رواية صغيرة في قلب صعيدي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دعاء احمد
الفصل الخامس و العشرين
الساعة اتنين بليل
ملاك كانت نايمة بعد ما يأست ان جاد يجي رغم إنها جهزت و كانت متحمسة لفكرة السفر لكن فضلت مستنياه بلا فايدة...
جاد وصل البيت و هو حاسس بالارهاق اتأخر مخصوص علشان يخلص شغله و يقدر ياخدها و يسافر و هو مطمن ان كل حاجة ماشيه تمام
ابتسم و هو بيقفل الباب وراه شايفها نايمة بأريحية، قعد جانبها
جاد :ملاك... قومي يا حبيبتي
ملاك فتحت عنيها بنوم ابتسمت بدون وعي
جاد ابتسم بخبث و هو بيجذبها لحضنه
:مش قلتي هتستنيني لحد ما اجي و لا غيرتي رأيك مش عايزه تسافري معايا
ملاك فتحت عنيها بكسل و عتاب:
فكرتك نسيت أصلا الوقت اتأخر اوي
جاد رجع شعرها وراء ودانها :
لا يا ستي منستش كان لازم اخلص شوية شغل و بعدها نمشي
ملاك بحماس و هي بتتعدل :يعني هنمشي دلوقتي
جاد بخبث :دا لو معندكيش مانع يعني
ملاك بسعادة:مانع لا طبعاً... أنا خمس دقايق و أكون جاهزة
جاد و هو بيحرك ايده على كتفها بنعومة و بيميل عليها
:لسه معانا وقت و أنا بصراحة مش عايز اضيعه يا ملاكي...
بعد مدة
ملاك غيرت هدومها، لابست بلوزه وردي بكمام طويلة و جيبه لونها اسود لفت حجاب ارزق كان جاد جهز أوراقهم
ملاك : أنا جهزت....
جاد بصلها بتقييم مسك ايدها و خرج
ملاك بهمس :هو إحنا مش هنقولهم أننا مسافرين
جاد :لا.... ياله عشان متأخرين
خرجت معه ركبت العربية و هو ساق في طريقه لاسكندرية
بعد عدة ساعات
ملاك كانت قاعدة في العربية و حاسة بالحزن انها هترجع للمكان دا تاني متنكرش حبها الشديد لاسكندرية و أنها قضت فيها معظم حياتها مع والدها فيها لكن ذكرياتها مع خالد
بصت لجاد اللي بيسوق العربية
:ما تيجي نرجع يا جاد
جاد:ليه؟
ملاك :بقيت اتشأم ذكرياتي الأخيرة في المكان دا مكنتش حلوة
جاد فهم قصدها مد ايده يلمس خدها بحنان :
خليني أصلح اي ذكرة وحشه لازم كل ذكرة وحشه يتحط مكانها ذكرى حلوة اوي متتنساش عمرنا كله
ملاك:مش ضروري بس خلينا نمشي ارجوك
جاد بحزن:دا كله بسببي و بسبب جوزنا
ملاك بسرعة؛ أنت مش هتفهمني يا جاد، أنا عندي ذكريات كتير وحشة اوي مش قادرة
جاد:و أنا حابب اسمعك و حابب أعرف كل حاجة أنا جيبتك هنا مخصوص علشان عايز اعرفك أكتر يا ملاك خلينا نكسر باقي الحواجز
صدقيني يا ملاك أنا حبيتك اوي بس مش علشان أنتي جميلة
اه منكرش أنك جميلة جداً و من اول نظرة انخطفت من نفسي من جمالك لكن لو لاحظتي في أول علاقتنا مكنتش فارقة معايا
أنا بدأت احبك لما بدأت اركز معاكِ... صوتك و حركت ايدكي... عيونك لما بتتكسفي... ضحكتك و كلامك الغريب بالنسبه ليا.. حاجات كتير اتغيرت
خليني نمسح اي ذكرى وحشة اتبنت هنا انا بقا همسح اي ذكريات وحشة و هنعمل ذكريات حلوة اوي
ملاك ابتسمت بارتباك و هي بتبص من ازازه العربية
بعد العصر
ملاك كانت قاعدة على البحر ساكته أدام الشالية، خرجت من شوية سابت جاد نايم و قعدت أدام البحر و سرحت غصب عنها دموعها نزلت و هي بتفتكر اخوها و ابوها...
جاد خرج من الشالية بعد ما حس انها قامت بص بعيد لقاها قاعدة على الرمل
حط ايده في جيب بنطلونه و راح ناحيتها
قعد جانبها و بصلها باستغراب
:هتفضلي ساكته كدا كتير
اظن مفيش اهدي و لا احلى من كدا مكان علشان كل واحد يقول اللي جواه براحة و هدوء و كل واحد يشرح للتاني هو عايز يقول ايه....
انتي كنتي عايزانا نتكلم... ايه يا روحي احكيلي اللي جواكي انا سامعك و عايز افسرلك اي حاجة انتي فهمتها غلط
ملاك :
جاد احنا في مكان حلو و بنقضي وقت حلو.... خلينا ننبسط احسن مش عايزاه افتكر اي حاجة تضايقني
جاد مد ايده مسح دمعه على خدها و اتكلم باصرار:
مش هسيب اي حاجة وحشه تضايقك يا ملاك... الي فات اساس اللي جاي مينفعش الجروح تتخيط من غير ما نطهرها
ملاك بمرح:
دكتور بقا و كدا..
جاد: تصدقي و انا معاكي اكتشفت اني برجع للطب واحدة واحدة من مدة في القاهرة فضلت قاعد جنبك و انتي فاقدة الوعي و دلوقتي بقول أمثال في الجراحة
قوليلي بقا كل حاجة يا ملاك
ملاك بحزن :صعب يا جاد.... صعب أوي
أنا كنت حبيبة ابوها زي ما بيقولوا كان بيشتغل في النجارة و الخشب كان دايماً يسافر و هو راجع من السفر يجبلي معه حلويات و شكولاته كان بيحبني اوي و كان حنين اوي عليا و خصوصا لان ماما توفت وانا صغيره
.... مات و انا عندي 15سنه كنت وقتها مش مصدقه و فضلت وقت طويل حزينة على موته... خالد اتجوز مراته سماح
في الأول كانت تعاملني كويس ادامه لكن مع الوقت بقيت حياتي معاهم وحشة اوي
كأني خدامة في بيت ابويا... خالد اخويا من بابا تعرف يا جاد يوم ما قالي اننا هنتجوز كان هاين عليا اهرب من البيت اروح اي مكان
اي مكان بعيد عنك و عنهم لكن و انا معاهم مكنتش الناس بيرحموني كان دايماً يحصل مشاكل و القى اللي بيعاكسوني
فكرت للحظات هعمل ايه لو لقيت نفسي في الشارع لوحدي و لقيت ان كدا كدا مرمطة فوافقت على موضوع الجواز و قلت عادي
من اول يوم جواز
و أنا حاسه اني مصدومة من اللي بيحصل اكتشف انك متجوز و بتحبها حتى لو دا كان مجرد كلام... و بعدها اسمع موضوع الخلفه و بعدها اسمع منك الكلام اياه و بعدين موضوع كارم و كل حاجة وراء بعدها
حسيت إني مش مصدقه و حاسه نفسي في كابوس... انا اسفه اسفه اني بفتح في الموضوع بس غصب عني كل حاجة بدأت هنا و بابا مات هنا و اخويا كسرني هنا يا جاد
جاد حضنها بقوة و فضل ساكت غصب عنها دموعها نزلت لحد ما هديت تماما
جاد :ايه هنفضل نعيط طول النهار و لا ايه لا أنا مبحبش النكد.... و بعدين انا محضرلك بروجرم هايل ياله قومي
قام بسرعة و مسك ايدها شد ايدها و اخدها للشالية
كان واقف أدام الدولاب بحيرة اختار دريس ليها ابيض منقوش بورد احمر واسع
و طلع له بلوفر اسود و بنطلون جينز
جاد بحماس:ياله غيري بسرعة و انا كمان هغير
ملاك بسعادة:هنعمل ايه؟
جاد غمز لها بمراوغة:هنقضي اليوم في البحر النهاردة... ياله
ملاك:طب انا كنت عايزاه اشحن موبيلي دا مقفول من بدري و
جاد:ما انا كمان قافل موبيلي
ملاك:طب لما يكلموك و بعدين لو عازوك في حاجة مهمة او حصل حاجه في الشغل
جاد:سليم عارف هيوصلي ازاي لو حصل حاجة و بعدين لما يعرفوا انك مش موجوده يفهموا اننا سوا فمتقلقيش ياله بقا ادخلي فيري
ملاك بتوتر:طب هي چنا فين؟
جاد :راحت مع ابوها القاهرة.... سيبك بقا من التفكير فيهم ياله بينا
ملاك اخدت الفستان و دخلت الحمام
بعد مدة ركبت معه في العربية و هو طلع على المينا
نزل مسك ايدها مشي في ممر خشبي طويل لحد ما وقف أدام يخت جميل
ساعدها تطلع على اليخت و ركب هو كمان
ملاك طلعت و هي مبهورة بكل التفاصيل الموجودة... كان في تربيزة صغيرة متدينة بشكل لطيف... دخلت أوضة النوم لقيت فستان ابيض قصير موجود على السرير
بصت ناحية برا كان جاد واقف ساكت
ابتسمت بمكر و هي بتقفل الباب
في القاهرة
چنا في الموبيل:يعني هم في اسكندرية دلوقتي.... ماشي عايزاك تجيبي كل تحركتهم.... عايزاه اخلص من الموضوع دا في خلال أسبوع واحد انت فاهم
شخص:حاضر يا هانم... توريني بحاجة تانية
چنا:نفذ بس اللي قلتلك عليه....
قفلت الموبيل و بصت لامها
:هي دي الطريقه الوحيدة اللي نخلص بيها من ملاك و جاد يعرف انه مالوش غيري و من غير ما يبقى ليا يد في الموضوع
هناء بكره:يكون احسن خلينا نخلص منها و نعمل شوشرة حوليه خليه يتعلم الأدب هو كمان و يعرف ان الله حق و اهو ندفعه حاجة بسيطة من اللي حسيته لما اشوف اخوكي بالشكل دا.... بس طبعا من غير ما نخسره لان خسارته للأسف متتعوضش لو كانت تتعوض كنت خلصت عليه بنفسي
الفصل الخامس و العشرين
صغيرة في قلب صعيدي.... دعاء احمد