بغيظ: صباح الخير لأهل الخير يختي.... اي الخطوه اللي مش عزيزه دي
صبا بمكر: قلت اجي اساعد في البيت
زهره بحنق: لا مش محتاجين خلاص اللي كانت مشغلاكي راحت بيت ابوها.. عاوزه تخدمي روحي ليها هناك انا موجوده هنا اهو
صبا بتمثيل البرائه: ودي تيجي يا ستي اسيبك لوحدك.... دا ورده قالت لا متروحيش قلتلها ابدا اسيب ستي زهره كده تتعب حرام
زهره برفعة حاجب: والله البت عندها ذوق مش زي ناس
صبا بعدم اكتراث: يلا نفسك في اي قليلي... اعمله على طول
نظرت لها زهره وهي تضر-ب كف على كف من كثرة الحنق من هذه الفتاه التي باتت تكرهها بشده من كثرة افعالها الخاطئه... وتركتها ودلفت للداخل فدلفت ورائها صبا بسرعه
**********************************
داخل المنزل
كان يجلس مصطفى امام التلفاز ومعه والدته والذي كان يلح عليها ان تجد له حل في موضوع زواجه من سميه وهي تنظر له بحده طفيفه تاره وتضحك تاره اخرى ولكن قاطعهم رؤيتهم لزهره وجهها محتقن من الغضب
نواره بتعجب: في اي يا بنتي... يونس زعلك في حاجه
زهره بهمس: ست ناهد مشت... بس يابت زيلها هنا
نظرت نواره خلفها فوجدت صبا تقف بملابسها التي لا تليق ابدا فكانت ترتدي جلباب بيتي ضيق للغايه وتقف بطريقه غريبه وهي تمضغ اللبانه خاصتها
نواره بنفور: ملكيش دعوه بيها يا بنتي... لما يجي يونس يمشيها هو متحر-قيش د-مك يا حبيبتي
زهره بضيق بصوت عالي: لما بشوفها كأني شفن عفريت مش طيقاها....
مصطفى بضحك: متخافيش لو يونس هتجوز تاني مش هتبقى دي... اطمني
زهره بشهقه: هو ممكن يتجوز عليا يا ماما.... صح ما اللي يتجوز التانيه يتجوز تالت ورابع كمان.... ثم اكملت بغضب: يومك مش فايت معايا يا يونس
نواره بضحك: بقا الاهبل دا يضحك عليكي... انت ماليه عين ابني بزياده متفكريش.... ثم اكملت بمرح: وبعدين معاكي بقا عمك الحج واخد على اكلك انت وهيجي جعان مفيش غداء النهارده
زهره بإبتسامه: عنيا ليكوا.... ثم نظرت لمصطفي وهي تمثل الغضب: وانت حسابك معايا بعدين... يا عانس
ضحكت نواره عليهم بشده فمزاحهم يفرح قلبها... حيث انها ترى ان زوجات الاخين بفرض سميه الزوجه المستقبليه لمصطفي بالطبع هم الافضل وسوف يحمون بعضهم بحبهم وودهم لأزوجاهم ولهذه العائله.... اما مصطفى قد نظر لوالدته بكريقه غريبه وهو يمثل البكاء
نواره بتعجب: فيك اي يا واد... حاجه بتوجعك
مصطفي بإندماج: عجبك كده يما... حتى زهره بتقول عليا عانس مين هيبص في وشي دلوقتي
أطلقت نواره ضحكه صاخبه من اعماق قلبها فلا احد يستطيع اسعادها بتلك الطريقه سوى مصطفي فقط....
**********************************
في منزل اهل سميه
كانت سميه تصنع الغداء مع والدتها بتناغم وهي تلح عليها في زيارة مصطفى
سميه بإلحاح: يما فيها اي نفسي اعرف... منا طول عكري بروح عندهم البيت
ام سميه بحزم: بتروحي تساعدي الناس اللي خيرهم مغرقنا من اول ما جينا البلد.... ولو اني كنت عامله نفسي مش عارفه انك رايحه علشانه بس انا عارفه ان بنتي راجل ومحدش يعرف يضحك عليها
سميه بملل: واي اللي جد يما دلوقتي يعني... اي الفرق
ام سميه: لا فرقت دلوقتي بقت علني عاوز يتجوزك وانت عاوزه تتجوزيه يبقى متدخليش بيته الا وانت على زمته او للضروره
سميه بإلحاح: مهي دي ضروره اهي... عاوزه اطمن عليه والنبي
زفرت ام سميه بحنق: بت انت... اسمعي الكلام وإلا بلاها جوازه خالص سامعه
سميه بتأفف: يوه...
**********************************
في منزل اهل ناهد
كانت تتحدث عبر الهاتف بغضب وهي تمسك بعض رزم المال حيث كانت تقوم بعدها
ناهد بغضب: يعني اي مش لاقي واحده حامل في ولد... كلهم بنات مفيش ولا واحده حامل في ولد اتصرف مليش دعوه ان شاء الله تجيبه من دار ايتام اي حاجه انت فاهم اهم حاجه يكون ولد وصحته عفيه
ومن ثم اغلقت الهاتف ورمته بإهمال واخذت تعد باقي المال ببرود
فاديه بتعجب: يا جبروتك يا شيخه... اي البرود ده ولا كأن جوزك طاردك من بيته وكان هيرمي عليكي اليمين
ناهد بسخريه: عوزاني اقعد جمبك واعيط.....هو انا لو قعدت جمبك اندب حظي واللطم مين هيأكلنا يما
فاديه بغضب: انت اتجننتي يا بت ولا اي... بتكلمي امك كده
ناهد بضحكه سخريه: منا تربيتك... عاوزاني اطلع مش بقوم من على سجادة الصلاه ولا اي...
نظرت لها امها بغضب ومن ثم تركتها ودلفت لغرفة نومها اما ناهد كانت تبتسم بخبث وهي تكمل عد المال خاصتها....
**********************************
في المطبخ
كانت تطهو الطعام بجد وهي تقلب بالمعلقه هنا وتضع المنكهات هناك وتكشف غطاء للوعاء وتغطي اخر وكل هذا وصبا تقف تقطع بعد الفواكه ببرود وهي لازالت تمضغ علكتها بطريقه اثارت استفزاز زهره كثيرا
زهره بغيظ: ولما انت واقفه عماله تاكلي لبان وتتلكعي هنا وهناك كان اي اللي جابك ولا هي غتاته وخلاص
صبا ببرود: يوه... مش بعمل العصير يا ستي طب دا انا عملتلك كوباية عصير هتحلفي بيها
زهره بغيظ: لي كنتي اخترعتيها ولا اي.... مش خلصتيها يلا امشي ومتجيش تاني يلا وإلا هنده الغفر
صبا بسرعه: لا وعلى اي انا ماشيه... انتو كده ربنا مديكوا فلوس وجاه فا بتيجوا على الغلابه اللي زيي
حملت اغراضها وذهبت وهي تمثل الحزن تحت انظار زهره التي كانت تقف فاتحه فهما من هول الصدمه... ولكنها اكملت صنع الطعام بعدم اكتراث حتى انهته بعد وقت طويل فقد ارهقت للغايه... جلبت احدى كراسي المطبخ وجلست عليها ونظرت نحو العصير التي صنعته صبا
زهره بسخريه: اهو الواحد يستفيد منها بحاجه...
وتناولت كأس العصير في يدها ويدأت تتجرع منه حتى انهته وهي تتنهد بتعب فقد اروى عطشها تماما....
**********************************
في اراضي العائله
كان يونس يعمل بجد في بعض الاوراق الذي جهزها من اجل بيع بعض الاراضي وشراء الاخرى وسجل المحصول فهناك الكثير من العمل الذي عليه انجازه... ولكن قاطعه صوت عويل عالي للغايه وحركه سريعه فهب من مكانه يركض خلف الصوت وما ان فتح باب مكتبه حتى وجد النيران تأكل ارضه ومحصوله... تسللت الصدمه الي وجهه ولكنه افاق سريعا وأخذ يساعد العمال في تطفئة هذه النيران وبعد مده طويله اخمدوها اخيرا.... ولكن قد فات الاوان فقد تأكل المحصول كله تقريبا واصبخت ارضه الخضراء اليافعه... رماد مظلم
احد العمال بعويل: يا خرب بيتنا... بيوتنا هتتقفل من بعد الارض دي
الاخر: هنعمل اي يا يونس بيه... دا المحصول راح كله مفيش حبايه سليمه
كان في حاله لا يرثى لها... لا يستطيع التفكير ولا يستطيع التصديق من الأساس هو فقط ينظر امامه وعيونه مليئه بالحزن والصدمه وما كان ينقصه سوى هذا الاتصال.... دق هاتفه برقم والدته فاغلق الاتصال ولكنها كررته كثيرا مما جعله يرد عليها
يونس:....
نواره ببكاء: الحقنا يا يونس.... زهره مرميه في الارض وقاطعه النفس.. الحقنا يا بني.....
يتبع......