رواية الهروب من المكتوب الفصل السادس 6 بقلم سالي
#الهروب_من_المكتوب. 6
بعد صلاة الفجر كان من عادة الشيخ وعادة اغلبية أهل القرية كل يوم سبت يذهب إلى سوق المدينة لكي يجلب اغراض منزلية مختلفة كالخضر والفواكه ومواد التنظيف والغسيل.. إلى غيرها. وهناك اوقفه صديقه مبروك ليسأله عن الفتاة التي كان يتكلم معها عند المقبرة. من تكون..؟. فاستغرب الشيخ عن الفضول الذي ألم بصديقه عن غير عادته.. وقبل ان يجيبه أوضح له مبروك بأن هناك رجل غريب يسأل عن تلك الفتاة بأهمية مبالغة فيها وفي نظره الخاص أنه يريد بها سوءا على حسب خبرته بالناس وذلك يظهر بسبب طريقة كلامه الغير واضحة عند تلقيه اي سؤال من قبلهم هم الذين كانوا يصلون صلاة الفجر. كذلك تصرفاته الغامضة التي فضحته كالتأتأة وحركاته المفرطة لذلك الرجل.. وماكان رد الشيخ إلا ان الفتاة غريبة عن المنطقة وكانت تسأل عن عائلة ما لم يعرفها ثم كل واحد منهما إنصرف إلى حال سبيله.
بعدها عاد الشيخ من السوق ليصرف النظر عن امر التسوق لأن قلبه كان غير مطمئن للوضع وقرر العودة بسرعة للمنزل..
وفي طريق العودة لم يلاحظ الشيخ من كان يتبعه حتى فجأة إستدار على صراخ بعض النساء والرجال يتأهبون لفض الصراع مابين شاب ورجل ملثم وماهي لحظات حتى سقط ذاك الشاب بوخزة سكين على كتفه من قبل الرجل الملثم..
كان الشيخ يظن انه عراك عادي مابين رجلين وكثيرا مايحدث مثل ذلك امامه لولا صديقه مبروك الذي كان حاضرا مابين الجموع ليخبره ان ذاك الشاب المغدور هو من كان يتكلم عنه قبل قليل و السائل عن تلك الفتاة المقصودة بالنسبة له.
هنا ترك الشيخ المكان وانطلق بسرعة الريح رغم خطواته الثقيلة دون ان يلتفت وراءه او يعلم مالذي جرى بعد تلك الحادثة التي وقعت امامه وتوجه مباشرة ليستقل عربة الى منزله مباشرة...
حينما دخل إلى البيت وجد الجميع مستدرين حول مائدة الإفطار وضحكات صابر تصل إلى خارج المنزل. هنا امرهم ان يجمعوا اغراضهم بسرعة لينتقلوا إلى بيتهم الثاني في الضفة الغربية من القرية والدهشة التي إعترت على وشوش الجميع.
_مالذي حدث ياوالدي. هل هناك من خطب؟!
_لاتسأل الآن يابني. لملم اغراضك واغراض صابر. اما نورة فهي ستقتني من بعض حاجيات المرحومة الضرورية فقط ثم إرحلوا.
تجهم وجه هاشم مما ذكره الاخير لنورة. لكنه لم يبدي بأي ردة فعل بل صمت وفعل مما طلبه والده.. فمنذ صغر هاشم يطيع والده ويثق في كلامه وقراراته حتى وان إختلف عنه لبعض حين حتى يثبت العكس لديه.
جمع كافتهم اغراضهم البسيطة وانتقلوا كما امرهم الشيخ إلى المنزل الثاني على متن العربة نفسها التي اوصلته من السوق إلى داره.. ولكن الشيخ أبى ان يذهب معهم وتخلف عنهم لحتى حين على حسب قوله. ربما حتى يتاكد بعدم وجود أحد ما يلحق بهم.
وصل الجميع بخير وكم إندهشت نورة لروعة وبهاء المكان الذي كان المنزل في وسط جنة خضراء تذهب العقول بجمالها الخلاب.
_هل هذا منزل ام خيال.. كيف تتركون هذا النعيم وهذا الهواء العليل وتسكنون في تلك المنطقة العادية.؟
_صحيح هو مكان يسترد الإنسان روحه من جماله وهدوئه.. ولكن نحن مابين هنا وهناك. ففي الشتاء يصعب علينا السكن هنا لصعوبة تلبية حاجياتنا.. وبقية المواسم خاصة الربيع مثل تقريبا هذا الوقت لانستطيع الإبتعاد عن هذا المكان مطلقا.
_نورة سنضع اغراضنا داخل البيت وسآخذك لؤريك المكان المفضل لي.
_طبعا ياعزيزي بكل سرور احب ان أرى ماتستهويه خاصة في جمال الطبيعة كهذه.
_وهل انا معزوم على الإقتراح ام انسحب للقيلولة.
_لا ياابي من الآن...!!! لاتقل لي ذلك.. حتى نحن لم نتغذى بعد. والوقت مبكر على القيلولة.. اكيد ستحضر معنا ونعتبرها فسحة عائلية..
هنا لملمت نورة الموقف المخجل بالنسبة لها فهي تعتبر نفسها انها مازالت غريبة كل الغرب عما ذكره صابر الاخير.
_إذا سنضع اغراضنا بالاول في مكانها المناسب لجميعنا ونرتب المنزل وبعدها نرى مالذي نستطيع طبخه للغذاء نتغذى ثم سنكون في امر مشوزتك.
وافق هاشم وصابر على كلامها المنطقي وبعد ذلك كل واحد متهم قام بدور مهم في ترتيب المنزل.
في تلك الاثناء وبعد لحظات ليست بالقليلة من رحيل هاشم ونورة وصابر جاء شخص يدق باب المنزل المتواجد به الشيخ بمفرده.
_مرحبا ياحج
_مرحبا يابني..!!!!
_انا إسمي عامر اريد ان اسألك عن أمر مهم..
هنا الشيخ تفطن ان هذا الذي امامه هو نفس الشخص الذي كان يتعارك مع الرجل الملثم في السوق والدليل الدم الذي يظهر فوق قميصه بشكل واضح.. وعلم عن ماذا يريد سؤاله.
#يتبع
Sali Sila