رواية غزالة الشهاب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دعاء احمد

رواية غزالة الشهاب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دعاء احمد 


الفصل الخامس و العشرون

في نفس اليوم بليل

غزال كانت بتتفرج على التلفزيون و هي قاعدة جنب شهاب اللي كان سرحان، غزال رفعت رأسها و بصت له

-شهاب أنت كويس؟


أبتسم بحب و مال عليها باس راسها :

-اه كويس بس سرحت في كم حاجة كدا... "كمل كلامه و هو بياخد من طبق المكسرات"

عادي يعني متخافيش أنا كويس كل الحكاية اني بفكر في هند و قاسم

حاسس ان الفترة الأخيرة انشغلت عنهم شوية الفترة اللي فاتت و دا مضايقني 

عارفة لما فوقت في المستشفى و لقيت قاسم جنبي عرفت انه كان عندي حقي لما طلبت من جدي يبعده عن الشغل بتاعنا و يركز في دراسته 










غزال بابتسامة :

-متقلقش عليهم يا شهاب... هند الحمد لله كويسة احنا دايما بنتكلم سوا و هي من وقت ما بدأت تشتغل و هي حاسة انها كويسة و قاسم أنت عارفه كويس من وقت ما اتعين في المستشفى و هو اصلا مش فاضي

و يدوب يصحى الصبح يفطر و يروح الشغل و بليل يرجع قتيل عايز ينام...


شهاب

؛ الله يعينهم يا غزال.... غزال هو انتي نفسك في ايه؟


غزال :أنا!

بلاش تعرف أحسن يا شهاب أنا مش عايزاه نتخانق ما صدقت يعني


شهاب:

-مش فاهم قصدك اي

غزال انتي بتفكري في صباح!


غزال بتهرب

 :أنا هقوم أعمل نسكافيه.... اجبلك حاجة معايا


شهاب بجدية:غزل.


غزال بضيق:

-بالله عليك يا شهاب انا اصلا مش عارفة أنت ليه بتسأل سؤال زي دا... 

انا مش نفسي في حاجة غير اني اعيش بهدوء بدون مشاكل... عايزاه اعيش و أكون عيلة معاك

و يبقى عندنا اولاد بس...

 اقولك في نفس الوقت مش عارفه هل أنا فعلا هبقي أم كويسة و أنا حتى معرفش الام بتعمل ايه لاولادها

اه بفكر فيها ليل و نهار يا شهاب و كنت بفكر ازاي اخليك تسيبها تمشي كفاية تحبها لحد كدا

أكيد مش هتستحمل وجودها في المكان دا

أنا مش عارفه اي حاجة يا شهاب

كل حاجة داخله في بعضها يا شهاب

أنا مرتبكة و متوترة و تعبك امبارح دا قلقني و خوفني عليك

بالله عليك أنا مش عايزاه اتكلم في الموضوع دا لانه بيربكني أكتر


شهاب:

بس أنا عايز اتكلم و عايز أفهم منك اللي جواكي...

أنتي شايفه إني المفروض اسيبها تمشي عادي كدا


غزال؛ قلتلك هتزعل 


شهاب:أنا مش زعلان انا بس عايز اعرف، انتي شايفه انها تستاهل انك تسامحيها بسهولك كدا، بلاش تبقى غبية يا غزال


غزال:مين قال اني سامحتها بس أنا حتى لو مقهورة منها على عملته فيا بسهولة كدا فهي في الاخر أمي مش هقدر اسيبها يا شهاب افهمني و قدر خوفي عليها 


شهاب باستغراب: 

-غزال انتي ممكن تسامحيها فعلا في يوم من الايام. 









غزال؛ 

اه يا شهاب ممكن اسامحها أنا كان نفسي يوم ما روحت لها تمسك فيا و تقولي أنها آسفه و تتحايل عليا شوية و انا كنت هسامحها و الله 

أنا آسفة عارفة انك هتقول عليا هطله بس غصب عني جوايا حته عايزاه تترمي في حضنها... أنا آسفة 


شهاب :بتعتذري علي ايه بس يا غزال.... انتي عارفه أنتي النعمة اللي في حياتي و اللي بتمنى أنها تفضل معايا لآخر يوم في عمري... و كأني بدوب يا غزالة.... بدوب


غزال بسعادة و خجل:

-بحب أسم غزالة منك بحس أني مميزة بالنسبة لك 


شهاب ابتسم و مد ايده لخصلات شعرها المموجة

-ما أنتي فعلا مميزة اوي... و بعدين اسم غزال دا اسم على مسمى كفاية عيونك دول متعرفيش عملوا فيا اي 


غزال بدلال:

-اي 


شهاب:سفرت فيهم يا غزال... شفت فيهم نفسي و شفتك... من يوم كتب كتابنا و أنا بتخيل اليوم اللي هتكوني فيه جنبي و احس بخوفك و لهفتك و سعادتك 

عمري ما تخيلت اني هضعف أدام واحدة عمري يا غزال... محدش في الدنيا دي شاف دموعي غير جدي وقت ما كنت عيل 

لكن فجأة جيتي أنتي و كل حاجة اتغيرت 

بكيت لأول مرة قصادك و أنا حاسس بالضعف و جدي بيلومني على تقصيري معاكي و في حمايتك 

وقتها حسيت ان كل حاجة و مهما عملت هفضل ضعيف 

سبحان الله إدارته بتيجي بتغير كل توقعاتنا يعني  مثالا انا عشت عمري كله اتخيل ان هيجي اليوم اللي اشهد فيه على جوازك و اسلمك بأيدي لعريسك 

رغم انه كان احساس وحش اوي لكن كنت عارف ان دي الحقيقة

لكن فجأة و بدون ترتيب جيه القدر بمنتهى اللطف

 و لقيت أنك مش بس بنت عمي لا كمان هتبقى نصي التاني.... عيونك يا غزالة توهتني خلتني انسى الحزن و اعرف ان كرم ربنا دايما كبير

عارفة ربنا بيرتب الأمور بشكل عظيم بجد 

يعني اه بابا و عمي سعد ماتوا في حياة جدي محمود لكن احنا موجودين 

أنا و انتى و هند و قاسم 

كنا سبب أنه يتمسك بالحياة بعد ما خسر ولاده الاتنين 


غزال بتلقائية و نظرة غريبة:

-أنا كل يوم بحس اني بشوفك لأول مرة يا شهاب و كأني بعرفك من جديد هو ازاي كنا عايشين في نفس البيت و معرفكش كدا 

ازاي كنت بخاف منك و ازاي كنت خايفه من فكرة جوازنا كدا 


شهاب بود:النصيب يا غزالة النصيب و بعدين لازم تفضلي تخافي مني... مش اوي يعني

بس اكيد في جزء مخيف جوايا زي بقيت البشر و بالذات بقا لما بتعصب ممكن كل حاجة بينا تضيع من لحظة غضب و يا خوف قلبي عليكي من لحظة غضب تشوفيها مني 

بدعي ربنا كل يوم اني اكظم غضبي لو حصل اي مشكلة في يوم من الايام 









غزال بابتسامة:

-بس أنا مبقتش اخاف منك.... انا برتاح معاك يا شهاب و بطمن 


شهاب اخد نفس عميق و سند رأسه على رأسها و هم بيتفرجوا على التلفزيون.... 


تاني يوم الصبح 

غزال صحيت من النوم لكن كانت متضايقة انه خرج من بدري و من غير ما يفطر 


اتعصبت منه لأنه لسه تعبان....طلبت من نعيمة تحضر فطار و تجهزه ليها انها تاخده للمزرعة المكان الأكيد انه هيكون فيه كالعادة 


كانت حليمة قاعدة في الجنينة بتشرب قهوة و  هي ساكته و بتفكر في اللي بيحصل. 


غزال بجدية:مرات عمي 


حليمة رفعت راسها بضيق :نعم


غزال :ممكن نتكلم 


حليمة: عايزاه ايه يا بنت صباح؟ 


غزال قعدت على الكرسي اللي قصادها 


-أنا عارفة انك مش بتحبيني و عارفة كان انك مش طايقة وجودي في حياة شهاب 

بس انا مش عارفه المفروض اعمل ايه علشان ارضيكي 

انا مش هقدر اكمل حياتي معاه و انتي مش موافقة على وجودي مش هنرتاح سوا 

قوليلي بس اعمل ايه و أنا موافقة اعمله بس بلاش نفضل نعيش طول العمر و انتي مش طايقني كدا 

اصلا معنديش استعداد اسيبه.... و لا هقدر اكمل حياتي من غيره... ف لو سمحتي قوليلي بس اعمل ايه 

أنتي اذتيني قبل كدا كتير و انا يمكن وجودي اذيكي يبقى خلصنين كدا

خلينا نقفل صفحة الاذية دي و نبدأ صفحة جديدة علشان خاطر شهاب على الاقل 


حليمة:بقولك ايه يا غزال انا مش فايقه للمحن بتاعك دا على الصبح الشويتين دول تضحكي بيهم على شهاب ماشي اهو جوزك 

تضحكي بيهم على هند و تاخديها في صفك ماشي 

بس أنا ماليش في محن البنات دا... و بعدين فكرك لو انا مش عايزاكي في حياة ابني هسيبك فيها... تبقى بتحلمي 


غزال بضيق منها:

-هو انتي بتعملي كدا ليه بجد 

أنا عملتلك ايه علشان تكرهيني كدا... انا كان ممكن افهم موقفك لو شهاب نفسه متضايق من وجودي او كرهني لكن كلهم بيحبوني في حياتهم و يعلم ربنا اني بحبهم يبقى ليه الكره دا كله ليه 


حليمة بغضب :انا ست مفترية بقا 

و بصراحة انتي و امك مش نازلين ليا من زور و لو خايفه على نفسك امشي... امشي من هنا خالص يا غزال علشان انا خلقي ضيق 


غزال قامت و سابتها و هي مش عارفة المفروض تعمل ايه، هي بس بتحاول تحسن علاقتها معها علشان تعرف تكمل حياتها مع شهاب لكن حليمة مش مديها فرصة 


بعد مدة قصيرة 

غزال استئذنت جدها انها تاخد الفطار و تروح لشهاب المزرعة وافق لكن فضل معها لحد ما ركبت  تاكسي مع سواق هو يعرفه و طلب منه يوصلها لحد المزرعة


شهاب كان مع الفلاحين و هو بيقولهم يعملوا اي، الغفير راح له و قاله ان غزال مستنياه المكتب.. خاف ان يكون في حاجة حصلت و بسرعة راح لها 









دخل المكتب لقاها قاعد مكانه و مرتاحة في الكرسي بتاعه 


شهاب:غزال! 


غزال من بين سنانها:نورت يا شهاب بيه... 


شهاب:لهجتك! 


غزال:لهجتي انت لسه شفت لهجة

دا انا لسه متكلمتش... فاكر خروجك من غير فطار بدري كدا هيعدي بالساهل! ليه ان شاء الله؟ 


شهاب:غزال ياله علشان اروحك و بلاش دلع أنا كويس و بعدين فكرك انا هعرف اقعد في البيت و اسيب اخويا و جدي يشتغلوا بدالي و بعدين 

قاسم مش بيفهم في شغل الأرض و جدك تعبان... ياله هغير هدوم الشغل و انتي نزلي النقاب دا 


اخد هدومه و راح يغير لكنها اتكلمت بصرامة


-مش همشي و انا بقولك اهوه.... الا في حالة مثالا انك تفطر معايا يعني انا جايبه فطار لينا و نفسي تفرجني على المزرعة انا بقالي كتير اوي مجتش هنا و كمان نفسي افطر في الأرض تحت شجرة التوت و تجبلي منها توت أحمر من فوق الشجرة مش بحب الأبيض 

و كمان عايزاه اركب الحصان بتاعك 

أنا قلت لهند قبل كدا اني نفسي اركب عليه بس هي ضحكت و قالت اني بحلم و انك مش هتوافق لأنه مش بيقف مع حد غيرك و بيبقى مخيف لو اي حد تاني غيرك جرب يركبه فأنت بقا زي الشاطر كدا تعملني ازاي اخليه يحبني و كمان يقف معايا 

اه طبعا بعد ما تمشي الناس اللي في الاسطبل علشان اكون على راحتي بس كدا. 


شهاب هز رأسه بيأس و بص للأكل اللي هي جبته 

مسك منها الشنطة و مسك ايدها و خرج من المكتب فضلوا يمشوا شوية و بعدها وقف جنب شجرة التوت...


غزال فرشت مفرش صغير و حطت الفطار لقيته بيكلم الغفير بعيد شوية 

و رجع لها 


غزال:كنت بتقوله اي؟ 


شهاب:و لا حاجة ياله بقا نفطر 


غزال :ماشي.... اقعد 


شهاب قعد جنبها و هي بدأت تاكل و بتبص للمكان براحة نفسيه 

بعد مدة 

كان بيجيب لها توت أحمر، غزال كانت قاعدة على الفرشة الكبيرة اللي حطها و اللي واقع عليها توت كتير لانه هز ليها الفرع


كانت مبسوطة و مرتاحة مكنتش عايزاه نجمة من السماء هي بس عايزاه تفضل معاه  بالشكل دا 


طلعت موبايلها و صورته و هو واقف على الفرع و فضلت تصوره و تصور نفسها 


شهاب بمرح :يا بت بطلي هبل


غزال :بحب الصور يا جدع... 


شهاب لأول مرة يبقى مستمتع بالشكل دا و هو في المزرعة اه هو مكان مفضل ليه لكن وجودها بيخلي في بهجة و سعادة تلقائية. 









بعد مدة

كانت قاعدة جنب تدفقات المياة اللي بيسوق منها الأرض واخده مسار محدد ليها وسط الزرع، كانت بتتفرج و هي بتاكل من التوت و ايديها بقا لونها أحمر 

حاطه الجوانتي جنبها لأنها متأكدة انه هيتبهدل 

كانت مرتاحة لان معها نقاب تاني لان اللي هي لابسه اتبهدل من كتر ما اكلت من وراءه 


بصت تشوف شهاب اللي اختفى من ساعة الا ربع تقريباً 

جيه ناحيتها و بصلها بغيظ لأنها بهدلت نفسها حتى النقاب اتبقع من التوت اللي كانت بتاكله 


:ايه اللي انتي عملتيه في نفسك دا


غزال بحرج:كنت باكل و بعدين انا معايا واحد تاني في المكتب جوا


شهاب؛ طب تعالي ورايا 


غزال قامت وراه و هو راح ناحية ترومبة المياة اللي موجودة جنب أوضة المكتب  خلها تغسل ايدها و وشها 


بعد مدة طويلة

كانت واقفه جنب الحصان بتاعه و هي قلقانه منه رغم شهاب قعد معها وقت طويل و قالها تتعامل معه ازاي 

و ازاي تخليه يحبها و وعدها انه هيعلمها ازاي تركب الخيل لكن دلوقتي هو مشغول 


شهاب :افتحي ايدك


غزال فتحت ايديها لقيته مد ايده زهور صغيرة بيضاء


شهاب بابتسامة : انا بحب الفل جدا و بزرعه هنا ريحته جميله اوي 


غزال ابتسمت و بدأت تستنشق ريحته استمتاع 


شهاب 

-حلو الفل؟ 


غزال بابتسامة و غمزة :

-حلو اللي زرع الفل


شهاب ابتسم بحب و كان أجمل يوم عد عليه مكنتش متوقع تفضل معه طول اليوم لكن كان مميز بكل التفاصيل الصغيرة اللي بينهم


#غزالة_الشهاب.... #دعاء_أحمد 

الفصل الخامس و العشرون


         الفصل السادس والعشرون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×