رواية زهرة ومستر يحيي الفصل السابع 7 بقلم فيروز عبد الله
كنت قاعدة ملانة فى محاضرة ، جاتلى مكالمة من البيت ، فتحت فى الخباثة
لقيت ماما بتقولى بقلق مختلط بفرحة : اختك بتولد يا زهررة ! قابلينا فى المستشفى !
قومت فنص المحاضرة ، الدكتور وقف شرح و بصلى .. قولت باستعجال : معلش بقى يا دكتور اختى بتولد ولازم الحق اسمى معاهم العيل !
طبعا مهتمش بنظرات حد ليا و لميت حاجتى فى الشنطة ، وفى وسط جو الصمت و الترقب إلى أحاطنى وانا بجرى على الباب ، ظهر صوت الدكتور وهو بيقول : لو خرجتى دلوقتى اعتبرى نفسك شيلتى المادة !
وقفت للحظة .. بصتلة بطرف عينى .. وفتحت باب القاعة ، قبل ما أمشى قولتلة: متأسفة ..
مش عارفة أنا جبت الجرأة دى منين . . بس اعذرونى يا جماعة أنا بقى ليا عداوة و عدم قبول مع أى حد مكتوب قدام مهنتة فى البطاقة معلم !
جايز علشان معملش نفس الغلط و مقعش فى حب حد منهم تانى .. أو جايز ببساطة لأنى مش بحب المذاكرة اوى و درجاتى تشهد .. !
وصلت المستشفى على وجة السرعة ، كنت بجرى فى الممرات و شعرى إلى اتفك من التوكة المشبك متناثر حواليا و بيخبط فى ظهرى ، مش قادرة احدد تعابير وشى ساعتها ، بس الاكيد أنها كانت قلقانة لما شافت ماما و بابا واقفين قدام اوضة العمليات ..
الموقف كان لية رهبتة .. أول ما ماما شافتنى خدتنى فى حضنها وهى بتقول بصوت مهزوز : بقالها كتير أوى جوة يا زهرة .. بقالها كتير
بادتلها الحضن و قاربت راسى من راسها وأنا بقول : هتبقى كويسة ، والبيبى هيبقى كويس .. ربنا اقوى من أى خطر عليها ، واحن من أنة يكسر فرحتنا .. يارب جيب العواقب سليمة يارب . .
دقايق و كان يحيى جة مرعوب من شغلة و واقف نفس وقفتى لما جيت ، قرب مننا بسرعة وقال : هما لسة مخلصوش ؟!
تقريبا أنا الوحيدة إلى سمعتة لأن بابا وماما مأبدوش أى رد فعل ، كل تفكيرهم كان منصب على إلى بيحصل جوا .. حركت راسى شمال و يمين بحزن ، هبد بإيدية جامد على الحيطة و العرق كان بيتصبب منة بغزارة ..
بصيتلة وقولت .. : خير إن شاء الله ..
*بعد نص ساعة *
خرج الدكتور ، جرينا علية لقيناة مبتسم : هى كانت ولادة متعسرة لكن ربنا ستر و الام و الطفل طلعوا منها بخير
دمعت غضب عنى ، و يحيى راح على جنب سجد شكر لله .. الفرحة كانت بتخبط على جدران قلوبنا و سمحنا ليها بالدخول أول ما شوفنا البيبى ..
الممرضة كانت شايلاة أول ما دخلنا على حنان ، وسابتة وخرجت اتبقينا أنا وبابا وماما و يحيى إلى راح قعد جنب حنان و هو بيبوس راسها و ايدها .. : أنتِ كويسة ؟!
هزت راسها بتعب ، ونقلت نظرها للمولود ..الى لقتة بين ايديا ، لأن أنا وبلا فخر كنت أول واحدة فيهم أشيلة .. براحة جدا نقلتة لايد حنان ، .. لكنة مراحش ، اتارى ايدية كانت شابكة فى هدومى !
لية قلبى دق لما حصل كدا .. ؟ لية جة فبالى موقف حصل من سنتين .. ؟ . . يمكن لأن الشبة بينهم فظيع ..
حاجة الطفل دا للاحتواء وهو بين ايديا ، بتفكرنى بنفسى ساعتها لما كنت بين ايدين راسل .. كنت ساعتها محتاجة لنفس الاحتواء .. إلى قدمة ليا راسل من غير مقابل و من غير ما ابوح لية بأى حاجة !
يحيى و حنان و البيبى ، ونظرات الحب المتبادلة بينهم .. أسرة جديدة بتتولد ، و القلوب بتزدحم بأعزاء اكتر !
قطع الصمت بابا وهو بيقول : وهتسموة أية ؟!
من غير تفكير قولت .. : راسل !
باستغراب سألت حنان : راسل ؟ جبتى منين الاسم دا ؟
بلغبطة قولت : د ، دا .. اسم بطل الرواية الجديدة إلى كنت بقرأها .. بقولك أى أنا هروح اجبلك حاجة تاكليها بدل ما شكلك هفتان كدا !
و فريرة كنت خرجت من الاوضة وأنا حاطة ايدى على قلبى ، تحسونى يا جماعة كنت بحلق علية علشان ميطلعش من صدرى من قوة ضرباتة .. آه بس لو أعرف إية إلى جاب الذكريات دى فدماغى دلوقتى !
روحت اشترى كيكة و بسكوت وعصاير ليهم ، وأنا ماشية وقفت بصدمة وأنا باصة لراجل كان قدام أوضة أحد المرضى بيتكلم فى التليفون ..
اخد بالة ووقف كلام وبصلى .. ، دورت وشى بسرعة وأنا خجلانة جدا من نفسى ..
بس فعلا الراجل دا شبة راسل جدا لو الذاكرة مخانتنيش ..بس مش هو ! دى مش عيون راسل ! كانت ليلة واحدة ، بس نظرات عيونة ليا فضلت ملازمانى لحد اللحظة .. أزاى بس انسى النظرات إلى خلتنى اشوف نفسى بشكل مختلف وأحبها !
... اشتريت الحاجة ، وأنا بفكر فى إلى بيحصل .. دا كأنك فتحت نافورة ذكريات ومشاعر لكنها طفحت !
وأنا راجعة كان لسة واقف بيتكلم .. عملت نفسى من بنها ومشيت ولا كأن حاجة حصلت ، بس المرادى إلى وقفنى صوتة وهو بيقول : راسل ؟ .. لا لسة نايم ، دا بقالة سنتين فى غيبوبة وعايش على الأجهزة ، موضوع أنة يفوق بقا بالنسبالى حلم !
الاكياس وقعت من إيدى .. وقولت بصدمة وأنا بقرب منة : ر ، راسل ؟ .. أنت تعرف راسل ؟ . . طويل ، و عيونة رصاصى ، بيبتسم اكتر ما بيتكلم .. ه ، هوه جوا ؟
قبل ما يرد ،كنت زقيتة ودخلت الاوضة .. ولقيت ...
#يتبع
#بقلمى
#زهرة