رواية عشق مهدور الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سعاد محمد
﷽
#السابع_والعشرون
#عشق_مهدور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحوت من نومها بفزع إتكئت على ساعديها تلفتت حولها تستعلم أين هي، تنهدت براحة حين إستوعبت أنها مازالت تقبع فوق فراشها، كان حِلمً مستحيل أن تذهب الى غرفة آصف، وضعت يدها فوق قلبها الذى يخفق بقوة، واليد الأخرى وضعتها فوق شفاها، تستحث تلك القُبلة التى شعرت بمذاقها بين شِفاها رغم أنها كانت حِلمً.. كذالك تلك القُبلة التى قبلها لها حقيقيًا قبل دقائق، تركها بغفوة عقلها مُشتتة الوجدان .. تنهدت بحِيرة نظرت الى جوارها على الفراش، لأول ليلة تبتعد عنها آسميه، بسبب عودة خالها وحده من السفر فجأة، غصبً عادت آسميه معه ظهرًا الى كفر الشيخ،تنفست بقوة تشعر بضعف يعود لها يسستولى على قلبها الحنين...
لكن الحنين لماذا؟
لـ عشق آصف.!
الذى خذلها وطعنها بمقتل إن كانت مازالت حية تتنفس لكن بداخلها لا تشعر بمذاق لأي شئ،خاضت معركة بحياتها وأصبحت ذات شآن أعلى عِلميًا،لكن مع كُل تقدُم كانت لا تشعر بأي لذة لذالك فقط كآنها تصعد سُلمً تزداد عدد درجاته كلما صعدت درجة تنظر لتلك الدرجه الأعلى بلا إرادة لصعودها،
آصف دمرها بتلك الليله،هى تعيش فُتات فقط مثل الدُمية الآليه،تمتدح بذكاؤها وقوتها،لكن خاوية الشعور،تبتسم لمن حولها حتى لا تُعكر صفوهم ..
دموع سالت من عينيها لا تعلم لها سببً،ربما أرادت أن تبكي فقط، لا تعرف لماذا، والسؤال هو ذلك الحِلم وعودة آصف إجبارًا لحياتها هل أحي بداخلها مشاعر حاولت طمسها بإستماته، قُبلتهُ قبل قليل نزعت فتيل من قيدًا كانت أحكمت عقدهُ حول قلبها...قلبها الذى خذلها وجعلها تسقُط بفخ خداع آصف الذى دمر ما تبقي منها بتلك الليله الشنيعه،عاودت كل ذكريات تلك الليله تستعيدها برأسها كآنها تعيشها مرة أخري،وضعت يديها حول أذنيها كآنها لا تود السمع لتلك الكلمات الذى قالها آصف،توعده لها بالجحيم هزيانه أنه يعشقها بل ويذوب بها،كلمات إستقلالهُ بشآنها،كلمات يُخبرها مقدار غلاوتها لديه،لمسةحنونه وقُبلة داميه،أصفاد يضعها بيدها وحُريه يدية وهو يضعها فوق وجنتها يتلمسها بآنامله يهزي بسجنها لقلبه الذى لم ولن يتحرر من عشقها،لكان إستطاع أن ينسي ويستمر بعيدًا عنها،
كُل شعور وعكسه كذالك كُل كلمه وعكس معناها تضاد فى المشاعر والأقوال وبالنهايه...النتيجه كانت واحدة... آصف هدر عشق سنوات بدقائق،تحت مُسمي "القصاص"التى كانت تستحقه بنظره،خذلها بأقسى طريقه،تركها ميتة المشاعر
المشاعر...التى ظنت أنها شُفيت من تآثيرها،وأصبحت بلا مشاعر أو هكذا ظنت
لكن عاود شعور آلم يغزوا قلبها،حِيرة تفتك بعقلها
لا تعلم كيف تُعيد ذالك الفتيل وتحكم العقُدة مرة أخري،إقترابها من آصف هو الهلاك لو خذلها مرة أخري،سيضع كلمة نهايتها،لا تود خوض تلك المعركه لم تعُد قادرة على النضال لا بمشاعرها ولا بعقلها،
مشاعرها!
آصف عاد الى ما قبل تلك الليله،عادت ترا تلك اللمعه بعينيه وهو ينظر لها،قبل أن يضع تلك النظارة السوداء يُخفي خداعه وقتها،كان يعلم أن سهل عليها قراءة عيناه،عاد لحين كان يضجر من طول إنتظارهُ لها وهى تتعمد أن تتأخر،لكن لم يعُد يبيح لها بضجرهُ من الإنتظار بل يتحمله،أيام قليلة قضتها هنا جوارهُ تحمل تلميحات وتفوهات جدتها الساخرة بحقه كذالك تحكُماتها،لكن كُل ذلك ليس كافيًا،ليعود شعورها القديم نحوه،حين كان يظن أنها تتدلل وهو مُغصبً يتقبل ذلك الدلال ،لكنه لم يكُن دلالًا،بل كانت أخلاقها تتحكم،لا تسمح بأي تجاوزات دون إطار شرعي بينهم،يكفى خطأ أنها كانت تُقابلها خِلثه،توقفت الدموع وهى تسترجع تذمُراته فى تلك اللقاءات، حكاياته لها عن بعض القضايا الموكل له الحُكم بها، كلمات الحُب الذى كان يُسمعها لها،إتصالاته ورسائله الهاتفيه، إبتسمت تشعر بسمتها كآنها إعادت شروق لظلام كانت تحاول فرضه على نفسها،ظلام بدأ ينقشع تركها بغفوة مبستمه مع أول خيوط شروق شمس يوم جديد.
بغرفة آصف أستيقظ من نومه على رنين هاتفهُ،فتح عينيه بإنزعاج كان يود أن يظل نائمًا مع من كانت بسمتها تُرافق أحلامه، سنوات البُعد كان قاسيه، لكن الأقسى مثلها أيام هى قريبه منه ويخشي أن يذهب إليها طالبًا الصَفح، ليست جدتها هى المانع، يعلم جيدًا هى من تضع سياج بأشواك بينهم، لو برغبته لسار على تلك الأشواك ووصل إليها، بأرجُل داميه، لكن حتى لو فعل ذلك سيجد الصد، طريقهُ مازال فى المهد وعليه التروي.
مازال رنين الهاتف مُستمر، إنتبه له وقام بالرد يسمع مُزاح إبراهيم:
شكلِ صحيتك من حلم جميل، أوه نسيت أقولك صباح الخير، يا سيادة الأڤوكاتو، بفكرك عندك قضية مهمه النهاردة.
زفر نفسه بضيق قائلًا:
مُزعج، أنا عارف إن عندى قضيه ومش محتاج تفكرني، كلها ساعتين وأكون فى المحكمه،سلام.
أغلق الهاتف وتركه جوارهُ فوق الفراش وعاود التمدد فوق الفراش ينظر الى سقف الغرفه يتنهد بإشتياق يجتاحه وبداخله أمنيه أن يصحوا ويجدها جواره بالفراش تُلقي عليه الصباح مصحوب ببسمتها ودلالها حين كانت تتعمد التأخير فى لقائتهم بالبحيرة،ود أن يُخبرها أنه لولا ما حدث لكانت أول ليلة زواج لهم كان سيقضيها معها بمنزل إشتراه بتلك البحيرة خصيصًا لتلك الليله كان سيهيم بها عشقًا،لكن تملك منه شيطان سفك كل تلك الأماني وأضاعها خلف قصاص قاسي بلا ذنب،ذم نفسه على دقائق إفترسها بشكل ليس حيوانى ،فالحيوان يرفق برفيقته،هو لم يرفق ولم يفق من ذاك الغضب إلا حين رأي دمائها،حتى لمسة يدها حرم نفسه منها من الشعور بها،ندم ليس كافي لذاك العذاب الذى يعيشه بإقترابها ونظرة الخوف بعينيها،قُبلة وعِناق أمس كانا مثل نسمة دافئه،خشي أن يعود الصقيع لقلبه حين تفيق من المفاجأة ويرا بعينيها الرهبه،ثوران يشعر به يهدر بقلبه،أخرجه من ذلك صوت طرق على باب غرفته وخلفه صوت صفوانه أن الفطور أصبح جاهزًا،أزاح دثار الفراش ونهض سريعًا بداخله أمنيه أن يرا سهيله خِلثه قبل أن يُغادر.
سأم وجهه حين خرج من باب غرفته ونظر نحو باب غرفة سهيله كان مُغلقًا،أيُعقل أن جدتها مازالت نائمه،لا هى تستيقظ فى العادة باكرًا،سُرعان ما لعبت به الظنون ،هل يُعقل أن تكون سهيله أخبرت جدتها بتلك القُبلة وتضايقت منه وأخذت سهيله وغادرت الشقه،لا بالتأكيد...سار بخطوات رتيبه تتلاعب بقلبه الظنون، الى أن وصل الى غرفة السفرة تنهد براحه حين وجد سهيله تجلس هى ووالدته خلف طاولة الطعام نظرت له شُكران ببسمة حنونه قائله:
صباح الخير يا آصف.
تبسم لها آصف وإقترب منها وإنحني يُقبل رأسها، عيناه تنظر الى سهيله قائلًا:
صباح الخير ياماما.
تبسمت له شُكران بمودة قائله:
يلا أقعد إفطر.
جذب آصف المقعد الذى جوار سهيله ورمقها بنظرة مُبتسمًا قائلًا:
صباح الخير يا سهيله.
بداخله ود طبع قُبله على وجنتها يخصها بقول"حبيبتي" دون خجل من وجود والدته لكن يخشي رد فعلها.
بينما سهيله للحظات شعرت برهبة إقترابه منها كذالك تذكرت قُبلة الأمس،شعرت بخجل،ردت بصوت مُحشرج قليلًا:
صباح النور.
تبسم لردها،لكن نظر خلفه،ينتظر مجئ آسميه...لاحظت شُكران نظره خلفه سألته:
بتبص وراك ليه يا آصف عاوز حاجه من صفوانه.
رد آصف:
لاء،بس الحجه آسميه إتأخرت عالفطور.
تبسمت شُكران،بينما ردت سهيله بهدوء:
تيتا رجعت كفر الشيخ من إمبارح بعد الضهر خالى جاي زيارة مفاجئه وهيقعد حوالي تلات أسابيع.
إرتسمت بسمه تلقائيه على شفاة آصف،لكن شعر بندم ليته علم مُسبقًا بعدم وجود آسميه مع سهيله بالغرفه ما بات ليلته يتجرع لوعة الإشتياق،على الأقل كان سَر عينية برؤية سهيله طوال الليل.
بعد قليل نهض آصف يشعر بإنشراح فى قلبة دقائق قليله قضاها جوار سهيله دون توبيخات آسميه،نظر الى سهيله قائلًا:
أنا هرجع عالغدا ياماما.
تبسمت شُكران وهى ترا نظرات آصف لـ سهيله التى تدعى أنها مازالت تتناول الطعام...قالت بهدوء:
تمام يا حبيبي ربنا يوفقك.
غادر آصف دون سماع صوت سهيله،بينما تبسمت شُكران لها قائله:
والله إتعودت على وجود الحجه آسميه معانا،ربنا يصبحها بالخير.
تبسمت سهيله...ببنما عاودت شُكران الحديث:
إنتِ رجعتِ مع آصف ليلة إمبارح.
إرتبكت سهيله من سؤال شُكران،فهذه أول مره تسألها عن عودتها،أجابتها بتوتر:
أيوا لما طلعت من المستشفى لقيته واقف وإتعشينا بره.
تبسمت شُكران بمغزي،لا تود إحراج سهيله أكثر،فهى رأت آصف وهو يُقبلها ليلة أمس،كانت ستخرج من غرفتها لتأتي بمياة،لكن حين رأتهم يدلفون الى الشقه،كذالك حصار آصف وتقبيلهُ لها،وتركه لها قبل أن تتفوه بما يُفسد سعادته فى هذه اللحظه،لا تنكر شعورها بغصه من ما أوصل آصف نفسه، كآنه يسرق قُبلة من زوجته...تنهدت بتمني وقامت بالدعاء،أن يهتدي الوصال بينهم...وتعود نظرة عيناهم الدافئه كما فى السابق حين كانت تلاحظهم عن قُرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا
بمكان قريب من البِنايه التى تقطن بها سهيله
ترجل رحيم من تلك الحافله ينظر حوله الى الشوارع، يقرأ أسمائها حتي رأى ما يبحث عنه تبسم وتوجه نحو ذلك الشارع، لكن فجأة تصنم بمكانه بس رعونة سير تلك السيارة التى توقفت فجأة قبل أن تدهسه، لكن ليس هذا فقط ما ضايقه، بل ضايقه أكثر تلك المياة التى كانت بتلك البؤرة وبسبب رعونة سائق تلك السيارة طرطشت تلك المياة عليه ولوثت ثوبه الميري الذى كان يرتديه،تعصب حين ترجلت تلك الفتاة من السيارة وإقتربت منه بلهفه وخوف كذالك غرور وإلقاء الخطأ عليه سائله:
جرالك حاجه، بس إنت اللى ماشى فى نص الطريق وكان لازم....
-كان لازم أيه...
قاطعها بعصبيه وهو يُخرج محرمه ورقيه من جيبه وقام بمسح تلك المياة الملوثه التى أصابت وجهه،نظر لها بغضب ساحق قائلًا:
سايقه على أقصى سرعه،وكان سهل تدهسيني ونازله بدل ما تعتذرى نازله ترمى خطأك عليا،واضح إنك إنسانه غير مسؤوله فرحانه بعربيتك الماركه وسرعتها ومش فارق معاكِ إنك ممكن كان بسهوله تدهسيني...أنا سهل أخد نمرة العربيه وأروح لأقرب قسم شرطة وأقدم شكوى فى المرور بأنك شخصيه غير مؤهلة لقيادة سيارة فى الشارع، واحده فرحانه إنها عندها عربيه أهلها شارينها لها عشان تزعج غيرها وكان سهل تتسبب فى موته، واضح انك أخدتِ رخصة القيادة بالوساطه.
نظرت له بغضب قائله:
واضح إنى مكنش لازم أنزل من عربيتى عشان أطمن عليك، وأنا فعلًا مش بتآسف لك، ومتفكرش إن بدلة الشرطه اللى لابسها دى هتخوفنى ولا تفرق معايا، وقدامك العربيه أهى خد نمرتها ولا أقولك أنا النمر وروح أقرب قسم بعد شارعين وقدم المحضر اللى إنت عاوزه، سلام أنا ضيعت من وقتِ لما نزلت من العربيه أساسًا.
بغضب من الأثنين سار كل منهم لطريقه...
بعد قليل فتحت سهيلة باب الشقه، لكن إندهشت من تلوث ملابس رحيم قائله:
أيه اللى حصل البدله اللى عليك كلها ميه واضح إنها مش نضيفه أنت إتزحلقت وإنت ماشى ولا أيه؟.
رد رحيم بعصبية:
لاء... كان فى بؤرة ميه قريبه من الشارع وسواقة عربيه فرحانه بنفسها وسايقه على أقصى سرعه طرطشت عليا الميه.
تبسمت سهيله قائله بمرح:
معليشى كده كده كانت ماما هتغسلهالك أول ما ترجع للبلد، بس غريبه أنا مصدقتش لما إتصلت عليا من شويه وقولت إنك نازل أجازة على غير العاده مش متعاقب.
تبدل وجوم رحيم الى بسمه قائلًا:
عشان بقيت مُلتزم... هتسيبنى واقف كده قدام باب الشقه مش تقوليلى أتفضل،ولا آصف محرج عليكِ تدخلي أخوكِ للشقه فى عدم وجوده.
تبسمت سهيله وهى تتجنب ليدخل رحيم قائله:
صاحبة الشقه هى طنط شُكران وهى اللى تسمحلك أو لاء.
تبسمت شُكران التى قابلتهم فى الرُدهه ونظرت لـ سهيله بإمتنان من ذوقها قائله:
إنتِ هى صاحبة المكان وقلب آصف كمان،وأي حد من طرفك يبقى صاحب مكان ومكانه زيك.
تبسم رحيم وهو ينظر لتلك السيده صاحبة الملامح الحنونه كذالك ذوقها بالرد وشعر بأُلفه منها كذالك إرتياح فى قلبه على سهيله التى تستحق كُل السعادة، لاحظ لمعه جديده فى عينيها، ليست أول مره تمرح معه لكن يراها اليوم بملامح أخري حيويه أكثر وإشراق بوضوح.
إقترب من شُكران ورفع يدهُ مُصافحًا يقول:
أنا رحيم أخو سهيله.
صافحته بترحاب قائله بتذكُر كيف مرت السنوات:
ياه السنين فاتت بسرعه، أنا لسه فاكراك وإنت صغير كذا مره جيت مع سهيله فى السرايا، كبرت ماشاء الله.
تبسم لها قائلًا:
أنا من صغري برتاح سهيله وكنت دايمًا بحب أرافقها.
تبسمت له شُكران،سهيله،كإسمها سهلة المعشر ورقيقه،لكن ربما ما حدث لها جعلها تحاوط نفسها ببعض الأشواك الضعيفه،لكن داميه بنفس الوقت لقلب آصف.
جلس ثلاثتهم بغرفة المعيشه وقتً ليس قصير الى أن قرع جرس باب الشقه نهضت سهيله قائله:
خالتي صفوانه زمانها مشغوله فى تحضير الغدا، هلبس الإيسدال وأروح أفتح أشوف مين.
تبسمت لها شُكران، ورحبت مره أخري بـ رحيم الذى شعر معها بالود، بينما فتحت سهيله باب الشقه تفاجئت بفتاة تضع نظارة ملونه حول عينيها، كذالك خُصلات شعرها القصير لحدِ ما مصبوغ أطرافه بعدة ألوان، ملامحها مُختفيه خلف تلك الألوان التى تضعها فوقها بإتقان، كادت أن تسألها من تُريد، ربما أخطأت فى العنوان، هكذا ظنت الفتاة أيضًا، وعادت للخلف تتأمل رقم الشقه، ثم سألت بنبرة شبه مُتعاليه:
إنتِ شعالة جديده هنا.
إندهشت سهيله وقبل أن ترُد عليها، رد آصف الذى جاء خلفها بغضب ورتابه:
دى سهيلة مراتي، أهلًا يا شيرويت.
شعرت شيرويت بخزي بينما تبسمت سهيله لـ آصف الذى نظر لـ شيرويت وهى تدخل الى الشقه وهو خلفها ثم أغلق باب الشقه خلفه مُتنهدًا بسبب إستقلال شيرويت من سهيله... دلف خلفهن الى حجرة المعيشه،بينما رفع رحيم نظرهُ الى من دلف الى الغرفه وقف ينظر لها ببُغض كذالك هى
تحدثا الإثنين بنفس اللحظه ونفس الكلمه
-أنت
-إنتِ
نظر لهما آصف الذى دلف خلف سهيله قائلًا:
إنتم تعرفوا بعض.
نظرت شيرويت بإشمئزاز له قائله:
طبعًا لاء.
بينما جاوب رحيم بإستقلال واضح:
طبعًا انا معرفش الاشكال المايصه دي.
كتمت سهيله بسمتها حين وضعت إحد يديها فوق شِفاها، بينما تبسم آصف بخفيه... حاولت شُكران تلطيف الجو قائله:
أكيد فى سوء تفاهم، خلونا نقعد سوا.
قاطعت صفوانه حديث شُكران قائله:
حضرت الغدا عالسفرة.
أومأت لها شُكران قائله:
طب خلونا نتغدا سوا وبعدها نبقى نتفاهم، يلا يا شباب.
وافق الجميع وذهبوا نحو غرفة السفره، لسوء الحظ جلس رحيم جوار شيرويت التى تنفخ بين الحين والآخر، كذالك رحيم الذى يشعر بالإشمئزاز من تلك الخُصلات الملونه، كذالك كثرة تلك المساحيق التى تضعها فوق ملامح وجهها تُخفى حقيقة معالمها تقريباً،كذالك ذاك العطر الآخاذ ذو الرائحه النافذه والنافرة بنفس الوقت...،بينما آصف عيناها لا ترا غير سهيله التى تحاول إخفاء بسمتها وهى تنظر الى ملامح أخيها تشعر بأنه على شفا لحظة وربما ينهض ويصفع تلك الملونة الشعر.
بعد إنتهاء الغداؤ عادوا مره أخري الى غرفة المعيشه،تنحنحت شيرويت قائله:
آصف كنت محتاجة أتكلم معاك خمس دقايق على إنفراد.
نظر لها رخيم بإستهزاء،تلك الآفاقه التى تدعي الرُقي.
نهض آصف واقفًا قائلًا:
تعالى نتكلم فى مكتبِ.
ذهبت خلفه نحو مكتبه،لم يغيبا كثيرًا وعادا مره أخري الى غرفة المعيشه،تبسمت شيرويت قائله بمجامله:
بصراحه أنا بحب طنط شُكران جدًا وكنت أتمني أفضل وقت أكتر،بس للآسف،الإمتحانات خلاص كلها أيام وتبدأ،ولازم أجمع المنهج،هستأذن أنا.
تبسمت لها شُكران قائله:
ربنا يوفقك.
مازالت نظرة شيرويت لـ سهيله الدونية المستوي التى لا تشعر أنها تليق بشخص مثل آصف، لكن رسما بسمة زائفه:
إتشرفت بمعرفتك يا سهيله.
أومأت لها سهيله مُبتسمه دون رد،بينما نظرت شيرويت الى رحيم بغيظ بادلها النظرة بفتور وبلا مبالاة كآنها بلا قيمه،غادرت شيرويت،جلس آصف مره أخرى معهم،رمق رحيم بنظرة خاصه مُرحبًا به،شعر رحيم للحظه بخزي منه،لاحظت سهيله ذلك
دخل الى عقلها فضول، لكن تسألت شُكران:
شيرويت كانت عاوزة أيه؟.
تبسم آصف قائلًا:
عاوزه وصايه مني للدكاترة بتوعها فى الجامعه عشان طبعًا تجيب تقدير كويس فى الإمتحانات.
تبسمت شُكران قائله:
شيرويت عكس يارا تمامً، ربنا يوفقهم الإتنين.
تنهد آصف هامسًا:
شيرويت بنت أسعد وشهيرة، لكن يارا عن من مصلحتها قربها منك يا ماما.
سمعت سهيله همس آصف،نظرت الى شُكران بداخلها سؤالًا تود تسأله لها كيف يستطيع قلبك تحمل كل هذا، كيف يفيض بحنان على بنات من إقتسمت قلب زوجك يومً، تشعر أن هنالك أشياء تخفى عنها منذ أن آتت للعيش هنا لم ترا أسعد حتى لا يُذكر إسمه سوا قليلًا كذالك رد شُكران دائمًا تكن له الإحترام،رغم أنها على دراية بآنه لا يستحق ذلك.
جلست ود هادئه،ونظرات عاشقه يخصها آصف لسهيله
لكن قطع حديثهم رنين هاتف آصف، أخرجه من جيبه وقام بالرد على من يتصل عليه بهدوء، ثم أنهي الحديث معه قائلًا:
تمام ساعه وهكون عندك.
نهض آصف ينظر لـ سهيله قائلًا:
هروح أغير هدومى وخارج تانى، بس مش هغيب، هرجع المسا عشان نروح الحفله سوا.
-حفلة أيه!
هكذا سألت سهيله، أجابها آصف:
حفلة عيد ميلاد مدام مي المنصوري.
إعترضت سهيله:
بس أنا ماليش فى نوعية الحفلات دي، روح لوحدك.
تنهد آصف قائلًا:
لاء هى دعاتنا سوا، مُضطر أمشى بس هرجع المسا ياريت تكوني جاهزه.
غادر آصف دون إنتظار لمحايلة سهيله، بينما تبسمت شُكران قائله بتحريض:
مالها الحفلات دى، حفلة عاديه حتى تفرفشي شويه إنتِ من شغل المستشفى للشقه، أهي فرصه ترفهي شويه عن نفسك.
رسمت سهيله بسمه،رغم إعتراضها،كذالك شجعها رحيم قائلًا:
روحي وإبقى هاتيلى معاكِ حتتين جاتوه،ولا يا خسارة هكون رجعت كفر الشيخ،أقولك حُطيهم فى التلاجه ابقى أفوت أخدهم وانا راجع للكُليه.
تبسمت له شُكران،بينما سهيله لا تود الذهاب،بسبب نظرات تلك المرأة التى تخص آصف بها دون حياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
دلف آصف الى المنزل،تبسم لـ صفوانه التى قابلته بترحيب سألًا:
ماما فين؟.
ردت صفوانه:
الست شُكران،فى أوضتها كانت بتكلم أيسر عالموبايل...
قبل أن يسأل آصف عن سهيله أجابته بسؤال خبيث:
وسهيله فى أوضتها،بس أيه اللى معاك فى الصندوق ده.
تبسم آصف ونظر الى ذاك الصندوق الصغير قائلًا:
بطلي خباثة الفلاحين دي يا صفوانه.
تبسمت له صفوانه بقبول وهو يتخطاها نحو غرفة سهيله،تنهدت تدعي له براحة القلب،بينما ذهب آصف نحو غرفة سهيله كالعادة الباب مواربً،طرق على الباب ثم أكمل فتحه...تبسم حين إعتدلت سهيله جالسه على الفراش،تنظر له بتوتر حاول تجاهله،لكن سهيله تسرعت:
خير أيه دخلك لأوضتي.
غص قلب آصف لكن إقترب من فراشها ووضع ذاك الصندوق عليه قائلًا:
جبت لك فستان مناسب عشان الحفله،ياريت تجهزي عشان منتأخرش.
زفرت سهيله نفسها بضيق قائله:
بس أنا قولتلك....
قاطعها آصف بحسم:
كان لازم ترفضي من وقت ما دعتك إمبارح ليه سكتِ،أعتقد ساعه مش هتآثر عليك،هروح انا كمان أغير هدومي،على ما إنت كمان تجهزي.
ترك آصف سهيله التى تشعر بضيق هى لا تود رؤية تلك الآفاقه،لكن آصف يمارس ضغط عليها،حتى تعترف بأنها تنفُر من حركات تلك الوقحه...إرتسمت بالبرود،أصرت أنها لن تذهب،نهضت من فوق الفراش حملت ذاك الصندوق وذهبت نحو غرفة آصف بنيتها أنها ستعترض ولن تذهب،وقف أمام باب غرفته تستجمع شجاعتها،زفرت نفسها بتحفيز،ثم طرقت على باب الغرفه،ودلفت حين سمعت صوت سماح آصف لها،لكن تيبس جسدها حين فتحت باب الغرفه ودلفت خطوه بداخلها سعرت بحياء حين وقع بصرها على ظهر آصف الشبه عارِ،إرتبكت وظلت صامته للحظات،إستدار آصف ونظر لها تبسم على ملامح وجهها التى أصبحت حمراء من الخجل،وقال:
ممكن تقفلي باب الأوضه لو سمحت،وبعدها إبقى قولى اللى عاوزاه؟.
إنتبهت سهيله وشعرت برجفه بجسدها سُرعان ما قالت:
أنا مش عاوزه حاجه،الفستان أهو،أنا مش....
-مش أيه
قاطعها آصف وهو يقترب منها،كُل خطوه تُربك عقلها،ورهبة تسكن جسدها،عادت للخلف الى أن وصلت للباب شعرت بريبه قائله:
هروح ألبس حاجه مُلائمه من عندي،بس مش هلبس اللى فى الصندوق ده.
تبسم آصف رغم تلك الوخزات بقلبه من نظرة عينيها المُرتعبه قائلًا بهدوء:
تمام براحتك...بس كفايه تأخير.
ذهبت سهيله وقف آصف يتنهد ربما يكفي أنها آتت لغرفته،كذالك واقفت على الذهاب معه،فلولا سهيله ما كان ذهب الى ذلك الحفل الذى لا يستهويه،فقط ذاهب من أجل الإنفراد بـ سهيله حتى ولو لوقت قليل.
بعد قليل إنتهى آصف من إرتداء ثياب مناسبه،ذهب نحو غرفة سهيله وقام بالطرق على باب الغرفه،لحظات قبل أن تفتح سهيله باب الغرفه قائله:
أنا جاهزه.
نظر لها آصف بتقييم،لا ينكر إعجابة بزيها البسيط لكن آنيق فى نفس الوقت كذالك حجابها المُنمق والملائم لزيها،لكن كان ينقُصه بعض الرتوش الخاصه،أخرج علبة مُخمليه من خلف ظهرهُ مد يده به لها قائلًا:
أعتقد الطقم ده هيدي طابع ملكي ليكِ،وياريت بلاش إعتراض.
لم تعترض سهيله تود الخروج من تلك الحاله،أخذت العلبع وذهبت نحو المرآة الخاصه بغرفتها فتحت العلبه، لا تنكر إعجابها بتلك القطع الذهبيه المُرصعه ببعض الالماس، أخذت تضع قطعه خلف أخري،ظل ذاك الخاتم وجوارة خاتم آخر يبدوان مثل خواتم العروس،للحظة فكرت يكفى ذاك السوار والسلسال،لكن آصف لاحظ تردُدها فقال:
ياريت تلبسي كمان الخاتم والدبله.
كيف قرأ ما بخاطرها انها لم تكن تود وضعهم بأصابعها،لكن إرتدتهم بعجاله حتى لا تتردد مره أخري.
نظرت له بتهرب قائله:
أنا جاهزه.
تبسم وأشار لها بيده أن تتقدم أمامه،تقابلا مع شُكران التى تبسمت لهم وتمنت لهم قضاء وقت سعيد...
بالسيارة شعرت سهيله بإرتباك وتوتر مصحوب برجفه، حتى مع حديث آصف الهادئ كانت ترد بإختصار، تنفست الصعداء حين ترجلت من السيارة أمام مدخل تلك الڤيلا الفخمه،إرتعب جسدها حين تعمد آصف إمساك يدها،وسحبها تسير جوارة الى أن دلفا الى ذاك البهو الواسع،ورأت ذاك الجمع الكبير،لم تهتز ولم يلفت إنتباهها أى شئ مجرد مظاهر آفاقين فقط،كل ما تشعر به هو رجفة يدها التى يمسكها آصف،حتى تلك الهديه الذى قدمها آصف لـ مي لا تفرق معها،لكن شعرت بضيق حين تعمدت مي،عناق آصف وقبلت وجنته،كنوع من الإمتنان له على الهديه،شعر آصف بمفاجأة من فعلة مي وتضايق وغضب منها وكاد يُغادر،لكن بدل ذالك بعدما نظر الى ملامح وجه سهيله التى تبدلت وكذالك تلك الزفرة الساخنه التى خرجت من بين شفتيها،تبسم ورسم القبول بذلك،رحبت به مي بحفاوة كآنه لا يوجد غيره بالحفل، حتى جلسا خلف إحدي الطاولات،مظاهر حفلة عيد الميلاد هذه مختلفه عليها،ليست بسيطة،فهي آشبة بمؤتمر لعقد الصفقات والتباهي أمام الكاميرات...
شعرت سهيله بالنفور،إزداد حين عادت مي،وقامت بالإنحناء على آصف،وطلبت منه أن يرقُص معها،نظر آصف الى سهيله ود لو إعترضت،لكن أظهرت برود عكسي،تبسم آصف ونهض مع مي ذهبا الى تلك الساحه بمنتصف البهو،بلا إهتمام شعر بإمساك مي ليده وضعتها حول خصرها والأخري ضمتها بيدها،وبدأت بالدوران معه،لكن هو كانت عيناه على سهيله...لاحظت مي ذالك فقالت بإستقلال:
هى دي مراتك،إزاي قبلت ترجعلك،مش مكنتش قابله بـ....
قاطعها آصف قائلًا:
أعتقد ده شآني الخاص.
صمتت مي للحظات تشعر بالبُغض لتلك الجالسه التى تستحوز على عقل وقلب آصف،لكن آصف مع مل دوران كان ينظر نحو سهيله،لكن تفاجأ أنها لم تعُد جالسه...ترك يد مي وإنسحب بعيدًا عنها،وذهب نحو طاولة سهيله،شعر بنغزة فى قلبه وخرج سريعًا،نحو تلك السيارة سألًا:.
الدكتورة خرجت من الحفله.
رد أحدهم:
فعلًا وعرضنا نوصلها وهى مرضيتش وقالت هتتمشى شويه،وكان فى فرد آمن مرافق ليها وقال إنها ركبت تاكسى وطلبت منه يوصلها للبيت.
نظر له آصف بغضب قائلًا وإزاي تسيبوها تمشى لوحدها حسابكم معايا بعدين.
****
ترجلت سهيله من سيارة الأجره ثم صعدت الى الشقه ودلفت إليها، تشعر بإرهاق، ليس بدني لكن ذهني
فتحت باب غرفتها ودلفت إليها تشعر بسأم، كذالك شعور بسخونه فى جسدها، ذهبت نحو الفراش مباشرةً، وجلست عليه قامت بفك وشاح رأسها وضعته جوارها على الفراش ثم تحررت من بعض ثيابها،وتلك المصوغات وضعتها على جنب حتى تلك الدبله والخاتم خلعتهم، وإستلقت بنصف جسدها على الفراش زفرت نفسها تشعر بتشتُت من تلك المشاعر التى إنتابتها قبل قليل حين رأت آصف يرقص مع تلك المرأه، حقًا يبدوا بوضوح عدم إنسجامهُ معها بالرقص لكن بالنهايه جسدهما قريب من بعض بأحضان بعض تقريبًا ، كذالك هى كانت تتقرب منه أكثر... شعور غريب هل هو "غِيره".
فجأة إنتفضت ونهضت واقفه تذم نفسها قائله:
غِيرة أيه يا سهيله، إنتِ نسيتِ اللى جرالك منه ولا لسه بتحبيه، آصف أسوء إنسان فى حياتك، أكتر شخص آذاكِ ومازال مُستمر فى آذيتك، بدليل خِداعهُ إنك لسه على ذمتهُ، فوقي كفايه هتفضلي ضعيفة لحد إمتى، المفروض الجوازة دى تنتهي وكمان تخرجِ من دايرة آصف.
تنهدت ورفعت يديها قامت بفرد خُصلات شعرها الأسود تركته ثائر خلف ظهرها، وتوجهت نحو دولاب الملابس أخرجت لها منامه، للحظه عاود منظر رقص آصف مع تلك المرأه لخيالها، لامت نفسها وذهبت نحو الفراش، وضعت المنامه عليه، حتى تقوم بخلع باقى ملابسها، لكن نظرت نحو باب الغرفه الذى إنفتح دون إستئذان، سريعًا جذبت جزء من تلك المنامه وإرتدته، قبل أن تتهجم بالحديث:
مش فى باب تخبط عليه قبل ما تدخل، ولا هو طبع فيك إنك تتهجم على خصوصية الآخرين.
أغمض آصف عينيه للحظة بعد أن وقع بصرهُ عليها وهى نصف عاريه، يشعر بشوق يفتك به يتمنى الآن أن يجذبها إليه يضمها بين أحضانه يستقي منها الشوق الذى يهدر بكيانهُ، عاود فتح عينيه يختفظ بتلك الصوره فى خياله، وتغاضى عن تهجمها فى الحديث معه سألًا:
ليه مشيتِ من الحفله وكمان من غير حراسه.
زفرت نفسها بغضب قائله:
قولتلك ألف مره مش محتاجه للحراسه ماليش عدوات مع حد أخاف من أذيته، وكمان مشيت عشان تبقى براحتك، يمكن وجودي كان مضيق عليك،وترقص براحتك مع العاهره اللى كان ناقص...
توقفت سهيله فجأة عن التفوه أكثر عن تلك المرأه حتى لا تُثير زهو آصف ويظن أنها تغار عليه،وحاولت إظهار الا مبالاه وفسرت الأمر ببساطه:
أنا أساسًا مكنتش عاوزه أحضر الحفله دى، او أقولك الحقيقة النوعيه دى من الحفلات ماليش فيها ولا أحب أحضرها، محبش أحضر فى مكان وأشوف فيه مناظر ملهاش معنى غير إنها مجملات أوبالأصح مناظر حرام أساسًا...وكمان ناسي إنى فلاحه ومليقش بالحفلات الراقيه اللى من النوع الدنئ ده.
للحظه ظهرت البسمه على محيا آصف، ونسي سبب ذلك الغضب الذى كان يشعر به بسبب مُغادرتها الحفل دون إخبارهُ قبلها كذالك دون إصطحاب حراسه معها، شعر بإنشراح من مغزى حديثها هى شبه أخطأت وربما ضغت مشاعر الغِيره لديها،أنها لم تستطيع رؤيته يحتضن تلك السخيفه التى أحرجته وطلبت منه أن يرقُص معها... وافق على عرضها ليس مضطرً أو مُرغم بل وافق عن قصد إثارة مشاعر سهيله، وقد نجح فى ذلك.
لكن السؤال الذى يخشي إجابته
هل حقًا سهيله تحمل له مشاعر خاصه تجعلها تشعر بالغِيره عليه... والإجابه موجعه... بالتأكيد لا
والسبب... هو بتسرعهُ فى تنفيد حُكم خاطئ أهدر عشقهُ بقلب إمرأة يملأ عشقها قلبه يتغلغل بكل ذره فى جسده مع جريان الشُريان فى أوردته .
شعرت سهيله أنها تسرعت بالرد ربما ظن أنها تغار عليه أو مازالت تكن له مشاعر،بدلت
قائله بآسف:
خسارة يا آصف،لما كنت قاضي عادل الخوف مكنش فى قلبك كُنت شجاع،لكن لما بقيت ظالم بقيت تمشى وراك وقدامك حراسة، إحساس إنك ظالم زرع فى قلبك الخوف.
إبتلع آصف تلك الغصه وهو يقترب منها بخطوات بطيئه يود البقاء معها وقتً أطول، لكن نظرة عينيها التى حاولت أن تتمسك ببرودتها وضعته بحِيرة هل مازالت سهيله تكن له مشاعر مطموسه، أم أن تلك النظرة النافرة حقيقيه، لكن هى بكل خطوة يقترب تشعر برجفة فى جسدها، وللغرابه ليست خوفً من إقترابه بداخل عقلها لن يستطيع إيذائها كما فعل بالماضي، فإن كانت جدتها ليست جوارها معهما بنفس الشقه والدته كذالك صفوانه، لكن أغمضت عيناها، ألم تكونا هاتان موجودتان بنفس المكان تلك الليله، وعاصفه من الظنون بدأت تطوف بعقلها، لكن أخرجها من تلك الظنون، شعورها بقبضة يد آصف على عضدها وجذبها عليه كانت بلحظة تقبع بين يديه ضمها قويًا وبلا إنتظار قبلها،
لكن هذه المرة ليست كليلة آمس، إستكانت الليلة دفعته عنها بقوه وإبتعدت عنه تلهث قائله بغضب:
إخرج برة أوضتي يا آصف وإبعد عني متفكرش إن أفعالك الهاديه، دى هتأثر عليا وأنسى إنك أسوء إنسان مر بحياتي، وجودى هنا مسألة وقت، زى إنفصالنا هو كمان مسألة وقت والمرة دى هتأكد قبل ما أمضى على ورقة طلاقنا.
تعصب آصف قائلًا بغضب:
إنفصالنا آمر مستحيل يحصل،مستحيل تتحرري من عشقي غير فى حالة موتى يا سهيله.
ترك آصف الغرفه وصفق خلفه باب الغرفه بقوة،
زفرت سهيله نفسها بغضب هى الأخري تذم نفسها قائله:
فوقي يا سهيله وكفايه بلاش يخدعك نعومة آصف.
بينما ذهب آصف الى غرفته الخاصه، يزفر نفسه يشعر كآن قلبه ينزف، كلما ظن أنه إقترب خطوه، تفاجئ بأنه فى أول الطريق، شعر بإنهاك عقله هو الآخر بعد معرفته أن ذاك الذى يتعقبه هو "والده" ، رغم أن لديه شك فى هذا.
«يتبع»
للحكاية بقيه.