رواية الهروب من المكتوب الفصل السادس 6 الجزء الثاني بقلم سالي

رواية الهروب من المكتوب الفصل السادس 6 الجزء الثاني بقلم سالي

 

#الهروب_من_المكتوب. #الفصل_الثاني. 6


جلست نورة على المقعد مقابل خديجة المستلقية على السرير التي تذكرت اليوم المشؤوم بالنسبة لها والدموع تنزل من وجنتيها كالمطر وهي تروي تفاصيله لنورة التي كانت تنصت لها بكل إهتمام.. 

_كانت لي صديقة احبها مثل اختي اخبرها بكل شيء حتى اسراري ويوم احببت شابا سكن في ضيعتنا من جديد إذ أسر قلبي واحببته بكل جوارحي وكنت دائما اتتبع خطواته من بعيد دون ان ألمح له او يعيرني اي إهتمام منه   فكانت صديقتي هي المنفس الوحيد لما احسه من آهات وعذاب الحب من طرف واحد . 






وفي تلك الاثناء كنت ارفض بسببه كل الخطاب وكل مرة اتحجج بأي سبب مقنع او غير مقنع وأملي ان يلتفت ذلك الشاب لي ولو بنظرة.. ومن حظي كان ذاك الشاب إلتفت إلى صديقتي واعجب بها فحاول التقرب منها ولأنها اصيلة ونبيلة واعز اخت وصديقة رفضته ونبهته ان هناك فتاة تحبه من قلبها وعليه ان يبحث عنها لانه لن يجد احد يحبه بإخلاص مثلها حتى ولو وجد مئة فتاة معجبة به.. ورغم كل محاولاته ليعرف من اكون إلا انها أبت ان تشير له ولو ببصيص يوجهه إلى مكاني أويعلم من أكون لانها تخاف ان يستغل حبي له وأضيع بسببه ربما يكون طائش التصرف   بل نصحته ان يدع قلبه ربما هو من يوجهه إلي ذات يوم. 

إنتظرته كثيرا وقلبي زاد تعلقا به رغم البعد والجفا من المشاعر التي لم يبادله اي شعور منه.. ولكن انا إنتظرت بإرادتي. ولكن هل العمر كذلك ينتظر معي..؟ وهل والدي واخي ايضا يقبلان ان اكون عانسا وكل بنات الضيعة التي هم في سني تزوجن  وانجبن اولادا   واختي خولة ماذنبها تنتظر دورها بفارغ الصبر لتكون عروسا من بعدي. 






وفي احد الايام جاء لي والدي وقال لي..

 خديجة مبروك حان الوقت ان تكوني عروسا وصاحبة بيت مسؤولة عنه واما في المستقبل. 

وعندما علمت من هو العريس صعقت. كان عثمان صاحب هاشم الذي كان يزورنا مابين الفين والآخر.. اعجب بي عندما رآني اقدم له الضيافة في منزلنا.. ولكن ليست هنا المشكلة في قبولي بالزواج او لا بل بعثمان نفسه الذي يكبرني في العمر بسنين عدة. .و التي كنت أراه بعيد كل البعد ان يكون لي زوجا اتوافق معه في حياتي المستقبلية. 

_ولماذا قبلتي به إذا وقلبك وعقلك كانا رافضان له..؟! 

_حينها إنتهت الحجج فعثمان كان رجلا شهما وعلى خلق. وكم كان يمدحه اخي ووالدي من ورائه. فمالذي تتوقعين يكون سبب رفضي له لايوجد.. خاصة ان هشام اقنعني ان صديقه طيب و سيدللني ويلبي كل حاجياتي و.. و.. و فلم استطع غير قول 

موافقة.. 

بعدها قرر الجميع ان تكون الخطبة الرسمية ويوم العرس معا في آن واحد. لان عثمان كان مستعجلا.. في تلك الاثناء كانت روحي تكاد تخرج مني فكثر ذهابي وإيابي لصديقتي لتزيح بعض همي.. هنا إلتفت ذاك الشاب لي اخيرا ولكن بعد ماذا.. ولكن هذه المرة انا من اصبح يهرب من انظاره وتتبعاته.. وقبل يوم العرس بيوم واحد. جاءت صديقتي وهي شاحبة المنظر ترتجف ويتلعثم لسانها.. وبالكاد اخرجت بعض الاحرف الغير واضحة من فمها.. حتى نطقت اخيرا بكل وضوح

_عصام يريد ان يأتي مع اهله لخطبتك.. 

_صعقت وأصابني إنهيار حتى صديقتي خافت من الاول ان يكون ردي بإنفعال جسماني. كما خافت ان تكون السبب في تعاستي خاصة والعرس لم يبقى له إلا يوما واحدا.. ياليتها جعلته سرا ولم تخبرني به ابدا. ولكنها المسكينة ارادت ان تعلمني حتى لايكون عليها ذنب بإخفاء الحلم الذي إنتظرته مطولا. 

_وماذا بعد..!!. هل إستسلمتي ولم تحاولي ان تحققي حلمك الذي يظهر عليه مستحيلا منذ البداية.؟ 






هنا قاطعهما بالدخول عليهما الشيخ وهاشم لكي يطمئنا على خديجة. فهاشم كان يؤجل رأية اخته منذ الحادث لكي لايصطدم برأية نورة.. نورة التي عندما رأته إنتفض قلبها وشعرت بالحنين لزوجها السابق لهاشم الذي لقت في اول ايامهما الحب والحنان  منه ولكنه تغير واصبحت لاتعرفه وكأنه رجلا آخر كان مختلفا.. ارادت الخروج من الغرفة ولكن الشيخ منعها. وفي كل الوقت كان هاشم يسرق انظاره إلى نورة وقلبه يدق بقوة. بسبب كتلة مشاعر إنتابته فجأة.. الغضب والحنين والشك والطمأنينة كلما ينظر في وجه نورة. 

قبل ان يعود هاشم إلى المنزل الثاني الذي يقيم به حاليا اخبر والده ان بعد غد سيستأجر عربة ويقوما بالذهاب للمدينة كي يعيد كشف كم عمر الجنين بالتحديد.  بينما في حينها عادت نورة وخديجة لإكمال حديثهما. 


_أسفة يانورة انا من فرقتك عن هاشم. فهذه النظرات التي بينكما حتى في هذه الاثناء وانتما مفترقان هي من كانت تشعل غيرتي قبلا.. كنت كلما اراكما تبتسمان لبعضكما اتذكر عصام واقول في نفسي لولا اخي هذا الذي إختار عروسه بنفسه لنفسه فلو لم يتدخل بإختياري لكنت اسعد منه. ولكن للاسف جعلني تعيسة بغصبه لي بزواجي لصاحبه وتغيرت بعدها احوالي لإنسانة غير راضية على كل من هم حولي  . 

_ولكن ياخديجة من قال لك ان اخوك من إختارني. بل والدك هو من إقترح على هاشم ان يتزوجني

_احقا اول مرة اسمع كلاما عن هذا. ظننت ان اخي هو من إختارك عن حب. فإحترامكما وتعاملكما مع بعضكما البعض يوبىء انكما كنتما على علاقة سابقة

_انت مخطئة ياخديجة ليس كل حب ينتج عنه زواجا ناجحا وتفاهم مع الزوجان.. وكم من زواج تقليدي يكون ناجحا بالعشرة والإحترام بين الطرفين والتنازل لبعضهما البعض احيانا  بعدها يولد الحب الخالد بينهما. 






_لم استطع ان امنح لي اي فرصة كي احب عثمان او احاول التقرب منه رغم انه يعاملني بكل لطف. حتى بعد كل هذه السنين. التي مرت.

كنت احمل ضغينة على الجميع منذ اليوم الذي قررت ان ألغي هذا الزواج..فصارحت هشام في صبيحة العرس انني لن اتزوج من عثمان. واني لااحبه ولااستسيغه إطلاقا فكيف لي ان اعيش معه تحت سقف واحد. 

ولكن هاشم سامحه الله ضربني في تلك الاثناء واتهمني بالجنون كيف لي ان ألغي العرس والعريس قادم مع اهله ليأخذاني معهم إلى بيتي الزوجي..   والدي  الذي اقنعني كذلك ان هذا فعل غير صائب وقد تطول ألسنة المعزومين واهل العريس بكلام غير لائقا علينا ويتهمونك بشيء لن يكون على البال والخاطر. حاولت وحاولت ان اقنعهما بكل الوسائل من توسل ورجاء حتى اردت ان اقبل قدم والدي ولكن عبث.. 

بكيت في ذاك اليوم كأني لم ابكي في حياتي قط.. وبعدها قمت بوضع قناع على وجهي واصطنعت بسمة الرضا وقمت بدور تمثيل العروسة السعيدة. 

وقاموا بزفي إلى مدفني.ورغم عني انفاسي تعيد لي الحياة من جديد . 

مرت سنة وراء سنة اريد التأقلم والنسيان لكن دون جدوى فلم اجد حلا إلا ان أجرب ان اكون اما فبذلك ستلهيني تربية اولادي وإنشغالي بهم طول الوقت ينسيني ألمي لكن حتى هذا الحلم مستحيل ايضا.. بعد التاخير في الإنجاب ذهبت للكشف انا وعثمان سبب التأخير فقمنا بالاشعة والتحاليل فكانت النتيجة صادمة انني لااسنطيع الإنجاب مطلقا بسبب ورم خلقي في رحمي.. فزاد الحزن حزنين. وكلما كنت انظر في وجه عثمان احس بالنقص امامه فأعامله عكس مايعاملني بلطف وتفهم. 






_وهل عثمان تغير معك بعد علمه بعدم إنجابك. هل طلب الطلاق او الزواج من أخرى غيرك...؟ 

_لا بل بالعكس كما قلته لك زادت حنيته ولطفه معي ولم اسمع حتى الآن طلب كهذا. بل انا كنت دائما في إعتقادي انه يواسيني ويشفق علي فقط. وصبره معي ناتج عن وفائه للصداقة مابينه وبين اخي هاشم. 

_لااظن ياخديجة ان الصداقة تجبره على تحمل الفقد في حياته بوجود ابناء من صلبه. لو لم يحبك بإخلاص ومن قلبه  . 

_لااعلم. هذا كل ماكنت احسه. ويوم علمت انك حامل. غرت متك وها انا اقولها بصراحة لك... فقمت بإشعال النار بينكما حتى لاتستطعما تلك الفرحة المفقودة لدي.. 

ولكن الله عاقبني اشد عقاب وانا استحق ذلك واكثر. ولكن صدقيني يانورة لم اكن سعيدة بتصرفاتي نحوك    فوسادتي تخبرك كم ذرفت دموعا مما اصبحت عليه الآن. إنسانة بلا قلب ورحمة فما ذنبك انت او اخي كي انتقم بسبب قدري و المكتوب اللذان لم تكونا سببا فيه. 

_لاعليك ياخديجة كل مايهم هو اليوم الذي نحن فيه الآن. وعفى الله عما سلف. فخير الخطائين التوابون. وانت عدت إلى رشدك وعدت إلى الإنسانة الحقيقية التي بداخلك.. 


في اليوم الموالي قبلت نورة ان تذهب مع الشيخ وهاشم إلى المدينة لكي يتبين كم عمر الجنين ولكن كان لها شرطها الخاص. 

#يتبع

Sali Sila


              الفصل السابع الجزء الثاني من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×