رواية صدفة الفصل الثالث 3 بقلم سلمي تامر
"الحقني ياجدي..مازن مقربش مني لحد دلوقت علشان لسه مش قادر ينسى ياسمين اختي "
قالت هذه الكلمات "صدفة" وهي تبكي بإنهيار مصطنع
ليشعر مهران بأن رأسه تدور من الصدمه
ليتحدث اليها عبر الهاتف بغضب وغلاظة
"كلام ايه ده اللي بتقوليه ياصدفة..يعني ايه مقربش منك لحد دلوقت ده نهار اللي خلفوه اسود"
صدفة بحزن مزيف وصوت مبحوح
"جدي انا شايفه ان الطلاق في علاقتنا هو احسن لأن واضح اننا مش نافعين لبعض "
"ده على جثتي.. احنا معندناش حاجه اسمها طلاق في عليتنا يا بنت ابني..اقفلي دلوقت وانا هتصل بالبيه جوزك واشوف الخيبة التقيلة اللي حاصله دي "
قفل معها مهران بعد ان القى كلماته الحادة بوجهها
لتبتسم بخبث ومكر وهي تتخيل رد فعل زوجها على فعلتها هذه
"انت اللي اضطرتني اعمل كده ياحبيبي..استحمل بقا اللي هيجرالك من جدك"
___________________
كان مازن جالسا في معرض السيارات الخاص به وبجانبه مساعده الشخصي يتحدثون فيه بأمور خاصة بمشاغلهم
ليجد جده مهران يتوجه نحوه وعلامات الغضب والاستحقار تعلو وجهه
لينتفض من مكانه بإحترام ويتحدث بإستغراب
"جدي... اتفضل ياجدي اقعد اتفضل"
ووجه حديث لمساعده
"سعيد روح جيب حاجه للحاج يشربها"
"متجيبش حاجة ياسعيد يابني.. سيبيني مع حفيدي شوية بس علشان عاوزه في موضوع مهم "
استأذن سعيد وذهب من المكان وجلس مهران امام مازن الذي كان ينظر له بقلق واستغراب من ملامحه
"خير ياجدي فيه ايه قلقتني "
"انت لسه متممتش جوازك من بت عمك لغاية دلوقت يا ابن ابني ! "
بدأ الغضب يعتلي ملامح مازن ولكنه كبته بداخله حتى لا ينفجر امام جده وحاول ان يحافظ على توازنه وتحدث بثبات مصطنع
"مين اللي قالك الكلام ده يجدي "
"مراتك اللي اتصلت بيا وهي مفلوقه من العياط يابيه وبتقولي انك مش عايز تقرب منها علشان لسه اختها في دماغك...اختها اللي كمان كام شهر هتبقى على ذمت راجل تاني"
"اسمع يا ابن ابني..انسى ياسمين وطلعها من دماغك وكمل حياتك مع صدفة واديها حقوقها الزوجية وبلاش تكون ظالم...ولا انت بقى فيك حاجة علشان كده مش عايز البت"
فهم "مازن" مغزى كلماته الاخيرة وشعر بإهانة كبيرة متوجهة اليه ليرد بإنفعال وغضب يظهر لأول مرة امام "مهران"
"ايه الكلام اللي حضرتك بتقوله ده ياجدي..انا راجل من ضهر راجل ومسمحش لحد يشكك في رجولتي"
ليرد مهران بخبث
"والله بقا لو كلامك ده حقيقي يبقى تثبتلي ..سلام يا ابن ابني"
ذهب "مهران" من امامه وتركه يغلي من الغل والغضب نحو هذه الحية "صدفة" وماتفعله به ليقرر ان يذهب اليها ويربيها على هذه الكلمات التي توجهت اليه بسببها
_________
كانت صدفة جالسه امام التلفاز بشرود وهي تحاول ان تتخيل رد فعل "مازن" على فعلتها
فبالتأكيد"مهران" عنفه على عدم اقترابه منها الى الآن
فتح الباب ودلف مازن الى البيت بوجه مشتعل بالغضب وعيناه تبحث عنها حتى رآها جالسه امام التلفاز ببرود وفي يديها طبق من المقرمشات
اتجه نحوها وسحب الطبق منها بعنف ورماه بعيدا
"فيه ايه يامازن انت اتجننت"
قالتها صدفة بعصبية مصطنعة وهي تقف امامه بغضب مماثل
ليرد مازن بسخرية
"انا برضه اللي اتجننت..عمتا انا مش هتكلم كتير انا هنفذ..مش انتِ بقا ياحلوة روحتش اشتكيتي لجدك وخلتيه يشكك في رجولتي..انا بقا هوريكي انا راجل ولا لأ"
ليسحبها بعنف الى غرفتهم وتحاول "صدفة" ان تمنعه من فعلته هذه بخوف حقيقي وبكاء
ولكن لم يرد عليها "مازن" وهو يكمل مابدأه ويبدأ ان يمزق ملابسها بعنف واستحقار ويقبلها بقسوة
صدفة ببكاء وترجي وضعف
"لأ يامازن..لأ علشان خاطري انت مش كده متنزلش للمستوى ده"
فاق مازن من موجة غضبه عندما رأى دموعها وضعفها وابتعد عنها سريعا
قبل ان يتمادى في فعلته هذه وتكلم بحزن وغضب منها ومن نفسه
"مش انتِ اللي عايزاني ابقى حي..وان...مش انتِ اللي عايزاني اقرب منك وانا مش طايقك وانتِ عارفة ليه"
صدفة ببكاء شديد
"انا بحاول انقذ جوازنا..انا بحبك و مش هقدر اعيش من غيرك وعايزاك ترجع تحبني تاني وتنسى اللي فات"
نظر لها مازن نظرة اخيرة مليئة بالكره والنفور وذهب مرة اخرى من المنزل وهي يلعنها ويلعن قلبه الذي عشقها يوما وحتى الى الآن لا يستطيع ان يخرجها من قلبه ويأذيها كما تأذيه دائما
_______
في اليوم التالي كانت العائلة جميعا مجتمعة في منزل مهران بمناسبة ذكرى زواجه من جدتهم والذي كان يعشقها حد الجنون
كانت "ياسمين" تنظر الى مازن وصدفة بحزن وحسرة..
أليس هذا مكانها..ألسيت من المفترض ان تكون زوجته امام الله وامام الجميع الآن
لاحظت "صدفة" هذه النظرات لتبتسم لها ببرود وشماتة
ردت لها ياسمين بسمتها بنظرات غامضة وقررت ان تذهب الى غرفتها
لتقرر "صدفة" ان تذهب ورائها وتغيظها اكتر وتتباهى أمامها بحب مازن لها وكم ان حياتهم سعيدة
بعد فترة لاحظ "مازن" اختفاء "صدفة" وايضا "ياسمين"
ليقرر ان يذهب الى غرفتها في الاعلى ليرى ما يحدث
_______
صعد مازن الى غرفة زوجته القديمة ليجد صراخات عاليه تصدر منها
اتجه نحوها وفتح الباب سريعا وهو مفزوع عليها
ليجد "ياسمين" شقيقتها تصرخ بعنف وخوف و"صدفة" واقفة امامها ببرود
"فيه ايه اي اللي بيحصل هنا وايه البنزين اللي مكبوب عليكي ده يا ياسمين ! "
نظرت له ياسمين ببكاء شديد وهي ترتعش و تشير نحو زوجته
"الحقني..مراتك عايزة تحرق.ني يامازن"
يتبع..
(صدفة)٣
تفتكروا صدفة فعلا هي اللي عملت كده