رواية عشق مهدور الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سعاد محمد
﷽
#السادس_والعشرون
#عشق_مهدور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكمه أخرى وأخرى تلقاها بيجاد قبل أن يتفادي اللكمه ثم يصد اللكمه الأخيرة قائلًا:
إهدا يا حوت أنا جاي عشان أساعدك.
تهكم آصف بسخط وكاد يلكمه قائلًا بإستقلال وغضب:
إنت تساعدني.
تفادى بيجاد اللكمه قائلًا:
عصبيتك دى هى اللى بتخسرك دايمًا حاول تاخد نفس تهدا.
إستنشق آصف نفسه وقف يرسم الهدوء، لكن فجأة لكم بيجاد على خوانه ارتج جسده للخلف وقع جالسًا على أريكه بالغرفه، إنحنى آصف بغضب وأمسكه من تلابيب ثيابه قائلًا بإستخبار:
قولي تعرف مراتي من أمتى؟.
رغم آلم بيجاد لكن تعمد أن يبتسم يُثير إستفزاز آصف هو يتعمد إظهار ملكيته لـ سهيله بنعتها "مراتي"
مسح ذلك الخط الدامى الرفيع الذى يسيل من إحدى فتحتي أنفه كذالك ذاك الخط الآخر الذى يسيل من جوار فمه وتنهد ببرود قائلًا:
هتهدا ونتكلم بهدوء ولا أقوم أمشى،بطل اسلوبك الغبي ده،لما تغضب مش بتشوف قدامك،متأكد أن سبب خوف سهيله منك هو أسلوبك العصبي ده.
رغم غضب آصف لكن ضغط على يديه بقوه يحاول ضبط غضبه،قائلًا:
تعرف سهيله من أمتى.
رد بيجاد بتعمُد:
مش هرد قبل ما النزيف اللى فى وشي ده يوقف.
زفر آصف نفسه بغضب،يحاول ضبط عصبيته وتوجه نحو المكتب رفع سماعة الهاتف الداخلى وضغط على أحد الأزرار قائلًا:
هاتي شنطة الإسعافات الأوليه لمكتبِ فورًا.
وضع السماعه ونظر الى بيجاد وعاود سؤاله:
إتعرفت على سهيله إزاي؟.
إتخذ بيجاد الصمت ردًا، أنقذهُ من غضب آصف تلك السكرتيرة التى دخلت الى المكتب معها حقيبة الإسعافات الأوليه... تبسم بيجاد قائلًا بمرح:
إتأخرتِ ليه، أنا مستنيكِ من بدري.
إرتبكت السكرتيرة قائله بتبرير:
بالعكس أنا جيت فورًا بعد ما طلبني مستر آصف.
تهكم بيجاد بسخريه ونظر الى آصف نظرة إستهزاء قائلًا:
مستر آصف
لاء الإحترام حلو برضوا.
نظر له آصف بعين تقدح غضبًا وقال للسكرتبرة:
سيبِ الشنطه عالطرابيزه و.....
-وأيه
لاء طبعًا مين اللى هيضمد لي مكان النزيف فى وشي، طول عمري أقول عليك حوت، بس الحوت كائن رقيق ومُسالم، حتى فى هزارك غبي، تصورى يا أستاذه الأخ ده زميل الدراسه فى المدرسه العسكريه
وبقالنا فترة متقبلناش هجم يسلم عليا زى حيوانات الغابه... تعالي أنا حاسس انى مش قادر أقف على رِجليا من الإستقبال الحافل، تعالى أقعدي جنب عالكنبه وداوي الواوا.
تبسمت السكرتيرة بينما إستهزأ آصف ساخرًا.
بعد دقائق إنتهت السكرتيرة من تضميد تلك الكدمات القليلة بوجه بيجاد لكنه كان يهول فى شعورهُ بالآلم
يُماطل فى الحديث مع السكرتيرة... تنهد آصف بضجر من ذلك قائلًا:
مش كفاية كده.
شعرت السكرتيرة بالحرج ونهضت واقفه، بينما قال بيجاد بإستفزاز:
كفايه، هاتيلى بقى عصير لمون وفنجان قهوه دوبل عشان أفوق.
سخر آصف قائلًا:
ومش عاوز عشا كمان؟.
رد بيجاد ببلاده:.
لاء لسه متعشي قبل ما أجيلك كنت معزوم عند صديق... كفايه الليمون والقهوه.
تنهد آصف بضجر قائلًا:
طب القهوة عشان تفوق، وعاوز الليمون ليه؟.
رد بيجاد:
عشان اعوض نزيف الدم اللى خسرته.
-نزيف الدم!
هو الخطين الرفيعين دول نزيف، تمام هاتى له سِم، وخلصينا.
بحرج غادرت السكرتيرة بينما قال بيجاد ببرود:
هى السكرتيرة دى مُرتبطة.
نظر له آصف بحُنق:
بتسأل ليه، هتشتغل خاطبه كمان؟.
رد بيجاد:
لا يا عم... شكلها طيبه وبنت حلال كده وبتتحمل المصاعب كفايه متحملاك... ها بقى قولى إسمها أيه مفيش فى إيديها دبله، قولى إنها مش مُرتبطه.
زفر آصف نفسه بضيق قائلًا:
معرفش، ماليش غير شُغلها، بس كده إرتاحت.
إعتدل بيجاد فى جلسته قائلًا:
مش مهم أبقى أسألها وأنا طالع، قولى بقى كنت عاوزني ليه؟.
رفر آصف بضيق قائلًا:
شكلك عاوزني ألطش فيك تاني أفوقك، إنت اللى جاي تزهقني.
تبسم بيجاد ببرود قائلًا:
آه أفتكرت، ما هو ضربك نساني، وأنا اللى كنت جاي أساعدك، بس إنت للنداله عنوان.
نظر له آصف بضجر قائلًا:
قولي تعرف سهيله من أمتي؟.
رد بيجاد:.
أول لقاء بينا كان فى مكتبة الجامعه كانت بتستعير مُجلد طبي من المكتبع، وأنا كمان كنت محتاجه،بس عملت جينتل وسيبت لها المجلد، وبعدها بكم شهر أنا سافرت بعثه سنه لـ فرنسا،بعد ما عرفت باللى حصل مع سامر.
نظر له آصف مُتفاجئ سائلًا:
وإنت كنت تعرف سامر منين؟.
رد بيحاد:
سامر كان جالي وكان عندة إرادة يتعالج.
ذُهل آصف من ذلك لكن قبل أن يسأل أجابه بيجاد:
يا بني كفر الشيخ كلها مفيهاش دكتور نفساني غيري، غير إن سامر كان جمعنا صدفه فى مؤتمر طبي كان فى كلية الطب بكفر الشيخ وإتعرفنا وإتبادلنا أرقام الموبيلات ولقيته قبل وفاته بفتره بيكلمني وإنه عاوز مني إستشارة خاصه لصديق له،وإتقابلنا وحكالى موضوع خاص،بس فى البدايه قالى إن الموضوع ده خاص بصديق له،وأنا وقتها ألحيت عليه يقابلني بصديقه ده،بس مع الوقت إعترفلي بأن الامر ده يخصه وهو عاوز يتعالج منه،وإن فى زميله له نصحته يتعالج قبل فوات الآوان.
تيقن آصف من تلك الزميله بالتأكيد هى سهيله لكن سأله:
قصدگ أيه بـ قبل فوات الآوان.
فسر بيجاد ذلك قائلًا:
المُمارسات فى بدايتها بيبقى سهل العلاج منها،بالايمان.. بيقوي القُدره على رفضها،سامر ممكن يكون جرب وخاض أكتر من تجُربه فى البدايه كنوع من الفضول بتجربة شئ غريب، هو أكيد كان عارف إنه مُنافي للطبيعه البشريه اللى خلقنا عليها ربنا
"ذكر وأنثي"
بس المُمارسات دى زى المغناطيس بتجذب وبتخلي الشخص ينحدر للطريق ده غصب عنه بدون إرادة،زى المخدرات بل أسوأ طمان،أو بمعني أصح شعور اللذة اللحظيه المختلفه عن أي شعور بتسحبه،كمان الشخص اللى كان بيمارس معاه هو نفسه بيديه ثقة قويه فى نفسه بيفكر أنه مش بيعمل حاجه غلط
الغلط هو إرتكاب الفاحشه بين "راجل وست"
كمان مفيش أضرار بعد كده،يعنى لو عمل نفس المُمارسات دى مع ست سهل إنها تبقى حامل منه بعد كده،يعنى لما سألت سامر فى جلسه من جلسات العلاج،إنت مش عاوز تبقى أب مستقبلًا ويبقى عندك عيله وولاد...قالي لاء هو مش حاسس إن العيله ليها أهميه،مجرد أشخاص بيربطهم نفس الدم والإسم والكِنيه فقط،لكن مشاعر مفيش،وده طبعًا كان من ضمن اللى دخله الشخص اللى جذبه لطريق ده من البدايه،أفكار
إن الشخص اللى بيمارس المُمارسات دى بيبقى شخص مُميز...حتى لما سألته مُميز فى أيه،ولما هو مُميز ليه بيعمل كده فى الخفاء مش بيظهره علانيه
قالي عشان يعيش حُر من غير ضغوط المجتمع اللى بيدعي الفضيله عليه...كان عنده رد مناسب لكل سؤال طبعًا ده اللى زرعه فى دماغه الشخص التاني لآن كان له تآثير قوي فى حياتهُ، هو عِرف يدخل لعقله من أى طريق، أعتقد هو إستغل فرصه وقت كان سامر فيه ضعيف، ممكن كان السبب عدم وجود رقيب عليه يحذرة، أو قصة حُب فاشله مثلًا، يزرع فى دماغه إن الستات دول ملاعين وبيستغلوا ضعف الرجاله وبيذلوهم قصاد شهواتهم، رغم إن سهل يستغنوا عن الشهوات دى معاهم لأن فى بديل ومفيش منه أى ضرر لاحق، كمان فى مُمارسات دينيه ماسـ ونيه
النوعيه دى بتزين الحياه،شعارها"إتخلقنا للإستمتاع مش للثواب والعقاب"
مفيش عقاب لا دلوقتي ولا بعدين،طبعًا هما لهم تآثير عالشخص فى وقت ضعفه يقدروا يقنعوه،وأعتقد ده اللى حصل مع سامر،لآنى سألته مفيش مره أعجب ببنت أو حتى بص لجسمها بنظرة خاصه...قالي أنه كان مُرتبط عاطفيًا ببنت بس للآسف هى ماتت وبعدها حس إن ده عقاب آسي له من ربنا،عقله صور له إزاي فجأة شخص غالي يموت
قبلها بساعات كان معاها فى رحله فى البحيرة،قبل ما يرجع للكتيبه بتاعته،الصبح بيتصل عليها اللى رد عليه قالوا إنها ماتت،
إزاي بدون إنذار حتى لو ماتت مثلًا بأي سبب ،عقله بدأ يثور إن طالما الموت قريب أوى كده يبقى ليه عايشين بتحفُظات ومحاذير،كمان فى سبب تانى،العيله
سامر كان بيفتقد للعيله والإحساس بها مفيش توجيه حتى قالى إن باباه أوقات كتير بيسخر منه،أنه فاشل رغم أنه دكتور،بس فاشل لأنه درس الطب بفلوسه مش بذكاؤه زى بقية زمايله فى الدراسه،سامر كان صيد سهل للشخص اللى وصله للمرحله دى من إعتناق المُعتقدات الشاذة... كان بدأ العلاج وقالى إنه بدأ فعلًا يحس بنفور وبُغض من المُعتقدات دى،بس للآسف يمكن كانت محاولة توبة قبل الموت.
تفهم آصف سألًا:
تفتكر مين اللى قتل سامر؟.
رد بيجاد بتوضيح:
أعتقد إنه الشخص اللى كان مرافقهُ، النوعيه دى عندها هوس التملُك أو بمعني أصح الإحتياج.
-الإحتياج
هكذا تسأل آصف، وأجابه بيجاد بتوضيح:
أيوا الإحتياج، المُعتقدات دي مهما كان ليها سيطرة على بعض الأشخاص بالنهايه منبوذة
دينيًا وخُلقيًا، بالذات فى مجتمع متحفظ زى مصر، عنده تمسُك بدياناته، سواء "الإسلام أو المسيحيه"
ودي مُمارسات إتذكر حُرمانيتها فى كُل الديانات، طبعًا فى الفترة الأخيرة بقى فى شوية إنفتاح وتقاليع الأچندات السياسيه للدول بتفرضها كنوع من أنها بتسمح بالحُريات بكافة المُعتنقات والمعتقدات والميول الخاصه، بس هنا فى مصر بالذات رغم وجود حالات شاذة لكن فى رقيب كمان فى نفور وبُغض مُحرم ليها، فبالتالى هو كان هيواجه صعوبه فى إنه يلاقى شخص تاني يقنعه،وكمان فى حاجه يمكن محدش إنتبه ليها من البدايه،أنا مكنتش موجود فى مصر وقت الجريمه حتى هقولك الصراحه مهتميتش بالقضيه أوى لسبب شخصي.
تسأل آصف بإستعجال:
وأيه هى الحاجه دى.
أجابه بيجاد:
المستشفى اللى إتقتل فيها سامر،بما إنها مستشفى حكوميه طبعًا الكاميرات بتبقى عالمداخل والمخارج وبعض الغرف فقط،متأكد إن المجرم مخرجش من المستشفى ليلتها.
إستغرب آصف سألًا:
قصدك إن ممكن القاتل شخص موظف من المستشفى نفسها.
رد بيجاد:
مش شرط يكون موظف فى المستشفى،بس أكيد هو مخرجش من المستسفى ليلتها عشان ميلفتش النظر له،بالأخص إن أول شئ هينطلب فى التحقيقات هو تسجيل الكاميرات فى وقت حدوث الجريمه،وأكيد المستشفى بدخول الشرطه بقت مُحاصره،وأى شخص داخل او خارج هيكون فى مراقبة...ولو شخص مش من المستشفى هيتسأل عن سبب وجوده فى الوقت ده.
تسأل آصف:
وسامر مقالكش مين الشخص التانى؟
اومأ بيجاد رأسه بـ لا قائلًا:
للآسف كُنا لسه فى بداية العلاج،وفى الوقت ده المريض بيبقى عنده شوية حذر حتى من الدكتور نفسه اللى عارف إنه أقسم على عدم إفشاء سر مريض.
تسأل آصف:
وليه جاي تقولى دلوقتي؟.
أجابه بيجاد:
لما رجعت وعرفت إن القضية إتأيدت ضد مجهول، قولت ملوش لازمه أثير ضجه والسلام،ويمكن كده أفضل لـ سامر نفسه إن سرهُ ينتهي معاه، بس
أنا لغاية يوم ما إتقابلنا فى بيت والد سهيله،مكنتش أعرف إن سهيله هى اللى كانت مُتهمه فى قتله،ولا إنها كانت مراتك ،بس طبعًا بعد ما رميت قُنبلة إنها لسه مراتك،سمعت صدفه وأنا ماشى جدتها بتتكلم مع مامتها إنك إتخليت عنها وقت ما كانت فى السجن،وعاقبتها بعد كده،بصراحه فضولي كدكتور نفسي خلاني نبشت شويه ورا سهيله وعرفت القضيه.
ثارت غِيرة آصف قائلًا بتهديد:
وبتنبش ورا سهيله ليه؟لو عندك ليها مشاعر أنصحك تنساها حفاظً على حياتك.
إبتسم بيجاد قائلًا:
لما شوفتك أول مره فى عيادة سهيله،قولت ولاد بلد واحده،ويمكن فى مشاعر منك ليها،كمان نظرة عينيها وإنها توافق إنى أوصلها لبيتها رغم رفضها ده قبل كده بإستماته منها،دخل شغف،أو تقدر تقول فضول جوايا أعرف سر نظرة الخوف فى عينيها منك،كمان منكرش سهيله شخصيه مُميزه سهل تلفت النظر ليها،ومنكرش إن كان عندي إعجاب بيها بس مش أكتر من كده.
نهض آصف وكاد يلكم بيجاد وهو مازال جالسًا،لكن تفادي بيجاد اللكمه قائلًا:
يعني عرفت تمسك نفسك قدام سهيله وعيلتها ومضربتنيش، عشان تظهر شخص مُتحضر وجاي دلوقتي تستقوي عليا وتطلع غيظك،خلينا نتكلم بتحضُر،إنت كمان عملت نفسك متعرفنيش فى المرتين.
تذكر آصف تلك الصور التى كان يُرسلها له الشخص الذى كلفه بمراقبة سهيله،شك فى هوية بيجاد،وجعل المُراقب يأتى له بمعلومات عنه وتأكد من، وتيقن من هويته،لكن قال:
أنا مش عاوز أعرفك أساسًا... بس إبعد عن طريق سهيله.
ضحك بيجاد قائلًا:
تفتكر لو أنا عندي مشاعر ليها كنت جيتلك، عشان أساعدك.
تهكم آصف بحنق قائلًا:
سهيله مسألة....
قاطعه بيجاد:
مسألة أيه يا آصف، هنصحك كدكتور نفساني
بين الحُب والكُره شعرة، والشعرة دى لسه متقطعتش عند سهيله، بس يمكن مشاعرها تراخت، أو يمكن هى اللى وضعتها على جنب عشان تقدر تسيطر وتكمل حياتها.
تسأل آصف:
قصدك أيه إنى أرجع أبعد عنها،أنسى كفايه إتحملت السنين اللى فاتت.
ضحك بيجاد قائلًا:
بالعكس أنت لو محاربتش وفرضت وجودك فى حياتها دلوقتي يبقى بتسهل لها النهايه..
بس خُد بالك يا آصف مشاعر البشر مش بزرار تضغط عليه وفى الآخر بسهوله يستجيب لأمرك وينفذه سهيله مشوارك معاها طويل، ولازم تتحمل، لأن إستسلامك عندها مره تانيه هيبقى نهاية.
لمعت عين آصف ببسمه تحدي هو لم يكن ينوى الاستسلام نهائيًا...حتى آخر رمق له.
ـــــــــــــــــــــــــ
بـ صباح اليوم التالى
بـ شقة آصف
أثناء خروجه من غرفته رأى خروج آسميه من الغرفه،توقف للحظات يُراقبها حتى إبتعدت عن الغرفه...سريعًا بشوق دلف الى غرفة سهيله خِلثه
مثل السارق، إقترب من الفراش ينظر لها وهى نائمه يتشرب ملامحها للحظات ود أن يُقظها ويضمها الى صدره يُقبلها بتوق، لكن كانت فكره فقط، قبل أن يسمع صوت صفوانه خارج الغرفه تقول بصوت جهور قليلًا:
صباح الخير يا حجه آسميه ما تجي تونسيني فى المطبخ وأنا بجهز الفطور.
تبسمت لها آسميه بود قائله:
تعالي يا بنتِ أنا متعوده عالصحيان بدري.
بينما آصف توجس للحظه أن تعود آسميه للغرفه وتجده لن يستطيع تحمُل تهجمها عليه،كآنها مثل الحارس الخاص،تمنعه من الإقتراب من سهيله،وسهيله يستهويها ذلك،رمق سُهيله بنظرة عشق وإنحني وقبل وجنتها بلُطف وغادر قبل أن تشعر به وتستيقظ مازال يتحمل رهبتها من إقترابهُ غصبً أملًا فى نيل صَفحها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظُهرًا
بالبنك
شرد عادل بذاك المفتاح الذى يضعه بين عِدة مفاتيح تخُصه،يلفها بيديه، عقله يُخبرهُ أنه سهل عليه الحصول على المفتاح الآخر الخاص بالبنك، لكن تلك الكاميرات الموضوعه بالممر كذلك الموضوعه بمدخل الغرفه، لكن بداخل الغرفه لا يوجد كاميرات حفاظًا على أسرار العملاء فيما يضعونه بالخزائن الخاصه بيهم، كيف يستطيع الدخول والخروج من الغرفه دون أن تلتقطه تلك الكاميرات، زفر نفسه، لكن سأل نفسه تعامل مع أصحاب خزائن غيرها،ولم يُبالي بها،لكن لما لديه فضول فى معرفة ما الشئ السري الى تضعه بتلك الخزنه.
أخرجه من شروده رنين هاتفه،جذبك من فوق المكتب ونظر لشاشته،زفر نفسه بنفور قائلًا:
هويدا،أكيد بتتصل عشان تتذمر زى عادتها إني سايبها تراعي أمى وعايش هنا بلعب...رغم إنها مش بتهتم حتى بـ حسام.
..فكر فى غلق الهاتف ، رغم يعلم أنها ستعاود الإتصال لاحقًا وغصبً سيرد،لا يهم الآن لا مزاج له لتحمُل إستهجانها...ترك الهاتف الى أن توقف عن الرنين.
كاد يتنهد براحه قبل سماع صوت إشعار للهاتف برساله،فتح الرساله وبدأ بقرائتها
توقف مذهولًا:
"أنا هنا فى القاهره، وركبت تاكسى قولى إسم المكان اللى فيه البنك عشان أجيلك عليه،عشان معرفش مكان الشقه اللى ساكن فيها".
تفوه ببُغض قائلًا:
أيه اللى جابها هنا دلوقتي؟.
فتح الهاتف وعاود الإتصال عليها، سُرعان ما ردت بإستهجان:
بقالى ساعه برن عليه ومكنتش بترد عليا.
برر كذبً عدم رده:
كان قاعد معايا عميل ومكنش ينفع.
تهكمت بسخط قائله:
عميل، طب تمام خد معاك سواق التاكسى قول له مكان البنك.
أخبر السائق عن مكان البنك، ثم أغلق الهاتف يزفر نفسه ببُغض يتسآل لما آتت هويدا الى هنا دون إخبارهُ سابقًا... ولماذا آتت من الأساس.
بعد قليل أمام البنك وقف ينظر للطريق الى أن توقفت إحد سيارات الأجره وترجلت منها هويدا... حين وقع بصرهُ عليها شعر بسأم عكس تلك البسمه الصفراء التى فوق ملامحه، ظل واقفًا الى أن إقتربت منه ترسم إبتسامه باهته... لم تستشف من ملامح عادل السأم، نظرت الى مبني البنك الفخم توسعت بسمتها أكثر حين أصبحت أمامه قائله:
أول مره أشوف البنك عالطبيعه طلع فخم عن صور الإعلانات بتاعته.
حتى أن سؤالها عن حاله لم تنتبه له، إستهزأ بإنبهارها بمبني البنك قائلًا:
أيه اللى جابك لهنا ومش المفروض كنتِ تعرفيني قبلها.
رغم طريقة حديثه الفظه لكن رسمت الهدوء قائله:
عندي لك مفاجأة متأكده هتعجبك، بس مش هينفع نقف كده فى الشارع قدام البنك.
إستهزأ قائلًا:
ويا ترا أيه هى المفاجأة اللى بسببها جايه لهنا مخصوص، عالعموم أنا خلصت شغلِ فى البنك خلينا نروح للشقه اللى ساكن فيها.
أنهي قوله وأشار لإحدي سيارات الأجره، إستقلا بها،بعد دقائق ترجل الإثنين من السيارة بحي من أحياء الطبقه المتوسطة...نظرت هويدا حولها شعرت بالإستقلال قائله:
إنت ساكن فى الحي ده.
رد عادل:
أيوا طبعًا هنا الإيجار سعره مناسب ما أهو مش هضيع المرتب فى سكن فى حي راقى ياخد المرتب كله.
تهكمت بسخط ودلفت خلفه الى تلك البِنايه،صعدت بعض درجات السلم قائله:
هى العماره مفيهاش أسانسير.
رد عادل:لاء فيها بس عطلان،والشقه مش عاليه هما دورين بس.
صعدت خلفه بضجر،الى أن توقف أمام إحد الشُقق وضع المفتاح بمقبض الباب وفتحه،تجنب لها كي تدخل الى الشقه.
تمعنت بالشقه شعرت بحُنق فالشقه لا تختلف عن الشقه التى تعيش فيها بالبلده،تقريبًا بنفس الحجم والإمكانيات.
أغلق عادل باب الشقه بقوه قليلًا...نظرت هويدا نحو الباب،ثم الى عادل الذى سأل:
خير قولتلى عندك مفاجأة.
نسيت هويدا إستقلالها بالشقه وتبسمت قائله:
أنا قدامي فُرصه إننا نتنقل لمكانه تانيه أعلى؟.
لم يفهم شئ سألها:
مش فاهم قصدك أيه،ياريت تقولى بدون مقدمات لآنى مصدع من الشغل.
ردت هويدا:
جالي فرصه عمل أشتغل نائب مدير الحسابات فى...
قاطعها مُتهكمً:
نائب مدير حسابات مره واحدة،فين ده وسمعوا عن خبرتك العظيمه منين؟.
شعرت هويدا بضيق من نبرة تهكمه تجاهلت ذلك قائله بكذب:
اللى رشحني للوظيفه دى هو مدير البنك الزراعي اللى كنا بنشتغل فيه، وكمان صاحب الشغل يبقى
"أسعد شُعيب".
بتلقائيه ودون تفكير قال عادل برفض:
لاء طبعًا مش موافق.
شعرت هويدا بغضب لكن حاولت الضغط عليه قائله:
لاء ليه، دى فرصه هنحسن بها مستوي معيشتنا وكمان نآمن مستقبل إبننا إنه يعيش فى مستوي أفضل وأرقى.
-أفضل وأرقى
قالها عادل بتهكم قائلًا:
إبننا فين يا هانم،إبننا اللى إنتِ متعرفيش عنه حاجه خالص، ومامتك هى اللى بتهتم بيه من يوم ما إتولد،وأعتقد كفايه كلام فى موضوع مرفوض.
حاولت هويدا أن تمتثل للهدوء قائله:
مرفوض ليه دي فرصه، سبق وقولتلك شوفلى وظيفه معاك فى البنك اللى بتشتغل فيه، وإنت طنشت.
مازال عادل رافضًا، ليس من أجل فقط أنها ستعمل لدا" أسعد شعيب"بل أيضًا لا يود وجودها قريبه منه هنا بالقاهرة...
تعصبت هويدا وأكملت قولها:
بس أنا قبلت الوظيفه خلاص وكمان هستلم الشغل فيها من بُكره.
نظر لها عادل بعصبيه وبلحظة غضب تسرع قائلًا بحِده :
وأنا مش موافق، ولو إشتغلتِ فى الوظيفه دى يبقى إنفصلنا أمر واقع.
بذهول نظرت له قائله بتكرار:
يعني إيه إنفصلنا أمر واقع، إنت بتخيرني يا عادل.
شعر عادل بالغضب قائلًا بنرفزه:
إنتِ اللى بتحطِ جوازنا عالمحك، إتصرفتِ بدون ما تسأليني من الاول، وأنا مش موافق على الوظيفه دى بصراحه أنا مش برتاح للى إسمه اسعد شُعيب ده.
ردت هويدا بعصبيه وتحدي:
بس أنا وافقت يا عادل خلاص، ودى فرصه كبيرة ليا وانا مش هضيعها حتى لو كان قرارك هو الإنفصال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا شهيرة
شِجار قوي وعنيف لاول مره بين أسعد وشهيره يحتد بينهم الحديث لهذه الدرجه، أو بالاساس أول شِجار بينهم منذ أن تزوجا قبل أكثر من خمس عشرون عامً.
نظر أسعد مذهول من طريقة ردها الجافه والمُجحفه عليه لأول مره،شعر بغضب ساحق قائلًا بتهديد مباشر:
إرجعي لعقلك يا شهيره بلاش تتغري عشان حبة صور فى المجلات والمواقع قادر فى لحظه بإشارة منى أمحيهم وكمان أرجعك تاني لنفس المستوي القديم قبل ما أتجوزك،مجرد جسم بنت حلو يطلع فيه الرجاله وهى ماشيه بفستان عِريان،بس حتى ده مش هتلاقيه،لآن ببساطه مبقتيش شابه صغيره،إعرفي سِنك كويس،إنت مفكره إن العيون اللى إبتسمت ليك دى عشان لسه مُحتفظه بجمالك،لاء دى فلوسى هى اللى مخليه ليكِ قيمه.
شعرت شهيرة بالغضب قائله بتحدي وفتحت سيرة آصف عمدًا قائله:
كل عصبيتك دى سببها آصف إنه تحداك وكسب التحدي وانا مش أقل منه يا أسعد،وفلوسك اللى بتتكلم عنها دى هى اللى زمان رميتها تحت رِجلي عشان أقبل أتجوزك ومعايا ضُره فلاحه مش قادر تواجه بها المجتمع الراقي.
صفعه قويه على وجنة شهيره أصمتتها للحظات نظرت الى أسعد بذهول،بينما أسعد شعر بالبُغض،ينظر لها بإحتداد مُستنكرًا بغضب هى ضغطت على وجيعته الداميه،
"جفاء آصف"،وربما سبب عصبيته هو آصف
لو ظل للحظات ربما إقترف وزر قتلها بسبب شعورة بإستغناء آصف عنه،بينما شهيرة حسمت أمرها بعد هذه الصفعه سيدفع أسعد ثمنها صفعات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ألمانيا
بأحد المطاعم
بعد أن تناولا معًا الغداء،مثل الايام السابقه، تنحنح آيسر قائلًا:
روميساء بصراحه أنا من اول مره شوفتك فى السفاره حسيت بمشاعر غريبه عليا مكنتش فاهم ليها تفسير، ومع الوقت المشاعر دى وضحت قدامي وعرفت تفسيرها إنى بحبك.
كآي فتاة شعرت روميساء بالخجل وتصنمت بالرد،تشعر بتوتر وإرتباك... حركة يدها وهى تجمع تلك الخُصلات المتمترده خلف أذنيها دليلًا على تفاجؤها، تبسم آيسر قائلًا:
عارف هتساليني إزاي قدرت أحكم على مشاعري بالسرعه دى،هقولك الحُب مش محتاج وقت عشان يظهر،وعشان كده أنا بطلب منك إننا نتجوز.
شو!
قالتها بخجل ثم عادت للصمت تنظر الى الطاوله تُحايد نظرها له .
تبسم آيسر قائلًا بمرح:
على فكره أنا وشى وسيم والله يعنى بلاش تبعدي نظرك عني،أنا أحلى من أخويا آصف وأرق منه كمان ياما قولت له جسمك الضخم ده مش هيشفع لك عند طليقتك وترجعلك عشان مفتول العضلات... قولت له شوف بابا وإتعلم منه
متجوز إتنين وقادر يوفق بينهم.
ما كان عليه أن يمزح أو بالأصح يزلف لسانه،نظرت له روميساء صامته للحظات تعي حديثه بعقلها تبدلت نظراتها لغضب ساحق وتجهم وجهها .
-شو..!
قالتها بتعجُب ثم أكملت بإستخبار:
يعني بايك متزوچ من إتنين ستات.
ببلاهه أجابها:
لاء تلاته فى واحده ماتت.
-كمان!
ده غير أخوك كمان كان متزوج وطلق مراتهُ.
أومأ رأسه مُبتسمً بسماجه موافقًا يقول:
بس رجعها تانى، وطردنى من الشقه.
نهضت واقفه بغضب تنظر على الطاوله وحولها على الطاولات الأخري، وهى تقول له بإستهجان:
بايك إتزوچ من تلاته وأخوك طلق مراته وإنت عاوزنى أوافق وأقبل إتزوچك.
مازالت بسمة السماجه على وجهه ونهض يومئ رأسه بموافقه... قائلًا:
أنا مختلف عنهم جدًا، بعدين بتتلفتى حوالين نفسك زى الحراميه كده ليه،ممكن يفكروا فى المطعم إننا عاوزين نهرب من دفع الحساب، أنا عارف إنى فاجئتك،وعارف أني عريس لُقطه مترفضش.
ضيقت عينيها بإستحقار وحُنق وإستهزأت بغروره قائله:
لُقطه فعلًا،
عارف بتلفت ليه، حتى شوف سكين عـ أى طاوله حتى إغرسها بعيونك، لاء بقلبك، رغم إن هديك ما بتكفى بس أهى تقضي وتشفى شوى من غيظي من سماجتك... وبعد هلأ ممنوع تتصل علي.
قالت هذا وغادرت على الفور لم ترد على نداؤه أو تشفق على تأوهاته وهو يتألم.
بينما هو
جلس مره أخري على المقعد غصبً يضع يديه فوق رأسه متآلمًا بسبب تلك الضربه الذى تلقاها بإحدى الزُهريات الكريستاليه الصغيره ، غير آبهًا بآلم رأسهُ فقط يُنادي عليها.
قائلًا:
المكن الألمانى شديد أوي،الرِقه والجمال طلعوا منظر دى دمويه زى هتلر.
إقترب منه بعض الموجودين بالمطعم منهم من يظن أنه ربما أخطأ بحقها وما فعلته كان رد فعل طبيعي،ومنهم العكس،لكن آتى النادل بحقيبة الإسعافات الأوليه وتحدث بالألمانيه، بينما آيسر بسبب آلم راسه قال له:
ياعم أنا بفهم عربي بالعافيه جاي تكلمني بالالمانيه هات بن وإكبس الجرح وإسكت... دماغي وجعتي هيغمي عليا بسبب النزيف.
تبسم ذالك الذى يحاول تضميد الحرج قائلًا:
إهدأ يا أخي الجرح ليس عميقًا.
-عميقًا
قالها آيسر بإستغراب سائلًا:
الأخ عربي.
رد عليه:
نعم أخي أنا من سوريا.
تبسم آيسر بآلم قائلًا:
فلتحيا الامه العربيه.
تبسم له قائلًا:
لقد لاحظت أنها هى من تهجمت عليك بالضرب بتلك الزُهريه، بإمكانك تقديم بلاغ بها وسأشهد معك كذالك إطلب كاميرات المطعم وخُذ تعويض منها.
فكرة!
ولما لا...
تبسم آيسر بموافقه قائلًا:
تحيا الوحدة المصريه السوريه، إن شاء الله هتكون شاهد على جوازي من الروميساء،بس جهز إنت بطاقتك...
ثم تبسم بتفكير فيما ينوي فعله قائلًا بظفر:
الحُب والحرب مش بيعترفوا بالمبادئ يا جميلتي العنيفة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحوالى التاسعه والنصف مساءً
بـ مكتب آصف
اغلق ذلك الملف الذى كان يقرأوه،
ونهض يجذب هاتفه وقداحة السجائر والملف وخرج من مكتبه توقف للحظات أمام السكرتيرة قائلًا:
أنا ماشي خدي الملف ده وديه لـ مستر إبراهيم وإن سأل عنى قولى له إنى مشيت.
أخذت الملف منه مُبتسمه
بينما ذهب آصف الى مرآب السيارات،لاحظ دخول تلك السيارة تجاهلها عمدًا وقاد السيارة سريعًا دون الالتفات خلفه،لكت أثناء سيره بالطريق لاحظ سيارتان يتعقبانه،واحده علم من تقودها "مي المنصوري"لم يهتم بها،ربما تعقبته من أجل هدف برأسها،والسيارة الاخري هى ما أثارت فضوله ربما منها يعلم من الذى يتعقبهُ منذ فترة.
بعد دقائق توقف أمام تلك المشفى التى تعمل بها سهيله، بداخله غرض أن يجلس معها بمفردهم حتى لو لوقت قليل بعيدًا عن جدتها التى تفرض عليه حِصارًا... ترجل من السيارة وتوقف خلف باب السياره ينتظر الى أن
خرجت سهيله من باب المشفى توقفت للحظه مُتفاجئه بـ آصف الذى يقف أمام باب السيارة يضع يديه بداخل مِعطفه الثقيل، خفق قلبها، لا تعلم سبب ذلك الخفقان، إن كان بسبب نسمات الهواء الباردة أما بسبب آصف الذى يبتسم، بعفويه منها تبسمت هى الأخرى، تقترب من السيارة، بينما زادت خفقات قلب آصف من بسمتها الى أن أصبحت أمامه، فتح باب السيارة وتنهد يشعر كآنه إختفي شعور البرد لديه قائلًا:
مساء الخير... بلاش تقفِ الجو برد أوي.
تبسمت وهى تدلف الى داخل السيارة...سريعًا أغلق آصف باب السيارة وتوجه للناحيه الأخرى دلف الى السيارة جلس خلف المقود، ظل الصمت لبضع دقائق
الى أن نظر آصف الى سهيله وجدها تضم يديها فوق جذعها تُغمض عيناها تتكئ برأسها على مسند الرأس الخاص بالمقعد...ظن أنها قد تكون نامت...بتردُد منه وضع يدهُ فوق كتفها قائلًا:
سهيله.
فتحت سهيله عينيها ورفعت رأسها تنظر لـ آصف الذى تبسم قائلًا:
فكرتك نمتِ.
نظرت الى يدهُ الموضوعه فوق كتفها، شعرت برجفه وحايدت يده عن كتفها قائله:
لاء، أنا بس غمضت عينيا يمكن سبب إن الجو برة العربيه برد أوي، والعربيه دافيه، إحساس الدفئ خلاني حسيت بإستكانة.
غص قلب بسبب محايدة سهيله ليدهُ لكن تنهد قائلًا:
فعلًا الجو بقاله كم يوم برد أوي.
تبسمت قائله:
على رأي تيتا آسميه إحنا فى طوبه و"طوبة يخلي الصبيه كركوبه".
تنهد آصف هو يود نسيان آسميه التى تفرض حصارًا عليه حين يقترب من سهيله لكن حتى وهى غائبه حضر إسمها.
بينما سهيله نظرت الى الطريق شعرت بإستغراب قائله:
ده مش الطريق بتاع الحي.
تبسم آصف قائلًا:
فعلًا مش هو.
توقف آصف بالسيارة لدقيقه ونظر الى سهيله قائلًا:
أنا عازمك عالعشا، ومش هقبل أي إعتراض.
لمعت عين سهيله وتذكرت أنها حين تعود للشقه لن تجد آسميه تنتظرها وتضع لها الطعام مثلما تفعل دائمًا، تبسمت وأومأت رأسها بموافقة.
إنشرح قلب آصف، وعاود قيادة السيارة الى أن وصلا الى المرآب الخاص بأحد المطاعم الفخمه، ترجل من السيارة، وذهب نحو سهيله التى ترجلت هى الأخرى، نظر الى باب المرآب للحظات، لفت ذالك إنتباة سهيله، سألته:
فى أيه؟.
رفع آصف يده وضعها خلف ظهر سهيله قائلًا ببساطة:
مفيش خلينا ندخل للمطعم.
قبل أن تلمس يد آصف ظهرها كانت سارت خطوة بعيدًا
دلف الإثنين الى داخل المطعم وتوجها نحو طاوله خاصه
سحب آصف المقعد لـ سهيله جلست عليه مُبتسمه،بينما قبل أن يجلس آصف،شعر بالبُغض من تلك التى آتت تدعى وجودها بالمطعم صدفه:
آصف،مش معقول صدفة حلوه أوى.
رسم آصف بسمه دبلوماسيه،قائلًا:
اهلًا يا مدام مي.
شعرت مي بالغيظ من حديثه معها برسميه،ونظرت الى سهيله شعرت بإشمئزاز،يتسآل عقلها من تكون تلك البسيطه التى يُظهر إهتمامه بها
،بينما تعمد آصف تعريفهن قائلًا:
الدكتورة سهيله مراتي...
مدام مي المنصورى من عُملاء مؤسسة المُحاماة.
شعرت مي بالغضب ونظرت جيدًا الى سهيله تلك البسيطه التى لا تُضاهيها لا بجمال ولا آناقه يشعر بالفخر وهو يُقدمها لها بل ويسبق إسمها بلقب دكتورة كآنها بمكانة ملكه لديه.
رسمت بسمة مُجامله وتعمدت القول وهى تقترب قليلًا من آصف:
من العُملاء المُميزين طبعًا... تشرفت بيكِ يا دكتورة، بس بعتذر منك اللى أعرفه إن آصف كان مُنفصل.
نُطقها لإسم "آصف" بتلك الطريقه جعل سهيله تشعر بضيق منها لكن تبسمت ، بينما شعر آصف بالغيظ منها قائلًا:
فى حاجات دايمًا بتبقى مفاجأة، يا مدام مي.
رسمت مي بسمة مُجامله قائله بتوريه:
آه طبعًا طب طالما الصدفه جمعتنا الليله كنت هاجي بنفسى أدعيك على حفلة عيد ميلادي بكره ومش هقبل أى أعذار، وكمان بعزم الدكتوره بصراحه وشها بشوش وأتمني إن المعرفه بينا تزيد.
تبسمت سهيله رغم نفورها منها قائله:
كل سنه وإنتِ طيبه.
ردت مي بتأكيد:
لاء مش هقبل بكده لازم تشرفونى فى حفلة بكرة، وزى ما قولت مش هقبل أعذار، دلوقتي اسيبكم مع بعض مش لازم أبقى عازول بينكم، إنتم أكيد جايين تنبسطوا مع بعض، هستناكم بكره الساعه تسعه فى ڤيلا المنصوري، آصف عارف مكانها سبق وإتقابلنا فيها قبل كده.
رغم ذلك الشعور الذى يزداد بداخل سهيله لكن رسمت بسمة هادئه، غادرت مي وجلس آصف للغرابه رغم فضول سهيله لكن لم تسأل عن مي كآنها لم تراها، جلسا سويًا يتناولان العشاء بجو لطيف وحديث هادئ بينهم، الى أن تثائبت سهيله.
تبسم آصف قائلًا:
خلينا نرجع الشقه.
وافقت سهيله على ذلك
ونهضت تنتظر آصف للحظات وهو يضع بعض المال للنادل...ثم أشار لها بالسير أمامه،الى أن ذهبا الى المرآب توقف آصف للحظات قبل أن يفتح باب السيارة لـ سهيله، عيناه نظرت نحو تلك السيارة، فتح هاتفه وأرسل رساله خاصه فى التو دخلت سيارة أخري الى المرآب،إستغربت سهيله ذالك لكن تبسم آصف وهو يفتح لها باب السياره الى ان صعدت،ذهب هو الى ناحية المقود،ونظر لـ سهيله مُبتسمًا،إبتسمت هى الأخري بتلقائيه...قاد السيارة مُغادرًا،أثناء قيادته على الطريق إدعى تعديل مرآة السيارة الاماميه ونظر بها جيدًا لم يرا أي سيارة تتعقبه تبسم...بيما لاحظت سهيله ذالك سأله:
فى حاجه؟.
تبسم آصف قائلًا:
لاء أنا بس كنت بعدل المرايه عشان كانت معوجه،عشان أشوف الطريق اللى ورايا كويس.
لم تهتم سهيله،دار بينهم حديث هادئ كان آصف يجذبها للحديث بأي موضوع فقط مجرد الحديث بينهم يُشعره بالصفاء،الى أن وصلا الى مرآب البِنايه الخاصه به،ترجلت سهيله من السيارة أولاً ثم خلفها آصف الذى نظر خلفه لم يجد شئ تبسم وهو يتجه نحو سهيله كى يدلفا الى البِنايه،توقفت سهيله جوارة حتى يفتح باب الشقه تنحي لها دخلت وهو خلفها، تبسم آصف قائلًا:
واضح إنهم ناموا.
تهادت سهيله بسيرها قائله:
الساعه قربت على إتناشر يعنى نص الليل...تصبح على خير.
تبسم آصف وهو يسير خلفها لكن قبل خطوه من باب غرفتها جذبها من يدها خلف الحائط نظر لها للحظه قبل أن ينهال على شِفاها بقُبلة رومانسيه رقيقة،المفاجأة أربكت عقلها، كأنها أنها أنستها تلك الرهبه من إقتراب آصف للحظات بلا وعي،تقف كآن جسدها تصنم، حتى ترك آصف شُفاها ووضع جبينه فوق جبينها للحظات يستنشقان نفس واحد،قبل أن تفيق سهيله من تلك الغفوة قبلها قُبلة أخري،وجذبها يضمها لصدره للحظه عانقها وقبلها قُبله أخرى، ثم حين شعر أن عقلها إنتبه من تلك الغفوه هامس بصوت أجش:
إنتِ من أهل الخير يا سهيله.
تركها مُرغمً وإبتعد نحو غرفتهُ لا يود إنهاء صفو تلك الليله،وهو يرا بعينها تلك الرهبه التى يبغضها.
بينما سهيله شعرت كآنها كانت بغفوة،وفاقت تشعر بهزة قويه فى عقلها كآنها كانت فاقدة للوعي، أو تلك القُبلات كانت مجرد خيال من عقلها الباطن، دلفت الى غرفتها هى الأخري وقفت خلف بابها تستنشق الهواء، وضعت إحد يديها على صدرها والأخري على شفاها تتلمسها كآنه مازال أثر تلك القُبلات عليها، كذالك صدرها الذى يخفق بتصارُع كآنها رئتيها كانتا فاقدتان للهواء،وللتو عاد لهم يُحيهم من جديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كذالك آصف وقف خلف باب غرفته،يود أن يخرج مره أخري ويذهب الى سهيله يجذبها من جوار جدتها ويأتي بها الى غرفته يظل يُقبلها ويهيم بها،لكن يعلم أنها هى نفسها المانع...توجه نحو حمام غرفته نزع ثيابه عنه ودخل أسفل تلك المياه البارده
تنسدل على جسده علها تُهدأ حرارة منبعها قلبه... بعد قليل أوصد المياه وإرتدى مِعطف الحمام
عاد الى الغرفه جلس فوق الفراش إنحني يضم رأسه بين يديه،تنهد بإشتياق،يشعر بتلك المياه التى تنسدل على جبهته من بين خُصلات شعرهُ تتساقط على ملابسه،شعر بالبرد رغم دفئ الغرفه،تنهد مره أخري،بإشتياق يغزو قلبه،كان سابقًا يظن أن
إبتعاد سهيله عنه هو أقوي عذاب ذاقهُ،لكن ذاق عذاب آخر،أنها أمامه وبعيده عنه،بل وترهب إقترابه...نهض واقفًا لو ظل جالسًا سيُجن عقله،ولن يتواني ويذهب الى غرفة سهيله غير آبهه بوجود جدتها بالغرفه.
بعد قليل
رفع آصف رأسه عن ذلك الملف ونظر نحو باب الغرفه تبسم بتلقائيه المكتب،ونهض واقفًا
عيناه تفيض بالعشق،وهو يسمع لقول سهيله پإرتباك:
الجو برد،دفيت ليك كوباية لبن هتدفيك وتنام بهدوء.
تبسم وهو يأخذ منها كوب اللبن ووضعه على تلك المنضده،بينما سهيله بخطوات مُتردده توجهت نحو باب الغرفه لكن جذب آصف يدها،نظرت له وتبسمت قائله:
إيدك بارده.
جذبها عليه وقبلها يضم جسدها بين يديه ثم نظر لشفاها قائلًا:
فاكر لما كنت تقوليلى اللى إيديه بتبقى بارده قلبه بيبقى دافي...
أنا قلبي دافي بعشقك يا سهيله.
«يتبع»
للحكاية بقية.