رواية روح جحيمي الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم هايدي سيف

رواية روح جحيمي الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم هايدي سيف 

 

يصلها يحي وهى منزله وشها قال

- مالك .. انتى كويسه

- طلقنى

اتصدم من الى سمعه قال - بتقوليه ايه

- ما سمعتش وقف العربيه دى

استغرب جدا من انفعالها ووقف العربيه علطول لقةها بتفتح الباب وبتنزل مسك أيدها وقال

- راحه فين

- سبنى مش طيقا ابص فى وشك

فلتت أيدها جامد ونزلت تبعها يحي على الفور مسكها وهو بيلفها ليه كانت دموعها تنزل على وجهها

- روح فى اى

- عايز تعرف

مدت تلفونها ليه وقالت - هتلاقى عذر لصور دى منين .. هتقولى اى عشان تسكتنى

بص لصور على تلفونها كانت ليه هو وجوليا لما وقفته وكانت قريبه منه غضب جدا لما عرف أن ده تحذيرها

- ما ترد .. ملكش تفسير مش كده

- الصور دى مش حقيقه

- يعنى اى

- والله ما زى إلى فى الصوره انا يومها كنت فى شغل .. الصفقه إلى كلمتك عنها جمعتنى بيها

- هى مين دى ؟!

سكتت فقال بسخريه - واحده من ضمن علاقاتك الكتير مش كده

- ليه بحسك دايما بتعيرنى بيا زمان .. لو حابه تحسبينى حسبينى على دلوقتى مش تفكرينى بالى كنت بعمله .. أنا اتغيرت وانتى مصره تفكرينى .. لزمته أى تغييرى والبنأدمه إلى بحبها لسا شيفانى زباله زى ما انا

امتغض وجهها وقالت - لما واحده تقولى جوزك بيخونك وتبعتلى صور ليه وهى قريبه منه بالشكل ده وفى شغله عايزنى مشكش فيه لما بيكون برا .. وعلى كده شغلك ده بيتمدى لحد اى .. مش عايز دماغى تفكر انت بتعمل اى برا ومع مين

رد بكل هدوء - انا مبعملش حاجه ولا بخونك .. كنت عملتها قبل كده يا روح .. أنا صونتك وبتقى ربنا فيكى ببعد اى واحده عنى عشان انتى بس متضايقيش وتكونى معايا .. بس قله ثقتك دى بتقتلنى لى بتشكى فيا كده

بصتله بحزن وعتاب وقالت - شايف غيرتى شك .. أنا بثق فيك يا يحي .. مكنتش اديتك فرصه تبررلى مدام لسا سمعاك اعرف انى بثق فيك .. ممكن كلامى بيظهرلك انى بشك فيك بس غيرتى بتعمينى انى اشوفك مع واحده غيرى

- بتثقى فيا؟ ... يعنى لو قلتلك الصور دى حقيقه ولا لا هتصدقينى أنا ولا هى

سكتت ومردتش تنهد وقال 

- الصور حقيقه

بصتله بصدمه فاردف - بس مش زى ما انتى فاهمه أنا لا خونتك ولا بعمل حاجه من وراكى .. يومها هى إلى جت كلمتنى خلت واحد من الزباله المصورين إلى كانو هناك ياخدلها صور وحذرتنى انى لو رفضتها هتندمنى وطلعتى انتى قصدها

- وهى كانت عايزه منك اى

سكت شويه وهو مش عارف كيف يقولها لها انها تريد اقامه علاقه معه وان يعود لذلك القرف من جديد

- سكت لى؟

تنهد وقال - كانت عيزانى ارجعلها

بصتله من تعبيراته وقالت - وانت قولتلها أى

- معقول بتسألينى سؤال زى ده .. فكرك وافقت يعنى اكيد رفضت فقامت بعتتلك الصور دى







بصت روح ليحي قربت منه وبصت فى عينه وقالت

- يعنى انت مش بتخونى يا يحي

حس بالحزن من إلى قالته حزن كبير تنهد ليجيبها ويرتاح

- لا يا روح مبخنكيش

مسكت أيده بصلها قالت - مصدقاك

حضنها بصتله بدهشه قال - احضنينى يا روح .. متعرفيش انا حسيت بخوف كبير .. خوف انى اخسرك اوى .. متقولهاش تانى

وكان يقصد حين طلبت منه أن يطلقها بادلته العناق وقالت بحزن

- متزعلش منى بسبب كلامى وشكى فيك .. أنا كمان مقدرش اعيش من غيرك

كان روح تحاول أن تثق به بالفعل لكن الصور لا تزال فى مخيلتها هل ممكن أن تكون قد تظلمه ليحي بشكها الزائد وهل تعايره حقا بماضيه وهو من تغير لأجلها

قررت تثق فيه مش اى حاجه تصدقها غير ما تسمع منه فهى رأت حبا واهتمام منه لم تجده فى غيره .. أنه دللها كوالد يرعى طفلته وكان مرح كزوج يداعب زوجته ويغمرها بعشقه .. أنها أحبته لتعطيه فرصه ايضا كى تسامحه


فى اليوم التانى شجعها انها تروح الجامعه رغم أنها مكنتش عايزه بس يحي أصر وان مفيش هيتعرضلها تانى

فعلا راحت وقضيت يومها بشكل عادى ومفيش حاجه بل كان الكل بيبصلها باحترام حتى العميد هو والاتنين الدكاتره إلى كانو معاه اعتذرولها قدام الجامعه كلها إلى اتصدمت من الى عملوها ومن هى ليعتذرو لها

 كانت حاسه ان يحي السبب وهو رجعلها مكانها ومحدش يقدر يجي ناحيتها

كانت ماشيه مع نرمين إلى ابتسمت وقالت

- تصدقى اسمه حلو .. يحي

بصتلها روح بشده قالت - وانتى عرفتى منين

- إلى عرفتى منين منا كنت معاكى فى المكتب جوه يهبله بعدين الجامعه كلها عرفته .. البودى جارد وعربيته وشكله الواو .. ليكى حق متعجبيش بواحد من الهبل الى هنا ده شخصيه وكارزمه واحد بيزنيس

- مالك ؟!!!!!

قالتها روح وهى ترفع أحد حاجبيها ببرود ارتبكت نرمين

- اى ده فى اى أنا خوفت .. أهدى أنا مقصدش حاجه

- تمام

- ايوه ياعم شكلك بتحبيه بس استغربت انك متجوزه .. بس اقولك حاجه الجواز مع حلو اوى أنا غيرت رأى ولو حالى واحد زى ..

بصت لها روح فقالت بتوتر - زى استاذ يحي هوافق فورا

- مخلاص اروح اجبلك رقمه مش ملاحظه ان إلى بتتكلمى عنه جوزى

- بهزر والله انتى قلبتى بجد

مرديتش روح ومشيت بصتلها نرمين وقالت بإستغراب

- زودتها مش كده .. ما اعمل اى أنا عينى زايغه ولسانى فالت منى


 فى المساء على السفره كانت روح مبتكلش وباصه ليحي إلى لاحظ نظراتها لكن بيتجاهلها وهو يشعر بالريبه فهى تبدو غريبه

- فى حاجه يا روح؟

مرديتش عليه ولسا بصاله استغرب وكانت ماسكه السكين والشوكه مبتعملش بيهم حاجه

- مش هتاكلى طيب

مرديتش ولسا فى صمتها خلص اكل ومشي لف لقاها لسا بتبصله بعينها خاف منها

غسل أيده وخرج من الحمام وهو بينشف وشه اتخض لما شافها

- روح فى اى .. ماسكه السك*ينه كده لى

- هق*تلك

بصلها بصدمه لتصرخ بغضب 

- هقت*لك يا يحي سمعتنى 

انقضت على بس هو جرى على الفور فتبعته بصلها بريبه وقال

- انتى هتقت*لينى بجد ولا اى .. فى اى مالك انتى شاربه حاجه 

- ولسا بتسأل 

مشي بسرعه لما انقضت عليه قال

- روح أرمى السك*ينه دى مش لعبه

عدلت نفسها وهى تبعد شعرها من على وشها وبتقوله

- منا عارفه 

قربت منه قال - انا عملت حاجه ضايقتك طيب

- انت السبب .. انت إلى جيت الجامعه يومها واستعرضت نفسك اوى

بصلها بشده لتصرخ بغضب جمهورى

- بسببك كلهم بيتكلم عليك وإلى مكنش يعرفك عرفك وكل واحده فيهم بتبصلى وتسألنى عنده شغل وهما ميعرفوش حاجه فى البيزنيس اصلا ..  فاتحه مكتب جواز أنا هااا

لتردف بصوت جمهورى - بيقولو عليك مز سمعتنى

صرخت جامد وهى بتنقض عليه جرى علطول وهى تبعته مسك مخده وهى قربت منه

بص بصدمه لقى سن السك*ينه خارج من الناحيه التانيه ، اترعب سحبت روح السك*ينه بص يحي على المخده التى تمزقت








- يا بنت المجنونه

جرى على الفور قبل أن تقتله بالفعل فهى ليست فى عقلها

- روح أهدى دنا يحي حبيبك عايزه تقت*لينى برده

- اه هق*تلك 

جريت عليه فابتعد ودفعها فوقعت على الكنبه لتجده فوقها ومسك أيدها صرخت وهى بتقول

- ابعد

- ده انتى خطر على البشريه .. هاتى الزفته دى

- لا

 خدها منها جامد ورماها وقال بهدوء - بس .. كده كخ يا حبيبتى

غضبت وعصبها اكتر كانت بترفس برجليها وبتحاول تبعده وهو فوقها ويتحكم فى حركتها

- بس أهدى

- انت السبب هم*وتك يا يحي عشان يقرولك الفاتحه بعد كده

- اهون عليكى بردو

بصتله وسكتت بصت عليه وهو فوقها اتصدمت قالت

- ابعد

- لازم نربطك بعد كده عشان لما تتحولى نعرف نتحكم فيكى

- ابعد يايحي مش طيقاك

- هونا عملت حاجه

- اه .. أنا اتحرق دمى انهارده وهما معندهمش ريحه الدم .. بيتكلمو عليك قدامى ولا كأنهم بيتكلمو على اخويا .. زعقتلهم انى مراتك .. مراتك ومحدش ليه حق يتكلم عنك غيرى .. بس افتكرت انك السبب

ابتسم وقال - بس خلاص انتى رديتى اهو .. يعنى ده كله وانى كنت هموت عشان مشاعر غيره

بصتله بحنق وضيق شديد وهى تتذكر نفسها ، فلتت ضحكه من يحي بصتله بشده وهو يضحك

- ده انتى غيرتك خطر ... والله قولت أن ده اخر يوم ليا .. ده انتى مجنونه بجد

-  مش عجبك طلقنى

بصلها يحي بجديه وقال - مش قولتلك مش عايزك تقولى الكلمه دى تانى

اضايقت وحست بالحرج والندم قالت - انا اسفه

بصلها وسكت لف دراعه حولين وسطها بصتله وفى بند لحظه قلبها لتكون هى نائمه فوقه لا يفصلهم شئ ، وكان يدفن وجهه فى عنقها

- انتى جميله اوى يا روح

قالها بتوهات وهو يقبلها حاولت أن تبتعد لكنه منعها وهى تشعر بقبلاته وانفاسه الاهثه بدأت تخاف

- يحي

ابتعد وهو بيفوق من ضعفه بصلها وكان وشها احمر وخايفه رفع أيده وبعد شعرها من على وشها بصتله

- لو مقومتيش دلوقتى الوضع هيكون خطر عليكى

بصتله بشده قامت على الفور وهى بتعبد عنه ابتسم عليها وهو بيعتدل فى جلسته بصتله روح بشده مسكت مخده ودفعتها فى وجهه بس هو مسكها

- هى الحاله لسا ممشيتش ولا اى

- لا فيا طاقه عايزه أخرجها

- طب ماتيجى نخرجها سوا

بصتله بصدمه من معناه الوقح ومسكت مخده تانيه ودفعتها بقوه ابتسم عليها فدفعها هو الآخر بالوسائد برفق وتبعثر شعرها ليقهقون سويا وتخلط صوت ضحكاتهم المرحه

ليعانقها يحي وهم متعبين ولا تزال بسمتهم على وجوهم ليناما سويا أجسادهم تشع بالحب والدفأ ... لكن هل السعاده تدوم أن ستخلق صعاب قادره على تفريقهم فى بند لحظه


مر شهر وفى يوم فى الصباح كانو بيفطرون لتذهب لجامعتها ويومها الدراسي ويذهب يحي لعمله قاطعهم صوت رنين هاتفه

التقطته يحي ورد ليعم الصمت وتتبدل ملامحه بص لروح إلى مفهمتش نظرته لكن لم تكن تبشر خيرا


دخلت روح المستشفى وهى بتجرى ويحي تبعها قلبها بينبص بخوف

 - ماما استنى ارجوكى .. متمشيش انا جيالك

 كانت تحدث نفسها وهى حاسه بغصه فى حلقها والخوف متملكها وقفت عند اوضه لقت عماد قاعد وبيبكى وحاطط راسه بين ايديه بصلها وهى بصت على الاوضه واتصدمت وهى شايفه الاطباء بيفصلو الاجهزه عنها

 حسمو الامر المنهى وبيرفعو الغطا على وشها جريت على جوه اتخضو من دخلتها

 - انتو بتعملو اى

 جريت عليها وهى بتبعدهم عنها وبتقول 

- ابعدو سبوها فصلتو الاجهزه ليه شغلو الزفت ده حالتها هتسوء







 - يا انسه والدتك توافها الله

صاحت فى وجهه - بس اسكت شغلو الاجهزه بقلكو

 بصو لها بحزن من انفعلاتها بصو لعماد الى دخل وباصص لروح بتألم وهى بتبص لوالدتها التى بدأ ان يشحب وجهها

- ماما

قالتها وهى تهزهت برفق ثم هزتها جامد وهى بتقول

- ماما فوقى .. فوقى ... قوللهم انك عايشه ومسبتنيش

صرخت جامد وهى بتقول - مبترديش عليا ليه .. انا جيتلك وانتى دلوقتى الى مبترديش عليا

 قرب يحي منها بعد الاطباء ليه قال - روح

 - بس انا مش عايزه اسمع غير صوتها بس .. ماما ردى عليا .. متهزريش معايا خلاص والله انا اسفه مش هسيبك تانى .. اصحى عاقبينى زى ما تحبى بس مش العقاب ده .. ماما متحرمنيش منك انا ماليش غيرك .. فوقى بقا كفايه

صرخت بقهر وهى بتقول - انتى ما بترديش عليا ليه هياخدوكى منى اتكلمى 

لكن صرخاتها ورجائها لا تجدى نفعا حضنتها جامد وهى بتعيط وبتقول

- ابوس ايدك متسبنيش .. ماما انا اسفه كنتى استنى عليا شويه .. كنت هجيلك ... كان نفسي اقولك انى بحبك اوى والله انى كدبت فى كل كلمه قولتهالك .. سامحينى يلا قومى نرجع البيت

 كانت تلقى كلماتها الاشد قهرا الندم التى يأكل قلبها اكلا .. فهى لم تخبرها بمدى اشتياقها لها فى غيبتها وكم فكرت بها ولموتغب عن بالها

 انها دخلت فى غيوبه لكن لن تستيقظ منها وهى من فقدتها سنه وقضيت يوما فقط رؤيتها ثم ابتعدت ومن غبائها فقدتها هذه المره العمر بأكمله

قرب منها يحي وبعدها صرخت فى وشه وهى بتضربه بقلضتيها الضعيف أنه إلى أنها كانت قويه لعصبيتها منفعله لانه بعدها عنها وتنادى بأمها وهى تراهم يضعون الغطاء عليها لتصرخ بخوف وهى ترجوهم الا يفعلو هذا لكن ليس بإيديهم 

حضنها يحي جامد وهو بيحاول يهديها لتبعده تجس ارضا وهى فى الحضانه تبكى  تراهم يأخذوها وتسألهم لاين لا يعطوها جوابا لتحاول الافلات لكن يضمها يحي اكثر بحزن شديد ويمنعها فتكبى بقله حيله وتنبح بصراخاتها المتألمه

وعماد يقف قهرا وهو ينظر لنوال حبيبته التى فقدها دون ان يتمم احلامه معها وبنظر لأبنته التى تركتها له ليتذكرها بها بملامحها الشبيها لها رؤيه حالتها تزيده وجعا لكن لا يملك مواستها فهو موجوع قهرا يتمنى ان موته اتى قبلها ولم يعش تلك اللحظه

 خرج وتركهم وهو يسمع بكاء روح التى تصغى له جدران المشفى اشفاقا عليها لكنه هو والدها من ابتعد كى لا يسمعها يريد ان يبتعد عنها ف لا يتحمل رؤيتها


فى اليوم التالى فى المقابر أقيم لهم افضل جنازه حيث حضر شيوخا ليرتلو اياتهم ويدعون لها رحمه لرب العالمين وينيرو قبرها








بدأ الجميع أن يغادر بعدما تأخر الوقت بينما روح لا تزال اقفه بتعيط منهاره عن قبر نوال تنبح باللامها لوحدتها فلا يوجد سواها هى ويحي التى كان حزين وهو يراها هكذا ، تنهد وقرب منها قال

 - روح

عيطت وهى بتقول - وحشتنى اوى سبتنى وبقيت لوحدى

رد بكل هدوء - منتيش لوحدك يا روح انا معاكى وهو

 رفعت وجهها وبصتله من اخر ضمير اضافه ... اشار لها بعيناه استدارت وبصت على عماد التى كان واقف بيبصلها بحزن وقهر شديد وعينه مدمعه فهو يتماسك طوال اليوم ويشاهدها ويود مواستها لكنها لا تنظر له

 فتح زراعيه له بعين راجيه بصت روح ليحي اومأ لها بأطمئنان رجعت بصت لعماد ، سالت دموع من عنها اندفعت تجاهه وعانقته ليضمها عماد على الفور وهو يتنهد بحنين وتسيل من عينه دموع بصمت لشده شوقه وقهره من فراق من عشقها قلبه وسعاده لعوده ابنته لرحاب صدره

كان يشعر وهو بعناقها برائحتها وكأنما هى من تغوص فى أحضانه .. تمنى اشياء كثيره يفعلها معها هى فقط لا احد سواها لكن لم تحدث تمنتى ان يجتمعو سويا لكن بعض الامانى لا تتحقق. .. فبعض الامانى لا تتحقق أحياناً 

 بص ليحي التى يقف يشاهدهم ابتسم ابتسامه خفيفه كأمتنان وشكر انه اعادها له ثم عاد لعناقها وهو يتشمم رائحتها التى تشبها ويوجعه قلبه انها غادرت وتركتهم باكرا

 كان يحيي حاسس بالغيره ايا يكن رغم انه والدها فهو رجل بالنسبه له ... لكن يحاول الا يظهر لانه حرم منها كثيرا وهى الاخره تحتاج له ... لا يريد ان يكون انانى فلتنعم بحبه الحانى انها تحتاجه


رجعو بيتهم وهو يساندها فهى لا تستطيع السير من ثقل حملها على ساقيها ، دخلها اوضتهم قعدها وقال

- هخرج عقبال ما تغيرى هدومك 

لم ترد عليه بصلها من شكلها تنهد ومشي وسابها طلب أمل ولما وصل راح ولستلمه ودفع حقه وحطه على السفره بص للاوضه راح عشان يشوفها لقاها لا تزال فى جلستها

- لسا مغيرتيش

مردتش عليه قعد جنبها مسك أيدها بحنان وقال

- روح ادعيلها .. هى محتاجه دعاكى اكتر متزعليش هى عند ربنا رحيم بيها اكتر منك .. كلنا هنموت الحياه دى فانيه هو عمر مكتبولك وبيخلص .. وده عمرها وقدر ربنا كده احنا ملناش أننا نعترض عليه

- ماتت بسببى

قالتها بشرود لتكمل - مشفتوهاش من بعد سنه غير مرتين وخسرتها العمر كله .. أنا السبب كانت تقدر تعيش لو كنت روحتلها .. أنا السبب فى موتها أنا مفيش غيرى

عيطت بحزن حضنها وهو بيتألم من كلمتها

- بس يا روح متحمليش نفس ذنب ده قدر

- ملحقتش أشبع منها .. ماتت وهى زعلانه منى ماتت وهى بعيد عنى .. سبتنى ومشيت

- كانت بتحبك اوى .. وصتنى عليكى ومكنتش زعلانه منك زى ما انتى فاكره هى هتزعل بجد لو شافت حالتك دى .. كفايه ارجوكى

بعدها عنه بصتله وقالت - كنت بتشوفها صح .. قولى قالتلك اى

سكتت يحي مسكت أيده برجاء وهى بتقول

- ارجوك يا يحي قولى كلامها قبل أما تسيبنى

- كانت خايفه عليكى منى طلبت أنها تشوفنى وقتها استغربت أنا كنت بتواصل مع والدك بس هى كانت لسا مصممه على أنى شخص زباله ومش ناسيه إلى عملته

F

دخل يحي الاوضه قعد وقال

- طلبتي تشوفينى








بصتله اتعدلت فى جلستها ومكنش حد معاهم فى الاوضه حتى عماد طلبت منه أن يتركها معه لتحدثه على انفراد

- انا وانت عارفين بعض كويس قولى يا يحي مفيش حد غيرنا سبب جوازك من روح ايه .. ارجوك متعملش فيها حاجه اكتر من كده انت متعرفش عانت بسببك ازاى

حزن يحي وهو بيفتكرها قال - عارف

فهو رآها تنوى قتل نفسها بكائها صلاتها دعائا عليه قفل الباب عليها ارتعابها منه شحوبها وقله روحها كانت كالجثه التى لا تهب الحياه فيها

- ولما انت عارف ليه لسا مخليها معاك .. طلقها خد إلى انت عايزه بس طلقها بلاش تأذيها

- جيبانى هنا عشان تطلبى منى انى أطلقها .. أنا عمرى ما افكر أأذى روح .. أنا بحبها والله ومش عايزها تبعد عنى .. روح الحاجه الحلوه فى حياتى .. أنا حاولت على قد ما اقدر اصلح غلطتى وارجعها من تانى وأنها تسامحنى وتحبنى ولسا لحد دلوقتى بحاول وميأستش ولا هيأس .. ممكن متصدقنيش بس حبى لروح كبير .. أنا حبتها منغير ما اقصد وعايش عشان اخد السماح منها

- مصدقاك

رفع وشه وبصلها لتردف

- شايفه تغييرك وندمك وحبك ليها فى عينك .. إلى خلانى اجيبك عماد لما قالى على إلى كنت بتعمله عشانها وانك مسبتهاش ودايما كنت معاها وهو شاف اهتمامك لما كان بيتابعها وإلى أكدلى

دمعت عينها وابتسمت وقالت - لما شوفتها مكنتش زى اخر مره شوفتها فيها .. كسبت وزنها شكلها رجع زى ما كان .. كنت بسأل أنا غيبت قد اى بس حمدت ربنا انى صحيت وشوفتها احسن مش اوحش .. خوفت عليها اوى منك وكنت مستعده اعمل اى حاجه وارجعها .. قالى عماد انك كنت هتموت وانت بدافع عنها وده إلى مصدقتوش بس شوفت الشاش وهو ملفوف حولين دماغك وأثبت كلامه .. أنا مقولتش لعماد إلى عملته فى روح وهى عيله مراهقه فى سن ١٧ .. عشان لو كان عرف مكنش هيبعتلك حد كان هو بذات نفسه إلى هيقتلك مرديتش اوظيه فى نصيبه اوصلها لدم مدام اتجوزتها فسكت

مردش فهو يشعر بالحرج والحزن

- مش جيباك عشان افكرك يا يحي أنا بديك فرصه وسامحتك ... أنا بوصيك عليها

بصلها مسكت وهى بتقول - اتقى الله فيها لو بتحبها بجد .. خلى بالك منها ومتزعلهاش ونبى كفايه الحزن إلى لسا فى عينها .. متسيبهاش خليك معاها .. امانه عليك ما تأذيهاش

- انا اخر واحد ممكن توصيه عليها .. أنا عمرى مزعلها أو اجرحها صدقينى أنا مش عايز غيرها

ابتسمت بأعين دماعه لكن كرضاء وقالت - هثق فيك

سعلت بضعف وتألم وحطت أيدها على قلبها بصلها وهى لا تتوقف راح نادا على المررضه دخل عماد وهى على الفور قرب منها وفعلت الممرضه ما يلزم

- انتى كويسه

اومأت له بضعف وهى ترتدى قناع التنفس .. بصت على يحي أشارت له بلأقتراب .. قرب منها وهو يصفى لها بعد القناع وتحدث

- عايزه اطلب منك طلب 

- اتفضلى

- روح كويسه .. عايزه اشوفها اجمعنى بيها ونبى ولو لمره واحده








حزن عماد تنهد يحي وقال - حاضر .. اوعدك هخليكى تشوفيها

ابتسمتله بشكر وامتنان

B

كانت روح بتعيط وهى بتسمع قالت

- روحتلها امتى

سكتت شويه تنهد وقال - فى اليوم إلى جالى مكالمه فيه وخرحت بعدها

بصت لها بشده وهى بتفتكر لما رجع وهى كانت قاعده مستنياه " كنت فين " مكنش عايز يقولها عشان والدتها

- يومها شكيت فيك .. أنا اسفه اوى .. مكنتش اعرف ان وانا قاعده بشك فيك انت كنت بتفكر فيا ... انا زباله اوى .. انا زباله .. قولتلها امى ماتت وانى معرفهاش .. اكيد كانت بتفتكر كلامى كل يوم وده إلى خلى حالتها وحشه

- بس يا روح كفايه كل ده ومفهمايش امها كل إلى يفرق معاها سعادتك وبس .. متعذبهاش اكتر من كده

بصتله روح قالت - شكرا يا يحي

يصلها أردفت - لولاك مكنتش زمانى شوفتها غير يوم واحد .. ياريتك كنت خدتنى عندها كل مره ودخلتنى غصب عنى .. أنا إلى ضمنت وجودها واهي مشيت .. مشيت وسبتنى .. لى خدها منى .. لى يارب

- بس يا روح استغفرى ربنا حرام عليكى

- انا تعبانه اوى يا يحي .. تعبانه

- طول ما أنا جنبك مش هسمح لأى أذى أنه يصيبد ، وجعك أنا أحمله عنك وتعبك حضنه كله .. اعرفى انك بنتى قبل أنا تكونى حبيبتى .. انتى الاوله فى حياتى والأخيرة

عيطت وهى ترى حبه وكأنما تشعر أن والدتها سبب فى كلامه هذا .. تشعر أنها معها

نامت فى أحضانه من كتر التعب والعياط فكان يوما شاقا ، شالها وحطها على السرير


فى الفيله صعد عماد لتلك الغرفه إلى تقصدها قدماه ، فتح بابها ودخل واقفله كانت خطاياه بطيئه نظر إلى ذلك السرير اقترب منه وجلس عليه

دمعت عينه وهو يتذكرها أخذ الوساده التى كانت تنام عليها مسح بيده عليها وكان يتسائل هل لا يزال دفئها فيها .. ام هو من يتخيل ؟

قربها تلتقط انفاسه رائحتها فتسيل الدموع من عينه

- رجعتى سبتينى لى .. لى مكتوب لقلبى أن يتوجع عليكى كل مره ... يارب زى ما كتبتلى تقابلها فى الدنيا اجمعنى بيها فى الاخره .. يارب عجل ساعتى عشان اشوفها

 أن قلبه ينفطر احتضن وسادتها لينشج ببكائه وهو يتحرر فلا يوجد احد معه .. يبكى بكلماته يناديها بقلبه قبل لسانه 


روح جحيمى

البارت٣٦


                  الفصل السابع والثلاثون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×