رواية اخر نساء العالمين الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سهيلة عاشور
Part 21
في غرفة زهره
كانت ممده على السرير بإرهاق تتابع حديث والدتها الغاضب والثائر بشده.... كانت هي ايضا غاضبه منه ولكن ما ان نطقت والدتها بهذه الكلمات حتى اصبح وجهها شاحبًا للغايه فمجرد التخيل فقط ان تبتعد عن يونس المها قلبها بشده... نعم غاضبه منها وحزينه للغايه ولكنه زوجها وحبيبها واول مره دق قلبها كان له هو فقط كيف ستبتعد عنه
وفاء بغضب: انا هاخد بنتي وامشي... انا مك-سرتش كلام عمها لما قال زهره هتتجوز يونس انا سكت وقلت لنفسي دا عمها وكبير العيله وهو ادرى بمصلحة بنتي.... رضيت ان بنتي تتاخد على ضره وقلت دا يونس وكله يوم ويونس كوم تاني هيخلي بنتي عايشه ملكه بكرامتها وعمره ما يظلمها.... لكن اجي الاقي بنتي بتم-وت اعرف من المستشفى ان بنتي كانت هتم-وت بسبب شريط كامل من حبوب منع الحمل بنتي كان هيجيلها جل-طه!....ثم اكملت وهي مقوسة الحاجبين: وابنك يسيبها ويمشي... في واحد يسيب مراته ولحد دلوقتي ميجييش حتى يطمن عليها لي كان واخدها من الشارع.... والله اعلم كمان هو مفكر اي
نواره بحزن: يا وفاء انا ام... وحاسه بيكي وحقك تعملي اكتر من كده كمان بس والله يونس ميقصدش المشاكل كلها جت على دماغه مره واحده حقك عليا يختي... بس استهدي بالله
وفاء بضيق: لا اله الا الله... بس برضه مش هسيب بنتي هنا انا هاخدها معايا وكل واحد يروح لحاله... يلا يا زهره
زهره بتوهان: انا...... ثم تذكرت انه يشك بها والغضب عمى عينيها: حاضر يا ماما انا هاجي معاكي
نواره بصدمه: تروحي فين وتسيبي بيتك يا زهره... مكنش عشمي فيكي ابدا الست لازم تبقى عاقله يا حبيبتي كده غلط... بدل ما تقفي جمب جوزك في الظروف دي لا عاوزه تمشي
زهره بنغزه في قلبها: وهو كان فين يا ماما... لي موقفش جمبي لي سابني وانا خايفه ومرعوبه لي يا ماما هااا... هو مفكر بجد اني عملت كده بمزاجي صح ؟
نواره بتلعثم: يا بنتي مش كده اهدي بس انت تعبانه....
زهره بمقاطعه وغضب: لا يا ماما... انا عارفه كويس انا بقول اي محدش عارف يونس قدي وانا متأكده انه بيفكر كده دلوقتي وطالما هو مش واثق فيا... يبقى امشي احسن.... هاتي لبسي يا ورده لميه في الشنطه يلا
نواره بحزن: اهون عليكي... هتسيبينا وتمشي في اول مشكله كده
زهره بألم: ربنا وحده عالم غلاوتكم كلكم عندي... انتو اهلي فعلا بس انا مش هقدر اقعد مع واحد بيشك فيا انا اسفه يا ماما
نواره بحزن: اللي تشوفيه يا بنتي... تعالي يا وفاء نسيبها تلبس براحتها
وفاء بإيماء: هستناكي تحت... خلصي بسرعه
امأت زهره بحزن وما ان خرجوا من الغرفه واغلقوا الباب حتى انف-جرت في نوبه من البكاء وبدأت شهقاتها تعلو بحزن دفين... اقتربت منها ورده بحزن على حالها وجلست بجوارها واحتضنتها بحب تربت على كتفها بحنان تحاول مواساتها ولكن ما الذي سوف يعوضها عن بعد الحبيب
ورده بحزن: كفايا يا زهره... الله لا يسيئك قلبك هيقف من كتر العياط كفايا
زهره بصوت متقطع: مش عاوزه امشي يا ورده... مش عاوزه
ورده بدموع على حالها: طب لي قلتي هتمشي... لي بس خليكي والنبي
هزت رأسها بنفي: مبقاش ينفع خلاص... هو اللي بدأ وانا اتحملت كتير
ورده بسرعه: متتسرعيش يا زهره.... يونس بيه بيحبك بلاش تظلميه وتظلمي نفسك كده حرام عليكي
زهره بقهر: بقالي شهور متحمله صابره واقول يا بت اسكتي دا خلاص بقا جوزك اي حاجه هتعمليها هتبقى لعب عيال.... ثم اكملت ببكاء: كنت ببص عليه وهو رايح يبات عندها يا ورده... وهو ماشي ببقى بضحك علشان مخليهوش يشيل همي بس قلبي بيبقى بيتعصر من الوجع وانا عارفه انه هيكون قريب منها ازاي... مجرد التخيل بس كنت بنام وانا دموعي على وشي... واقول لنفسي هو مش بيعمل حاجه حرام دي مراته ومراته الاولى كمان انت اللي جايه دخيله وسطتيهم واسكت.... كل شويه تفضل تتلكك ليا وتدايقني بالكلام وانا اعديها هزار وتريقه واقول علشان خاطر يونس.... بس خلاص تعبت اوي يا ورده تعبت
ورده ببكاء: مش عارفة اقلك اي... اللي انت فيه دا صعب اوي بش علشان خاطري بلاش تمشي البيت هيبقى وحش من غيرك اوي.... ثم تحدثت بصدق وجديه: انت عاوزه تسيبيه لناهد يا زهره... هتبقي مبسوطه وهما مع بعض كده عوزاها تستغل الفرصه... انت بتحبيه مش هتتحملي دا
زهره بإبتسامه منكسره: بقالي شهور متحمله وهي في حضنه يا ورده مش فارقه بقا اكون بعيده او قريبه... كده كده اول ما ناهد تخلف انا هتركن على الرف وكمان الحبوب دي هتعملي مشكله في الخلفه اكيد
ورده بتساؤل: اكتر حاجه شاغله بالي مين اللي بيديكي الحبوب دي
زهره بلامبلاه: اكيد ناهد هيكون مين غيرها اصلا.... ثم اكملت بسخريه: بس تفتكري يونس هيصدق ان الملاك البريء بتاعته تعمل كده
ورده بضيق: انا مش عارفه هو طايقها ازاي... دا حتى الخلفه من اول ما اتجوزوا محملتش ولا مره الا المره دي بس.... ثم اكملت بتعجب: سبحان الله بقالهم زي اربع او خمس سنين متجوزين جايه بعد جوازكم تحمل
زهره بتعجب: محملتش ولا مره ازاي؟... يعني في مشكله عندها
ورده بنفي: محدش عارف... حتى عمرهم ما راحوا للدكتور عندنا دي عيبه قال اي لما راجل يروح يكشف عن تأخر الخلفه وطلع عنده عيب يبقى كده مش راجل وسيرته تبقى على كل لسان علشان كده مكنوش بيروحوا يكشفوا.... بس صراحه يونس بيه مكنش مستعجل على الخلفه كان سايبها لله
زهره بصدمه: هو انت ازاي عارفه كل دا انت مكملتيش حاجه شغاله هنا
ورده بإبتسامه: البيت هنا مفتوح لكل اهل البلد... وانا بقا يا ستي يتيمه كنت في الملجأ ولما طلعت منه مهران بيه الله يكرمه جابلي اوضه قريبه من هنا ومت وقت للتاني كنت باجي اساعد في البيت.. بس من قبل جوازك بشويه كنت شغاله عند ست كبيره في السن في اسكندريه... شغلانه كان جبهالي مصطفى بيه بس بعدين عيالها جم فا جيت هنا تاني طلبتني ناهد اشتغل مع الصفراء اللي اسمها صبا هنا
زهره بضحك: حلوه الصفراء دي... ثم اكملت بعبوس: انا شاكه في البت دي يا ورده بعد ما شربت العصير اللي هي كانت عملاه انا تعبت كده... اكيد هي اللي حطت ليا الحبوب
ورده بتأييد: والله وانا... مفيش غيرها دي كلبة فلوس من يومها... ثم اكملت بمكر: انا هخليها تيجي هنا وانت شوفي شغلك معاها ونعرف هي ولا لا ومين وراها
زهره بعدم فهم: بس انا ماشيه... وبعدين لو هي اكيد هتخاف تيجي
ورده بإبتسامه: مش هتمشي.... وهجيبها ازاي دي سيبيها عليا انا... يلا قومي
زهره بتعجب: اقوم فين؟
ورده بغمزه: علشلن تمشي يا ست زهره
زهره برفعة حاجب: هو اي اللي هتمشي ومش هتمشي هس فذوره ولا اي
ورده بضحك: يلا بس خليني البسك... على مهلك براحه
ساعدتها في الارتداء ومن ثم جمعت كل ملابسها سريعا في احدى حقائب السفر الكبيره... وهوا بالنزول للأسفل
**********************************
في صالة المنزل الكبير
كان يجلس كل من وفاء ونواره ومصطفي والتي انضمت لهم سميه للتو فلم تستطع الانتظار او الاستماع لوالدتها بعد سماعها بالذي حصل معهم
سميه بحزن: دي عين والله يا عين خالتي... ان شاء الله ربنا يعوض عليكم اهم حاجه انكم بخير
نواره بحب: عشتي يا بنتي اصيله
مصطفي بضيق: لسه برضه عاوزه تاخدي زهره يا مرات عمي
وفاء بحزن: ايوه يا ابني
مصطفي بزفر: وهو كان اي اللي حصل يعني... دا احنا لسه بنحاول نعرف فكري تاني يا مرات عمي.. ثم اكمل بمرح: انا بقا بصراحه معرفش اقعد في البيت من غير زهره يرضيكي اسيب ليهم البيت
وفاء بقلة حيله: سيبها لله يا مصطفى.... يلا يا زهره
زهره من اعلى السلم: نازله اهو
كانت تنزل ببطء ولا زالت تشعر بألم كبير فمفعول هذه الادويه قوي للغايه... تنزل وهي مستنده على ورده وما ان اقتربت من مكان جلوس والدتها حتى وقع نزرها على يونس ومعه مهران الذي قد دلفوا للبيت للتو نظروا نحو زهره والتي كانت ملابس منظمه ومعها حقائب ويبدو عليها الرحيل
مهران بتعجب: خير يا زهره يا بنتي... ثم نظر بإبتسامه نحو وفاء: اهلا بيكي يا مرات اخويا نورتي بيتك... جايه تنورينا
وفاء بثبات: لا يا حج.. انا جايه اخد بنتي كفايا عليها وجع وبهدله لغاية كده
مهران وقد توقع هذا من الاساس: بنتك هنا تاج على راس الكل... وربنا شاهد ومن بعده بنتك واهي قدامك اسأليها اللي حصل دا سوء تفاهم وانا بنفسي مش هسكت الا لما يتحل
نواره بسرعه: شفتي يا وفاء اهو مهران قلك بنفسه انا عارفه غلاوته عندك
سميه بحزن: الله يخليكي يا خاله خليكوا معانا... زهره دي نوارة البيت كله من غيرها البيت ضلمه
وفاء بهدوء: دا مش قراري... دا قرار زهره واللي هي عوزاه انا هبقى معاها فيه
زهره وهي تنظر نحو يونس: ساكت لي؟
يونس ببرود: عوزاني اقول اي... اخدك بالحضن بعد اللي عملتيه ولا ناسيه خيانتك ليا بتستغفليني وعوزاني اعملك اي
زهره وقد تجمعت الدموع في عينيها وخيبة الامل على وجهها: معاك حق... يلا يا ماما
كان الجميع يقف وعو في حاله من الصدمه مما تفوه به يونس منذ قليل فما كان عليه قول هذا الحديث الجا-رح وخصوصا في هذا الوقت تلقى نظرات الحزن والغضب من الجميع... اما هو كان نظره عليها هي فقط يُشبع عينيه منها يعلم انه كالذي ذَ-بح نفسه بالسك-ين ببطء فبعدها بالنسبه اليه يعني مو-ته.... واثناء سيرها نحو الباب ومعها والدتها تساندها جائت تلك الحيه تركض وهي تضع يدها على معدتها وتعلقت برقبته تقبل وجهه وتتحسسه بلهفه كاذبه وهو كان مستسلم لها تماما
ناهد بتمثيل: يونس حبيبي... انا كنت هم-وت من القلق عليك الحمد لله انك بخير
اقتربت منه حتى التصقت به بالطبع قاصده هذا واحتضنته اما هو نظر تخو عيون زهره التي كانت تراقبهم بألم واحتضتنها ايضا وهي ينظر داخل عينيها بغموض.....
يتبع.......