رواية عشق مهدور الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سعاد محمد
﷽
#الثالث_والعشرون
#عشق_مهدور
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوعين
مكتب آصف مساءً
تنهد آصف يقول لمن يُحدثه على الهاتف قائلًا:
تمام مُتشكر جدًا.
أغلق آصف الهاتف ووضعه أمامه على طاولة المكتب، تبسم إبراهيم الذى كان يجلس معه بالمكتب قائلًا:
أيه لسه المدام عصيانه عليك، والله أنا بستغرب لحال الدنيا،
"آصف شُعيب"
اللى كان أى بنت من الدفعه بس تتمنى يشاور ليها،وهو ولا واحدة أثرت فيه،دلوقتي،شغال تحايُل ووسايط عشان مُغرم،صحيح الحُب بهدله.
نظر له آصف بغضب قائلًا:
مش عندك قضايا،ركز فيها وبلاش ترغي كتير.
ضحك إبراهيم قائلًا:
تمام يا برينس بقولك أيه فى زبون جديد جاي الليله شخصيه مرموقه،بس إبنه من النوعيه اللى فسدهم الدلع،وإتاخد إشتباه فى قضيه إنه بيدعم المشروع إياه.
نظر له آصف بسؤال:
قصدك مشروع أيه؟.
رد إبراهيم:
مشروع ليلى،مسمعتش عنه.
غص قلب آصف وتلجم لسانه للحظات تذكر "سامر" تحير عن سبب ميوله لتلك الأفعال الشاذة، ماذا وجد بها مُثيرًا وهى تُثير الإشمئزاز، كذالك مُحرمه دينيًا لم يقبلها أى دين سماوي، فهي ميول هدامه سواء للـ الأخلاق أو حتى الجسد، ماذا وجد لذه فى ذلك كى ينجرف بهذه الدونيه التى سلبتهُ حياتهُ، لكن من يكون ذلك القذر الذى قتله، ودفعت الثمن أقرب إنسانه له، دفعته مرتين، الأولى بين قُضبان مقيته، والثانيه كانت على يدهُ حين إنعدمت مشاعرهُ وسيطر عليه الغضب الذى إستسلم له دون تفكير أذاها،رغم انه على يقين أنها بريئه من دم سامر،لكن أغاظهُ كذبتها،لم يتنتظر أن يعرف منها الحقيقه، وبدلًا من أن يبقى سندها جعلها ترهب أن يقترب منها،كم كان أحمقًا.
إنتبه لحديث إبراهيم بعد أن طرق على المكتب بآنامله قائلًا بمزح:
أيه روحت فين بكلمك مش بترد،للدرجه دى شاغله بالك،إنت حالتك بقت صعبه أوي.
كز آصف على أسنانه قائلًا:
كنت بتقول أيه؟.
تبسم إبراهيم قائلًا:
بقولك هتقبل القضيه دى ولا....
قاطعه آصف قائلًا:
عاوز أقعد معا الولد الأول قبل ما أقرر.
بنفس الوقت نظر الإثنين الى باب مكتب الذى فتح، دون إستئذان مُسبق ودلفت عِطرها الفواح يسبقها...تبسم إبراهيم بدبلوماسيه ونهض واقفًا يقول بترحيب:
مدام مي نورتِ المكتب.
تبسمت له مي بتعالى صافحته وهى تنظر الى آصف الذى ظل جالسًا ولم يهتم،بل تبدلت ملامحه للحِده قليلًا،بينما قال إبراهيم وهو ينظر لـ آصف بمغزى أن يحاول مُجاملتها بلطافه:
بصراحه مدام مي شخصيه مُميزه،كان بودِ إتشرف وأقعد معاكم،بس للآسف فى ميعاد مع عميل للمكتب جاي دلوقتي ولازم أستقبله فى مكتبِ،هستأذن أنا.
تبسمت مى وأومأت رأسها بتعالى،عاود إبراهيم النظر لـ آصف الذى تجاهل ذالك،خرج إبراهيم من المكتب وأغلق خلفه الباب؛بينما نظرت مي لـ آصف الذى مازال جالسًا ببرود،وإقتربت تتهادى فى سيرها،قائله بغرور:
ليه بتتهرب مني؟.
تهكم عليها بإستهزاء قائلًا :
وهتهرب منك ليه،مديون ليكِ،أو مكسورة عيني قدامك.
إقتربت أكثر منه وجلست أمامه على حرف المكتب،تحاول مُمارسة سحرها عليه كما تفعل مع غيره لكن هو تجاهل ذالك وعاد بمقعدهُ للخلف قليلًا،يقول:
أظن مفيش بينا غير المُعاملات القضائيه الخاصه بيك،ياريت ندخل فى المهم،حتى عشان وقتك.
تنهدت بضيق من تلك الطريقه الجافه التى يتعامل بها معها لم تُصادفها سابقًا،وهذا ما يُثيرها نحوه أكثر...حاولت أن تُظهر أنها الأقوى،ونهضت تسير بتهادي وشبه إغراء الى أن جلست على إحدى المقاعد أمام المكتب وجلست بدلال تضع ساق فوق أخري،يظهر مُعظم ساقيها الممشوقتين،وقالت:
هدخل فى الموضوع مباشرةً
أخويا شاكر.
ربما لديه خلفيه مُسبقه عن ما ستقوله لكن سأل:
ماله؟.
ردت بغضب:
البيه كان متجوز من حتة بت كانت بتشتغل سكرتيرة عنده...
قاطعها آصف ببساطه:
وفيها أيه،طالما إنسانه مُحترمة.
نظرت له بتعالى قائله:
إنسانه مُحترمه!
فى واحدة مُحترمه ترضى تتجوز فى السر من مديرها.
نظر لها آصف بإستحقار أليس هى من عرضت عليه الزواج عُرفيًا قبل فترة وجيزة،شخصيتها مزدوجه،بل مُشمئزه؛صمت ولم يُعقب،بينما هى قالت:
للآسف الجواز بينهم شرعي وتم على إيد مأذون،والبنت بسبب طمعها خلته كتب لها مهر كبير كمان مؤخر ده غير ڤيلا كبيره فى منطقه جديده،وطبعًا عشان يطلقها لازم يتنازل لها عن ده كله.
رد آصف:
ده حقها.
نظرت له بغضب قائله:
إنت بدافع عنها ليه،اللى يشوفك يقول المحامي بتاعها.
زفر آصف نفسه قائلًا:
أنا معرفهاش،بس طالما شاكر هينفصل عنها أقل شئ إنه يعطيها حقوقها،عالاقل كتعويض ليها.
-حقوقها،تعويض لها.
هكذا قالت مي بنزق قبل أن تُكمل بدونيه:
البنت دى لازم تتنازل عن الڤيلا كمان المؤخر وترجع المهر اللى دفعه شاكر.
تسأل آصف:
وشاكر موافق على كده.
نظرت مي بغيظ قائله:
غصب عنه موافق،البنت مش من مستوانا الإجتماعي،أنا مش عارفه ليه الرجاله دايمًا بتريل عالبنات الشعبيه اللى دون المستوي فيهم أيه يلفت النظر له،ولا هما اللى أذكياء وبيعرفوا يلعبوا على وتر النقص عند الرجاله،طبعًا تدعي الشرف لحد ما توصل لغرضها...وبعد كده تظهر حقيقتها الطماعه...بس للآسف بتكون وصلت لهدفها،والمغفل وقع فى الفخ.
إشمئز آصف من حديثها السافر والمُتحامل،قائلًا:
تمام خلي شاكر يتواصل بنفسه معايا وانا هستفسر منه أفضل...ونشوف حل مناسب بدون خساير للطرفين.
شعرت مي بعصبيه قائله:
ميهمنيش خسايرها،يهمني شاكر ينتهي من الجوازة دون المستوي من البنت الوضيعه دى.
رد آصف:
تمام،بس لازم أتواصل مع شاكر مباشرةً قبل ما أتخذ أى إجراء قانوني.
تنهدت مي بزهق ونهضت من مكانها عاودت الذهاب الى طرف المكتب وجلست عليه تكاد تتمايل على آصف قائله بإغواء:
تمام هخليه يتواصل معاك،بس إنت كمان تقبل دعوتي.
لم ينظر آصف لها ونظر الى حاسوبه الخاص لكن سألها:
دعوة أيه.
وضعت مي يدها فوق كتف آصف تحثه على النظر لها بإغراء قائله:
دعوة خاصه بعد بكره عامله حفله صغيرة تضم الحبايب... ومش هقبل أي إعتذار.
رغم أنه بقرارة نفسه لن يحضر لكن تبسم بتجاوب فقط لإنهاء الحديث معها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منزل أيمن
دلفت سهيله الى المنزل تشعر بالإرهاق
توجهت نحو غرفة الجلوس، تبسمت بإرهاق قائله:
مساء الخير، متجمعين عند النبي.
تبسمت لها آسميه قائله بشفقه:
يسعد مساكِ يا روحي تعالى أقعدى جنبي إرتاحي.
جلست سهيله على الاريكه جوار أسميه التى ضمتها أسفل ذراعها وقبلت وجنتها قائله:
واحشني أوي يا حبيبتى... منه لله اللى كان السبب فى بهدلتك دى، مس عارفه،المخفى آصف هيكسب من ورا نقلك من المستشفى اللى كنتِ فيها هنا،لمستشفى فى القاهره،غرضه بهدلتك وخلاص مش مكفيه اللى...
صمت آسميه حين سأمت ملامح سهيله،بينما قالت هويدا:
غرضه واضح إنها تبقى قريبه منه.
-قريبه منه!
هكذا قالت آسميه بإستهزاء بينما أكملت هويدا قولها:
هو ده التفسير الوحيد، وأنا رأيي أن سهيله المفروض تقعد معاه وتتكلم بهدوء يمكن توصل لحل سلمي معاه،لآن بعد اللى قاله المحامى إن قضية الطلاق ممكن تتطول لفتره مش قصيره.
تسرعت سحر بالرد:
لاء متقعدش معاه،إفرضي أذاها تانى،وإحنا مش مستعجلين عالطلاق.
تهكمت هويدا قائله:
معتقدش آصف هيأذيها تانى بدليل الليله اللى باتها هناك قبل كده هى قالت إنها نامت جنب الحجه شكران، ولما رجع النهار هو ممنعاش من أنها ترجع لهنا تاني، آصف لو فى دماغه شر كان أقل شئ إنتهز الفرصه وغصبها تفضل معاه بحُكم بيت الطاعه.
رد أيمن قائلًا:
مكنش يقدر يعمل كده طالما سهيله رافضه، المحامى فسر لينا القضية كامله.
[بالعوده بالزمن لليوم التالى لعودة سهيله بعد لقائها مع آصف]
بمكتب المحامى الخاص بها
تسأل أيمن:
أنا مش فاهم إزاي آصف قدر يتحايل عالقانون بالشكل ده، هو مش المفروض طلقها عند المأذون، كان المفروض، زى ما حالنا إخطار بالطلاق من المحكمه كان جالنا إخطار تانى بإنه ردها.
رد المحامي بتوضيح:
هو أكيد فى إخطار المحكمه بعتته بس ممكن يكون على عنوان المحامي اللى كان معاه توكيل من الدكتورة،
لأن فى فرق بين عِدة الشرع، وعِدة القانون، عِدة الشرع تلات شهور من وقت الطلاق، أما
.العِده فى القانون المصري بعد ستين يوم من الطلاق شبه بتنتهي العِده أو بمعنى أصح العِده ممكن تكون فعلًا إنتهت عند البعض،لآن حسبة العِده المفروض تلات حيضات،ولو الحيض إتحسب علميًا على تمانيه وعشرين يوم يعنى حوالى،يعنى أقل من تلات شهور،كمان مكنش فيه حمل،فبتنتهي المده خلال ستين يوم فقط ... ولازم عشان يرجعها تانى لعصمته يبقى بعقد جديد...وده اللى قدر يعمله بالتوكيل بتاع المحامي،لآن مثبوت إن تاريخ رد آصف لعصمته مره تانيه وكان قبل بعد مرور خمسه وستين يوم، يعنى بعد العِده الرسميه عند الحكومه... دلوقتي اللى نقدر عليه رفض تنفيذ حُكم الطاعه ده لو آصف قرر إصدار قرار إلزام بتنفيذ الحُكم،كل اللى هنخسره وقتها هو سقوط النفقه، وبرفع قضية الطلاق، كمان مفيش أى حقوق شرعيه ليكِ زى المؤخر.
رد أيمن:
أحنا مش بندور على نفقه ولا مؤخر إحنا عاوزين نخلص من التدبيسه دى، واكيد فى حل قانوني.
رد المحامي:
هو فى حل قانوني، بس الطلاق هياخد وقت شويه.
تسألت سهيله:
طب والخُلع.
رد المحامي بتوضيح:
الخُلع ممكن آصف يتلاعب بيه ويطلب من المحكمه المُساكنه، ويقول حكم من أهله وحكم من أهلها.
تسألت سهيله:
قصدك أيه بالمُساكنه فى بيت واحد معاه... ده شئ مُستبعد تمامً.
رد المحامي:
للآسف ده اللى وارد يحصل لو طلبنا الخُلع لآن واضح إن آصف مُتمسك بيك،أو واخد الأمر تحدي،لو يحصل تفاوض خارج المحكمه بينكم ممكن يكون أفضل،لآن المحاكم أحبالها طويله وكل قانون وله ثغراته.
"كُل قانون وله ثغراته"
والقانون هو لعبة آصف الذى يُطوعه كيفما يشاء.
هذا ما فكر فيه أيمن وهو يعود
يسمع قول هويدا:
أنا من رأي المحامي،ولا إنت ليك رأي تانى يا رحيم،قاعد ساكت ليه.
إرتبك رحيم قائلًا:
سهيله حُره فى حياتها،وهى صاحبة القرار،أنا حاسس بشوية إرهاق هقوم أنام عشان عندي سفر الفجر لازم أكون فى الكُليه بكره قبل التدريب الأول...تصبحوا على خير.
إستغربت هويدا رد رحيم الذى لم يُعطي رأيً ويُساند سهيله كما يفعل دائمًا،شعرت أن هنالك سببً،لكن نفضت عن رأسها،وهى تسمع قول سهيله:
أنا حاولت اقدم أجازة من الشُغل فى المستشفى، لحد ما أعرف ألغي النقل ده، أو حتى الاقى سكن مناسب يكون قريب من المستشفى دى بس للآسف،معظم دور المُغتربات اللى قريبه من المستشفى مشغوله الفتره دى،بسبب بنات الاقاليم اللى فى الجامعات، كمان رصيد أجازاتي منتهي بسبب الفتره اللى كنت أخدتها أجازة الفتره اللى كانت قبل مُناقشة رسالة الدكتوراة،مفيش حل غير إن أخد أجازة بدون مرتب،انا مش تاعبني غير ورديات الشُغل فى المستشفى يعنى مقدور على نبطشية الليل اللى بتخلص الفجر تقريبًا،ممكن أفضل فى المستشفى لحد طلوع النهار،لكن باقى النبطشيات،وبالذات نبطشية المسا،هخرج من المستشفى بعد العشا هرجع هنا أمتى،كمان مواصلات الطريق...حاسه إن مفيش حل.
ردت هويدا:
بالعكس أنا شايفه الحل موجود...والتجربه مش هضرك...
قاطعتها آسميه بتعسف:
لاء مستحيل،
الطبع مش بيتغير، والمثل بيقول
يموت الزمار وصوابعه بتلعب والواد آصف ده أنا محبتوش من الأول، قلبى إتقفل من ناحيته وكنت معارضه فى الجوازه، بس كل شئ نصيب.
غص قلب سهيله وشعرت بندم فهي فـ إصرارها على الزواج من آصف هى من دفعت ثمنه، ليتها كانت إمتثلت لرفضهم وقتها، ربما تجنبت ما حدث تلك الليله، وظل لـ آصف تلك المكانه الخاصه بقلبها وذكريات حُبها له فقط، دون أن تنمحي تلك الذكريات المُميزة وأصبح بُغضها له هو كل ما تشعر به نحوه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمطعم أحد فنادق القاهره
نهض مدحت مُبتسمً يقول:
أنا شبعت،كمان مش هقدر أكمل سهر،هسبقك يا رومس على الأوضه،وخليكِ كملي سهر مع آيسر أنتم شباب زى بعض لكن أنا خلاص عجزت،كمان هضب شُنط السفر،خلاص الايام الحلوه بتخلص بكير،بكره العصر راجعين ألمانيا.
نهض آيسر مُبتسمً،بينما كادت روميساء ان تعترض وتذهب مع مدحت،لكن ضغط مدحت على كتفها قائلًا:
لاء ضلي شوى وإستمتعي بالقاهرة وجمالها فى الليل ساحر...بس أنا عجزت وبقيت ما بتحمل السهر،والقاهرة يا محلى فيها السهر.
تبسمت روميساء،بينما إقترب مدحت من آيسر وهمس له قائلًا بمودة:
أنا عندى فيك ثقه بس حاذر،روميساء وقت ما بتعصِب ما بتتفاهم وما بتشوف مين قدامها سهل تحدفك بأي شئ يقابلها.
تبسم آيسر،نظر الى مُغادرة مدحت،مد يده لـ روميساء قائلًا:
الجو الليله برد صحيح بس مفيش مطر،أيه رأيك نتمشى شويه فى القاهرة.
نظرت روميساء الى يد آيسر وتبسمت ثم وضعت يدها بيدهُ قائله:
تمام خليني إتمشى فى القاهرة الساحره كيف ما قال بابا.
سار الإثنين يتجولان بشوارع القاهره دون هدف فقط يسيران من مكان لمكان،لم يشعرا بالوقت ولا لأى مكان ساقتهم أقدامهم،بين أماكن راقيه وأماكن شعبيه مُحملة بعبق التاريخ والتآلف بين البشر والترحيب بمودة،لكن فجأه تبدل الطقس،وبدأت بوادر زخات للمطر،فى البدايه تجنب آيسر من ذالك المطر،لكن روميساء كانت تشعر بحاله غير طبيعيه تخلت عن الجمود والرسميه،وإختارت أن تعيش الجنان حتى لو للحظات،خرجت نحو الشارع وقفت تحت الأمطار،خلعت قفازي كفيها وضعتهم بجيب مِعطفها ورفعت يديها تستقبل زخات المطر حتى إمتلأ نصف كفيها تقريبًا،إرتشفت من تلك المياه،كذالك رفعت وجهها لآعلى تستقبل زخات المطر فوق وجهها،رغم برودة الطقس والأمطار لكن شعور غريب يدفعها مُتعه خاصه تشعر بها وهى تقف أسفل تلك الأمطار، بينما إقترب آيسر منها وتبسم على أفعالها ولعقها لتلك الزخات التى توقفت فوق شِفاها،تمني أن يكون مُطرًا يُلامس شفاها يتذوقها بإشتياق،ماذا لو فعل ذالك الآن،لكن عاد لعقله فهو بالقاهرة لو فعل ذلك لن يسطع عليه صباح شاركها لحظات الجنان يسيران أسفل زخات المطر،كآنهما عاشقان،وشعر كل منهم بمشاعر خاصه، يودان ان لا تنتهي هذه الليله،ولا تتوقف الأمطار،لكن لكل طريق نهايه،وصلا مره أخرى الى الفُندق،تبسمت روميساء،التى فجأه شعرت ببروده حين دلفت الى داخل بهو الفندق،كذالك آيسر الذى شعر بإفتقاد بعد ان توجهت روميساء نحو المصعد الخاص بالفندق وتركته،وغابت عن وجهه خلف باب المصعد،لم يستطيع الإنتظار،صعد سريعًا نحو سلالم الفُندق،ربما يسبقها ويصل قبل أن تخرج من المصعد،
كذالك روميساء بنفس الوقت قررت النزول مره أخري بالمصعد الى أسفل الفُندق
لكن تآسفت حين فتحت باب المصعد ولم تجد آيسر ظنت أنه رحل،شعرت ببروده وعاودت الصعود بالمصعد مره أخري.
بينما آيسر وصل الى الطابق الموجود به غرفة روميساء،لكن وجد المصعد يصعد لآعلى وهى غير موجوده،شعر بآسف ربما تآخر وهى دخلت الى غرفتها،لم ينتظر وعاود النزول عبر السلالم... خابت أمال كل منهما للحظات، لكن كل منهم علم وتيقن أن هنالك مشاعر أصبحت حقيقيه بعد هذه الليله،إشتياق خاص كل منهما للآخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد النوادي الليليه(كباريه)
نهض واقفًا يستقبلها بترحاب خاص وخلع عن كتفيها المِعطف الثقيل واعطاها لأحد العاملين بالمكان ثم إنتظر جلوسها ثم جلس هو الآخر قائلًا:
لما إتأخرتِ قولت يمكن مي نسيت ميعادنا.
نظرت له مي بتعالي قائله:
لاء منستش بس كان عندي ميعاد تانى وإتأخرت شويه.
تبسم لها بمديح قائلًا:
ميعاد أيه ده اللى بسببه بقالى بنتظرك هنا أكتر من ساعتين.
ميعاد والسلام، المهم إنى جيت، ومعتذرتش.
تبسم لها بقبول قائلًا بمفأجأه:
أيه آخر أخبارك مع "آصف شُعيب".
بضجر أجابته:
والموضوع ده يهمك فى أيه،قولى ليه حاطط آصف فى دماغك أوى كده،بينك وبينه أيه.
تهكم على جوابها قائلًا:
واضح إنه دخل مزاجك،شكلى إختارت الشخص الغلط؟.
سخرت مي قائله:
الشخص الغلط لأيه بالظبط،أيه الى عاوزه من آصف.
نظر لها بتريقه:
واضح إعجابك،ولا أقول إفتتانك بـ آصف بس يا ترا هو كمان مفتون كده.
نظرت له عينيها تشع غضبً:
بلاش تلف وتدور قولى كان هدفك أيه لما وجهت نظري له،أية اللي بينك وبيبنه وغايظك منه، معتقدش شُغل ولا هو من النوعيه اللى فى دماغك.
نظر لها وتبسمت عيناه قائلًا!
عاوز أعرف أيه هى نقطة ضعْف آصف، بس واضح إن مالوش فى العاهرات.
إغتاظت منه بسُحق ونهضت قائله:
كمان مالوش فى اللى محسوبين عالرجاله بالغلط، بس هقولك نُقطة ضعف آصف هى الإكس بتاعته
طليقته بيحبها ومش شايف فى الدنيا غيرها، سلام وياريت بلاش تجي حفلة بكره،بالمره بلاش تتصل عليا تاني.
غادرت مي بينما ضحك هذا يشعر بالغضب، يُفكر بمكر ثعلب كيف
يصتاد ثغرة لـ آصف الذى أصبح
غولًا بنظرة، لكن ربما آن آوان صيدهُ قبل أن يتوحش أكثر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالى
قبل الظهر فى البنك
إنتهت شهيرة من تفقُد ذاك الصندوق الخاص بها وأغلقتها وضعت الصندوق فى الخزنه الخاصه بها، ثم خرجت الى خارج الغرفه وتبسمت لـ عادل الواقف يستند بظهره على حائط جانب الباب.
رد لها الإبتسامه:
حضرتك إنتهيتي.
اومأت له برأسها، دخل خلفها وأغلق الخزنه بالمفتاحين، لكن إستغل عدم إنتباهها، وقام بغرس المفتاح الخاص بها بقلب قطعة صلصال ثم وضعها بجيبه وسلت المفتاح الآخر وذهب نحوها وأعطاها المفتاح الخاص بها.
تبسمت وهى تسير لجواره يمدح فى تلك الصور الخاصه بهاالذى رأها فى إحدى المجلات، كانت تشعر بإنشراح وزهو كآنها مازالت صبيه فاتنه... خرجت من بهو البنك، وقف عادل على تلك السلالم ينظر لمغادرتها بسيارتها الفاخرة، ثم أخرج قطعة الصلصال ونظر لها مُبتسمً بظفر.
مساءً
بالشقه الذى يقطن بها
صهر قطعه من الحديد حتى اصبحت سائله مثل المياة،جذب قطعة الصلصال وسكب بداخلها الحديد السائل بحذر ثم تركه فوق الطاوله ونهض...تمدد فوق الفراش عيناه مازالت على قطعة الصلصال،بوده أن يجف الحديد ويتماسك فى الحال...لكن لا مانع من الإنتظار،عقله يُفكر فى أن هنالك بتلك الخزنه الخاصة بـ شهيره سرًا.... لابد أن يكتشفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ مطار القاهرة
كان الوداع المؤقت
تبسم مدحت وهو يُصافح آيسر قائلًا:
والله إتمنيت إن الطقس ما يظبط والطياره تتأجل لبكره.
تبسم آيسر وهو ينظر الى روميساء وكاد يقول له أنه كان يتمني نفس الامنيه، لكن يؤجل إقلاع الطائره الى أبعد أمد، لكن حانت لحظة الوداع المؤقت...
تبسم آيسر قائلًا:
أنا عندي رحلة بالطايرة لـ ألمانيا آخر الشهر، يعنى بعد تلات أسابيع، وإن شاء الله هاجي لحضرتك عشان نلعب جيم طاوله أعوض خسارتي الأخيرة.
شعرت روميساء بنظرات آيسر لها داخلها تشعر بمشاعر تتفتح لأول مره، أصبحت فى وقت قليل تتقبل غلاسة آيسر بل وتشتاق إليها أحيانًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالإمارات العربيه
بأحد المولات الخاصه، كان يسير يتبضع بعض الهدايا الذى طلبها منه رحيم أن يأتى له بها معه وقت عودته الى مصر التى إقتربت
لفت إنتباهه موقف قديم تكرر أمامه
لـ فتاة وأخرى خبطت بها وقع الهاتف على الأرض وشبه تحطم ذكره بنفس اللقاء الأول بينه وبين يارا
يارا هل مازالت تتذكرة بعد كل هذه السنوات،وآخر لقاء بينهم الذى كان من بعيد لا يعلم إن كانت وقتها لاحظته أو لاء،لكن رأها هو وشعر بغصه فى قلبه،شعر إنها مظلومه ب، أب يسير خلف ملذاته و أخ حقير يسير خلف انتقامه الأبله من أخته الذى كادت تصل للموت،لكن هى ماذا كان ذنبها فى ذلك،لكن هكذا هو الواقع،أبرياء يتحملون ذنوب ظالمين،بل ويدفعون ثمنها أحيانًا...بكسرة قلوبهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجرًا بالمشفى
وضعت سهيله إحدي يديها فوق تلك الطاوله، ثم وضعت رأسها فوقها تثائبت أكثر من مره تشعر بالإرهاق، أغمضت عينيها بنُعاس، لكن فتحتهما بإتساع، حين
دلفت أحد العاملات بالمشفى الى غرفة الطبيبات قائله:
فين الدكتورة سهيله الدسوقى، المدير المناوب عاوزها فى مكتبه.
نهضت سهيله تشعر بإرهاق وذهبت الى غرفته، دخلت بعد أن طرقت باب الغرفه، ترسم بسمه لكن إختفت حين وقع بصرها على ذلك الجالس الذى لمعت عينيه ورسم بسمه على وجهه، كانت بالنسبه لها بسمة بارده، لكن نهض المدير قائلًا: صباح الخير يا دكتورة، واضح إنك بتجهدي نفسك فى المستشفى، زى ما قال سيادة المحامي، والدليل إن ورديتك خلصت وإنتِ لسه فى المستشفى.
حيادت نظرها لـ آصف وقالت عكس ما تشعر به من إرهاق:
لاء أبدًا، انا مش بجهد نفسى بالعكس أنا بزيد خِبرة.
تبسم المدير قائلًا:
دى رسالة الطب، والأطباء الأكفاء.
نهض آصف راسمً بسمه:
بتصل على موبايلك بيديني مشغول قلقت عليكِ كمان إتأخرتِ فى الرجوع.
إرتبكت سهيله من نبرة آصف الناعمه بل والواثقه... صمتت.
بينما تبسم المدير قائلًا:
أكيد الدكتوره كانت مشغوله مع المرضى اللى هنا فى المستشفى.
تبسم آصف للمدير قائلًا:
بس كده كتير وإجهاد عالدكتوره المفروض إن نبطشيتها خلصت من ساعتين،لازم ترتاح هى كمان.
تبسم المدير قائلًا:
فعلًا كلام الباشا صح،المستشفى فيها دكاترة تانين.
إعترضت سهيله قائله:
بالعكس أنا مش حاسه بأي إجهاد،بس فعلًا إنتهت نبطشيتي بس كان فى مريض محتاج لرعايه وبقى كويس،مبقاش له لازمه أفضل فى المستشفى أكتر من كده،كمان وصيت واحده من الممرضات تهتم بحالته ولو حصل أى تطور تبلغني بيه عالموبايل لأن النهارده هبقى أجازة.
تبسم آصف وإقترب من سهيله وقف جوارها قائلًا:
قلبى كان حاسس عشان كده جيت عشان أخدك لمسكنا.
إزدردت سهيله ريقها ولم تستطيع الرد بسبب بسمة المدير،لا تود إثارة فضوله...
بينما نظر آصف للمدير قائلًا:
بشكرك.
اومأ الطبيب ببسمه، بينما نظر آصف لـ سهيله قائلًا:
مش يلا يا سهيله، كفايه سهر وإجهاد أكتر من كده.
غصبت سهيله غلى نفسها وصمتت وخرجت من غرفة المدير تسير وخلفها آصف، جزت على أسنانها وقالت له بغيظ:
أيه اللى جابك هنا ياآصف مش كفايه نقلتني لهنا غصب، كمان بتراقبني، وبكل بجاحه كمان جاي عشان تظهر نفسك الزوج الودود، الدور ده ميلقش عليك... قولت لك إبعد عن طريقي.
شعر آصف بوخزات قويه لكن قال ببرود:
أظن كفايه كده يا سهيله، أنا لغاية دلوقتي سايبك ومش عاوز أضغط عليكِ، و....
توقفت سهيله فجأه ونظرت له بإستهزاء تقول بتكرار:
تضغط عليا، واللى إنت بتعمله ده أيه، لما أتفاجئ بعد خمس سنين انى لسه على ذمتك، ولا قرار نقلي لهنا فى القاهره كمان اللى معرفش غرضك منه أيه.
تبسم آصف ببرود قائلًا:
عشان تبقى قريبه مني، قولتلك أنا مش هيأس.
زفرت سهيله نفسها وتركت آصف ودلفت الى غرفة الاطباء، سُرعان ما خرجت، تنهدت براحه حين لم تجد آصف،ربما غادر ، لكن زالت الراحه حين خرجت من المشفى وجدته يقف يتكئ بجسده على باب سيارته،تجاهلته عمدًا أشارت الى إحدى سيارات الأجره التى لم تتوقف لها شعرت بآسف،لكن إغتاظت حين إقترب آصف منها قائلًا:
سهيله إحنا قربنا عالفجر،والجو برد صعب تلاقى موصلات دلوقتي...خليني أوصلك.
تعصبت عليه قائله:
هتوصلني فين،طُرقنا مختلفه.
إبتلع آصف تلك الطريقه وجذبها من يدها قائلًا:
وقفتنا فى الطريق قدام المستشفى مش لطيفه، كمان الجو برد جدًا.
سحبها آصف عنوه الى سيارته وفتح لها الباب قائلًا:
آركبِ يا سهيله أنا مش هأذيكِ.
نظرت له سهيله بغضب قائله:
أنا أساسًا مشوفتش منك غير الأذيه، و....
قاطعها آصف حين أمسكها من عضدها وأخفض رأسها وجعلها تدخل الى السيارة عنوه، ثم أغلق السياره بجهاز التحكم الى ان دخل الى السياره من الباب الآخر ثم عاود إغلاق السياره إليكترونيًا، لكن رأى تلك النظره على وجه سهيله غص قلبه وقام بفتح زجاج شباك السياره المجاور لها قليلًا، يعلم رُهابها من الاماكن المُغلقه، بل الاسوء رُهابها منه هو... لكن سهيله لم تستسلم وكادت تفتح باب السياره، لكن
جذبها سريعًا من عضد يدها قبل أن تفتح باب السيارة
لحظات تلاقت عيناهم، رغم شعورة بوخزات فى قلبه من نظرة عينيها الخائفه، لكن تلك اللؤلؤه السوداء تُشبه حياته بدونها، هى الأخرى رغم رهبتها من مسكُه عضدها لكن إزدردت ريقها الجاف، تنظر لعيناه...
عيناه اللتان أخفاهم سابقًا خلف قناع أسود دمرها
لحظات كل منهم بداخله رغبه، هو يود أن يعود الزمن للخلف ويحذف تلك الليله القاسيه من قلبها،كذلك يتمنى قُبله ترد لهفة قلبه.
هى تتمنى أن تفقد الذاكره وتنسى أنه مر بحياتها.
زفرت نفسها بغضب وهى تنظر له قائله بتعسف:
إنت لسه عاوز مني أيه يا آصف.
نظر لها آصف قائلًا:
عاوز نبدأ من جديد.
تهكمت سهيله قائله:
والماضي إزاى هننساه، عندك جهاز تحكم يمحي الذاكرة.
نظر لها آصف قائلًا بإستفسار يتمني أن ترد عليه بما يُريح قلبه:
سهيله معتقدش إنك نسيتِ مشاعرك إتجاهي بالسهوله دى.
تهكمت سهيله قائله:
خمس سنين فاتوا مفكرنى هبكي عليك ولا أيه، سبق وقولتلك مشاعرى إتجاهك كُره.
إزدرد آصف ريقه وظل ينظر لعينيها قائلًا:
كدابه يا سهيله... فى عنيكِ نفس النظره اللى كنت بشوفها زمان، سهيله أنا بحبك.
تهكمت سهيله قائله:
وأنا بكرهك، هى قصة غصب والسلام...هتغصب عليا أحبك.
جذبها آصف عليه وقبلها على غفله منها ثم ترك شفاها ولم ينتظر رد فعلها
أدار مقود السيارة سريعًا قائلًا:
لاء برضاكِ طريقنا واحد يا سهيله.
«يتبع»
للحكاية بقيه.