رواية إختيار حازم الفصل الثاني 2 بقلم ديانا ماريا


 رواية إختيار حازم الفصل الثاني بقلم ديانا ماريا 

تأوه من الألم ووضع يده على ظهره وبقول بنبرة مشدودة: ده اللي كان ناقص علشان اليوم يكمل!

فتح عيونه ليجد نفسه وحيد، اعتدل بدهشة وهو يتلفت حوله، صحيح بأنه متعب ولكن لا يمكن أن يبدأ في تخيل الأشياء.

أين ذهبت الفتاة التي اصطدمت به والتي صرخت وهو يقع ؟

نهض ببطء بسبب ألم ظهره وهو يبحث حوله حتى القطة لم يجدها ولكن بالتأكيد هو لم يتخيل!

أبعد هذه الأفكار عن رأسه وأكمل صعود السلم حتى وصل أمام شقة صديقه وطرق الباب.







فتح صديقه الباب ورحب به بشدة ثم أدخله لغرفته.

جلس أمامه يقول بمرح: منور يا أبو لين.

أبتسم له حازم بتعب ثم قال عمر: أنا قولت لماما تعمل لك الأكل اللي أنت بتحبه علشان نتعشى سوا كلنا.

قال حازم بحرج: مفيش داعي يا عمر طنط تتعب نفسها أنا الحمدلله أكلت.

ضر'به عمر بمزاح على كتفه: يا رجل عيب عليك الكلام ده وبعدين طنط إيه دي أمك زي ما هى أمي بالضبط وهى يا عم مش مضايقة ولا تعبانة هى مبسوطة جدا أنك جاي.







نظر حازم بحزن للاسفل يتذكر والده وماحدث قبل ساعات قليلة وكيف الآن هو انفصل عن والدته وإخوته الذي يحبهم كثيرا، امتلأ بالغضب هم لم يدافعوا عنه، لم يقفوا أمام والده لحظة هو لم يهمهم لذلك لن يفكر بهم بعد الآن!

قال له عمر فجأة: خطيبتك عرفت أنك سيبت الشغل يا حازم؟

تذكر حازم أنه لم يتحدث مع خطيبته اليوم مطلقا وقال بهدوء: لا هتصل عليها الصبح علشان نتقابل وأقولها.

بعد أن أتصل بخطيبته آية اليوم التالي يطلب أن يقابلها لأمر مهم،وافقت بإستغراب وأحست أن هناك شيئا ما.

كانت آية فتاة جميلة في الثالثة والعشرين من عمرها، مخطوبة لحازم من شهرين وقد أحبها حازم بعد أن قابلها لأول مرة منذ سنة حين كان ينهي عملا لوالدها في مكتبه.

جلست أمامه آية فى المقهى الذي اختارت أن يتقابلوا فيه.

كان حازم متوتر للغاية فكيف يخبرها أنه أصبح بدون عمل؟

قال حازم بنبرة هادئة رغم توتره: آية أنا قدمت استقالتي أمبارح وسيبت شغل الهندسة ومش هرجع أشتغل فيه تاني.

حدقت إليه آية بصدمة كبيرة ونطقت بصوت عالي: ايه!
سيبت الشغل؟ إزاي يا حازم أنت بتهزر؟

نظر حازم حوله بإنزعاج فقد جذب صوت آية العالي الأنظار لهم، نظر لآية ثم قال : اه يا آية وأنتِ عارفة أنه قولتلك مرة أني مش مرتاح في شغلي.

قالت آية باعتراض: ايوا بس ده كان مرة واحدة وأنا فكرت أنه مش حاجة مهمة ومش على بالك لدرجة أنك تسيب شغلك كمهندس! أنت مدرك أنت عملت إيه يا حازم؟
إحنا إزاي دلوقتي هنتجوز بعد ما سيبت شغلك؟

أخذ حازم نفسا عميقا وقال: أولا يا آية ممكن تسمعيني؟
أنا مكنتش مرتاح في الشغل ده يا آية مكنتش قادر أكمل بالشكل ده وأنا عارف أنه ده مش مكاني مقدرتش!

ظهر الملل عليها وردت بإستنكار: إزاي بس مكنش مكانك ده أنت كنت مهندس ودي أي شاب يحلم بيها.

حازم بنفاذ صبر: مش كل الناس بتحلم تبقى مهندسين يا آية، أحلامنا مش زي بعض وعلشان كدة أنا كان لازم اسيب الشغل لأنه ده مش حلمي، مش مناسبني!








نظر لها وأكمل بنبرة رجاء: لو سمحتِ ثقي فيا وثقي أني أقدر أحقق أحلامي أنا مش عايز منك غير كدة وأنا هعمل كل اللي أقدر عليه علشان أحقق كل أحلامك عن الجواز و الشقة زين حكيتِ لي بالضبط، أنا في بالي مشروع لو قدرت أعمله أنا واثق أنه هينجح وهيبقى بدايتي الحقيقية.

قالت بإعتراض: ولما بابا يسألني هقوله إيه ؟

أبتسم لها: قولي له بس أني بثق في حازم وبثق في قراراته مش أكتر.

هزت رأسها بعدم اقتناع ثم بعد قليل غادرت.

مرت الأيام وحازم يحاول أن يجد عمله يناسبه بدون فائدة، كان يدور بباله المشروع الذي حلم بها منذ ثانويته العامة ولكن كتم كل ذلك في نفسه محققا حلم والده، الآن يحتاج المال ليحقق ذلك الحلم ولذلك عليه أن يسعى ويجد عمل أولا.

كان العمل الذي وجده هو حمال في موقع بناء نظرا لأنه تخلى عن شهادته الهندسية، قبل به ميقنا أنه سيساعده كبداية لجني المال.

كان يتعب كثيرا حيث يعمل أكثر من اثني عشر ساعة ثم يعود إلي بيت عمر ويصعد إلي شقته التي كانت غير مؤثثة أو مفروشة ولكنها كانت مناسبة لظروف حازم الحالية فيأكل ويؤدي صلاته وينام ليرتاح قليلا، كان محادثاته مع خطيبته قليلة والتي يغلب عليها الجفاء من آية وهو قد أعطاها عذرها أنها قلقة بشأن مستقبلها.

كان ذاهب إلي بيتها ليزورها في بيتها في زيارته الشهرية لها، ولكنها طلبت منه أن يتقابلا خارجا ورغم استغرابه وافق 

حين جلس أمام آية كانت صامتة تماما هذا ما استغربه لأنها دائمة تحب التحدث والثرثرة حتى لو كانت في مواضيع لا تهمه.

انتظر أن تتحدث حين بدون أي كلمة خلعت آية دبلتها ووضعتها أمامه على الطاولة

#يتبع.

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×