رواية الهروب من المكتوب الفصل التاسع 9 بقلم سالي
#الهروب_من_المكتوب. 9
كان الذهول ينتاب الجميع في تلك اللحظة. من اين حط ذاك الملثم في لمحة البصر...؟! الذي انقذ الشيخ في آخر ثانية من موته المحتم على يد عامر الظالم.
وفي تلك الأثناء حضر هاشم بسرعة عندما رأى الجمع ملتف حول رجل منبطح على الارض فهو الوحيد الذي كان متأخرا عن الاحداث الاخيرة التي وقعت.
_مالذي حدث هنا ياوالدي ومن هما هذان الشخصان..
في تلك اللحظة نزع الملثم القناع عن رأسه وصرخت نورة صرخة مدوية.
_بااابااا
وذهبت تختبىء وراء الشيخ.
_هل خفتي من والدك الآن يانورة ولم تخفي من ربك يوم دنست شرفك وشرفي في الوحل.
لما فعلتي ذلك بوالدك وبنفسك..؟!
لماذا طأطأتي رأسي امام عشيرتي وانا الذي حسبتك عاقلة وناضجة كل هذه المدة... لماذا.؟!
كنت دائما اتباهى بك امام الجميع ان لدي إبنة كبرت واصبحت عروسة.
لماذا حرمتني ان اعيش فرحة ان آخذك بيدي لعريسك..؟!
_انت السبب لكل مايحدث لي الان ياابي.. انت الذي تركتني في عز إحتياجي وعوزي لمن يسمعني لمن يطبطب على كتفي عند وجعي..
احيانا اظنك انك تنتقم مني لأن والدتي توفت وتركتني لتتكفل بتربيتي بمفردك..
انا ياأبي كنت ابكي ولااحد يعلم مالذي يحزنني . وكم من ليالي مرت وانا اغطي وجهي بالرداء من كثرة الخوف ولااستطيع حتى ان ألجأ للإختباء مابين ضلوعك مثل مايفعلونه باقي الاطفال لانك لم تعودني على ذلك.. عشت وحيدة اتكفل نفسي بنفسي لوحدي من كل شيء يصيبني حتى من تنمر الاولاد لي.
انت اكملت ياابي حياتك ونسيتني وراءك. لذا تعبت من تحمل التجاهل والبرود في التعامل من قبل الجميع حتى زوجتك تلك التي تفضل اولادها في كل شيء عني...وماذا تريدني ان افعل ياابي بعد كل هذا..؟ لجأت بدون وعي مني إلى اول من أسمعني كلاما حلوا لمن يفهمني وينصت إلى كلامي حتى وإن كان تافها إلى من ينسيني الجفاف الذي اعيشه منذ وفاة امي.
اقتلني ياابي وخذ بعارك مني فانا اصبحت لااخاف الموت لانني تذوقته قبلا
في تلك الاثناء إقشعر بدن صابر وظن ان والد نورة سينفذ بالفعل طلبها فارتمى مابين ذراعيها. وهو يقول
_سأقتل لكل من يلمس منك شعرة هذه المرة حتى وإن كان والدك.
_تعال يابني سآخذك للداخل. ودع الكبار يتحدثون مع بعضهم البعض
_لن اتزحزح من هنا ياابي حتى تأتي معي نورة هي كذلك للداخل.
_لا ياصغيري لن افعل لنورة شيء. فهي إبنتي...
ولو كنت اريد بها شرا رغم سوء فعلتها لما تركتها تقتل على يد من أختيروا لكي يحضرونها ميتة او حية لينفذ عليها الحكم .. ولما تتبعت خطواتها منذ لحظة هروبها لكي انقذها من ايديهم... ولما اصبحت مجرما كهذا اليوم من اجلها لأقتل قريبي الذي هو من دمي ولحمي عامر.
ولكن يانورة لم اتوقع قط انك تحملين كل هذا الشعور المظلم بداخلك.. فانت إبنتي البكر وقرة عيني. وفيك من رائحة والدتك التي تصبريني على قهر فراقها.. وإن إنشغلت عنك في العمل فهذا بسبب قسوة كسب الرزق.وإن كان على إهتمامي الزائد بإخوانك فهم مازالوا صغارا فمن يهتم بهم غيري وإن خانني التعبير يوما فهذا لايعني اني لااحبك. بل بالعكس فلك من قلبي الحصة الاكبر.
_والله اخبرتها يااخي قبلا ان لااحد يكره ابنائه. ولكن كل مافي الامر ان إبنتك حساسة اكثر من اللازم. و للاسف كانت ردة فعلها بظلم نفسها... تعال يااخي لندخل للداخل ونكمل حديثنا ونجد الحل في إنقاذ إبنتك.
_شكرا ايها الشيخ الفاضل فلو لم تكن إنسانا طيبا ومدح الجميع فيك بعد السؤال عنك من جيرانك لما تركت إبنتي تمكث هذه الأيام عندكم. فمنذ ان وطأت قدمها على هذه الارض وانا اتتبع خطواتها لكي احميها من بعيد فليس بيدي حيلة لأعيدها إلى الديار. فهي بذلك ستلقى حتفها مثلما تلقى حتفه خالد الذي اخطأ معها ونال عقابه رغم انها لها نصيب بما فعل به لأنها وافقته أيضا على نفس الإثم.الذي عوقب به.
_ماذا تقول ياأبي..
لاتقول ذلك.!! انت تكذب علينا..
خالد قتل ؟؟!.. غير ممكن
ليس هو كذلك
ايعقل ان افقدهما الإثنان معا في آن واحد... إبني والذي سيصبح زوجي مستقبلا..
ابي إنه يريد ان يخطبني منك هذه الأيام.. لماذا تركتهم يقتلونه..؟!
لااا لااا هذا ظلم.. خااالد... خااالد
بعدها سقطت نورة مغشية تحت وطأة الصدمة.. فهي لم تتوقع قط ان يقتل حبيبها بهذه السرعة.. حينها حملها والدها للداخل ولحق به الجميع تاركين الجثة وراءهم تنام على بركة من الدم.
وضع والد نورة إياها على السرير بينما هاشم وصابر يحاولان إفاقتها برش الماء على وجهها في تلك الاثناء طلب والد نورة من الشيخ ان يتكلمان على إنفراد. وبعد بضع دقائق عادا فوجدا نورة قد عادت لوعيها وهي تبكي بمرارة وصابر يضمها ويحاول ان يخفف علنها حزنها.. ففي تلك الاثناء اخرج والدها السكين من جديد الذي مازال اثر دماء عامر باقية عليه وتوجه صوب إبنته..
#يتبع
Sali Sila