رواية الهروب من المكتوب الفصل الاول 1 الجزء الثاني بقلم سالي

رواية الهروب من المكتوب الفصل الاول 1 الجزء الثاني بقلم سالي

 

#الهروب_من_المكتوب. #الفصل_الثاني. 1


مع مرور الايام يتغير تفكير الإنسان للاحسن ويصقل عقله ليصبح ناضجا بما يكفي نتيجة الخوض في تجارب جمة اغلبها تكون قاسية.. وهذا ماحدث لنورة بالضبط عندما إنفردت مع نفسها بمكوثها عند عمتها وابتعدت عن كل النمط الذي كانت تعيش فيه. وجدت نفسها انها مخطئة في اكثر من شيء وعاتبت نفسها على سوء تفكيرها وندمت على بعض افعالها لذلك يوم قررت الزواج بهاشم أغلقت كل ابواب الماضي و فتحت صفحة جديد ة خالية من كل الشوائب ووعدت نفسها ان تكون نورة مختلفة وتشرف والدها الذي زال بعض ألمه وغضبه من إبنته التي قهرته بفعلتها آنفا  


كان يوم عرس نورة على هاشم في اواخر الصيف كان عرسا بسيطا يكاد لا يوجد به مدعوين.. اقام اهل العريس وليمة صغيرة تشمل فيها بعض الاقارب متهم اولاد العم والعمات والخال والخالات وبالاخص اخوات هاشم المتزوجات ووالده وصابر الذي كانت سعادته لاتوصف.. اما اقارب نورة فلم يكون موجودا غير والدها وزوجته واخواتها الثلاثة الصغار فبالنسبة للجميع وعشيرتها انها متوفية من طرف والدها الذي غسل عاره في نظرهم بقتلها على يده الذي اثبت ذلك بربطة شعرها و الدم الذي كان اثره باقيا على سكينه . 






إنتهت الحفلة والكل عاد إلى دياره حتى والد هاشم اخذ صابر وذهب إلى بيته الثاني الموجود على الضفة المجاورة لكي يدعان العريسان على راحتهما فهما عريسان ويحتاجان للخلوة بمفردهما مع ان هاشم رفض الفكرة إلا ان والده اصر واقنعه انه يومين فقط او ثلاث ثم يعودان . 


اغلق الباب على العريسان بمفردهما وكانت نورة جدا خجلة من هاشم فهي لم تتوقع قط ان يكون هذا الرجل الذي كان يكلمها بخشونة سابقا قد اصبح زوجها وامام عينيها حاليا.. ولكن رغم  كل شيء فهي لم تستطع ان تخفي بعض التوتر والإنزعاج الذي كان ظاهرا على ملامحها في اول يوم من ايام زواجها والذي تبين ذلك ايضا للعريس.. 

_مابك يانورة هل من خطب او ازعجك احد ما من المدعوين..؟! 

_لاا لاااا الحقيقة كلهم كانوا وديين معي .. 

_إذا ماسبب الحزن الذي اراه بعيونك الجميلة هذه.؟! 

_ لاشيء.. 

_بل هناك شيء وعليك يانورة من الآن وصاعدا ان تصاريحيني بكل مايخالجك مهما كان او يكن فأنا من اللحظة اصبحت زوجك وقبل كل شيء بمثابة والدك الذي يرعاك وهو بالاصل بعيد عنك. واخاك الذي يساندك الذي لم تحضي بوجوده في حياتك وصديقك الذي يصغي إليك بكل وفاء .. 

_وانا ياهاشم محظوظة بك حقا لأن كل هؤلاء الذي ذكرتهم  مفقودين بحياتي حتى وإن وجدوا.. 

الامر ومافيه حزنت فقط اني لم احضى كبقية العرائس بلبس الفستان الابيض الذي قد أقوم بإخاطته او شرائه على ذوقي الخاص   وألبسه في يوم فرحتي. فالانثى ياهاشم لها فرحة واحدة بعمرها يوم عرسها ولباسها الثوب الابيض. تلك هي امنيتها منذ صغرها فعقلها تربى على هذه الصورة.. 






ضحك هاشم على كلام نورة ثم. عانقها واحتضنها إلى صدره وهمس لها. 

_انت جميلة في كل الاحوال. واعدك انك ستلبسينه يوما حتى ولو إضطررنا إعادة العرس.. 

فابتسمت نورة لكلام هاشم الذي اطفأ الشموع  بعد ذلك.. 

على صوت الديك نهضا العريسان  وقت الفجر حيث ارادت نوزة ان تجهز الفطور ولكن هاشم منعها وأصر ان تكمل نومها حتى يجهز هو بنفسه الإفطار.. 

فوافقت نورة وهي تسخر من هاشم انه لايمكنه ان يكون بارعا في سلق بيضة حتى فمابالك بتجهيز البقية الذي تحداها بدوره وراهنا معا من يكون الخاسر منهما سيحمل الآخر ويلف به سبع مرات.. وكم ضحكا على هذا الرهان... 

وبالفعل بعد نصف ساعة تقزيبا نادى هشام على نورة إذ حان وقت الإفطار وكل شيء جاهز. وكم دهشت حينها نورة انه بالفعل  بارع في تحضير السفرة الصباحية من سلق البيض والجبن والزيتون وتقطيع شرائح الطماطم والرغيف  الموضوعة كلها بإنتظام  على الصحون فوق صينية كبيرة وبعد قليل الذي ألحقها بالحليب والشاي الساخنان. 

_ظننتك تمزح بتجهيز السفرة ياهاشم من مجاميعها. وتوقعت انها تكون ناقصة وغير منظمة بهذا الشكل كيف تعلمت كل ذلك..؟! 

_انا سأبهرك يانورة بين الحين والإخر بقدراتي الخاصة..  سيعجبك كل مااقدمه لك حتى الطبخ انا بارع فيه... 

_ياعيني. حتى الطبخ كذلك ههههه. 






_نعم وماتظني بي..!   حتى الطبخ.... تعالي وتذوقي طبخي لك الاول وهو سلقي للبيض  واعرف كذلك سلق البطاطا وكل ماهو مستعص ويابس سأجعله لينا وطري المذاق على يدي.. تعالي ورمي جسدك ياعروس فلك رهان عليك تنفيذه بعد قليل .. 

ضحكا الإثنان من قلبيهما ولم ينفذ الرهان في الاخير إلا على هاشم الذي حمل نورة مابين ذراعيه وعادا إلى غرفتهما وضحكاتهما تملآ المكان.. البيت الذي حرم من سماع نغمات الضحكات مابين اركان زواياه من  مدة طويلة. 

مرت ثلاث ايام والعريسان يقضيان اجمل ايامهما حتى عادا الشيخ وصابر زادت سعادتها بوجودهما. فالشيخ الذي يدلل الجميع وصابر الذي يغار من والده كلما وجده مقتربا من نورة او ماسكا بيدها هنا يشيط غضبا والجميع يضحك عليه فنورة بالنسبة له تخصه لوحده وخط احمر لمن يلمس شعرة منها.. 


وككل حزن ينتهي بفرح حتى الفرح والبهجة تنتهي بحزن هكذا علمتنا دوامة الحياة.. وهكذا ايضا عائلة هاشم كانت تعيش اياما حلوة وتحاول جاهدة لكل  فرد من افرادها  ان ينسوا الوجع والاسى الذين عاشوه سابقا حتى اتى من يفكرهم بالشقاء عندما حضرا إخوتا هاشم مع ازواجهما. 

#يتبع

Sali Sila


               الفصل الثاني الجزء الثاني من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×