رواية عشق مهدور الفصل الرابع عشر 14 بقلم سعاد محمد
﷽
#الرابع_عشر
#عشق_مهدور 💔
ـــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل أيمن
رغم ظلام الغرفه شعر أيمن
بكثرة حركة سحر جواره على الفراش، بالتأكيد هى مثله لم تستطيع النوم، تحدث قائلًا:
إنتِ كمان مش جايلك نوم.
نهضت سحر جالسه على الفراش تنظر لـ أيمن الذى نزل من فوق الفراش وذهب نحو ذر إنارة الغرفه وأشعل ضوء خافت بالغرفه ثم عاد للفراش مره أخرى يتكئ بظهره على تلك الوساده، تنهد يشعر بشعور خفي، بينما نظرت له سحر بعتاب قائله:
قلبي مش مطمن مش عارفه حاسه بحاجه جاسمه على قلبي، مكنش لازم توافق على جواز سهيله من آصف، كان لازم تفضل متمسك بالرفض.
تنهد أيمن قائلًا:
ياريت، بس أنا إتراجعت بعد ما وافقت سهيله،خوفت ترجع تلومني إنها كان قدامها فرصه تثبت لكل اللى شكك فى برائتها إنها مش قاتلة،والدليل قبول أخو القتيل الجواز منها،كان ليه هيقبل لو مش مُقتنع برائتها.
ضم أيمن سحر لصدره قائلًا بتمني:
بتمنى ربنا يسعد سهيله وآصف يطلع عكس إحساسنا.
تنهدت سحر تقول:
آمين.
ــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل
بـ سرايا شُعيب
بالردهه كانت تقف شُكران الى أن رأت دخول سيارة آصف،كادت تخرج من السرايا،لكن قبل أن تخرج من الباب وجدت أسعد بوجهها،نظرت له رأت الحجود بعينيه وهو يسألها:
رايحه فين؟.
ردت بهدوء:
هروح أستقبل عروسة آصف.
تهكم آسعد بسخريه قائلًا:
مفيش داعي،هى مش هتدخل السرايا.
إستغربت شُكران قائله:
قصدك أيه؟.
جاءت شهيره بغنخ من خلفها وقالت:
فى أيه يا شكران آصف حُر، هو مش طفل صغير وعارف مصلحته.
كادت شُكران أن تعترض لكن جذبها أسعد بقوه قائلًا:
أنا مُرهق ومحتاج أرتاح، وإنتِ كمان المفروض تاخدي علاجك وترتاحي وآصف عارف مصلحته.
مُجبره شُكران إمتثلت لطُغيان آسعد وذهبت الى غرفتها وذهب هو مع شهيره، لكن شعرت بزيادة خفقان فى قلبها كذالك إختناق كآن هواء الغرفه سام، نهضت وفتحت باب الشُرفه، فى ذلك الأثناء، رأت آصف وهو يهرول بالحديقه وقرب السياره من تلك الغرفه كذالك ترجل من السياره وترك باب المقود مفتوح كذلك فتح باب السيارة الخلفى ودلف سريعًا الى الغرفه،رغم شعورها السئ كذالك مرضها هرولت من غرفتها حاسمه أمرها ستذهب الى تلك الغرفه
بتلك الغرفة التى بالحديقه
قبل لحظات فاق من غفلة عقله على إنتفاض قلبه الذى ينتفض بقوة بين ضلوعه وهو يرى مشهد تشنُج جسد سهيله مثل المُقبلين على الموت، كان منظرها قاسيًا للغاية، حاول إفاقتها بإستجداء،كانت ترد بهمهمات غير مفهومه
نهض سريعًا إرتدى بنطال وفوقه قميص سريعًا أكمل إرتداؤه وهو يخرج من الغرفه نظر بالحديقه،رأى سيارته التى مازالت مُزينه قريبه من الغرفه ذهب نحوها وقربها من الغرفه ترجل من السياره فتح باب السيارة الخلفى وهرول عائدًا للغرفه إقترب من الفراش نظر الى سهيله بندم وهلع فى قلبه،كانت تلك الهمهمات صمتت، كآن الروح بدأت تنسحب منها، سريعًا
قام بلف ملاءة الفراش حول جسدها وحملها وخرج من الغرفه وضعها بالمقعد الخلفي للسيارة،لكن قبل ان يدلف خلف المقود سمع قول شُكران التى تلهث:
مالها سهيله عملت فيها أيه؟.
لم يرُد آصف يشعر بصدمه هو الآخر كاد يتجاهل شُكران، ويصعد للسياره لكن شُكران سبقته وفتحت باب السياره الخلفى ودلفت الى السياره، إنصعقت حين نظرت الى وجه سهيله الذى يُشاحب الموتى كذالك أثار تلك الدماء فوق الملاءة رفعت رأسها بذهول وقالت بآسف:
عملت فيها أيه يا آصف، كان قلبي حاسس إنك عندك هدف من إصرارك على الجواز منها، بس مكنتش أتوقع إنك تكون بالخِسه دى.
لم يستطيع آصف الرد يشعر بالخزي كذالك الخوف على سهيله.
صعدت شُكران الى جوار سهيله وأغلقت خلفها الباب سريعًا بنفس الوقت كان آصف هو الآخر صعد للسياره وأدارها،سريعًا كان يقطع الطريق غير آبهه بتلك الأمطار الغزيزه التى تتساقط فوق زجاج السياره،مع صرير صوت إطارات السيارة كان مُفزعً للقلب للحظه خشيت شُكران أن تنجرف السياره على الطريق،لكن وضعت رأس سهيله على ساقها،كانت تبكي عينيها بغصات وهى تسمع همهمات سهيله التى فسرت بعض تلك الكلمات ذكرت إسم "سامر...."
سريعًا كان آصف يصف السيارة بفناء إحد المشافى الخاصه،وترجل من السيارة سريعًا فتح الباب الخلفى وجذب جسد سهيله وحملها يهرول نحو إستقبال المشفى...تحدث بإستغاثه:
محتاج دكتورة نسا بسرعه.
وجهه أحد أفراد الاستقبال الى إحد الغرف وضع سهيله على ذالك الفراش ونظر الى ذلك الطبيب الذى دلف للغرفه شعر بالغيره منه وقال بآمر:
قولت محتاج دكتورة نسا،أيه المستشفى مفيش فيها دكتورة نسا.
دلفت طبيبه أخرى قائله:
أنا دكتورة نسا ياريت تتفضل بره عشان أعاين المريضه.
بمجرد أن نظرت الطبيبه الى أثار الدماء على تلك الملاءة الملفوف بها جسد سهيله كذالك ملامح وجهها ذُهلت بخلفيه مهنيه توقعت أن المريضة مُغتصبه،نظرت بإشمىزاز
لـ آصف قائله:
ياريت تخرج،وكفايه وقفتك هنا هتعطلنا.
بصعوبه خرج آصف من الغرفه يشعر بتوهان،لكن فاق من هذا التوهان على تلك الصفعات التى تلاقها على وجهه بغضب من شُكران التى نظرت له بإستهجان:
كان قلبي حاسس إن عندك غرض دنئ من ورا تصميمك عالجواز من سهيله نصحتك وقولتلك بلاش،هدمت كل حاجه بلحظه،يا خسارة يا آصف ورثت قسوة قلب آسعد بجدارة،إدعى ربنا يُلطف بـ سهيله.
تلقى آصف صفعات شُكران يشعر أنها مثل لسعات مُلتهبه تضرب قلبه الذى يخفق بفيضان نازف،كآنه يُصارع الموت...إزداد نزيف قلبه حين رأى إحد الممرضات خرجت من الغرفه ثم عاودت تحمل أكياسً من الدم.
بعد وقت ليس قليل
خرجت تلك الطبيبه من الغرفه نهضت شُكران واقفه وهرولت نحوها،كذالك آصف قبل أن يسأل عن حال سهيله،نظرت له الطبيبه سأله:
إنت تقرب أيه للمريضه اللى جوه.
شعر آصف بخزي بينما شفقت شُكران عليه وأجابت هى الطبيبه:
تبقى مراته.
نظرت له الطبيبه بإزدراء وقالت:
واضح حالة المريضه إنها إغتصاب بدون رحمه،للآسف بصعوبه قدرنا نوقف النزيف،كمان المريضه هتفضل فى الرعاية تحت الملاحظه لآن فى خوف يرجع النزيف مره تانيه لأن حصل تهتُك فى الرحم ولو النزيف رجع هنضطر نستأصل الرحم.
صُعق آصف من فداحة ما فعله حين ترك لجام غضبه،بينما شعرت شُكران برجفه كذالك لم تتحمل الوقوف على ساقيها جلست مره أخرى،بينما عاودت الطبيبه الحديث:
للآسف مضطره أبلغ آمن المستشفى،لآن دى شبة حالة إغتصاب.
لم يُبالي آصف بحديث الطبيبه يشعر بضياع كآنه فقد الإدراك.
ليالي الشتاء طويله قبل أن يسطع فجر جديد
تسلل آصف الى غرفة الرعايه،وقف للحظات يشعر بإنخفاض فى دقات قلبه وهو يرى وجه سهيله الشاحب كذالك تلك الآثار الداميه على وجنتيها وشفاها التى تحولت الى شبه زرقاء بشعه،كذالك تلك الأنابيب الطبيه المغروسه بيدها،يشعر كآن سيلان من النزيف فى جسدهُ بالكامل كآنها يُشاركها الآلم نفسه،بل أقصى منها هى غائبه عن الوعى لا تشعر بشئ بينما هو واعي،يشعر كآنه مذبوح،جثي على ساقيه جوار الفراش،جذب يدها يضمها بين يديه وإنحنى برأسه وقبل يدها ثم وضع كفها على وجنته يشعر بها مثل الثلج فوق النيران التى لا تخمد،دموعه التى تحجرت سابقًا الليله كانت تسيل زخات مثل تلك الأمطار التى يسمع صداها خارج تلك الغرفه البارده لكن يشعر بها حارقه،وضع نصف وجهه فوق كف يدها يقول بندم ورجاء:
سهيله أرجوكِ سامحيني،سهيله فوقى وأي شئ تطلبيه هنفذه حتى لو طلبتِ أدبح نفسي قدام رِجليكِ مش هتردد لحظه أفكر،سهيله إصحي وقولي لى إنى فى كابوس هينتهي لما تفتحِ عينيكِ من تاني،سهيله أنا عمري ما صدقت إنك قاتله،متأكد إنك بريئه من دم سامر،
سهيله،سهيله،وسهيله وكلمات ندم وآلم يتفوه بها يهز كيانه تجعله يشعر مثل المذبوح النازف حيًا
دموع تتساقط بندم،دموع ود أن تسيل بوقت سابق ربما وقتها خففت حِدة الآلم الذى كان يشعر به الذى لا يسوا شئ مقابل شعورة الآن،كآنه مثل المذبوج بنصل بارد يتعذب،وهو يتذكر بندم كيف تحايل حتى إستطاع الزواج بها وسطوة خداعه الذى حبكها عليها طوال الفترة الوجيزة الماضيه،كذلك أحد الأسباب التى أشعلت فى قلبه فتيل الإنتقام الذى سفك قلبيهما معًا.
[فلاش\باك]
بعد وفاة سامر بحوالى سبع أشهُر
بالسرايا
دلفت إنتصار،كان بعض العاملات بالمنزل ينظرن لها بإستغراب من عودتها بعد بضع أشهر من تركها للعمل دون سبب،ليس هذا فقط بل أيضًا بسبب بطنها المُنتفخه بوضوح بل كادت تلد...لم تُبالي بنظراتهن،وذهبت الى غرفة المعيشه التى كانت تجلس بها شُكران دلفت بعد أن إستأذنت منها جلست أمامها تشعر بإرتباك صامته،إستغربت شُكران من ذلك وسألتها:
خير يا إنتصار كلمتني وقولتلى عاوزه تقابلينى فى أمر هام،لو عاوزه ترجعِ تشتغلِ تاني فى السرايا....
قاطعتها إنتصار بتعسف:
أشتغل أيه يا ست شُكران،مش شايفه بطني قدامى أنا قربت أولد،أنا مستنيه آسعد بيه يجي.
إستغربت شُكران وكادت تسألها لكن للحظه آتى لرأسها هاجس
أتكون إنتصار حامل من آسعد
لكن سُرعان ما نفضت عن رأسها تعلم أسعد جيدًا لن يفعل ذلك لأنه لو أرادها كان تزوج بها علانيه،لكن
بنفس الوقت ولسوء الحظ،أو ربما التخطيط الجيد بالوقت المناسب،كان آصف بأجازة وقتها بالسرايا،وللتو إستيقظ من نومه وخرج من غرفته ذهب نحو المطبخ طلب من إحد الخادمات كوبً من القهوه وسأل عن والدته،أخبرته الخادمه أنها تجلس بغرفة المعيشه،طلب من الخادمه أن تآتى له بالقهوه بهذه الغرفه،ترك المطبخ وتوجه الى تلك الغرفه دلف مباشرةً،للحظه إستغرب من جلوس إنتصار مع والدته،كذالك إشمئز من منظر بطنها المُنتفخه لكن لم يهتم وكاد يخرج من الغرفه،لكن صوت تلك الوقحة التى تشعر بخوف يسرى بداخلها لكن تمسكت بالفجور وبكت عينيها بكذب حين رأت دخول أسعد هو الآخر للغرفه،رغم بطنها المُنتفخه وصعوبة حركتها نهضت سريعًا وذهبت نحو أسعد وإنحنت نصف جاثيه تُقبل يده تقول بإستجداء:
آسعد بيه إنت عندك ولايا،إستر عليا ربنا يستر على عرضهم،أنا والله كنت مغصوبه وياما قولت له بلاش تفضحني يا دكتور أنا فى عرضك بس هو زى ما يكون كان شارب حاجه وقتها مكنش فى وعييه ولما فاق من اللى عمله فيا قالى بندم إنه هيصحح غلطته ويتجوزني بس المجرمه اللى قلبها قاسى دبحته.
حديث مُبهم غير مفهوم،أو به جزء مفهوم يود التوضيح،تسأل آصف:
تقصدى دكتور مين؟...وضحي قصدك.
بكت بحُرقه وإحترافيه:
الدكتور سامر الله يرحمه.
مازال الحديث غير واضح،سأل أسعد بغضب وهو يجذب يدها منهت ويبتعد عنها بعجرفه:
تقصدي أيه يا بت؟.
إزدردت إنتصار ريقها وهى تنهض واقفه تضع يديها فوق بطنها:
قصدي إن الدكتور سامر هو والد الجنين اللى فى بطني.
صُدم الثلاث،آصف،أسعد شُكران
التى شعرت فجأة بدوران الغرفه بها،حين حاولت النهوض،بالكاد قبل أن تقف على ساقيها سقطت على المقعد مره أخرى غائبه عن الوعي.
هلع آصف وهرول نحوها كذالك آسعد،الذى نادى على صفوانه،حمل آصف شُكران وذهب بها نحو غرفتها وتركها مع أسعد وصفوانه وعاد مره أخرى الى غرفة المعيشه وجد تلك الوقحه مازالت جالسه كآنها بلا حياء،هى بالفعل كذالك،نظر لها بتهكم قائلًا:
كويس إنك لسه قاعده.
إرتعبت إنتصار وإرتجفت أوصالها،وقالت بخفوت:
الست شُكران فاقت.
تهكم آصف قائلًا:
يهمك أوى صحة ماما.
ردت إنتصار:
طبعًا يهمني صختها لو كنت أعرف هيجرالها كده مكنتش...
قاطعها آصف بتعسف:
كُنتِ هتبقى أيه أوقح أكتر من كده .
إزدردت إنتصار ريقها الجاف وقالت بإرتعاش صوت:
ليه مش عاوز تصدقني يا أصف بيه والله أنا....
قاطعها آصف بتعسف وهو يمسك رسغ يدها يضغط عليه بقوه قائلًا:
غرضك أيه من الكدبه اللى فبريكتيها،عاوزه كام،ومين والد الجنين اللى فى بطنك.
تآلمت إنتصار تشعر بهلع من نظرة عيني آصف لكن حاولت الحِلفان بمصداقيه أنها لا تكذب وأن الحنين الذى فى بطنها هو ثمرة أخيه سامر.
تهكم آصف قائلًا:
تمام بسيطه هصدق إنك صادقه،وهنسى قذارتك اللى شوفتها بعيني قبل كده،همشي مع كذبك للنهايه،فى تحليل إسمه dna
وبسهوله نعرف حقيقة كدبك،فرشة الأسنان بتاع المرحوم سامر لسه موجوده كمان ناخد عينه من الجنين اللى فى بطنك ونقارنه بتحليل الخلايا الوراثيه مع بابا،وقتها نشوف الحقيقه أيه.
إرتعبت إنتصار ووضعت يدها على بطنها قائله بخوف:
لاء طبعًا التحليل ده خطير على الجنين اللى فى بطني ده ممكن يأذيه ويموت يرضيك تموت آخر ذكرى من المرحوم سامر.
تهكم آصف بحُنق قائلًا:
ومنين عرفتِ إن التحليل ده خطير عالجنين.
إرتبكت إنتصار وقالت بتسرُع:
سألت الدكتور اللى متابعه معاه الحمل من الأول،قالى الحمل مش مُستقر وأي حركه زايده ممكن ينزل بأي وقت،أنا كنت عارفه أنكم مش هتصدقونى،بس انا مستعدة أحلف على كتاب ربنا إن...
قاطعها آصف بتعسف:
تحلفي على أيه،على رأى المثل قالوا للحرامى إحلف،بصى من الآخر كده هتقولى الحقيقه ولا مفيش قدامي طريقه تانيه وقتها هتقولى الحقيقه بس بشكل مش هيرضيكِ مين والد الجنين ده؟.
آرتعبت إنتصار من فحيح آصف،ونهضت بتهديد:
حضرتك مش مصدقني مفيش طريق قدامى غير إنى أقدم بلاغ فى المحكمه وعشان أقدر أخد نسب الجنين ده لـ المرحوم سامر.
تهكم آصف بحنق من تلك الوقحة الغبيه وقال لها بغضب:
هاتي من الآخر يا إنتصار لان خلقي بدأ يضيق، أنا بتفاهم معاكِ بعقل وطبعًا إنتِ عارفه لو سيبتك لـ بابا
ممكن يتصرف معاكِ إزاي.
بنفس اللحظة دخل أسعد الى الغرفه بغضب وإستجهان قائلًا:
قولى يا بت من اللى زقك عشان تكملي تشوية صورة المرحوم سامر.
إرتعبت إنتصار وإلتزمت الصمت، بينما تعصب أسعد وقال بفروغ صبر:
أنا هعرف إزاي أنطقك كويس.
نادى أسعد بصوت جهور على أحد الحرس الخاص به وأمره قائلًا:
خد البت دى للبدرون وإتصرف معاها عاوزها تنطق بالحقيقة.
إرتعبت إنتصار وخافت من تهديد أسعد، قالت بخوف وتردُد:
هقول الحقيقه، بصراحه...
بصراحه...
تنرفز أسعد قائلًا:
بصراحه أيه كملِ، بدل ما...
إسترسلت إنتصار قولها برعب:
بصراحه أنا حامل من طليقي، هو والله إغتصبني ولما طلبت منه نرجع عشان اللى فى بطنى رفض،و...
تعصب آصف قائلًا:
لما رفض قولتِ أتصرف وأكمل تشوية فى صورة سامر هو كده كده أى كدب هتقوليه إحنا هنصدق طبعًا.
تهكم أسعد ونظر لها بغضب قائلًا:
طبعًا لازم نصدق بعد ما الوضيعه سهيله شوهت صورته وقدرت تطلع من السجن، بس لسه الإستئناف وهرجعها تانى للسجن، وقبل منها هحسرك على ابن الحرام اللى فى بطنك وجايه تلزقيه لينا.
توسلت إنتصار بالصفح عنها، كاد أسعد ان يأمر الحارس أن يأخذها لكن منعه آصف قائلًا:
لاء سيبها تمشى من هنا تواجه بنفسها الناس بخطيئتها.
بصعوبه وافق أسعد، رحلت إنتصار بينما نظر أسعد لـ آصف بغضب قائلًا:
شايف كدب الوضيعه خلى اللى متسواش تفكر إنها تلزق لأخوك خطيه هو برئ منها،طبعًا يُحق ليها،لو سيبتى أتصرف من البدايه كنت قدرت أمنع البلوه دى تجي بوقاحه لهنا وتساومنا بكدب ولسه الله أعلم أيه هيظهر تانى ومش بعيد المره الجايه نلاقى واحده داخله علينا بعيل تقول إبن المرحوم.
زفر آصف نفسه بغضب ساحق وترك الغرفه لآسعد الذى مازال ثائرًا بغضب.
[عوده]
الغضب أعما قلبه وأصم صوت ضميره،سهيله أمامه بالكاد تتنفس،وهو يبكي بندم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح اليوم التالي
دلفت آسميه الى منزل أيمن باكرًا على غير العاده،تهكمت هويدا من قولها:
قلبي مش مطمن ومنمتش طول الليل.
تهكمت هويدا قائله:
لاء إطمني يا تيتا أكيد قلبك رقيق زيادة عن اللزوم،بس سهيله أكيد زمانها رايقه.
نظرت لها آسميه دون الرد،لكن الخبر السئ لا ينتظر كثيرًا
صدح رنين هاتف سحر،نظرت لـ رحيم قائله:
روح هات موبايلى من على الشاحن يا رحيم.
سريعًا عاد رحيم بالهاتف يقول بطفولته:
الست شُكران هى اللى بتتصل يا ماما.
هلع قلب سحر كذالك قلب آسميه وأيمن الذى قال لها:
رُدي عليها.
سريعًا فتحت سحر الإتصال،سمعت شُكران تُخبرها بهدوء:
سهيله تعبت شويه ليلة إمبارح وإحنا أخدناها للمستشفى،والدكتور قال هبوط بسبب ضعف جسمها.
ضعف جسمها،هبوط
تبريرات كاذبة بالتأكيد،نظروا لبعضهم قالت آسميه:
قلبي مش مطمن ومش مصدقه شُكران،إنتم لسه واقفين خلونا نروح المستشفى اللى قالت علي إسمها
بعد وقت قليل بالمشفى
وضعت شُكران الهاتف وهى تنظر بآسى لـ آصف المهزوم الذى يخرج من تلك الغرفه، نظرة عينيها الائمه ليست أشد قسوة من ندمه، لكن بنفس اللحظه نست تلك العجوز عمرها وهرولت باتجاه وقوف آصف لم تهتم وبتلقاىيه وغصب ساحق، كانت تصفع آصف على وجنتيه تلومه وتوبخه دون معرفة ما حدث لـ سهيله فقط لديها يقين ان هذا الحقير السبب فى رقدتها هنا بالمشفى.
تلقى آصف الصفعات دون أن يبتعد عن يديها، لكن نهضت شُكران ومنعتها عن آصف كذالك سحر التى تود صفعه هى الاخري بوابل من الصفعات، بينما أيمن يعتصر قلب الندم على تنازله عن الرفض، كيف وافق على زواجها من آصف.
بفناء المشفى
كان طاهر يدلف الى المشفى بالصدفه تلاقى مع ويارا التى جائت الى المشفى ببعض الأدويه طلبتها منها شُكران على الهاتف...
تجاهل طاهر الحديث مع يارا وتسرع بالذهاب كى يعلم ماذا أصاب أخته...غص قلب يارا بشده.
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور تلاث أيام بالمشفى
امام غرفة سهيله
خرجت الطبيه ونظرت الى آصف كالعادة بإزدراء،ونظرت للطبيب الآخر الذى قال بعمليه:
الإشاعات اللى عملناها للمريضه
للآسفبتوضح إن التشنُج اللى بجسم المريضه مش عضوي، ده حاله نفسيه برد فعل تلقائى من أعصاب جسمها بعد ما عقلها رفض اللى إتعرضت له، وعدم الحركه مؤقت، بس مش مرتبط بوقت ممكن يفضل معاها لوقت طويل أو قصير حسب إمتثال عقلها للى حصل وتقبله، بس ممكن ندى للأعصاب تحفيز ببعض جلسات العلاج الطبيعي.
شعر آصف بندم ساحق
بسببه سهيله بعد أن فاقت من غيبوبة يومين غير واعيه تفاجئوا بعدم قدرتها على الحركه ولا حتى تحريك يديها،فقط جسد ساكن على الفراش،كل ما تستطيع فعله هو الحديث فقط،حتى هذا أحيانًا بتقطع مثل الأطفال.
.....
بداخل غرفة سهيله كان معها أيمن وسحر اللذان يشعران بآسى وبؤس على تلك الراقده
نظرت سهيله لـ أيمن قائله بتقطع:
بابا عاوزة أتكلم مع آصف.
إستغرب أيمن وسحر، وآسميه التى قالت لها:
مكنش لازم اوفق أيمن ، كان لازم أصمم على الرفض،لو بإيديا كنت قطعت من جتته ورميتها لحمه...
قاطعتها سهيله وهى تُغمض عينيها بندم كيف سارت خلف قلبها وإمتثلت لتحايُل آصف الكاذب والمدعى عليها بالكذب حتى ينال منها قصاص...إزدرت ريقها وقالت بآلم:
لو سمحتِ يا تيتا أرجوكِ أنا عاوزه أقابل آصف ضرورى...إتصل عليه خليه يجي يا بابا.
إمتثل أيمن غصب وهاتف آصف الذى لم يُغادر المشفى منذ تلك الليله،سوا لحوالى ساعه واحده ذهب لتبديل ثيابه وعاد مره أخرى
بعد دقائق معدوده دلف آصف للغرفه عينيه نحو الفراش يخشى النظر لـ سهيله لأول مره لا يود النظر لوجهها حتى بأوج غصبه كان ينظر لوجهها
للحظه حين رأت سهيله آصف إرتعش قلبها خوفً منه،لكن تمسكت بشجاعه واهيه،ونظرت الى وجهه كان بلا تلك النظارة المُعتمه التى كانت تخفي حقيقة عينيه...تهكمت قائله:
مش خايف من الإضاءه توجع عنيك.
لم يرد آصف،بينما أكملت سهيله قولها:
قبل أى شئ بهنيك نجحت بجدارة فى الكذب يا سيادة المستسار خدت حق أخوك وزياده كمان أنا أهو قدامك فقدت حركة جسمي كلها الحمد لله لسه بشوف وبسمع وبتكلم...
بتكلم للآسف دلوقتي صوتِ رجع.
فهم آصف تلميحها أنها لم تستطيع حتى الصُراخ بتلك الليله علها وجدت من يُنقذها من قسوة إنتقامه.
بينما عاودت سهيله حديثها بمرارة:
قبل ما أغير أقوالى فى النيابه بعت لك بابا وكنت هقولك على حقيقة اللى حصل، بس طبعًا رفضت تقابل بابا كان فى دماغك هدف تانى.
إستغرب آصف ونظر الى أيمن قائلًا بكذيب:
محصلش أنا مرفضتش اقابل حضرتك...بالعكس أنا كنت وقتها فعلًا هاجي ليكِ وأعرف منك حقيقة اللى حصل بس ماما تعبت يومها.
تهكمت سهيله بمراره وكذبته قائله:
وطبعًا لسه عاوزنى أصدق سيادة المستشار.
نظر آصف نحو أيمن الذى أومأ برأسه بأنه بالفعل ذهب الى السرايا
تذكر ذلك اليوم وقام بسرد ما حدث معه
[فلاش\باك]
باليوم التالى لطلب سهيله من أيمن أن تلتقي مع آصف بعد أن أخبرته ببعض الحقائق الخاصه بـ سامر
ذهب الى السرايا رغم انظار الناس له فهو بالنهاية والد المتهمه بقتل سامر،قابلته إحدى الخادمات طلب منها أن تخبر آصف أنه يريد أن يلتقى معه لأمر هام خاص بشأن قضية مقتل أخيه،وأعطى لها إسمه ،ذهبت الخادمه قليلًا ثم عادت له وقالت:
آصف بيه بيرفض يقابلك،وكمان عطانى المبلغ ده أعطيه لك وأقولك قوم لها محامي شاطر.
ترك أيمن المبلغ وشعر ليس فقط بيأس بل بدونيه، وغادر المنزل بآسف
[عوده]
أغمضت سهيله عينيها وتهكمت بمراره قائله:
كمان عرض عليك فلوس عشان سيادة المستشار كتر هيره كان غرضه يعاقبنى العقاب اللى إستحقه من وجة نظرهُ.
ذُهل آصف قائلًا بنفي:
محصلش،أنا كنت فعلاً هاجي ليكِ النيابه بس ماما تعبت وقتها،وبعدها إتفاجئت بأنك غيرتِ أقوالك.
تهكمت سهيله بحنق وقالت:
كمان السم اللى إتحط لى فى الأكل وأنا فى السجن مكنتش تعرف بيه...
السم اللى بسببه فضلت أعانى يومين ومصارين بطني بتتقطع لحد ما كنت وصلت للموت،بس طبعًا فى السجن خافوا من مسؤلية موتى لو إنكشف إن سبب موتِ هو سم مفعوله بطئ بيقطع فى مصارين البطن قبل ما ينهي العُمر،موت بالبطئ يعني،بس للآسف لسه فيا عُمر ونجيت من مفعول السم.
إرتسم الذهول على وجه آصف بينما أكملت سهيله:
بس هستني أيه من أمجاد أولاد
" أسعد شُعيب "
تعرف الحقيقه أنا فعلًا مقتلتش سامر
وفعلًا عشان أطلع براءة كدبت إنه حاول يعتدي عليا،وده مش حقيقي، لأن مستحيل سامر يعمل كده،مش عشان هو شريف وعفيف،أنا فعلاً غلطت لما خالفت ضميري كان لازم أقول الحقيقه اللى كان سهل ألفت نظر الطب الشرعي ليها وبسهوله كنت هطلع من القضيه،بس يمكن بكذبِي جملت حقيقة سامر
عارف ليه يا آصف
عشان سامر كان له ميول خاصه وهواية أنه يجرب تقاليع فارغه أو حتى حرام،مش مهم المهم يحس بتجديد بيحب يمشى وراه الجديد والمُثير ويجربه مفيش عنده مانع، طالما مفيش ضرر هيقابله بعد كده، ومعندوش تفرقه بين إنه يكون شخص سوى على فطرة ربنا اللى خلقنا عليه وإنه يكون "شاذ".
«يتبع»
للحكاية بقيه.