رواية صغيرة في قلب صعيدي الفصل السادس عشر 16 بقلم دعاء احمد
#الفصل16... صغيرة في قلب صعيدي
كانوا قاعدين كلهم منتظرين الشغالين يحطوا الأكل على السفرة.... جاد بيبص كل شوية ناحية السلم و هو منتظر أنها تنزل، بمنتهى المكر فاطمة و سما كانوا بيبصوا لجاد و هم مبتسمين بخبث
فاطمة بمكر؛ ما تاكل يا جاد..... هو في حاجة يا حبيبي مركز اوي على السلم.
جاد بحرج :ها! اه اه أنا باكل اهوه
بدأ ياكل و هو بيتظاهر بالهدوء من شدة حرجه منهم و من هيئته و هيبته اللي بيحاول دايما يحافظ عليها منعه من انه يظهر رغبته القوية في أنه يشوفها.
نزلت السلم أخيراً بقهر و هي بتفكر في كلام چنا
ملاك لنفسها :أنتى اللي جنيتي على نفسك و طلعتي مكر حواء اللي جوايا انا كنت بعاملك بما يرضي الله و جوزك عمري ما كنت هفكر أقرب منه علشان مائذكيش بس انتي اللي اختارتي انتي و اخوكي.....
جاد رفع رأسه و بصلها بمنتهى الهدوء رغم غمرة المشاعر اللي غمرت قلبه و هو شايفها بتقرب منه و عيونها مسلطة عليه و لأول مرة تقرر تقعد جانبه من نفسها
سحبت الكرسي و قعدت ....
چنا جيت وراها و قعدت جنب جاد من الناحية التانية و هي متضايقة و غيرانه من ملاك و لو عليها تقوم تضربها لكن مش قادرة
ملاك ابتسمت بدلال و مكر و هي بتحط لجاد الأكل في طبقه، جاد بصلها باستغراب
ملاك بابتسامة
:ياله يا حبيبي بالهنا والشفاء
جاد بص لاخوانه مصطفى و سليم اللي كانوا مبتسمين و متحمسين و هم بيتفرجوا عليهم، هز رأسه بالموافقة و بدا ياكل و هو حاسس بحاجة غريبة
مال عليها و اتكلم بهمس:انتي كويسة؟ شكل السخونة رجعتلك تاني.
ملاك ابتسمت :انا كويسة الحمد لله.
جاد بشك:متأكدة؟
ملاك كانت متأكدة انه مش هيسيبها الا لما يعرف هي بتعمل كدا ليه حاولت تتوه الموضوع
:اه متأكدة... ياله لازم تقولي رأيك في الأكل
جاد بابتسامه خبيثه:و دا ليه بقا
ملاك :علشان انا اللي محضراه مع ريم و سما
جاد:مكنتش اعرف انك بتعرفي تطبخي
ملاك بتنهيدة صادقة:أنت متعرفش عني حاجات كتير اصلا
جاد حس ان عندها حق و انهم لازم يتكلموا :
خلينا نتكلم يا ملاك بس مش دلوقتي لما نطلع اوضتنا
ملاك :ماشي...
چنا ضغطت على ايدها بقوة و هي شايفهم بيهمسوا لبعض و بيتكلموا بهدوء
الحج المحمدي بجدية
:صحيح يا جاد لازم النهاردة تجهز نفسك و انتم كمان يا ولاد علشان كلنا هنحضر كتب كتاب زين واد عمكم
سليم :على بركة الله يا حج
جاد:خالص يا حج انتم ممكن تسبقوني على هناك و انا هخلص شغل المصنع و احصلكم
مصطفى :انا ممكن أفضل معاك و نروح سوا
جاد:مينفعش لازم تكونوا موجودين مع زين و انا مش هتاخر بإذن الله
مصطفى :وهو كذلك
چنا بتعالي و فخر
:بس أنا مش هقدر احضر انت عارف يا جاد أنا مبحبش جو الزحمة و الهيصه دي و كمان سندس صاحبتي جايه النهاردة مخصوص علشان نفضل سوا و دي لسه واصله من ألمانيا من يومين فلازم لما تيجي اكون في استقبالها.
جاد :تمام يا چنا يبقى هحضر انا و ملاك
ملاك بسرعة:بجد؟ مش هتتكسف تاخدني معاك
سكتت فجأة و هي بتبص لهم بحرج، چنا ابتسمت بسخرية و غرور:
معلش يا جماعة اعذروها اصل اللي من مستواها مش متعودين على المستوى دا و لا يعرفوا حاجة في الاتيكيت و كلامهم بيئة زي تربيتهم واطية
جاد بغضب و هو يمسك دراعها بقوة
:اخرسي خالص كلمة زيادة عنها و هتكوني طالق بالتلاتة.... انتي سامعه
چنا بصدمة و ذهول:جاد أنت بتكلمني أنا كدا علشانها
جاد بحدة:دا اللي عندي يا چنا... اظن الكلام واضح و لو مش عجبك قومي و ساعتها اعتبري نفسك طالق و السواق هيوصلك لحد بيت والدك.... و متنسيش نفسك
زي ما أنتي مراتي ملاك كمان تبقى مراتي و ليها حقوق عليا و مش أنا اللي اسمح ان حد يهين كرامة مراتي يا چنا
چنا بصتله بصدمة بصت لملاك بكره و شر و فضلت قاعدة و عقلها بيفكر في طريقه تخلص بيها من ملاك لانها اتأكد أن وجودها خطر عليها.....
جاد :و أنتي يا ملاك بليل تكوني جاهزه هنروح سوا كتب الكتاب
ملاك مكنتش عارفة ترد و مش عارفة تفرح ان ردلها اعتبرها او تزعل انها سبب في كل الفوضى دي و الغريب هي الفوضى اللي بتحصل جواها
شوية تبقى مطمنه من وجوده جانبها و شوية مرتبكة....
جاد قام من على السفرة و راح المكتب :
خلصي أكل يا ملاك و اعملي لي فنجان قهوة
ملاك :حاضر...
چنا قامت بسرعة و هي بتبص لها بكره و طلعت الجنينة ....
ملاك رغم ارتباكها لكن وجود سما و الحجه فاطمة كان مطمنها
قامت دخلت تعمل القهوة و راحت المكتب بعد دقايق
خبطت و هو سمح لها بالدخول، كان قاعد على مكتبه بيشتغل.
ملاك حطت القهوة و كانت ماشية لكن وقفت لما ندى عليها
:استنى يا ملاك....
ملاك بارتباك:نعم
جاد قام و حط ايده في جيبه بهدوء وقف قصادها، مد ايده تحت دقنها رفع وشها له كان باين عليها التوتر
جاد بجدية:ممكن متزعليش من الكلام البايخ اللي چنا قالته يا ملاك.... بصي أنا عارف ان فيه أسئلة كتير جواكي عن علاقتنا و طبيعتها و لازم نتكلم بس مهما ان حصل لازم تعرفي ان مش هسمح لحد يقلل منك أبدا طول ما انا على وش الدنيا
ملاك بحزن و صراحة:بس أنت نفسك قللت مني...انت اللي كسرتني و اذتني مش حد تاني، چنا لو اذتني بكلامها فدا عمره ما جيه حاجة جنب اللي أنت عملته و اللي أنا عمري ما هنساه، أنت خلتني اشوف نفسي رخيصة اوي، كرهتني فيك من قبل حتى ما عرفك، اذيتني في كبريائي.... أنت عملت حاجات كتير وحشة ليا و انا المفروض اعدي عادي كدا و اكمل من غير مشاكل و اقول اني كويسة لا يا دكتور جاد
جاد بمقاطعة:اسمي جاد يا ملاك... جاد بدون القاب
ملاك بتعب:أنت اللي حطيت الالقاب... أنت بنفسك اللي بنيت بينا سور...
جاد حاوط خصرها و قربها منه بجدية:
وأنا مش حابب نكمل بالشكل دا.... قالتلك كذا مرة أنك مش فاهمة كل حاجة... خلينا نتكلم الاول يا ملاك... خلينا نتكلم و نهدا علشان نعرف نكمل لان بالشكل دا مش هنقدر
ملاك سكتت و هي مش عارفه تقول ايه لكن رفعت رأسها و هو بيفك الحجاب عن شعرها بصتله بارتباك و خجل، جاد ابتسم بلا وعي و همس بصدق و هو بيمرر ايده في خصلات شعرها
:أنا آسف على اللي عملته بس صدقيني مكنش قصدي اللي فهمتيه، أنا بس بعد ما قولتي انك عايزه تطلقي و تشوفي حياتك مع أي حد غيري اتجننت و حسيت اني عايز اكسر دماغك انتي مراتي أنا و مش من حق أي حد غيري يمكن ظروف جوازنا مختلفة لكن مهما عملتي مش هتقدرى تنكري انك مراتي فجيت على بالي الفكرة دي و الكلام دا رغم اني مكنتش اقصده لكن حسيت اني هبقا مبسوط و انا شايفك متضايقه زي مانا كنت متضايق بس لما حصل اانا حقيقي كنت كاره نفسي و كاره اللحظة اللي قولت فيها الكلام دا...
كمل كلامه و نبرته بقيت حادة و مخيفه
حاسس اني ممكن اطربق الدنيا كلها لو بقيتي لحد غيري، لو نطقتي اسم حد غيري على لسانك
متعرفيش غضبي ممكن يعمل فيكي ايه و معرفش هيقف لحد فين، اول مرة ابقا غيران من مجرد فكرة انك تبقى لغيري ...
ملاك بخوف و دهشة:ليه... ليه بتعمل كدا؟ هو انا مجرد حاجة بتمتلكها و خلاص انا محتاجة احس ان ليا قيمة.... ليه بتعمل فيا كدا؟
جاد بقوة :علشان عايزك.... عايزك ليا ليا لوحدي من حقي انا يا ملاك... مش تملك يشهد ربنا انه مش تملك بس كل ما بتقربي بتحيي جوايا مشاعر كنت فاكر انها مش موجوده.... أنا عايزك ليا ازاي مش عارف احنا لازم نتكلم و تديني فرصة اشرحلك موافقة يا ملاك؟
ملاك بصتله بتردد و هزت راسها بالموافقة لكن لسه جواها شك و خوف من اللي جاي،
رغم ان كلامه دا طمنها و لو بنسبة صغيرة و
جاد بابتسامة:طالما اتفاقنا لأول مرة هتطلعي دلوقتي و انا هكمل شغل و بليل هاجي تكوني جهزتي نروح كتب الكتاب سوا....
ملاك فضلت ساكته لكن شافت چنا واقفه عند البلكونة الخارجية في الجنينة و بتتصنت عليهم، ملاك ابتسمت بمكر و حطت ايدها على رقبته و قربت منه بابتسامة جميلة و خبيثة، عدلت له ياقة قميصه بدلال
:هستناك متتاخرش عليا
طبعت بوسة على رقبته برقة جاد خد نفسه و قلبه بيدق بسرعة بدهشة، مد ايده يرفع راسها باستغراب لكن ابتسامتها كانت ساحرة خليته يقرب و يبوسها و لأول مرة تكون مستسلمة ....
چنا كانت هتجنن من الغيرة و الحقد و هي شايفاه لأول مرة بالشكل دا حتى و هو معها مش كدا، فتحت الباب و دخلت بسرعة
چنا بصراخ و غضب؛
الله الله يا جاد بيه في المكتب طب كنت استنا لما تطلع اوضتكم....
الفصل ال١٦..... صغيرة في قلب صعيدي