رواية ليلي الفصل التاسع عشر 19 بقلم حنان عبد العزيز


 رواية ليلي الفصل التاسع عشر 19 بقلم حنان عبد العزيز 


ليلى 19 

: يعنى اي انتى مش أمى 

نظرت الى الأرض بدموع: سامحنى يا ولدى 

هتف بسخريه ودموع: ولدك اي بجا ما خلاص الحجيجه بانت يعنى انا بن حرام يا جدى ازاى ازاى 

نظر اليه الجد بحزن: وفى حجيجه كمان يا ولدى 

نظر اليه يذيد بترقب وصدمه ليكمل الجد بحزن: ليلى... 

ولكن قاطعهم دلوف سيف وليلى الى المكتب نظرت اليه ليلى بحزن فهو يبدو حالته انه لا يبشر بخير وصوت صراخه الذى ملئ المكان أيضا دفع ليلى وسيف للدخول للإطمئنان عليه 

نظر يذيد الى جده بدموع: ليلى مالها يا جدى كمل 

نظرت ليلى الى جدها بدموع ونفى فهى تخاف ان يخبره جدها الحقيقه فهو الآن ليس حمل صدمه اخرى تكفى صدمه والدته التى حتماً ستلهبه، لتنظر الى جدها بدموع ورجاء الا يكمل ليتنهد الجد بقله حيلته ويهتف بضيق: ليلى الماذون هيجى ويطلجها النهارده علشان تتجوز سحر 

اخذت ليلى نفسها براحه سرعان ما انقبض قلبها مره اخرى بالم ودموع عقب استيعاب كلمات الجد مهلاً هل حقا ستطلق منه الليله اى نار تلك تكويها بداخل قلبها وتحرقها هل حرقته تلك اللكلمه ايضا مثلما حرقتها ولكن بعد كلماته التى هتف بها بجمود عرفت ماذا شعوره

: ماشى يا جدى 

هتف بها بجمود وخرج من المكتب متوارى الانظار عن الجميع الذين يتابعون خروجه بحزن وندم شديد 

سيف بصراخ لوالدته: حرام عليكى دا مش بيفوج من الى بيحصله ليه اكده لييه 

نظرت اليهم سيده بدموع: غصب عنى كنت بحب ابوك جوى جوى مكنتش عايزاه يهملنى وااصل وولدى ولدى كان مات مكنتش لاجيه غير الحل دا علشان اعيش حياه عاديه بيناتكم جدك لو كان درى ان ولدى مات وليه حفيد من واحده تانيه كان هيجوزها لابوك بس انا حبيت يذيد زى ولدى واكتر يذيد ولدى انى مش ولد حد تانى 






لتضع يدها على وجهها وتنهار باكيه بشده، حتى شعرت بيد تطبط على ضهرها وتضمها الى حضنها برقه وخفوت لم تدرى من الشخص ليذيد بكاؤها بندم: حجكم عليا بس هاتولى ولدى يذيد انا مهجدرش اعيش من غيره واصل مهجدرش 

ضمتها ليلى اليها اكثر بدموع وقلب يدمى على حال تلك الأم المكسوره: اهدى يا طنط يذيد هيهدى وهيكلمك والله هو ملوش غيرك انتى أمه 

نظرت سيده الى ليلى بدموع ورجاء: كلميه يا بتى هو بيحبك بيعشجك مش هيكسرلك طلب خليه يسامحنى هو ولدى انا الى ربيته وكبرته وعلمته ووكلته انا مليش غيره هو واخوه فى الدنيا 

هدات ليلى على كتفها بدموع: متخافيش يا طنط والله هيكلمك من تانى وهيحبك الام الى بتربى وبتهتم مش الى بتولد وانتى ادتيه كل الحب والحنان علشان لما تكبرى تتسندى عليه يذيد قلبه مش قاسى يا طنط والله هو بيحبك اوى وملوش غيرك فى الدنيا دى 

نظرت اليها سيده بدموع وندم: حجك عليا يا بتى ظلمتك كتير كانت غيرتى لولدى عاميانى مشوفتش طيبه جلبك ولا زينه عجلك يا ست البنات حجك عليا 

قبلت ليلى رأسها بهدوؤ: انتى الى حقك عليا يا طنط والله انا عارفه ان كل الى عملتيه كان قلب ام عايزه تشوف ابنها احسن واحد فى الدنيا ومزعلتش منك خالص دا انا بعدت عنك الفتره الى فاتت بس علشان متضايقيش من وجودى بس لكن انا عمرى ما كرهتك انتى تتشالى فوق الراس والله 

ابتسمت لها سيده بهدوؤ بعد كلمات ليلى التى طيبت بخاطرها قليلا، ليهتف الجد بهدوؤ: خدى يا ليلى مرت عمك على اوضتها تهدى، وانت يا سيف تانى مره متعليش صوتك على امك اكده اتاسف ليها 

نظر سيف الى ولدته بحزن وندم: انا اسف يا اما غصب عنى لما شوفت اخوى اكده مجدرتش امسك حالى انا آسف 

هتفت ليلى بعتاب وهى تمسك يد سيده بهدوؤ: مامتك اكتر واحده مجروحه هنا يا سيف يذيد على الأقل عاش معاها كأم 30 سنه لكن هى ابنها اتوفى وعايشه بقالها 30 سنه مع الاحساس دا ودلوقتى الى اعتبرته اكتر من ابنها زعلان منها اكيد كل دا مش هين عليها دى أم ومهما عملت ليها مكانتها الحلوه الكبيره الى محدش يقدر يقف قصادها حتى بكلمه 

نظرت اليها سيده بدموع وندم وهى تهتفت بداخلها: ياااه يا سيده جد اي كنتى ظالمه البنته دى جلبها كيف التوب الابيض وباين عليها حبها لولدك وابنك كمان بس بيكابروا يبجا احاول اعمل حاجه اعوضها عن المرار الى شافته معايا 

سندت سيده على ليلى ليصعدوا الى غرفتها بينما امر الجد ان يذهب ويبحث عن يذيد ويبقى معه.... 






وقفت فى الشرفه بقلق ودموع وهى تنتظره ولكن دون جدوى فقد تخطت الساعه الرابعه فجرا وهو لم ياتى الى الان كان تقف فى شباك غرفتها ولكن بدا القلق ينهش قلبها لتهتف بتوتر: لا بقا مش هقدر اسكت اكتر من كده 

لتلف الحجاب على رأسها بعشوائيه وتمسك هاتفهها وتتجه الى الاسفل بقلق وخوف، نزلت الى الصاله وهى تبحث بعيونها لتجد الخادمه وهى تمر من المطبخ لتهتف اليها بسرعه: هنيه استنى 

نظرت اليها هنيه باستغراب: ست ليلى وه اي الى مصحيكى بدرى اكده 

هتفت بسخريه: انا منمتش اصلا المهم معاكى رقم سيف علشان ضاع منى بس ضرورى 

هتفت هنيه بسرعه: ايوه فى الكتالوج جمب التليفون الارضى هجبهولك 

منعتها ليلى: لا لا روحى شوفى شغلك وانا هجيبه متتعبيش نفسك 

لتتجه الى الكتالوج وهى تبحث بتوتر عن الرقم بسرعه لتجده وتهاتفه لياتى الرد اخيرا وهتفت بسرعه وقلق: الو سيف انتوا فين اتاخرتوا اوى 

هتف سيف بتعب: لحد ما اقنعته يجى احنا قدام السرايا اهو بس افتحى لينا الباب علشان محدش يصحى اصل هو فى حاله مش كويسه 

نفخت ليلى بغضب لنفسها: اكيد البيه شارب اصله ميعرفش ان دا حرام وقت ما يتعصب يروح يشرب ودينه وصحته فى السلام ماشى يا يذيد ماشى 

لتغلق الهاتف وتتجه نحو الباب بسرعه لتفتحته ثوانى وفتحت عيونها من الصدمه: اي الى انت عامله فيه دا 

نظرت الى وضع يذيد المربط يديه ورجله وفمه ايضا ويحمله اثنين من الرجال وسيف معهم ايضا لينظر يذيد اليها بضيق وغضب بينما هى تقف امامهم بصدمه واستغراب، ليهتف سيف بضيق: اعمل اي مكنش هيجى غير بالطريقه دى 

ابتسمت ليلى على منظره لتلاحظ نظراته الغاضبه عليها لتعقد حاجبيها بأستغراب وهى تهز راسها بعدم فهم من نظراته الغاضبه ليشير بعيونه وحاجبيه الى شعرها الظاهر قليلا من الحجاب بتوعد لتحمحم بخجل وهى تلم خصلاتها التمرده وتسمح لهم بالدخول، ليقوموا بايصاله الى غرفته وهى تتابعهم بينما هو يتحرك بغضب، لينظر سيف الى ليلى باسف: انا اسف يا ليلى بس العمر مش بعزقه يا مرات اخوى 






لتعقد حاجبيه باستغراب سرعان ما فهمت عندما غادر سيف سريعا من الغرفه وهو يغلق الباب خلفه سريعا بالمفتاح لتنظر اليه ليلى بغضب: سيف استنى متقفلش انا عايزه اروح اوضتى 

ولكن فات الأوان ليغلق الباب دون اى رد منه لتنفخ بضيق: والله حرام بقا انا عايزه انام 

شعرت بحركه خلفها لتستدير بقلق وهى تنظر اليه بضيق: انا مستحيل انام هنا على فكره اتصرف بقا وطلعنا من هنا بسرعه 

لينظر اليها بغضب وهو يشير الى نفسه وهى تهز راسها بغباء: مش فاهمه اعمل اي 

ليغمض عيونه بقله صبر وهو يشير الى نفسه بغضب لتفهم اخيرا: ااه ااه افكك معلش اسفه نسيت بس 

لتتجه اليه سريعا وتقوم بفك يديه بسرعه وتوتر بينما هو اغمض عيونه من غباؤها وهى لم تزيل الاصق من فمه، لتفك يديه اخيرا ويقوم بنزع الاصق بضيق وهو ينظر اليها بغضب: انتى بجد بتفكرى ازاى انتى عيله صغيره والله 

نظرت اليه بضيق: انت بتشتم ليه دلوقتى بدل ما تشكرنى انى ساعدتك اصلا 

نفخ بضيق وهو يزيحها من جانبه ليفك قدمه: اوعدى اكده هبابه خلينا افك حالى 

لتقف بضيق وهى تعقد ذراعيها بغضب بينما هو انتهى من فك وثاقه اخيرا ليتجه الى الحمام لتنظر اليه بغضب: انت رايح فين لو سمحت خرجنى من الاوضه دى 

نفخ بضيق: الباب عندك لو شايفه فيه طريجه يتفتح بيه جوليلى 

ليتركها ويتجه الى الحمام لتدبدب بقدمها الأرض بغيظ وتجلس على الكنبه بضيق وهى تحدث نفسها: انا خايفه اضعف قدامه بجد انا بحبه بس مش عايزه ابينله كده لازم احافظ على كرامتى بقا مش كده 

لتتنهد بتعب وجلست مكانها حتى سمعت فتح باب الحمام لتوجه انظارها لتراه يخرج ببنطلون قطنى فقط بدون تيشيرت ويده المصابه بشاش، لتغمض عيونها تتحكم بسيطره ضربات قلبها حتى سمعت جلوسه على السرير بهدوؤ لتهدا ضربات قلبها بانه سينام الان لكن مره وقت طويل ولم ينام فهمت سبب استيقاظه، لتتنهد بهدوؤ وتتجه لتجلس بجانبه وهو مازال نايم بظهره وينظر الى السقف، لينظر اليها باستغراب: خير 






تنهدت بهدوؤ: سامحها كان غصب عنها لما واحده بتحب واحد بتعمل اى حاجه علشان يبقا معاها وهى كانت بتحب ابوك اوى والى عملته دا من حبها فيه وكانت خايفه ابوك يسيبها فى يوم لا حبت فلوسه ولا حاجه عارفه انها غلطت لما خدتك من مامتك الحقيقه بس كانت لحظه شيطان اللحظه دى انت عمرك ما حسيت بيها صح، كان مممكن بكل بساطه تعتبرك ابن الى كان جوزها بيحبها وتعاملك معامله وحشه بالعكس دا كل الى هنا شايف حبها الكبير ليك حتى اكبر من حبها لسيف ابنها بحجه انك ابنها البكرى الكبير الام الى بتربى يا يذيد وبتاكل وبتهتم وبتعلم كام مره شوفت فى عنيها نظره خوف ليها ليك كام مره كان قلبها هيقف من الوجع علشان لو شافت نقطه دم بس منك او اتعورت حتى الى كانت بتعمله معايا علشان بتحبك ومش عايزه قلبك يتظلم معايا ومع اختى مامتك بتحبك اوى يا يذيد حب ممكن مامتك الحقيقه مكنتش هتحبك كل دا واذا كانت مخبيه عليك فدا مش علشان خايفه تطلعوها من البيت والقصر دا لا مامتك عندها اراضى وبيوت كتير من ورث ابوها بس عى خبت علشانك انت علشان قلبك دا عارفه ان الموضوع صعب وكبير عليك بس لو فتحت قلبك هتلاقى مش هيعرف يكرهه امك وانت مش ظالم ولا قاسى يا يذيد ولا هترضى بالظلم كمل حياتك وزور مامتك فى القبر وادغى ربنا ليها بالجنه انت عندك مامتين واحده مستنياك على باب الجنه والتانيه لو رضيتها وريحت بالها هيوصلوك الاتنين بايديهم للجنه... 

انهت كلماتها للتجه الى الكنبه وتتمدد عليها بهدوؤ تاركه الاخر غارق فى كلماته وافكاره وصراعاته مع نفسه 


فى الصباح.... 

نظر الجد خلفه ليجد ليلى تسند سيده ينزلون الى الاسفل لتجلس معهم على المائده نظر الجد الى ليلى بابتسامه خافته لترد له نفس الابتسامه، جلست سيده وبجانبها ليلى بسعاده: اقعدى يا طنط اخيرا نورتى الاكل بيبقا وحش اوى من غيرك والله 

ابتسمت لها سيده بطيبه: تسلمى يا بت الاصول 

هتفت سحر الجالسه بسخريه: كده ضمنا ان يذيد مش هيفطر هنا اخد انا بقا فطارنا ونفطر بره لوحدنا يا طنط 

نظرت سيده الى الاكل بدموع بينما كادت ليلى ان تصرخ بها بغضب ولكن قاطعهم صوت يذيد بجمود: ومفطرش مع امى ليه يا سحر 







نظر الجميع اليه، ليتجه نحو سيده بجمود وهى تنظر اليه بدموع وندم: ولدى.. 

ليقاطعها وهو يقبل يدها بحنان: حجك عليا علشان عليت صوتى يا ست الكل عليكى امبارح اول واخر مره مش هزعلك تانى واصل 

قبلت يده بدموع: سامحنى يا ولدى حجك عليا متهملنيش انت راجلى وسندى انت واخوك فى الدنيا 

ليقبل يذيد راسها بحنان: وانتى ست الكل بتاعتنا انتى امى الى ربتينى وكبرتينى وعرفتينى الصح من الغلط مش هنسى يدك لما بعتى غوايشك علشان اخد شقه فى القاهره جريبه من عمى من ورا ابوى وجدى مش هنسى امى الى علمتنى اسامح واغفر ومش اول ما اعصى هعصيكى يا امى ربنا ما يحرمنا منك 

لتضمه سيده ببكاء: ولا يحرمنى منك يا ولدى يا زينه شباب النجع كلاته 

ليضمها اليه بدموع تحت تاثير الجميع ودموعهم من الموقف الا سحر التى تنفخ بضيق وسخريه، بينما يذيد وقع نظراته على ليلى التى تنظر لهم بفرحه ودموع وكانه يشكرها على كلامها بالأمس لتبتسم بهدوؤ وتصمت 

قاطعهم سيف بمرح: كله يذيد يذيد مفيش سيف اكده خالص 

ابتسمت سيده بفرحه: ربنا يحفظكم ليا انتوا رجالتى وعزوتى 

قاطع فرحتهم دلوف المأذون ليبتسم يذيد: اتفضل يا شيخنا 

ابتلعت ليلى ريقها بخوف ها قد حان وقت النهايه الآن جاء المأذون ليحصل الطلاق بينهم لتغمض عيونها بدموع  مستسلمه للامر الواقع 


حنان عبد العزيز 

#حكايات_حنون 

                         الفصل العشرون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×