رواية اخر نساء العالمين الفصل الرابع عشر 14 بقلم سهيلة عاشور
Part 14
تسير زهره في طريقها لغرفة ناهد فيلفت انتباهها صوت ناهد تتحدث في الهاتف مع احدهم ويبدو صوتها غاضب بشده... فكانت توبخه وتهدده بقوه
ناهد بغضب: انت نسيت نفسك ولا اي.... انت بتعمل كل دا بفلوسي ولا انت هتعيش دور الدكتور عليا...انا بديك اللي طلبته بزياده كمان يبقى تكتم خالص فاهم.... يلا غور
كانت ستذهب ولكنها شكت في امرها بشده فمن هذا التي تعطيه المال وتقول انه طبيب أيضا عزمت امرها ودقت دقات خفيفه على الباب فتوترت ناهد مثيرا من ان يكون أحد سمع حديثها مع الطبيب... فتحت الباب ليزداد خوفها وارتباكها بشده
ناهد بتوتر: عاوزه اي يا ضرتي
زهره بإبتسامه مصطنعه: الاكل جاهز.... يلا علشان تغذي النونه
ومن ثم تركتها وذهبت وهي تقسم في داخلها ان هذه الملعونه تخطط لشيء غير محمود.... بالطبع تسلسل الخوف بداخلها فإبتسامة زهره وحديثها عم الطفل جعلها تشك انها تعلم شيء
فاديه بخوف: تفتكري سمعتك يا بتي.... دي تبقى مصيبه
ناهد بتمثيل القوه: لو كانت سمعة حاجه كانت هتجري تقول ليونس بس شكلها مسمعتش حاجه
فاديه بقلق: البت دي مش سهله وانا بقلك اهو... اخرتنا على ايديها
ناهد بتوتر: طب يلا... علشان ناكل
**********************************
في الاسفل
كانت زهره ومعها الفتيات قد اعدو طاولة الطعام بشكل خرافي فكان عليها من اشهى المأكولات تقريبا ومن كل الاصناف التي يحبها الجميع..... تجمع الكل حول الطاوله لبيدئوا طعامهم وكانت ورده وصبا بسكبون لهم الطعام في اطباقهم
نواره: امال فين ناهد يا زهره
زهره: نازله دلوقتي يا ماما.... يلا كلي انت
مهران بإبتسامه: تسلم يدك يا ورده.... نفسك زين ما شاء الله
ورده بخجل: الله يخليك يا سيدي
ومن ثم ذهبت نحو المطبخ وظلت صبا التي كانت لا زالت تسكب الطعام ببطئ وبالطبع تتعمد الالتصاق والتقرب من يونس تاره ومصطفي تاره اخرى... وفي تلك الاثناء جائت ناهد والتي كانت والدتها فاديه تساندها في سيرها وكأنها مرهقه من الالام الحمل
زهره بسخريه: على مهلك يا ضرتي.... واحده واحده كده وانت ماشيه دا انت لسه في الرابع لسه بدري على التعب دا
نواره بضحك مكتوم فهي تعرف ما تحاول ناهد الوصول اليه: مالك يا ناهد.... خير يا بنتي اي اللي تعبك كده
ساعدتها والدتها بالجلوس بجوار يونس وزهره بالمقابل امامهم حتى لا يختل ترتيب الجلوس ومن ثم قوست حاجيبها بضيق وهي تنظر نحو الطعام
ناهد بتمثيل: مش طايقه ريحة الاكل يا خاله.... مش طايقه
نواره بتعجب: ماله الاكل يا بنتي... ما الاكل نضيف وزي الفل وريحته تفتح النفس
يونس بهدوء: عاوزه تاكلي اي
ناهد بدلال: نفسي في طاجن لحمه بالبصل بس اللحمه تبقى ضاني
زهره بغيظ: وهي اللحمه الضاني ريحتها مش هضايقك يا ام الواد
ناهد بخبث: لا مهي من يدك يا ضرتي هتبقى كيف العسل
زهره بإبتسامه مصطنعه: لا وانا لازمتي اي والشيف صبا موجوده.... اهو بدل التلزيق دا يا صبا لقيتي ليكي شغلانه مش سمعتي ناهد قالت اي يلا روحي المطبخ اعملي
يونس بضحك: طب كلي اي حاجه لحد ما الطاجن يتعمل
مصطفى بإبتسامه: اقعدي يا زهره يلا علشان تاكلي... تسلم ايدك الاكل حلو اوي
زهره بسعاده: ان شاء الله يخليك ليا يا اخو جوزي يا سكر.... بالهنا على قلبك
يونس بحمحمه: اقعدي يلا يا زهره....
علمت انه غار عليها ولكنها لم تعطيه اهتمام فهو يصب اهتمامه الكامل على ناهد وطعامها وغمرها بالهدايا الثمينه ولا يريد زهره الا لتخفيف ضيقه ونسيان حياته داخل احضانها فقط باتت تشعر وكأنها مجرد عشيقه له وليست زوجته وهذا يشعرها بالضيق بالطبع ولكنها تحبه بشده وتريد قربه هي الاخرى شردت قليلا ولكنها فاقت على مصطفي الذي لزكها في ذراعها وهو يحاول كبح ضحكاته
زهره بتعجب: مالك يا مصطفي وشك احمر من الضخك في اي
مصطفى بضحك: بصي قدامك كده
نظرت امامها فوجدت ناهد تضع تقريبا السفره كامله امامها وتأكل منها بنهم كبير حتى انها انهت اغلب الاصناف
زهره بذهول: براحه يا ام الواد.... الواد هيعوم وسط الاكل كده
سعلت ناهد بشده فظنت انهم منشغلين ولم ينتبه احد لها: اباه يا ضرتي... مش حامل ولازم اتغذى
مصطفى بضحك: دا انت اتغذيتي وغذيتي الجيران
يونس بضيق وهو يضع يده على كتفها: كلي براحتك... حد بيسمع كلام العيال
لقد تفوه بهذه الكلمات ارضائا لها فهس في النهايه زوجته وام ولده ولم يكن في حسابه ابدا ان يغضب زهره منه ولكن يا ويلك يا يونس..... هبت زهره من مكانها بضيق وقد فاص بها الكيل
زهره: بعد اذنكوا انا شبعت... هطلع انام
صعدت والغيره كادت ان تفتك بقلبها... نظر في طيفها يونس حتى اختفت وما ان جاء نظره على باقي العائله وخصوصا مصطفى وجد في وجوههم الغضب الشديد منهم فهب من مكانه صاعدا خلفها
فاديه بضيق: رايح فين يا جوز بنتي... دا انت مكلتش لقمه
يونس ببرود: طالع لمرتي يا خاله عندك مانع
ناهد بمكر: منتى عندها على طول يا يونس... وفايتني لوحدي وانا مليت دا ظلم يرضيك كده يا عمي يبقى النهارده ليلتي وهو من اول النهار سارح وراها في كل مكان
يونس بغضب: اي اللي انت بتقوليه دا... اي سارح وراها دي انت مفكراني عيل صغير انت حقك بديهولك تالت ومتلت وزيك زيها واكتر كمان وانت عارفه دا كويس فا مفيش منه عازه شغل الحريم دا
مهران بهدوء: بالهداوه يا يونس.... ناهد حامل واعصابها تعبانه
فاديه بسرعه: متقصدش يا ولدي.... من غيرتها اتحملها
يونس بغضب: ادينا متحملين
تركهم وصعد نحو غرفة زهره وترك ناهد تغلي مكانها فعلى الرغم من محاولاتها الكثيره في ابعاد زهره عنه ولكن دون فائده وكأنها كانت تحاول تقريبهم وليس ابعادهم... ترى في عيون يونس العشق لزهره ولكنها دائنا ما تكذب نفسها وانه لها ولكن للقدر رأي اخر
نواره بضيق: خليكي في حالك شويه يا ناهد.... علشان انت زودتيها اوي
ناهد بتمثيل البرائه: وانا كنت عملت اي يا خاله... مش كفايا رضيت يتجوز عليا
نواره بحده: انت اللي رضيتي ومكنش فارق معاكي لو ناسيه.....ودي مش واحده جبناها من الشارع دي بنت الغالي فا خلي بالك لا تخربي على نفسك.... اما قايمه اعمل الشاي
ومن ثم انسحبت ومن خلفها مهران الذي خرج لأداء الفرض في بيت الله.... اما مصطفى كان ينظر لها نظرات مريبه حتى انه اثار التوتر بها كثيرا
ناهد بتوتر: في اي يا مصطفي عينك حرقتني
مصطفى بغموض: انا مش مرتحلك وافتكري دي
ومن ثم صعد الي الحديقه لينكب في همه كما اعتاد اما ناهد فكادت ان تصاب بالاغماء من كثرة التوتر فشعرت وكأن نهايتها قد اقتربت.......
**********************************
في غرفة زهره
كانت تجلس تأكل بطريقه مبالغ بها من المنتجات الصناعيه (الشيبسي) حتى انها كانت تملئ فمها وهي تأكل بغضب وجهها مكفهر من كثرة الغضب.... عندما رأها هكذا علم انها غاضبه بشده منه اشقف عليها كثيرا فهو اذا اقترب حتى اخيه منها يشعر في قلبه بنار لا يستطيع اخمادها فماذا تصنع هذه المسكينه اذا كان لديها ما تشاكرها بحبيبها... اقترب منها وجلس امامها ومد يده ليأخذ منها الكيس الذي بيدها
زهره بضيق: اوعا يا يونس... هات كيس الشيبسي
يونس بنبره حنونه: كفايا انت كلتي كتير
زهره بغضب: انت مالك بيا.... روح لمراتك
يونس بهدوء: زهره يا حبيبتي.... احنا اتفقنا على اي هو انا قصرت معاكي في حاجه
زهره بضيق: مش لازم تكون قصرت يا يونس مش لازم كفايا انك قريب منها....ثم اكملت بمراره: وقدامي
يونس وقد المه قلبه: انا بحاول اراضيكوا انتو الاتنين... مش عارف اعمل اي والله بحاول انت شايفه بنفسك
زهره بدموع: شايفه يا يونس... بس انت مكنتش قد الجواز مني من الاول اتجوزتني لي حتى لو كان عمي اصر عليك كنت تعارض تقله انا مش هقدر انا كده هخرب بيتي.... انا قلبي وجعني اوي يا يونس مش قادره اتحمل شهور وانا بحاول ومش قادره.... ثم اكملت بسخريه: دا انا لو هزرت شويه مع مصطفي بتعمل معايا مشكله ما بالك بقا وانا قاعده شايفه جوزي بيحضن ضرتي قدامي.... كفايا بقا
اقترب منها واحتضنها بحب وظلت هي تبكي وتصرخ بقهر وغضب ممذوج بالغيره وهي تدفن وجهها بين احضانه... يربت عليها بحب يحاول تهدأتها يحاول التخفيف عنها ولكن ما التخفيف ايها الغبي تلك عاشقه قد اهين قلبها وليس اليون فقط بل كل يوم... بعد كده طويله طلعت من احضانه ووجهها ملئته الحمره من كثرة البكاء
زهره وهي تمسح وجهها: يلا قوم... روح ليها
يونس بإبتسامه: مش هسيبك وانت زعلانه كده
زهره بإبتسامه منكسره: متخفش عليا.... انا هعمل اندومي وهسمع المسلسل
وضع يده على خديها بحنان واحتضنها بقوه وكأنه يودعها ومن ثم ذهب ليؤدي واجبه عند الاخري ايضا (ان لم تكن عادل لا تقحم نفسك في مسؤوليه مثل هذه عزيزي القارء)
نظرت في طيفه بحزن وقلبها يعتصر من الغيره ولكنها ارتدت ملابسها وقررت ان تستنشق الهواء التقي قليلا فلعله يهدئها......
**********************************
في الحديقه
كان مصطفى يجلس وهو يعد الشاي على نيران الحطب شارد الذهن... اقتربت منه زهره تنظر له بحزن فحاله اصبح مثير للشفقه بالفعل شهور وهو يجلس تلك الجلسه حتى الصباح لا يزوره النوم الا قليلا وكثير التفكير حتى ان صحته النفسيه والبدنيه أصبحت متدهوره
زهره بإبتسامه: ينفع ادايقك واقعد معاك
مصطفى بمرح: هو انا أطول... الشاي والخضره والوجه الحسن
زهره بضحك: حتى وانت في عز همك... د-مك خفيف.....ثم اكملت بتنهيده: اي مفيش جديد
ناولها مصطفى كوب من الشاي وهو يهز رأسه بيأس: مفيش يا مرت اخوي.... زي ما انا وكأني سبتها امبارح مش قابلاني خالص مع انس حاولت كتير
زهره بحزن: انا عارفه.... ثم اكملت بمكر: واللي يحللك الموضوع دا
مصطفى بإبتسامه: دا انا اديله عمري لو عاوز
زهره بضحك: طب انا هقلك..............
مصطفى بذهول: اي الدماغ دي.... الله اكبر عليكي.
زهره بضحك: فكرتني بفيلم اللمبي تمانيه جيجا لم كان بيقله الله اكبر عليك... ايه الحلاوه دي
مصطفي بضحك: ربنا بس يوفقنا....انا هروح على القهوه شويه عايزه حاجه
زهره بإبتسامه: سلامتك..... مصطفي
مصطفى: نعم
زهره بأمتنان: شكرا على كل حاجه.... انت اخ حقيقي
ابتسم لها بخفه وذهب اما هي فجلست شارده... غافله عن تلك العيون التي تراقبها بخبث..
**********************************
في صباح اليوم التالي
كانت سميه تسير بين العامه في السوق كالعاده ولكن جذب اهتمامها حديث احدى النساء
المرأه: اسكتي يا ام محفوظ... مش بيقولوا مصطفى ابن مهران كبير البلد انصاب النهارده في الفجر
ام محفوظ بحزن: ايوه يا نضري قال اي طلعوا عليه بلطجيه وهو راجل متأخر وضخوه بالنار ورموه في الترعه قلبي عليه زينة الشباب
سميه بصدمه وبدأت الدموع تتجمع في عينيها: لا مستحيل....
**********************************