رواية الهروب من المكتوب الفصل الرابع 4 الجزء الثاني بقلم سالي
#الهروب_من_المكتوب. #الفصل_الثاني. 4
لم يتوقع زياد ان يجد نورة مغشية عليها في الإسطبل. كما لم يتوقع سوء الكلام الذي وجهته إياه خديجة عندما كان خارجا من غرفة نورة بعد ان وضعها على مخدعها واراد بعد ذلك المساعدة لإيقاضها.. فلم يجد غير خديجة امامه و التي وجهت له ابشع إتهام.
_ماقصدك بذلك ياخديجة إستعيذي بالله من الشيطان وتعالي ساعديني في إيقاظ نورة فهي مغشي عليها حتى احضر القليل من الماء واوافيك.
_هذا الكلام قله يازياد لواحدة غبية كي تصدقك.. اما انا فلا اكذب عينيا مارأت..
_هل تتكلمين عن جد ياخديجة ام جننتي لكي تتسلي في أمر كهذا..؟! مالذي تهذين به..!!! وأنقصي من صوتك رجاءا اتريدين فضحنا ونحن ابرياء. تأكدي اولا ثم أنثري كلامك القبيح هذا كيفما شئتي..
عبث ماكان يقوم به زياد من توضيح لخديجة عن الموقف المحرج الذي وضعته فيه خاصة بعدما إجتمع البقية عليهما بسبب صراخها. ولكن إصرار خديجة غير معقول الذي شوهت به سمعة نورة في دقائق حتى ادخلت الجميع في الشك بحدوثه.
دخلت خولة على نورة فوجدتها تبكي بحرقة ويديها تغطيان وجهها إذ سمعت كل ماقالته ولفقته إياها خديجة والتي لقبتها بالخائنة والفاسقة..
حاولت خولة ان تسمع منها تبريرا يبعد إدانتها لكن تجأشها من كثرة البكاء حال ان تفهم عليها كلمة.. وخديجة مازالت وراءها لتتصفها بالكاذبة وانها تمثل عليهم دور البريئة والشريفة.
في تلك الاثناء تدخل الشيخ بعد ان طلب من صابر ان يأخذ اطفال خولة الصغار ويلعبون خارج المنزل فالحديث الذي يدور مابينهم لايحضره الصغار..
لم يفهم صابر مالذي يدور حوله إلا انه تقطع قلبه على نورة وهي بتلك الحالة المزرية وخرج وهو غاضب من الجميع بإعتقاده هم من قسوا عليها بكلامهم مثل ماشاهده من صراخ خديجة عليها ونعتها بأقبح الألفاظ الموجهة إليها.
طلب الشيخ ان يسمع من كلا الطرفين وهما متواجهان.. وبعد ان هدأت نورة قليلا من روعها اخبرت الشيخ.
_انا ياحج لاادري فعلا مالذي اصابني وكيف وجدت نفسي على سريري. واخر مااتذكره وانا انظف الإسطبل احسست بدوار مفاجىء وبعدها لم استفق إلا على صراخ خديجة وزياد التي تتهمني بالباطل.. وكم اتأسف عليها انني ظننتها مثل اختي الكبرى وهي لم تحبني منذ رأيتي لاول مرة و لاادري مالسبب و مالذي فعلته لها حتى تنعتني بهذا الإتهام الشنيع.. ياحج اقسم لك بالله العلي العظيم ليس بيني وبين هذا الشخص اي شيء والله يشهد على ذلك.
وانت يازياد كيف حتى وجدت نورة في ذاك المكان؟!
_انا ياعمي لاانكر انني قمت من مائدة الإفطار للبحث عن نورة. فالبعض ذكر انها لازالت نائمة. وبما اني كنت متيقنا انها مستيقضة لاني قابلتها صباحا وهي تحضر الإفطار فاردت ان تشاركنا إياه فقط وبالبحث عنها لااعلم كيف حتى وصلت إلى ذاك المكان وهو الإسطبل.فوجدت نورة هناك مستلقية على الارض.فهرعت إليها وحاولت إيقاضها لكن عبث..فحملتها واخذتها إلى الغرفة وماإن هممت خارجها البقية انت تعلمها.... خديجة وسوء تفكيرها... هذا كل ماحدث بالضبط ياعمي ولم ازيد عليه حرفا.
في تلك اللحظة إستدارت خولة نحو اختها خديجة وهي مغتاضة منها لانها كذبت عليها سابقا لما سألتها عن نورة وردت عليها بسيناريوا كان جد درامي منها. واخبرتها انها لها كلام بينهما لاحقا.
بعد الاخذ والرد إقتنع الشيخ انه مجرد سوء فهم. وان الشيطان إستغل الموقف لكي يجعل الفتنة بين الاهل.. ولكن خديجة لم تقتنع ولم يهدأ لها بال حتى عاد هشام والبقية مساءا من الصيد وصعقته بالخبر دون سابق إنذار او يتوقع امر كهذا يحدث من زوجته في حين لم يمر يوم فقط على غيابه .
بعد ان حشوت خديجة اذنيه بأسوء الكلام وبالإتهام المباشر لزوجته انها زنت وخانته مع سلفها زياد..بعد كشفتها مرتان وهما يلتقيان خلسة وخلوة بمفردهما فجن جنون هاشم واغمضت بصيرته عن الحقيقة ولم يحاول حتى التحقيق في الامر. فتوجه مسرعا صوب نورة التي كانت مستلقية على سريرها طيلة اليوم من شدة تعبها والدوار الذي ينتابها بين ساعة واخرى.. واكمل عليها هاشم إذ إنهال عليها بالصفع على خديها مرة وإثنان واربع لايكاد يتوقف وهو يشتمها ويسبها وهو يردد.
_انت أوسخ الناس حقا كنت احسبك تبتي فكنت معك رجلا فسترتك ولم تحمدي ربك بستر نفسك.. كيف صدقتك وامنت توبتك.. فمن له طبعا سيصبح تطبعا طيلة حياته.. وانت طبعك الوساخة والرذالة.. من الآن فانا لااريدك بعد الآن فأنت طالق.. وكل هذا ونورة تجهش بالبكاء ولم تستطع الدفاع عن نفسها. فلايوجد دليل على براءتها غير كلامها وكلام زياد. الذي لايسمن من جوع..
امسكا والد هاشم وخولة من ذراعي هاشم وبصعوبة اخرجوه بعيدا عن نورة... وماإن خرج حتى اصبح يصرخ كالمجنون بأعلى صوته يفتش عن زياد الذي لم يجده لانه اخذه اخاه عثمان وناصر خارج المنزل ليفهمان عليه مالذي يحدث وماسبب مجيأه.
إنقلب منزل هاشم رأسا على عقب ولا احد يتفق مع اخيه.. أحدهم متهم والثاني محام والثالث يقاضي والآخر في حيرة من أمره..
بينما الشيخ كعادته يرى الامور بحكمة فطلب من هاشم في تلك الاثناء ان ينتقل للمنزل الآخر حتى يهدأ وتضهر الحقيقة. خاصة انه خرج عن طوعه وحاول ان يضرب زياد. لولا عثمان وناصر اللذان انقذوه مابين فك يديه في اخر لحظة. حينها اعطى عثمان المال الذي كان يحتاجه زياد لانه خسر في القمار وعليه دين كبير وجب تسديده في الحال قبل ان يأذوه بتهديداتهم وطلب منه الرحيل وانذره انها آخر مزة يعطيه فيه المال وعليه ان يبطل عادته السيئة ويصبح كالبقية رجلا كباقي الرجال الذين يعتمد عليهم.. وقبل ان يرحل زياد قال لهاشم.
_ساقول لك ياهاشم كلمة واحدة فقط وارحل. ربما لاتصدقني لأني سكير ومقامر مما زاد ظنك بي سوءا.. ولكن إسمع لكلامي.. زوجتك أطهر من الشرف.. هي عفيفة ونقية. وإن خسرت إمرأة كهته فانت خسرت بقية حياتك.. وداعا وآسف حقا على كل ماحدث بسببي رغما عني...
إنتقل فعلا هاشم إلى المنزل الآخر فهو لم يستطع ان يشاهد نورة امامه.. نورة التي طلبت من الشيخ ان يأخذها إلى عمتها بعد ان طلقها إبنه. ولكنه ابى وطلب منها التريث والصبر قليلا. فهو يرى مالايراه البقية.. اما خولة فهي لم تتحمل الوضع فعادت إلى منزلها بعد معاتبة وتأنيب اختها خديجة عن كل ماسببته من مشاكل وتفريق اخوها عن زوجه.
كما عثمان عاد ايضا معهم إلى دياره وترك زوجته خديجة وراءه الذي اصبح لايتحملها وينفر من افعالها لتصرح وتمرح في المنزل بمفردها..
مر اكثر من اسبوعان وعادت نوبة الدوار التي كانت تزور نورة بين الفين والآخر وعندما اغشي عليها لثاني مرة اخذها الشيخ إلى المستوصف القريب منهم.. وعند معاينتها إتضح..
_نورة مبروك انت حامل..
#يتبع
Sali Sila