رواية الهروب من المكتوب الفصل الخامس 5 الجزء الثاني بقلم سالي
#الهروب_من_المكتوب. #الفصل_الثاني. 5
تلقت نورة صدمة بعد سماعها الطبيب يبارك لها عن حملها.. فالشيء الذي خطر في بالها تلك الاثناء جنينها الذي فقدته سابقا رغم محاولاتها بالإحتفاظ به.. فاقشعر بدنها وهي تشاهد شريط الذكريات المؤلمة يمر امامها فاحتضنت بطنها وهي تقول في نفسها
_هل استطيع ان احتفظ بهذا الطفل او اخسره مثل سابقه خاصة وانا امر بهذة الظروف الصعبة التي اعيشها هذه الايام.
فرح الشيخ بالخبر وبارك لنورة ودعا الله ان يحفظها ويحفظ حفيذه او حفيذته من كل سوء واراد ان ينقل فرحته لباقي افراد عائلته وبدأ بمناداة صابر فور وصوله إلى المنزل.
_نعم ياجدي انا هنا هل نورة بخير هل احضرت لها الدواء لتشفى المسكينة من تعبها..؟!
_تعال ياصبي. سأخبرك بشيء. انت الآن اصبح لك اخ او أخت بعد تسعة أشهر من نورة.. حضر نفسك لتكون اخا يعتمد عليه.
_احقا.. احقا يانورة ستجلبين لنا طفلا صغيرا احمله وألعب معه كأصحابي الذين لهم إخوة يلعبون ويمرحون معهم .
_صحيح ياصغيري. ولكن لن يكون جميلا مثلك. فانت ستبقى الولد المدلل والمحب لقلوبنا.
عانق صابر نورة وهو يقول احبك يانورة مثل امي.
_ويحك ياصابر كيف تقول شيء كهذا..!! فشتان بين هذه وتلك. هل تسألها اولا من هو والده.
_خديجة قبحك الله كيف تقولين كلام كهذا وامام طفل صغير كهذا.
_ألى اقول الحقيقة ياوالدي.؟
حينها فرت نورة كالبرق إلى غرفتها بعد ان حسبنت الله عليها وتركتها تجادل والدها الذي تطلب منه ان يعيد نورة إلى والدها.
علم هاشم بالخبر وطبعا سمع لكلام اخته خديجة ان مافي بطن نورة ليس من صلبه كما طلب منها عبر اخته ان تلحق بوالده الحقيقي زياد وان مكوثها في منزل والده لايفيدها بشيء. فهو طلقها وبالنسبة إليه اصبحت غريبة.
حاول الشيخ ان يقنع هاشم بالتخلي عن الوساوس التي سيطرت عقله واكد له ان نورة بريئة من كل الإتهامات التي لفقت لها.. واقترح له ان يأخذانها إلى طبيب المدينة ويعيد كشفها من جديد وسيبين له اليوم بالتحديد الذي حملت فيه . وبهذا سيعلم هل هي خائنة فعلا كما يصفها ام بريئة كي يطلب منها السماح و يعيدها إلى جناحه ويحتويها كزوج وليس ثائر ماإن يسمع الكلام حتى يصبح وحشا كاسرا.
_دعني ياأبي وشأني فأنا لهذه اللحظة اشتعل غضبا واحترق من الداخل.. دعني ربما الايام تطفىء جمري.
_سأدعك ياولدي لتهدأ اياما ثم نقوم بفعل ماأمرتك به
تمر الايام وخديجة تسيء اكثر لنورة وهي المسكينة صابرة على افعالها وموكلة امرها لمولاها. حتى إستجابت دعوة المظلوم على الظالم ذات نهار. يوم كانت تحمل خديجة دلوان مملوءتان من مياه البئر. فتعثرت قدمها وألتوى كاحلها وسقطت سقطة لايحمد عقباها... كانت نورة حينها تطبخ لصابر الاكلة التي يحبها. فسمعت صراخ وبكاء احدهم ولكن الصوت تقريبا بعيد ولم يتبين صاحبه من..؟ حتى تتبعته فوجدت خديجة مكبوبة على وجها غارقة في المياة والدلوان مرتميان بعيدا عنها. فأدركت انها سقطت ولم تستطع النهوض بمفردها. فهرعت إليها تجري وهي ناسية كل مافعته بها سابقا فلو كان قلبها قاصحا اسودا لما شمتت بها فقط وانصرفت عنها بعدها.. ولكنها ركضت نحوها لتساعدها.
_خديجة هل زلقت قدمك؟ حاولي ان تنهضي!!
_اااا. ااااه الم شديد بكاحلي لااستطيع حراك قدمي. ولا حتى يدي اليمنى. ااااه. ياااربي رحماك..
_لاعليك. حاولي من جديد قومي بالتمسك بي قدر ماتستطيعين. وسأمسك بك جيدا حتى تقفين ولو على قدمك التي لاتؤلمك..
بعد محولات متكررة إستطاعت نورة رغم تعبها وضعفها ان تمسك بكل قوتها خديجة كي لاتسقط متها مرة اخرى. واخذتها إلى الغرفة. حتى عاد الشيخ من السوق فأحضر بعدها طبيب مختص إلى المنزل ليكشف مصابها. فاخبرهم ان خديجة قدمها اليسرى مكسورة ويدها اليمنى ايضا كسرت إثر قوة السقطة التي حاولت تجنبها بكلتا يديها..حينها على الفور أجر الشيخ عربة وأخذ خديجة إلى المدينة كي تقوم بجبس يدها ورجلها.
كانت خديجة لاتقوم من سريرها إلا بعناء تام ولا حتى قيامها بأخذ لقمة واحدة إلى فمها دون ان تسكب نصفه عليها لانها ليست معتادة على الاكل بيدها اليسرى.. فمن كان الوحيد الذي يساعدها في عجزها هي نورة ولا غيرها..
كانت خديجة مع الايام اصبحت تشفق على نورة. فهي واضح تعبها ورغم تقيؤها المستمر وضعفها فهي تقوم بخدمتها وخدمة حاجيات كل البيت.
_نورة لما تفعلين معي كل ذلك وانا لم تتلقي مني إلا كل سوء وشر.
_انا لااحمل ضغينة لأي احد حتى لمن قسى علي ذات يوم. .. كل ماافعله سأدع الايام تقربه مني زلفا او تبعده عني بعد السماء والارض لاغير..
وانت ياخديجة اخطأتي بتصرفاتك نحوي كثيرا منذ اول رأيتك لي.ولااخفيك كم عانيت بسببك ولكن محنتك هذه قد تفتح عيونك وتجعلك تدركين مالذي اجرمته في حقي وتظهر امامك الحقيقة ما بين الصواب والخطأ الذي نلته منك كل هذه المدة.
طأطأت رأسها خديجة ولم تخرج من فمها كلمة الذي كان لايخرج إلا سما قبلا التي كانت امام نورة تلبسها ثياب نظيفة... وفي مرة اقبلت نورة على خديجة وهي تحمل لها الغذاء وجدتها تبكي بصمت بكاء مريرا.
_خديجة مابك؟! هل عاودك الوجع لقدمك مرة اخرى؟
_لا ليس ذلك.. بل تذكرت اشياء تؤلمني اخفيها بصدري من سنين.
_لابأس عليك ياخديجة كلنا مررنا بأسوء الحالات. ولكن علينا ان ننسى ونستمر هذه هي سنة الحياة. ان لانقف عند اول محنة بل نعديها ونقول الحمد لله.
_ولكن يانورة قلبي مازال يؤلمني لهذه اللحظة. ولم استطع نسيان ذاك اليوم
_اي يوم ياخديجة..؟.. أنصتي لي... انا قابعة هنا امامك لاحراك وعليك أن تفضفضي لي كل مايؤلمك ومخبأ في صدرك.. ربما ببوحك ستهدا روحك قليلا وتخففين بعضا من وجعك.. ولربما التي تكلمك الآن تصبح من عدوتك اللدودة إلى صديقتك الودودة
ضحكت خديجة وضحكت معها نورة وأرسلت خديجة تحكي قصة وجعها.
#يتبع
Sali Sila