رواية غرام العنقاء الفصل السابع والعشرون 27 بقلم داليا احمد


 رواية غرام العنقاء الفصل السابع والعشرون 27 بقلم داليا احمد 


الفصل 27 ( رواية #غرام_العنقاء )


رجع نديم إلى منزله .. ليجد سارة اخته حاولت أن تتحدث معه ولكنه تجاهلها ودلف إلى غرفته .. فشعرت بالخوف عليه لتدخل وراءه قائلة بقلق :

- مالك يا نديم


نديم بنبرة مخنوقة:

-مفيش


سارة بتصميم :

-في ايه


صاح نديم بغضب:

-انا ضيعت كاميليا خلاص


- حصل ايه بس فهمني


جلس على السرير ، قص عليها ما حدث و كلام كاميليا له اليوم


جلست سارة على السرير بجانبه قائلة بهدوء :

- اتكلم معاها يا نديم و فهمها هي اكيد بعد اللي حصل مصدومة ومجروحة


همس نديم بندم :

-خلاص يا سارة .. كاميليا ضاعت مني خلاص


سارة باقتراح :

- تحب أتدخل انا طيب ؟


هز رأسه برفض، ليتحدث بعصبية :

- لا طبعا .. ابوكي السبب .. ده راح كمان جايبلها شغل بره عشان الواد اللي متقدملها ده.. عشان يبقى معاها كل الفرص ومترفضش


شهقت سارة .. ثم أردفت بتحذير :

- طب خلي بالك بقى عشان هند شكلها حاطة عينها عليك


صاح نديم بلا مبالاة :

-مش ناقص زفتة دي كمان


أردف نديم بجنون :

- ابوكي مصمم يمشيلي حياتي على مزاجه .. عاوز يبوظلي حياتي


همست سارة بحكمة:

-بابا بيحبك قوي يا نديم وقلقان عليك ومن خوفه بيتصرف كده... هو بس خايف عشان هي مطلقة


نديم بإصرار :

- وانا مش فارق معايا مطلقة من آنسة انا عايزها هي ..


سألته سارة بابتسامة:

-بتحبها يا نديم ؟


اندهش نديم من السؤال .. صمت قليلا ثم همس بتلقائية:

- مش عارف.. بس حاسس اني عايز اخبيها عايز احميها من اي حد .. مش طايق اي حد يتكلم معاها حتى لو في الشغل..مش طايق بعدها عني... لما بشوفها و بشوف شخصيتها و قوتها ببقى منبهر بيها منبهر من قوتها و تصميمها انها تكمل ... كاميليا حاجة كده غريبة .. متتكررش

نوع من البنات اللي تشوفيها تعلق معاكي

حبها لبنتها وخوفها عليها خلاني حاسس اني عايزها .. مش عايز حد غيرها

اتمنيت أن هي دي اللي تكون ام ولادي

هي دي اللي هطمن وهثق انها هتربي ولادي احسن تربية


تنهدت سارة بهيام:

- كل دا ومش بتحبها !


نظر لها نديم بقلق.. قائلا باستنكار :

- انا مينفعش احب ... بخاف من فكرة الحب.. خايف احب واتعلق واللي احبها تمشي .. خايف احب زي ما كنت بحب امي


هزت سارة رأسها باندفاع:

- بس هي مش زيها ... دي واحدة انت عايز تتجوزها .. اهلنا احنا كده كده مطلوب مننا نحبهم

لكن شريك حياتك لازم تختارته وانت بتحبه









نديم بنبرة ساخرة:

- انتي هتعملي فيها دكتورة بقى.. كاميليا اتريقت عليا وقالتلي روح ل دكتور نفسي !


سارة بسرعة :

- عندها حق يا نديم .. والله مش قصدي بس انت فعلا محتاج تروح ل دكتور يشرحلك طبيعة شخصيتك .. ويساعدك تخرج من اللي مامتك عملته فيك.. ويفهمك انت حبيت فعلا كاميليا دي ولا لا 


- تفتكري


سارة بإقناع:

- صدقني كلنا محتاجين نروح لدكاترة.. كلنا مش فاهمين نفسنا ومحتاجين حد يساعدنا.. انت برضو اتعرضت لصدمة من انفصال بابا ومامتك.. انا هحجزلك مع حد شاطر قوي


أومأ نديم :

- طيب

_________________

كانت تتحدث مع اختها على الهاتف وهي تقص عليها ما حدث معها .. لتسألها فاتن بفضول :

- هتعملي ايه يا كاميليا... هتسافري وتتجوزي فراس ؟


تنهدت كاميليا بحيرة:

- مش عارفة بس اوقات بقول لنفسي أن دي فرصة كويسة ابعد عن كل حاجة


فاتن بتأكيد:

- انا كمان شايفة كده عشان كده لازم تدي نفسك فرصة.. وفي نفس الوقت تنسي موضوع نديم طالما مطلعش بيحبك


شهقت كاميليا عند ذكر سيرة نديم .. فردت بتهرب:

- هحاول

__________________

في اليوم التالي

في عيادة الطبيب النفسي الذي حجزت سارة لشقيقها فيها


تحدث نديم بحنق :

ـ هم كلهم زيها...بس بأقنعة...أول ما يلاقوا الفرصة قدامهم مش بيفكروا مرتين...مافيش حاجة اسمها ابني ولازم اربيه انا ...ولا واحدة قابلتني حسستني أنها مختلفة.


سأله الطبيب بتوجس فنديم قص عليه مواقفه مع كاميليا :

ـ ولا واحدة...متأكد؟؟ حتى كاميليا !


تردد نديم :

ـ كاميليا غيرهم


ليردف من بين أسنانه بزمجرة خشنة:

ـ كاميليا أكتر واحدة فيهم هزتني... دافعت عن بنتها بكل قوة .. رفضت اي حاجة ممكن اقدمهالها .. بس بعدها هي رفضتني..رفضتني عشان بتقولي انت حتى محبتنيش


ـ ما يمكن تكون هي اللي انت حبيتها فعلا


رفع رأسه يحدج الدكتور باستغراب يردد الكلمة الغريبة على أذنيه:

ـ حبيتها ! ... الحب ده اكتر حاجة اتمنيت الاقيها فعلا ... اتمنيت اتجوز واحدة عن حب.. واحدة تحبني وأحبها بس حتى دي معرفتش اعملها.. مقابلتش واحدة كانت قد مسؤولية وعارفة يعني ايه ارتباط و جواز.. حتى الأمهات اول ما بتجيلهم الفرصة تبيع جوزها وابنها مش بتتردد ثانية وتعملها.. حتى كان ليا واحد صاحبي في المدرسة كان دايما ساكت و مبيكلمش حد وعنده برود من كل حاجة كان بسبب أن باباه ومامته انفصلوا و رموه عند عمته بسبب أن أبوه سافر و أمه سابته لعمتي و اتجوزت


هز الدكتور رأسه:

ـ أخالفك الرأي...مش علشان كام نموذج سيء يبقى قاعدة...أمي مثلاً ست عظيمة جداً...بعد وفاة والدى اشتغلت كل شغلة ممكنة علشان تربينا ونقف على رجلينا ..ورفضت ترمينا لاهل ابويا او تتجوز..ونماذج كتير, وأنت عارف كدة كويس.. بأمارة انك شهدت ب كاميليا أنها حاربت عشان بنتها وبتستحمل عشانها


رمقه نديم بألم:

- انا مش قادر انسى اني كنت كل يوم بسمع كلام زي السم من ابويا.. مكنتش قادر استحمله، بقيت بكره يوم اجازته واجازتي ومضطر اقعد في البيت اسمع كلام وحش بيضغط عليا بيه عشان يعاقبني بسببها، انا وصلت لمرحلة اني كنت هـ اكرههم هما الاتنين علشان كل واحد بيفكر في نفسه وازاي يعلم على التاني ويطلع عينه... هي تعلم عليه انها تسيبني وتتجوز وهو يعلم عليها أنه يكرهني فيها ويسمعني كلام زفت.. لكن انا اتداس في النص عادي، اتمرمط عادي، محدش فارق معاه نفسيتي او راحتي

ده انا حتى مرة وانا صغير .. اتصرفت بطريقة غلط او بوظت حاجة بسيطة وانا بلعب عند قرايبي .. لقيت واحدة منهم بتقول معلش محدش يعاتبه ماهو برضو معندوش أم تنصحه تلاقيه مش فاهم !


همس الطبيب بواقعة :

- احيانا الانفصال بيكون هو الحل السليم للعلاقة.. بس لما بيكون فيه اطفال في النص بيكون الموضوع صعب الا لو الأهل قدروا يتعاملوا مع الموضوع بحكمة وعقل..


شهق نديم بعنف:

- بس ميدمروش عيال بينهم !


-انا اسف ليك انك مريت بده.. للأسف اهالينا مش ملايكة والعلاقات دي شيء معقد جدا.. وقدام شوية هتشوف ان محدش فيهم وحش هما كل واحد فيهم طلع اسوأ ما في التاني من اللي حصله.. عزائك الوحيد لنفسك انك تحرص ان ده ميتكررش في عيلتك الخاصة اللي هتأسسها بنفسك


قهقه نديم بسخرية :

- وهي فين بس العيلة دي ما كاميليا خلاص هتتجوز !


الطبيب بغموض :

ـ الحل جواك وأنت عارف...


ـ جوايا إزاي..


- انت دلوقتي محتاج تصارح نفسك.. لو انت كانت نيتك كويسة من ناحية كاميليا و بنتها وفعلا واثق انك هتقدر تحافظ عليهم وتحب كاميليا يبقى حارب عشانها ... اقعد مع نفسك و راجعها وشوف انت عايزها ولا لا .. ولا عايز تتجوز واحدة زي هند !


رفض نديم بقوة :

- لا طبعا هند مش في دماغي.. بس كاميليا صدتني كذا مرة .. و رافضة حتى تسمعني











الطبيب بإصرار:

- حاول و حارب عشان هدفك.. خليها تسمعك حتى لو هتحطها قدام الأمر الواقع.. ساعات الفرصة لما بتضيع من أيدينا مينفعش نرجعها


نديم بحزن:

- بس كاميليا فاكرة اني كنت عايز استغلها هي وبنتها عشان احقق اللي متعمليش زمان


- يمكن انت حاولت تعوضها بطريقة غلط .. بس دا مش صح لأنها مالهاش ذنب تحاسب على مشاريب غيرها ولا ليها ذنب تعوض غلطة غيرها

انت تنسى علاقة باباك ومامتك وتفكر بعلاقتك.. كل اللي اتحرمت منه حاول تحققه في نفسك وفي اللي حواليك بس من غير ما تحسسهم انك بتعمل كده كاستغلال .. وحب نفسك وقدرها واديها حبك واهتمامك علي قد ما تقدر واتعب عليها..


نديم مدافعا:

- انا حاولت اعوضها هي وبنتها بس من غير ما اقصد اأذيها بالطريقة دي.. هي حسستني ان عندي مشكلة ! انا والله مكنش قصدي كل ده يحصل


-احنا طبعا مينفعش ننكر ان في مشكلة نفسية حصلت بس مينفعش نقف عندها لازم تجمعها وتقف عليها لازم تسعى انك تبقى افضل نسخة منك عشان لما تكون اسرة واولاد تديهم اللي اتحرمت منه كل حاجة هتبقى افضل لو انت اللي بقيت كويس

_____________________

بعد مرور مدة قصيرة..


وقفت دانا أمام امها وهي تحدق بها بضيق .. لتهمس كاميليا بقلق:

-في ايه يا دانا مالك ؟


شهقت دانا باشتياق:

- ديم وحشني عاوزة اشوفه


كاميليا بكذب:

- تلاقيه مشغول


دانا بأدب:

- عاوزة أكلمه...قوليله دونات عاوزة تكلمك


زفرت كاميليا برفض :

- لا... مش هينفع نتصل عليه


لتسألها بتذكر:

- وبعدين ايه دونات دي كمان ؟


- بيدلعني يا ميكي...


لتصيح بعدها الطفلة بعناد :

- عاوزة أكلمه عشان اعزمه على عيد ميلادي


كاميليا بغيظ :

- هو مش من عيلتنا عشان نعزمه على عيد ميلادك.. وبعدين مش هيجي اصلا


دانا مدافعة :

- لا هو بيحبني وهيجي


زفرت كاميليا بضيق :

- ممكن تسكتي شوية... وبعدين نديم خلاص مينفعش نعزمه هو مشغول قولتلك


همست بصوت مختنق بالبكاء :

- مشغول زي بابا !! هما ليه كلهم مشغولين عني


زفرت كاميليا بضيق وهي تقترب منها محاولة تهدئتها:

- طب ما انا اهو معاكي.. ليه بتقولي كده


ابتعدت عنها دانا بضيق :

- انا كنت عاوزة ديم يحضر عيد ميلادي..هاتي التيلي اكلمه "التليفون"


- يوووه بقى يا دانا


ولكن طفلتها قررت أن تتحدث مع اسر وتعاتبه بأمر عدم رؤيتها لنديم مرة أخرى فهو لم يأتي إليها ابدا منذ حذرته امها من وراءها .. لا تعلم ماذا فعلت ليتهرب منها !

هي تحبه .. تحبه كثيرا

********









قصيدة صغيرة عن كاميليا، اهداء من الكاتبة والمتابعة الجميلة "ناهدة..شهرزاد"


غرامي وانتقامي ..

انفسي تؤنبني ام تسرق الأفراح من تحت أقدامي ..

أنا التي بالعشق كنت أسيرة ..

وإذ به يريني أشر أنيابي ..

كنت رقيقة الطالع .. 

ولا زلت ..

ولكن أنا الآن رقيقة بأنياب ..

أذود عن وطني الصغير ..

وما هو إلا طفلة للبراءة عنوان ..

أنا المتيمة بحب الصغيرة .. 

ولا أسمح أن يطالها ..

اي إنسان ..

إن كان ذي قربى أو ذي صداقة ..

فما باله .. أيظن أنه اعز من ..

هواي لصغيرة أجفاني ..

لا والله ما حزر .. فأنا المتيمة بذات الرقة ..

ومدللة قلبي ..

فقد تربعت على العرش بإتقان ..

أنا أم وما أنا ببائعة ..

أنا حجر زمرد نادر الوجدان ..

تربعت على قلوب الكثيرين ..

وما وجدت من يحظى ..

بما خبأت من إيمان ...


بقلم ناهدة (شهرزاد) ..

_________________

اليوم عيد ميلاد دانا.. اتفقت كاميليا مع اختها فاتن أن تحجز كعكة عيد ميلاد لطفلتها وارسلت ثمنها وسوف تخرج معها اليوم .. حتى أن فراس كان يريد مشاركتهم الاحتفال


نزلت كاميليا من بوابة العمارة لتجد سائق نديم ينتظرها ، شعرت بالدهشة هي لا تريد اي شئ من نديم


همس السائق بأدب:

- باشمهندسة كاميليا .. نديم بيه بعتني لحضرتك عشان اوصلك


اعتذرت كاميليا:

- لا ربنا يخليك انا خلاص طريقي بقى أمن ومفيش حد بيتعرضلي تاني من ساعة المشكلة اللي حصلت وبلغته اني مش هحتاج اتعبك تاني يا رمضان


السائق بإصرار:

- والله يا باشمهندسة ما هينفع ده نديم بيه موصيني ما اسيبش حضرتك


حاولت كاميليا الاعتراض مرة أخرى ولكنه منعها .. فاستسلمت و ركبت معه السيارة هي ودانا وبدء يقود بهم إلى طريق الحضانة


بعد مرور وقت قصير من قيادة السيارة...توقف رمضان فجأة في طريق ما .. فشعرت كاميليا بالدهشة لتسأله باستغراب :

- ايه يا رمضان وقفت ليه هنا ؟


تنحنح رمضان بحرج :

- معلش ثانية بس يا باشمهندسة هنزل اجيب حاجة من الصيدلية وراجع


اومأت كاميليا لتفتح هاتفها تتحدث مع اختها عبر تطبيق الواتساب وهي تأكد عليها أن تستأذن باكرا من عملها ليحتفلوا بالعيد ميلاد


فتح باب السيارة فجأة.. لتصر**خ ابنتها بحماس وسعادة :

- ايه دا .. ديييم وحشتني

*****


يتبع...

مين اكتر شخصية حابينها مع كاميليا 

نديم ولا فراس


          الفصل الثامن والعشرون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×