رواية كيف التعافي الفصل الخامس 5 والاخير بقلم هاجر نور الدين
الجزء الخامس والأخير
♥️♥️♥️بقلمي (هاجر نورالدين)♥️♥️♥️
بعد ما روحنا الكافيه وقعدنا أول حاجة قالهالي وكانت بجدية:
_إحنا هنرجع للقاهرة من تاني.
بصيتلهُ بدهشة من كلامهُ وقولت بسرعة وخوف:
=لأ، نرجع للقاهرة من تاني لأ، أنا عايزة أبقى بعيدة عنهُ وعن ذكرياتهُ.
قرب شوية من الطربيزة وقال بصوت واطي وجدية لا تحمل التراجع:
_مفيش وقت للكلام دا يا روان، هو كدا كدا هنا في المنصورة وعارف مكانك، فـَ هنا أو هناك واحد، هو موجود ومش هيسيبك في حالك، خلينا نرجع القاهرة دلوقتي من غير ترتيبات ومن غير ما هو ولا آي حد يعرف، نروح على بيتهُ فجاءة ونمسك عليه آي دليل على إنهُ مهرب وتاجر في الممنوعات ونثبتها عليه عشان ياخد جزاتهُ وأنا هوصي عليه جامد.
بصيتلهُ بتردد وبعدين قولت بإستسلام وإقتناع:
=خلاص تمام، هنروح إمتى؟
بصلي وقال بتصميم وثِقة مفيهاش إهتزاز:
_حالًا، يلا بينا.
قولت بتردد:
=بس أنا مش عاملة حسابي ومش معايا فلوس دلوقتي ولا هدوم، خليني أروح البيت الأول.
بصلي برفعة حاجب وقال بإستنكار:
_هو إنتِ معاكِ صاحبتك، تعالي يلا متقلقيش من آي حاجة أنا هتصرف وسيبك من الهدوم وآي حاجة دلوقتي كدا كدا هنروح نجيب دليل ونرجع بعد ما نخلص الحوار دا.
مشيت معاه بإستسلام لإن معنديش حلّ تاني غير إني أمشي وراه وبس، ركبنا القطر اللي لحُسن حظنا كان طالع بعد 10 دقايق وبعد ساعات وصلنا للقاهرة، روحنا على طول على الشبة بتاعتي أو اللي كانت بتاعتي وشِبه إقتحمنا البيت بعد ما الست فتحية فتحت الباب وكانت رانيا قاعدة بتتفرج على التليفزيون وبتاكل فاكهة وأول ما شافتنا قامت بخضة وصدمة، إتكلمت وقالت بِزُعر:
_في إي، ومين اللي جايباه معاكِ دا؟
بصيتلها بغضب وقولت:
=دا ظابط يا روح أمك يا خاينة، وإكتمي خالص لو عايزة تعيشي ها.
سكتت بخوف وراح هاشم يدور في كل مكان في الشقة عشان يلاقي دليل، خدت بالي إن رانيا بتحاول توصل للموبايل بتاعها فَـ سبقتها وخدتهُ منها وأنا بقول بإبتسامة مستفزة:
=لأ يا حلوة كدا أزعل منك وأنا زعلي وحش أوي وأظن إنك أكتر واحدة عارفاه بِما إنك كنتِ صاحبتي المقربة ولكن إكتشفت فيما بعد بإنك صاحبتي العقربة، إتلمي وإقعدي ساكتة ومتتحركيش من مكانك عشان المرة الجاية مش هتكلم معاكِ بلساني.
سكتت وقعدت من تاني على الكنبة، ولكن المرة دي طلبت من الست فتحية تجبلي حبل وبلاستر وبدأت أربط إيديها ورجليها كويس وكممت فمها بالبلاستر وأنا مُبتسمة على حالها وهي شبه الفار المبلول دلوقتي، طلع بعدها هاشم من الأوضة اللي مكنش بيدخلها غير علي وقال بإبتسامة وفخر وفي إيديه أوراق كتير:
_مش ظابط من فراغ أنا برضوا، دا طلع في أوراق كتير توديه ورا الشمس، مش مخدرات بس لأ، دا سلاح وأعضاء و و، بيساعد في تهريبهم برا مصر عن طررق البضاعة بتاعت الممتج بتاع شركتهُ ومحدش داري بحاجة، دلوقتي مهمتنا هنا خلصت زي ما هو خلص بالظبط، يلا بينا إحنا بقى على القسم ناخد إذن قبض عليه.
مشيت معاه بسعادة وأنا حاسة إن أخيرًا حقي هيتجاب وهعيش مرتاحة بعد سنين أخيرًا، قبل ما أمشي خدت معايا الموبايل بتاعها عشان حتى لو فكت نفسها متعرفش تقولهُ ومشيت الست فتحية وقفلت عليها الباب بالمفتاح، روحنا بعدها لأقرب قسم وبعد تسليم الأوراق والنظر فيها واللي خدّ حوالي 3 ساعات عشان توصيات هاشم قدرنا ناخد إذن الإعتقال وروحنا للقطر من تاني عشان نروح المنصورة، بعد ما وصلنا لقيناه واقف بيخبط على باب شقتي بعصبية، وقفهُ هاشم وقال بإبتسامة وهو بيطلع الكلبشات من إيدهُ:
_متتعبش نفسك، أنا هاخدك معايا لـِ مكان هتحبهُ جدًا، مكانك الأصلي يا قذر.
بعد ما حط الكلبشات في إيديه نده للعساكر اللي برا وجِه واحد منهم حط إيدهُ في الجزء التاني من الكلبش ومِشي من قدامنا في وسط صراخهُ وإعتراضهُ وتهديداتهُ الفارغة اللي مالهاش لازمة وفرحة قلبي اللي حاسة بيها دلوقتي، بعدها راح هاشم معاه عشان يخلص التحقيق معاه وأنا قبل ما أدخل البيت لقيت ماما وبابا واقفين وجِه بابا ومن غير مقدمات ضربني بالقلم اللي من قوتهُ إتخبطت في الحيطة حطيت إيدي على خدي بصدمة وعدم إستيعاب، إتكلم بغضب وقال بصوت عالي:
_أنا بجد معرفتش أربي عشان تهربي من بيت زوجك وتجبيلهُ الحكومة كمان.
بصيتلهم بحُزن دفين وقولت بغِل وكُره كبير جوايا:
=ومسمييني بنتكم بعد كل اللي عملتوه ولسة جايين تحاسبوني عشان مجيتش على نفسي أكتر من كدا قبل ما أموت وأنا معاه وإتكلمت وطلبت بحقي وإني أتطلق وإنتوا مش موافقين وبتأيدوا قرارتهُ هو عليا عشان خاطر بس تفضلوا في نفس المستوى بتاعكم اللي هو من فلوس حرام أصلًا وعلى حساب تعاستي أنا، ولكن خلاص يا بابا مش هسكت تاني حتى لو هتتبروا مِني كدا كدا مبقتش معتبراكم أهلي من بعد اللي عملتوه ولسة بتعملوه فيا.
خلصت كلامي وسيبتهم واقفين مصدومين من إني أول مرة أتكلم معاهم بالإسلوب دا وأقولهم الكلام دا وسيبتهم ودخلت الشقة وقفلت الباب وقعدت أعيط على حظي في أهلي وفي زوجي، ولكن حمدت ربنا وإن أكيد في حكمة.
عدا على اليوم دا 3 أسابيع وعلي كان طلقني خلاص بعدها بِـ يوم وكانوا 3 أسابيع هاديين جدًا الحقيقة ولأول مرة أحس إني بتنفس بشكل طبيعي بعد مُدة، كنت بتعامل أنا وهاشم طول الـ 3 أسابيع زي الأصدقاء بالظبط، وكننا ساعات نخرج نشتري طلبات البيت مع بعض ونشرب الشاي مع بعض في الجنينة اللي جنب العمارة وهو كان كالعادي بتاعهُ يحرق الأكل وياخد من عندي وبقيت بعمل حسابهُ في الأكل معايا، بعد ما خلصت العِدة بتاعة الطلاق بتاعتي كُنا بنشرب أنا وهو الشاي أبو نعناع في الجنينة كالعادة وهو إتكلم بدون مقدمات وفجأة وقال:
_تتجوزيني يا روان؟
بصيتلهُ بصدمة وعدم إستيعاب وشرقت من الشاي وفضلت بصالهُ من غير ما أتكلم عشان يقول آي حاجة يمكن سمعت غلط بس كررها تاني وقال بإبتسامة واسعة:
_تتجوزيني؟
أنا إستنيت لحد ما العِدة بتاعتك تخلص عشان أقولك إني معجب بيكِ ومبقتش شايف أيامي ولا حياتي الجاية من غيرك، عايزك في حياتي وقدامي دايمًا، وبتمنى إنك متحرمنيش من الأمنية دي وأوعدك إني هعوضك عن كل اللي شوفتيه في حياتك، أوعدك إني هعيشك كل أيامك سعيدة ومرتاحة، قولتي إي؟
بصيتلهُ بإحراج وتوتر وأنا مش عارفة أرد عليه أقولهُ إي، قومت فجأة وقولت بسرعة قبل ما أمشي:
=الناس بتتقدم بحد من أهلها وبتاخد ميعاد الأول، مش بيقولوا كدا فجأة.
قام هو كمان وقف وقال بإحراج وتصحيح:
_أنا عارف الأصول كويس والله بس كنت عايز أعرف ردك الأول وموافقة ولا لأ!
بصيتلهُ وغصب عني إبتسمت وقولت:
=لو مكنتش موافقة مكنتش قولتلك تاخد ميعاد، عن إذنك.
سيبتهُ بعدها ومشيت وهو بيضحك وأنا مش قادرة آداري فرحتي ولا إحراجي أكتر من كدا، بعد يومين جات والدتي ووالدي وهما مُحرجين مِني ولكن إستقبلتهم بشكل طبيعي، مش قادرة من جوايا إني أسامحهم على اللي عملوه فيا، يمكن ييجي وقت وأسامحهم فيه، ولكن مش حاسة الوقت دا دلوقتي، في الليل كان هاشم وأهلهُ جُمّ وقعدنا وإتتفقنا على كل حاجة وإن الزواج هيكون بعد 3 شهور من دلوقتي وهنعمل خطوبة بعد إسبوع، في الحقيقة كنت مبسوطة جدًا مش وكإني أول مرة أتزوج لأ، مبسوطة لإني فعلًا أول مرة أتزوج بإختياري وأحس إني عروسة بجد وبحب الشخص اللي هتزوجهُ وهعيش معاه بقية عمري، وأخيرًا عرفت كيف التعافي، التعافي كان فيه هو وفي وجودهُ وإبتسامتهُ وطريقتهُ وكلامهُ ووجودهُ اللي بيتطمني.
#هاجر_نورالدين
#كيف_التعافي
#تمت