رواية انتقام ملغم بالحب الفصل الثاني 2 بقلم سارة الحلفاوي
الفصل الثاني
- فَهد، أيه رأيك!!! شكلي حلو؟!!
مسكت إيده وكانت بتتكلم بمنتهى البراءة، كانت عايزة تعرف رأيُه في فستان فرحهم، بس نظراته الباردة، و تعبيرات وشه الغامضة كانوا زي القلم على وشها، كإنها واقفة قُدام صنَم، كانت هترضى بإبتسامة خفيفة على شفايفُه .. بس حتى دي محصلتش!!
إتفاجأت بيه بيمسك دراعها بأقوى ما عندُه، و بيشدها السرير اللي كانت في نُص أوضتها، و بقسوة و عنف رماها عليه!!، بصتله و هي مصدومة من طريقتُه معاها، عينيها إتملت دموع و هي بتقول:
- في إيه يا فهد؟
ميل عليها بيحاصرها بدراعُه مفتول العضلات زي ما بيقولوا، و سند إيديه جنب وِسطها و هي ساندة على كوعها بتبُصله بذهول، و اللي صدمها أكتر صوته و هو بيقول بغِل مالوش مُبرر:
- أوعي عقلك الأهبل دة يصورلك أني أتجوزتك عشان بحبك!! تبقي عبيطة!!! فَهد الصاوي مبيحبش حد يا تاليا، و لا عُمره يآمن لـ ست!!! أنتوا كلكوا صنف و**!!!
كإنه مسك قلبها وعصرُه بـ إيديه، نفسها تِقل و وشها شحب، ليه المُعاملة و طريقة الكلام دي! دة مكانش كدا أبدًا!! حاولت تسيطر على صدمتها و تقوي نفسها عشان متعيطش قدامه، هي بتكره الضعف و بتكره ضعفها!!
ياريتُه سكت على كدا، دة كمِل و كإنه بيتلذذ بعذابها!:
- هوريكي أسود أيام حياتك يا تاليا!!! صدقيني هتشوفي اللي عُمرك ما شوفتيه، أول ما يتربط أسمك بإسمي هعيشك في جحيم مالهوش نهاية، و نهايته يعني نهايتك أنتِ!!!
خرجت الحروف من على لسانها بترتعش، زي ما قلبها و جسمها بيترعشوا كدا!!:
- لـيـه!! عملتلك أيه عشان تعمل فيا كدا!!!
مِسك فكها بعنف بيقرب وشها من وشه، ضغك بقوة على فكها لدرجة إنها حسِت إن سنانها هتُقع! وبعدين قال و هو بيبتسم بشر غريب!:
- مش من حقك تعرفي دلوقتي، لما أنا أسمحلك
تعرفي .. هتعرفي!!!!
غمضت عينيها رافضة تواجه عينيه اللي إتملت شر، و فـ صرخ فيها بحدة:
- فتَّحي عينك!! بُصيلي و أنا بكلمك!!!
فتحت عينيها فعلاً، و قال بقوة:
- سيبني يا فَهد!!!!!
تآوهت لما شدَّها من شعرها و رجّع راسها لورا قاصد يذلها و يندمها على نبرتها القويه و هي بتتكلم معاه، حست إن روحها هتطلع منها من مسكته لشعرها و حست إن شعرها هيطلع في إيدُه، و رغم دة مصرختش .. و لا إترجته يسيبها، سابها بعد دقايق لما وشها إحمر من الوجع، زقها بعيد عنها و قام من فوقها و و لسة هيطلع من أوضتها لاقاها جات تقف قدامه و وقفت على أطراف صوابع رجلها و شدته من ياقة قميصه الإسود الفخم و قالت بحدة:
- أنت فاكر نفسك مين!!! لو كنت أنت فَهد الصاوي فـ أنا تاليا الشريف! و مش أنا اللي يتلوي دراعي، أنا مستحيل هتجوزك و لا همضي على القسيمة!!! أطلع مشي الناس اللي برا و المأذون!! مستحيل هتجوزك يا فَهد!!!!
أنزوى جنب شفايفُه بأبتسامة ساخرة لاذعةٍ، كإنه ضربها بالقلم للمرة التانية، و بلحظة مسك إيديها اللي كانت متشبثة بـ ياقة قميصه، و لف دراعها ورا ضهرها و ملامحه إتوحشت و هو بيقربها من صدره لدرجة إن جسمها بقى لازق في جسمه!، همس قدام شفايفها كإنه تِعبان .. بيخرج سمُه في وشها!!:
- مش بمزاجك!!! هتتجوزيني و رجلك فوق رقابتك!!!
كتمت ألم دراعها و قالت بضيق:
- و أيه اللي يُجبرني بعد اللي قولتهولي دة!! أنا أبقى هبلة و عبيطة لو قِبلت أعيش معاك بعد اللي سمعتُه منَك!!!!
إبتسم بهدوء، و حسس على خدَّها الناعم برفق .. لو كان عمل كدا في موقف تاني كانت ممكن تدوب في إيديهه، بس هي بتحاول تتماسك دلوقتي عشان ميفرحش فيها! صوابعه اللي كانت بتحسس على وشها خلِت قلبها يدُق بشكل عنيف، فجأة لقِت عينيه إتثبتت على شفايفها بيبُصلهم برغبة مش هينكرها! بيقول بصوت رجولي بس واطي:
- هو أنتِ متعرفيش! أنا كاتب على أبوكي وصولات أمانة توديه في داهية، و تدخله السجن لتلاتين سنة قدام!!!!
كان بيتكلم بمنتهى الهدوء كإنه مفجرش قنبلة في وشها دلوقتي!! المرة دي ظهر الضعف في صوتها و هي بتقولُه:
- لـيـه!! ليه عملت كدا!!! أنا عملتلك أيه!!!
رفَع عينيه الجـاحدة لعيناها، و قال بقسوة ظهرت في نبرته، و صوته الرجولي:
- هتعرفي متستعجليش!!!!!
ساب إيديها بس حاوط وسطها بتملك، و مسح على شعرها الناعم بيرتبُه مرة تانية بهدوء و هو بيقول:
- ظبّطي نفسك، مش عايز حد يحِس بحاجة!!! فاهمة و لا أفهمِك بطريقتي!!!!
بصتله بحقد فـ بعد عنها و خرج من أوضتها سايبها مُنهارة في العياط!!!
• • • •
فتحت عينيها بذُعر لما وقف العربية بطريقة مُفاجئة بعد سُرعته العالية التي كان ماشي بيها بها، جسمها طلع لقدامو راسها كانت هتتخبط في التابلوه لولا إنها مسكت في دراعه بشكل عفوي مكانتش قاصداه، بصتله بخوف و هو باصص قدامه تعابير وشه جامدة كالعادة مش بيدي أي ردة فعل، بعده عنه و بصت حواليها فـ لقتُه راكن عربيته في حديقة قصر ضلمة أوي، هي متأكدة إنها لو إتقتلت هنا محدش هيعرف حاجة عنها من كتر ما القصر بعيد عن الشارع الرئيسي و .. مخيف!! :
- أنا .. أنا هقعد هنا؟!!
قال من غير مـ يبُصلها بجمود مُتناهي:
- إذا كان عاجبك!!!!
نزل م العربية و رزع الباب بعنف، و راح ناحية بابها و فتحه وشدها من دراعها بقسوة لدرجة إنها كانت هتُقع، جرَّها وراه ماشي بيها ناحية باب القصر الكبير و الضخم، خرج المفتاح و فتحه، و بعدين رزعه وراه فـ جسمها كلُه إتنفض بتبُصله بخوف و هو سابقها بخطوتين، عينيها إتملت دموع لما لقيتُه بيزعق بصوت هز القصر:
- مـش عـايـز أشـوف وش حــد في القصر!!!!
بصت حواليها برعب و هي بتشوف كل الخدم اللي في القصر بيطلع واحد ورا التاني، و بعدين إتقفل الباب من آخر واحد خرج!! رجعت تبُصله بخوف و ضهره العريض مخوفها أكتر، رجعت خطوتين لورا لما لقتُه لفلها و جاي ناحيتها بخطوات سريعة، مسكها من دراعها بعنف، و جربها وراه ناحية سلم القصر الفخم بشكل مبالغ فيه، إستفزتها طريقته و هو صاحبها وراه زي الجاموسة، فـ صرخت فيه و هي بتبعد إيديها عن إيده:
- أنت بتعمل أيه!!! ساحبني وراك و رايح فين!!!! أنا مش هتحرك خطوة غير لما أفهم أنت ليه عملت فيا كدا!!! أنا أذيتك في أيه!!!
لفلها و وقف قدامها بطوله اللي بيخوفها و قال بهدوء شبه اللي بييجي قبل العاصفة دة!!:
- أولاً صوتك يوطى و أنتِ بتكلميني، و لسانك دة يتعدل بدل مـ أقطعهولك خالص!
أنفعلت و هي بتبصله بتحدي رهيب مكانش وقته خالص!:
- أولاً أنا صوتي يعلى .. براحتي!!! ثانياً أنا لساني معدول مش محتاجة تهديدك دة و لا يفرق معايا!!!
قرّب منها أكتر فـ مبقاش يفصل بينها غير إنشات صغيرة، حست للحظة بالندم على الهبل اللي قالته، دة فهد يا تاليا مش أبوكي! قالت لنفسها و هي بتلعن غبائها، فجأة مسك فكها بعنف بإيده اللي مليانه عروق تخوف!! قرَّب منها بـ وشه و عينيه إتثبتت على عينيها بيقول بصوت جحيمي:
- غبية يا تاليا!! بتعاندي في مين؟!! في فهد الصاوي!! أنتِ متعرفيش الغضب اللي جوايا منك فـ بلاش تزودي الموضوع أكتر، لأني مش هرحمك، و رحمة أمي و أبويا ما هرحمك!!!!!!
قررت تكمل دور إبراهيم الأبيض اللي بدأته و قالت بجُرأة:
- كل كلامك دة ميفرقش معايا مدام أنا عارفة أني معملتلكش حاجة أتحاسب عليها!!! مدام مش لاقية سبب لكُل اللي بتعملُه دة يبقى متفتكرش أني ممكن أخاف منك!! أنا تاليا الشريف!! و تاليا الشريف متخافش يا فَهد!!!
هنا أنفلتت أعصابُه، و برزت عروقُه في جبينُه و رقبته، فبصتله بخوف و بتقول لنفسها دة شكلُه هيتحول، كلامها إستفزه و خرج أسوأ نسخة منه، مسك دراعها من فوق بيقربها منه و هو بيبُص لشفايفها و بيقول بشر:
- تاليا بلاش تستفزيني!!صدقيني مش هيبقى في مصلحتك، عقابك بيزيد معايا!!!
نفسُه بيضرب في بشرتها الرقيقة، و رغم خوفها منه بس قررت تثبت على موقفها و هي تقول بعين بتبرُق بتمرُد:
- و مين قالك أني هتعاقب أصلاً؟!
و فجأة، بدون توقُع منها أبدًا لقِته إلتهم شفايفها، في قُبلةٍ ضارية مكانش فيها ذرة حُب، كانت مليانة بقسوته و عنفُه ليها، تاليا مكنتش تتخيل أبداً أنها هتحظى بأول قُبلة ليها بالطريقة المأساوية دي، مكانتش تتخيل إنه قربه اللي كانت بتتمناه دايمًا بقت تنفر منه دلوقتي، حطت إيديها على صدره بتحاول تبعده بكل قوتها و عينيها إتملت بالدموع لما حست بطعم الدم من شفايفها اللي نزفت! فضلت تضرب على صدرُه بإيديها الصغيرة عشان يبعد، هو فعلاً عاقبها على كلامها المتهور اللي قالته، بِعد عنها بعد دقايق فـ حاولت تاخد نفسها بصعوبة بتميل لقدام و هي حاجة إيدها على قلبها، شفايفها وارمة و هو واقف بكل برود كإنه معملتش حاجة، بصتله بعيون مليانة دموع، و إنفجرت في وشه بتقول بصوت فيه بحة عياط:
- بــكـــرهــك يا فــهــد!!!!!
بصلها بجمود، و إبتسم بسخرية و هو بيقول:
- لسة هخليكي تكرهيني أكتر!!! دة أنا كدا معملتش حاجة!!!!
#انتقام_ملغم_بالحب ♥
للكاتبة سارة الحلفاوي♥