رواية اختبار القدر الفصل الثالث عشر 13 بقلم حنان عبد العزيز

رواية اختبار القدر الفصل الثالث عشر 13 بقلم حنان عبد العزيز 

 

اختبار القدر 13

نظرت الى شاشه الهاتف بصدمه ليقع من بين يديها من الصدمه وتجلس على طرف السرير ومازالت تنظر امامها من الصدمه، ثوانى لتلتقط هاتفها من الأرض مره اخرى وهى تتاكد من الموجود فى الهاتف لتشهق بصدمه وتضع يدها على فمها وتهتف بذهول: يا نهار اسود اي الى موجود دا دى مطلعتش شهد دى انا؟!!! 

كانت ترى أن هناك رقم ارسل لها فيديو وصور لها عاريه 

لتدمع عيونها بقهر: دى صورى بس كانت مع سيف بس 

ردت على الرقم بانهيار برساله: انت سيف مش كده؟! 

ليصل اليها الرد بعد ثوانى: طلاقك قدام صورك دى 

لتبكى بقهر: انت واحد قليل الادب وزبا*له بجد انت بتهدد ام ابنك بصور زى دى كانت معاك بحكم انى  كنت مراتك 

ليبتسم هو بخبث ويرد عليها: بس الصراحه كنتى جامده زمان يا حوريه بزمتك انا موحشتكيش 





لتشهق بدموع وتقوم بحظر الرقم والجلوس مكانها بانهيار ودموع، لتهز رأسها برفض وخوف لتمسك هاتفها بارتعاش وتضغط على رقم قاسم ولكن لا رد 

لتهتف بخوف وقلق: أكيد فى شغل هستناه بقا لما يرجع ااه هو اكيد هيحل الموضوع ان شاء الله... 


: يعنى انت مش هتفهمنى يا بابا جوازه حوريه دى 

هتف والدها محمود بنفاذ صبر: وبعد ما تعرفى يا شهد عايزه اي، هى اختك انتى فهمتيها جوازتك من سيف أصلا 

نفخت بغيظ: بابا لو سمحت دى متتقارنش بدى على الاقل سيف اتقدم وجه قدامنا فى بيتنا واتقدم لكن الى اتجوزت بين يوم وليله دى فجأه كده وواحد منعرفش عنه اى حاجه 

نظر اليها بهدوؤ: انا عارف يا شهد عن قاسم جوزها كل حاجه بالعكس دا انا مطمنله عن سيف بكتير 

عقدت حاجبيها باستغراب: حضرتك تقصد اي يا بابا؟! 

تنهد بجمود: اقصد سيف باع مراته وابنه مبينش للحظه واحده ندم او تمسك باختك مع انك شاهده قصه حبهم وان اختك اتمسكت بيه لحد ما اتجوزته وهو من اول مقالت طلاق وانا مشوفتش فى عيونه لحظه تمسك واحده عايزانى اامنه عليكى الى بيوم وليله شافك مناسبه ليه كزوجه 

ابتلعت ريقها بضيق: طيب ما حوريه هى الى طلبت الطلاق يا بابا كان يعمل اي يعنى 

هتف بسخريه: الى غاوى وبيحب هيشترى لو الى قدامه باعه خمسين مره اجى هنا واقعد معاها واتحايل واساسى واراضيها مش اسيبها براحتها واجى بعدها بكام شهر اخطب اختها فهمتى بقا الفرق بين الغاوى والى بايع يا بنتى 

ختفت شهد بهدوؤ: طيب وجوز حوريه اي الى مخليك مطمن ليه عن سيف 

ابتسم محمود بهدوؤ: قاسم جه لحد بيتى واتكلم معايا كراجل مش ساحب معاه امه تتكلم مكانه فهمنى ظروفه وموقفه وعرفنى انه شارى حوريه بمال الدنيا وان مراته الاولى هتفضل على ذمته علشان خاطر مشاعر بناته خاف على بناته يتربوا ويكبروا يلاقوا ابوهم وامهم منفصلين خاف على ولاده يا شهد 

ليبتسم بسخريه: عارفه اخر مره جوزك شاف ابنه يا شهد، اخر مره سيف شاف ساجد من اربع شهور حتى امبارح محاولش ياخده فى حضنه يسلم عليه اتشغل بيكى وبجوازه حوريه 

ليتنهد بهدوؤ: عارف ان كلامى مش هياثر على تفكيرك بس دا واحبى كاب اساعدك وابين ليكى الطريق الصح والغلط طول عمرك بتحبى المخاطره والتجربه، بس دى تجربه عُمر يا شهد وانا حضنى موجود فاى وقت واكيد هبقا مبسوط لو سيف خيب ظنى فيه وتفكيرى ويطلع احسن ما اتوقع 

ليتركها ويغادر بينما هى وقفت مكانها تنظر  امامها بشرود بالفراغ وهى تفكر فى كلام والدها  ...... 





كانت تجلس بغرفتها تدور بخوف وقلق فقد حل الليل وهى ظلت طوال اليوم بها وهى تنتظر قاسم حتى ان يأتى ويساعدها فى حل تلك الازمه لا تعرف كيف سيمحو تلك الصور العاريه التى بين يدى ذالك المغفل ولكن ليس بيدها اى شئ سواه هو الذى سيساعدها، فاقت على صوت صراخ سالى بالاسفل لتنتفض بسرعه وخوف: سالى! 

انتفضت بسرعه ونزلت الى الاسفل لتجد سالى ملقاه على الارض وهى تمسك قدمها التى تنزف وتبكى بشده بينما تجلس اختها بجانبها تواسيها بدموع وخوف 

اقتربت منها حوريه بخوف: اي دا فى اي يا سالى مالك 

هتفت سلمى بدموع: وقعت على زجاج مكسور يا طنط ساعديها بسرعه انا خايفه 

لتحملها حوريه بدموع وخوف: متخافيش يا حبيبتى هتبقا كويسه متخافيش 

لتحملها حوريه سريعا وهتفت على الخادمه بسرعه لتاتى سريعا: خدى بالك من ساجد هو فوق انا هاخد سالى على المستشفى لو مامتها سألت عليها 

هزت الخادمه راسها بالموافقه لتتتجه حوريه بسالى الى الخارج لتجد السائق بالسياره لتسير معه وتخلفهم سلمى التى تبكى بخوف على اختها 

اخذتها حوريه بين احضانها بدموع وهى تتصل بالهاتف على قاسم لكن لا رد، لتهتف بسرعه الى السائق: بسرعه يا عمو لو سمحت 

لتربط بالقماشه على قدم سالى: متخافيش يا حبيبتى هتبقى كويسه والله 


تنهد بتعب وهو يغلق عيونه ويرجع راسه بخلف بتعب فقد كان اليوم متعب ملئ بالاعمال والاجتماعات، ابتسم بخفه عندما لمح طيف حوريه فى مخيلته، كانت جميله جدا امس فى ذالك الفستان الذى اختاره لها لا يعلم ولكن تلك الحوريه تثير فضوله بشده يريد الجلوس معه والتعرف على كل تفاصيل حياتها والاستماع عليها حسنا تلك بدات تتخلخل حياته تقريباً وهذا الشئ يقلقه من التعلق بها وحين تريد الانفصال هو الذى يتالم فقط.. 

فتح عيونه وهو يمسك هاتفهه الذى سمع رنينه ليلتقطه بخفه لينفخ بضيق عندما راى اسم يمتى ليرد ببرود: ايوه يا يمنى 

ثوانى وصرخ بخوف: اي سالى مالها؟!! 





مسكت يدها بهدوؤ وهى تقبل راسها وتربط على شعرها بحنان: حمد الله على سلامتك يا سالى يا حبيبتى 

ابتسمت سالى بتعب: رجلى وجعانى يا طنط 

قبله حوريه يدها بحنان: معلش يا روحى هتخف دلوقتى وهتبقى كويسه اول ما نسمع كلام الدكتور وناخد الدوا 

نظرت سالى الى اختها سلمى الواقفه بجانبها بدموع، لتضمها سلمى بدموع وطفوليه: انتى عيطتى كتير اوى وانا خوفت 

لتربط سالى على اختها بحنان: انا كويسه يا سلمى متخافيش طنط قالتلى هبقا كويسه 

لتبتسم عليهم حوريه بحب على منظرهم وخوف الاخوات على بعضهم البعض فهى تتذكر رعب سلمى وخوفها على اختها واصرارها وعنادها الطفولى ان تظل بجانبها حتى تستيقظ 

فاقوا على اندفاع قاسم بسرعه شديده الى الغرفه، لتقع عيونه على ابنته المدده على الفراش ليتجه اليها بخوف: سالى انتى كويسه يا حبيبتى 

هزت راسها بهدوؤ: ايوه يا بابى انا بخير طنط حوريه قالتلى هبقا كويسه متخافش 

قبلها من جبينها برعب: اي الى حصل يا سالى وقعتى ازاى

هتفت سالى بطفوليه: كنت بلعب انا وسلمى وجعنا وكنا عايزين ناكل فروحنا المطبخ نشوف طنط حوريه ملقناهاش فروحت اجيب كوبايه وقعت واتكسرت وانا وقعت عليها بقا

نظر قاسم الى حوريه بضيق لتستغرب هى من نظراته، ليقبل جبين صغيرته: طيب ارتاحى يا حبيبتى هروح اخلص ورق خروجك ونروح 

كاد ان يتركهم ولكن قاطعهم دلوف يمنى التى تهتف بخوف: بنتى سالى عامله اي يحبيبتى 

لتقترب منها وهى تقبل جبينها بتمثيل واتقان رائع ليبتعد قاسم عنهم ويرمق حوريه بنظرات غاضبه، 

هتفت يمنى بضيق الى حوريه: وحضرتك كنتى فين وبنتى بيحصل فيها كده 

عقدت حوريه حاجبيها باستغراب: افندم؟! انتى بتتهمينى باي مش فاهمه 

صرخت بها يمنى بغضب: يعنى بنتى تتعور علشان كانت بتدور عليكى تعمليلها اكل ومش عايزاكى اتهمك انتى قاصده تعملى فى بنتى كده 

هتفت حوريه بصدمه: قاصده؟! وهعمل كده لي انتى مستوعبه الى بتقوليه 

لترد عليها يمنى بسخريه: علشان تخلصى من بناتى وتقعدى فيها انتى وابنك بس مش كده 





نظرت حوريه الى قاسم بصدمه: انت سامع مراتك بتقول اي عليا انا مستحيل اعمل كده 

هتف قاسم بجمود: يمنى مش وقت كلامك المهم سلامه البنت يلا علشان سالى تخرج 

نظرت حوريه اليه بصدمه ودموع: انت مصدق كلامها دا بجد

صرخ قاسم بغضب افزع الجميع: انتى شايفه ان دا وقت كلام يعنى ونسيت بنتى الى تعبانه بقا 

فزعت حوريه من صراخه بينما يمنى التى ابتسمت بانتصار وخبث 

ليحمل سالى ويتجه بها الى الخارج تحت دموع حوريه بينما يمنى نظرت الى سلمى: يلا يا سلمى علشان نروح 

لتتجه سلمى الى حوريه وتمسك يدها: لا انا هروح مع طنط حوريه 

لتنفخ يمنى بضيق وتغادر من امامها بعد ان نظرت اليها بخبث وتعالى 

هتفت سلمى الى حوريه التى تسير معها بدموع: متزعليش يا طنط بابا بس قلقان على سالى 

هزت حوريه رأسها بهدوؤ وغادرت الى الخارج معهم بهدوؤ... 


: الصراحه مكنتش مخططه لكل الى بيحصل دا بس عرفت استفاد منه صح

هتفت بها يمنى بخبث، وهى ممدده على السرير بتسليه

: اول ما جيت والخدامه قالتلى رنيت على قاسم وقولتله ان سالى اتعورت بسبب ان الهانم حوريه قاعده فوق مع ابنها طول اليوم بعد ما البنات اتعلقوا بيها ومشى النانى بسببها 

لتكمل بضحك: ولا لما زعقلها فى المستشغى ولسه مش قولتلك هيطلقها والنهارده كمان 


: انت بجد متخيل انى قاصده اعمل كده 

ليصمت ولا يرد عليها ويتجه الى الدولاب ليغير ثيابه بهدوؤ 

هتفت بدموع: قاسم انا بكلمك بجد انت مصدق انى ااذى سالى او سلمى 

لينظر اليها بجمود: ملوش لازمه كلامك دا دلوقتى يا حوريه 

صرخت بغضب: لا ليه يا قاسم انت بنظراتك طول الطريق ااكددتلى انك فعلاً شاكك فيا وانى ممكن اعمل كده بجد 





صرخ بغضب: صوتك يا حوريه ميعلاش عليا 

ليفوقوا على صوت بكاء ساجد من صراخهم، لتزرف دموعها بخوف: انا نسيت مكانتى هنا فعلاً وانى مجرد مربيه لبناتك مش اكتر واكيد اتضايقت انى خلفت بشغلى ومخلتش بالى من البنات معاك حق انا اسفه 

لتتركه وتتجه الى ساجد وهى تضمه وتبكى بهدوؤ، بينما قاسم زفر بغضب وترك الغرفه وغادر، لتنهار حوريه باكيه فى الدموع وهى تهتف: محدش باقيلى فعلاً كل واحد بيهمه مصلحته الى هيطلع بيها منى وخلاص 

لتزرف باكيه طوال الليل...... 


فى الصباح... 

قامت بتجهيز طفلها وحملته واتجهت به خارج الغرفه، اتجهت للاطمئنان على سالى فى البدايه ثم نزلت الى الاسغب لتجد الجده ويمنى جالسين سويا لتتخطاهم حتى وقفت على صوت يمنى الساخر: اي هو قاسم طلقك بالسرعه دى يحرااام بجد 

لتتخطاها حوريه وتكمل طريقها الى الخارج بجمود غريب 

هتفت الجده الى يمنى: تفتكرى هتسيب البيت بجد 

لتنفخ يمنى بابتسامه: تبقا ريحت بدرى والله يا تيتا 


كان يجلس على الهاتف يبحث عن طريقه اخرى للتحدث مع حوريه ليقنعها بالطلاق مقابل تلك الصور، ليستمع الى رنين الجرس ليتجه الى الباب ثوانى وفتح عيونه باستغراب: حوريه!... 


حنان عبد العزيز 

#حكايات_حنون

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×