رواية الهروب من المكتوب الفصل العاشر 10 والاخير بقلم سالي

رواية الهروب من المكتوب الفصل العاشر 10 والاخير بقلم سالي

 

#الهروب_من_المكتوب. 10


توجه والد نورة وهو يحمل السكين الملطخ بدم عامر نحو إبنته والهلع تجسد رسمه على وجه هاشم وصابر فأقبل عليها وهي جالسة تبكي دموع القهر وعندما رأت والدها مقبلا عليها بالسكين لم تنطق بكلمة وتوقعت انه حان وقت اخذ الله امانته ولم تبدي اي فعل سوى انها أخفت وجهها وعينيها بكلتا يديها وهي تنطق الشهادة وماهي ثواني احست بشعرها يجز جزا كالعشب من خلفها وعندما فتحت عيونها وجدت شعرها الطويل قص على يد والدها وهو يقول. 

هذا هو دليل موتك للابد بالنسبة إلى اهل قريتنا.. وإياك ان تخطئي وتضع قدمك هناك.. 

ثم قبلها على جبينها وغرغرة الدموع مابين جفونه ورحل ليودع الجميع دون ان يلتفت لورائه. 

هنا إستفاقت نورة مما  كان يحدث امامها والدهشة تغمرها ثم نزلت من السرير وركضت نحو الباب لتلحق بوالدها وهي تناديه. 





بابا بابا سامحني.. بابااا ارجوك سامحني.. 

لكن والد نورة لم يلتفت لرجائها بل اكمل مسيره وحمل جثة عامر وانقطع عن الانظار بعد لحظات. 

وقعت نورة على ركبتيها امام باب المنزل وهي تبكي وتنادي  على والدها الذي رحل امامها دون ان يغفر لها ذنبها.. فقدم الشيخ وصابر واجلساها وهما يمسكانها من كلتا ذراعيها وطلب الشيخ من نورة ان تهون على نفسها وعليها بالصبر فالايام تداوي جراحها.. واخذاها إلى السرير مرة اخرى لترتاح  ثم خرج الجميع من غرفتها ودعاها تنام قليلا. 

_صابر خذ هذه النقود واجلب من عمك احمد ديك صغير ليكون وجبة عشائنا هذه الليلة. 

_حاضر ياجدي. ولكن ستطبخه لنا نورة فأكلها شهي جدا. 

_بالتأكيد ياصغيري ولكن اولا ستساعدني في ذبحه ونتف ريشه

_بكل سرور ياجدي. لن اغيب مطولا. وداعا ياابي.. 

_إحرس يابني من الكلاب الضالة   وعد سريعا ولاتطل في العودة

_حاضر ياابي فانا حفظت كلامك كلما ذهبت إلى هذا المشوار

_هاشم تعال يابني اريد التحدث معك في موضوع مهم. قمت بإعطاء تلك المهمة لصابر فقط كي نتحدث على إفراد دون ان يسمعنا. 

_تفضل ياوالدي كلي اذان صاغية

_انت ترى مشكلة هذه الفتاة المسكينة وأين أودى بها سوء تصرفها إلى مصير لايرضى  عنه إنسان ذو حكمة وعقل. لذلك اقترح عليك إقتراح فإن وافقته سيكون لك خير الجزاء من المولى عز وجل





_مالذي تعنيه بكلامك هذا ياوالدي..؟! 

_مارايك ان تتستر على هذة المخلوقة وتنال بذلك ثوابا في الدنيا والآخرة. فهي فتاة جميلة وطيبة وإن كانت اخطأت فهذا لايعني انها سيئة وننبذها ونعاقبها بشر العقاب بالموت او النفي من طرف الجميع.فكلنا نخطيء وخير الخطائين التوابون. كذلك هناك شيء آخر مهم   صابر إبنك صابر يحبها واصبح متعلقا بها لأبعد حدود. لو تزوجتها سيسعد كثيرا وستأمن عليه عندما تكون خارجا عن المنزل.. مارأيك يابني؟ 

_انت فاجأتني ياوالدي بإقتراحك لهذا الموضوع الحرج خاصة وزوجتي لم يدم على وفاتها إلا أياما قليلة

انا ياوالدي ليس في نيتي الزواج مأقتا على الاقل حتى اشفى من الذكريات والإشتياق

_لابأس ياولدي افهمك وسأدعك تفكر. وفي هذه الاثناء لايستطيع كلينا ان ندع فتاة تظل عندنا دون ان يكون لها مبرر فالألسن لاترحم يابني حتى وإن كانت نيتنا إتجاهها صادقة بمساعدتها إلا... لذللك ننتقل للحل الثاني الذي إقترحه او بالأحرى طلبه والد نورة برجاء خاص ان نأخذها إلى عمتها الساكنة في قرية عين التوت الذي راسلها قبلا واوضح لها كل شيء   وأرجح انك أنت من تأخذها غدا. فأنا كما ترى اصبح حالي وعجزي لايصلحان للسفر. وخذ هذه نقود السفر التي اعطاني إياها والدها خذ ماتحتجانهما متها طيلة مشوار طريقكما والبقية أعطها لنورة ستحتاجها لاحقا. 





في ذلك المساء قامت نورة من نومها هادئة قليلا بعض الشيء مما مرت به طيلة اليوم.. فطبخت عشية الديك بالرز بمساعدة صابر الذي كان لاصقا به كل الوقت... حتى في الليل نام معها بعد علمه انها ستغادر غدا المنزل لتمكث مع عمتها التي تسكن بعيدا عنهم.. وفي الفجر كالمعتاد  قامت نورة بإعداد الفطور من كل لوازمه وانتظرت حتى إسيقظ الجميع وطبخت على الجمر الخبز البلدي ليأكلوه وهو ساخن. وعند إنتهائهم من الفطور. جمعت نورة بعض الاغراض البسيطة الضرورية التي تحتاجها في الطريق ثم ودعت صابر بالقبلات والعناق وجعلته ان يقوم بوعدها لزيارتها في ايام العطل كما شكرت الشيخ على حسن ضيافته وكرمه وتفهم الوضع الذي تمر به. وقبلته على رأسه إحتراما وتقديرا له ثم غادرت المنزل بمصاحبة هاشم المساعد لها والحاميها من وحشة الطريق. 

 تعودت نورة على الاسرة الصغيرة التي إستضافتها بسبب هروبها وكل الظروف التي ألمت بها. وكأنها وجدت من خلالهم الأسرة الدافئة التي فقدتها منذ طفولتها واثناء طيلة الطريق كانت تتبادل الاحاديث مع هاشم وكم أسرا بمكنونياتهما لبعض وكأنهما يعرفان بعضهما منذ مدة طويلة حتى وصلا إلى عمتها فاستقبلتها بالترحيب والعناق وودع كليهما البعض بعد شكر نورة له وعاد أدراجه  وحيدا ولكن طيلة الطريق كان يحس انه فقد جوهرة ثمينة من يدة وبوخزة وضيق إنتابه فجأة داخل صدره.. 





مرت الايام والشهور وعائلة هاشم لم ينسوا نورة البسيطة العفوية الطيبة رغم مكوثها عندهم بضعة ايام قليلة.فهي بصمت في كل ركن من اركان البيت لمسة منها  .. وفي احد الايام دخل هاشم لغرفة والده. 

_والدي لقد خمنت وقررت ان اتزوج. 

_فعل صائب ياولدي  وهل وجدت من تستحق ان تكون أما لولدك قبل ان تكون زوجتك. 

_نعم ياوالدي وانت من إخترتها لي قبل شهور. 

_ايعقل..!!!   تتكلم عن نورة؟! 

_ومن غيرها

_يازينة ماخترت يابني كم ادخلت البهجة والسرور لقلبي اخيرا.. مبارك عليك ان شاء الله. 

سنذهب غدا لخطبتها من والدها وسيكون الخير قادم للجميع إن شاء الله. 


وبالفعل تمت الموافقة من قبل والد نورة ونورة بحد ذاتها على الزواج من هاشم وتم العرس وبدأت قصة جديدة من حياة نورة وهاشم.....

#يتبع 

Sali Sila

                 الفصل الاول الجزء الثاني من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×